6 ـ أن التحاكم إلى غير الله ورسوله تحاكم إلى الطاغوت، لقوله: { {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} }.
7. أن التحاكم إلى غير الله ورسوله كفر، وتؤخذ من تكذيبهم دعوى الإيمان في قوله: { {يَزْعُمُونَ} }؛ لأنهم لو كانوا مؤمنين ما أرادوا التحاكم إلى الله ورسوله.
8. أنه إذا كانت إرادة التحاكم إلى الطاغوت مخرجة من الإسلام فالتحاكم إليه فعلاً من باب أولى، فمن كان يهوى ويريد أن يكون التحاكم إلى الطاغوت ـ وإن لم يتحاكم إليه ـ فإنه ليس بمؤمن، فكيف بمن حقق هذه الإرادة وتحاكم إلى الطاغوت فعلاً؛ ولهذا قال الله تعالى في آية أخرى: { {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا *}} [النساء: 65] قيود عظيمة ومؤكدة. {{حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}} وهذا الفعل، {{ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ}} أي: لا يجدوا ضيقاً فيما قضيتَ.
9 ـ أننا مأمورون بأن نكفر بالطاغوت، لقوله: {{وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} } [النساء: 60]، ولا يتم إيماننا إلا بالكفر بالطاغوت؛ لقوله: { {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}} [البقرة: 256]، فلا بد من الكفر بالطاغوت، وإلا لم يصح الإيمان بالله.