تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 80

الموضوع: النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية

  1. #1

    Lightbulb النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    النصيحة الودية

    لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية

    ******************

    فهرس


    مقدمة


    إضاءة على الطريق


    الشرك بالله تعالى


    معنى التوحيد


    الظهور والتجلي


    إنكار الأسماء والصفات


    التوسل البدعي


    العقول العشرة


    تفضيل الأئمة على الأنبياء والرسل


    إنكار موت الأئمة


    الترحم والاستغفار للمشركين والتوسل بهم


    البناء على القبور وتجصيصها


    غرائب وعجائب


    كلمة من القلب



    ******************


    الحمد لله رب العالمين

  2. #2

    افتراضي رد: النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية


    بسم الله الرحمن الرحيم

    مقدمة

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ،
    ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ،
    ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ،
    ومن يضلل فلا هادي له ،



    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،

    وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ،


    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ
    وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
    [1] ،



    { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ
    وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء
    وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ
    إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }
    [2] ،



    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً *
    يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
    وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }
    [3] .




    أما بعد :
    فإن أصدق الحديث كتاب الله ،
    وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ،
    وشر الأمور محدثاتها ،
    وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ،
    وكل ضلالة في النار [4] .




    من المبادئ التي حث عليها الإسلام ،
    وأرسى قواعدها في النفوس الأخوة الإيمانية والمودة والمحبة ،



    قال تعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } [5]


    وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :


    " إنما المؤمنون في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد ،
    إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى "
    [6]



    ولا شك أن من لوازم الأخوة الإيمانية ،
    ومقتضيات الجسد الواحد ،
    التناصح والتواصي بالحق .




    كما أكد القرآن ذلك في سورة العصر ،


    وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :


    " الدين النصيحة الدين النصيحة " [7]
    وكررها ثلاث مرات .



    وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :

    " لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يحب لنفسه " [8]


    وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يبايع الصحابة – رضي الله عنهم –

    على النصيحة لكل مسلم .



    واستشعاراً لذلك الأمر العظيم أحببت أن أقدم نصيحة ودية من أعماق قلبي

    لمن انخدع من عامة الناس بالمذهب الإسماعيلي

    وهم لا يعلمون حقيقته وخفاياه ، وأسراره التي يكتمها دعاته .



    وحيث أنه قد أصل في نفوسهم ،

    أن كل ما يُقال عن مذهبهم من قبل الآخرين ، كذب وزور وبهتان ،

    رأيت أنَّ أنسب طريقة لإقناعهم عرض الكتاب العمدة في ظاهر مذهبهم ،


    على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم

    وذلك الكتاب يُسمى ( صحيفة الصلاة ) [9] ،

    والمطبوع في حيدر آباد بالهند سنة 1390 هـ،


    وهذا الكتاب – كغيره من كتب أهل البدع – غير مسموح بطبعه ،

    أو بيعه ، أو تداوله ، إلا أنه يُهرّب إليهم بطرق غامضة ،

    فلا يخلو منه بيت من بيوتهم ،


    ويعظمونه ، ويحافظون عليه أشد من محافظتهم على القرآن الكريم


    فالقرآن في مساجدهم موضوع على كل رف ، وفي متناول الجميع ،

    أما صحيفة الصلاة في محفوظة في البيوت ،

    ومن شدة محافظتهم عليها يلفون عليها القماش النظيف أكثر من لَفَة ،

    والبعض يخصص لها حقيبة ، ولا يُسمح لأحد من غيرهم بالاطلاع عليها ،

    وقد بلغ ثمنها ستمائة ريال تقريباً مع العلم أنها مجلد واحد ،

    ويتكون من 687 صفحة .


    وما ذلك إلا لاعتقادهم :

    أن كل الكتب قد نالها التحريف والتبديل ما عدا صحيفة الصلاة ،

    فمن اعتقد بما فيها ، وصدقه وطبقه عملياً ، دخل الجنة بسلام ،

    وليس في ذلك عندهم شك ولا ريب .


    وبعد قراءتها قراءة متأنية عدة مرات ،

    وعرض بعض ما فيها على كتاب الله تعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،

    وجدت فيها أخطاءً كثيرة جداً ولعلي لا أتجاوز الحقيقة إذا قلت :

    إن كل صفحة لا تخلو من خطأ أو أكثر

    ووجدت فيها أيضا غرائب وعجائب لا يصدقها العقل ، ولا يستسيغها

    وبعضها تقشعر منها الأبدان ،


    ثم ركزت على الأهم فالأهم ، وبينتُ تلك الأخطاء بالعنوان ورقم الصفحة ،

    ونقلتها بالنص ، من دون تحريف أو تبديل ، حتى لا يبقى للمشككين حجة .


    والدعاوى ما لم يُقيموا عليها *** بينات أصحابها أدعياءُ


    ثم بينت مخالفة تلك الأخطاء للعقيدة الصحيحة

    المستمدة من القرآن الكريم ، والسنة النبوية الصحيحة ،

    بأحسن الألفاظ ، وألطف العبارات ، ما استطعت إليه سبيلاً [10] .


    وقد وجدت أن مؤلفها يذكر بدهاء بعض عقائدهم السرية الباطنية

    بألفاظ موجزة ، وإشارات خفية ، وعبارات مبهمة ،

    بحكم أنها مؤلفة - أصلاً – لطبقة من أتباعهم ،

    لا ينبغي لها معرفة تلك العقائد السرية الباطنية ،

    فاضطررت إلى الرجوع إلى بعض كتبهم العقدية المشهورة

    التي تُدرّس في حلقاتهم ، وأماكنهم السرية ،


    مثل كتاب ( كنز الولد ) للداعي إبراهيم بن الحسين الحامدي ،

    وغيره من كتبهم ، لشرح أقوال الهندي في الصحيفة وبيانها .



    وسميت هذا الكتيب

    ( النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية )،


    مع العلم أني لست ممن يكتب أو ينقد هذا المذهب وهو بعيد عن المذهب وأهله ،

    ولا يعرف واقعهم ، فيتهمهم بما ليس فيهم ،

    فأنا من قبائلهم ، وممن عايشهم ، ويعرف واقعهم ،

    وكما يقال : أهل مكة أدرى بشعابها .


    وأملي ورجائي الشديدين ممن انخدع بهذا المذهب

    أن يقرأ هذا الكتيب الذي هو نبضات قلبي ،

    فقد سكبت فيه مشاعر الصدق والإخلاص وأن يتجرد عن الهوى ،والأحكام المسبقة ،

    والتعصب الممقوت ، للرجال والأقوال والأفكار [11] ، بغير حجة ولا بينة ،

    وألا يكونوا ممن وصفهم الله تعالى بقوله :

    { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوامَا أَنزَلَ اللّهُ

    قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا

    أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ } [12] .


    تعرى من الثوبين من يلبسهما *** يلقى الردى بمذمةٍ وهوان

    ثوبٍ من الجهل المركب فوقه *** ثوب التعصب بئست الثوبان

    وتحلَّ بالإنصافِ أفخر حلةٍ *** زينت بها الأعطاف والكتفان


    وأن يكون هدفهم اتباع الحق ، الذي دلَّ عليه الكتاب والسنة

    فيسيرون مع الحق حيث كان ،

    فلو سألتهم : لماذا أنتم ملتزمون بهذا المذهب ؟

    لقالوا : إنه الحق .

    إذاً لو اتضح لكم أنه باطل ،

    ومخالف للقرآن والسنة ،


    وأن الحق هو خلاف ما أنتم عليه ،

    فهل أنتم تاركوه ومتبعون للحق ؟!!




    فإن قالوا : نعم


    فهذا ما أرجوه والحق أحق أن يتبع كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :

    " الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها " [13] .


    وقد بعث الأمل في نفسي أن هناك أُناساً منهم

    لا يزال فيهم خير ويعظمون القرآن والسنة ،

    وحري بهم اتباع الحق إذا اتضح لهم .


    وقد استعنت بالله عز وجل في كتابة هذه النصيحة الودية ،

    بياناً للحق وإقامة للحجة ، وبراءة للذمة

    عسى الله أن ينفع بها كاتبها، وقارئها


    يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

    وأسأل المولى عز وجل أن يفتح بيننا وبين قومنا بالحق ،

    وهو خير الفاتحين ،



    وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ،

    ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .



    " اللهم رب جبرائيل ، وميكائيل ، وإسرافيل ،

    فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ،

    أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ،

    اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك ،

    إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " [14] .


    وصلى الله وسلم على رسولنا وحبيبنا وقرة أعيننا

    محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

    `````````````````````````````
    [1] / [آل عمران : 102] .
    [2] / [النساء : 1] .
    [3] / [الأحزاب : 70-71].

    [4] / هو حديث لجابر رضي الله عنهما مرفوعاً ، رواه مسلم ( 2 / 592 ) ،
    ( 867 ) كتاب الجمعة : باب تخفيف الصلاة والجمعة .

    [5] / [الحجرات : 10].

    [6] / رواه مسلم في البر والصلة والآداب برقم ( 4685 ) ،
    وفي أحمد مسند الكوفيين برقم ( 17648 ) ، ( 17654 ) .

    [7] / رواه مسلم ( 55 ) ، وأبو داود ( 4944 ) ، والنسائي ( 7 / 156 ).
    [8] / البخاري ( 1 / 53 ، 54 ) ومسلم ( 45 ) .

    [9] / وهو من تأليف المنصوب سيد نصر الله بن هبة الله بن فتح الله الهندي .

    [10] / وقد وجدت أن طبعات الصحيفة تختلف ، فيتغير رقم الصفحة أحياناً ،
    إلا أن العنوان مطابق تماماً فإذا قلت مثلاً :
    قال الهندي في صحيفة الصلاة قضاء الحوائج ص 272 ،
    فإذا لم تجده أخي الكريم – في الصفحة المشار إليها فارجع إلى العنوان
    – صلاة قضاء الحوائج – من خلال الفهرس ، ثم اقرأ حتى تجد الكلام المنقول ، وهكذا .

    [11] / التقليد الأعمى عند قبائلنا : فمن سماتهم التقليد الأعمى للدعاة الذين زعموا أنهم أولياء لله فقلدوهم في أقوالهم وأفعالهم .
    وقلدوا آباءهم وأجدادهم الذين ساروا على هذا المذهب .
    حتى إذا اتضح الحق لأحدهم بأدلته الشرعية فإنه يصعب على نفسه ترك مذهبه ( مذهب أبيه وجده ) ويعتبرون ذلك عاراً.

    [12] / [البقرة : 170]
    [13] / سنن الترمذي باب العلم برقم ( 2903 ) .

    [14] / هو حديث أخرجه مسلم ( 1 / 534 ) ، نص الحديث :

    ( اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ،

    أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ،

    اهدني لما اخْتُلِفَ فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) .

    الحمد لله رب العالمين

  3. #3

    افتراضي رد: النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية

    إضاءة على الطريق :


    أهم أسباب السعادة في الدنيا ، والفوز والفلاح في الآخرة ،

    الاعتصام بالله تعالى ، والاعتصام بحبله ، فلا نجاة إلا لمن تمسك به ،

    قال تعالى : { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا } [1].

    واعتصام الجميع بحبل الله تعالى عده علماء الإسلام من أعظم أصول الإسلام .

    ومما عظمت وصية الله تعالى به في كتابه الكريم ،
    ومن ذلك قوله تعالى :


    { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ

    وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ

    ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
    [2].



    وتأكيداً لذلك الأمر العظيم ، حذرنا المولى سبحانه ،

    من الوقوع فيما وقعت فيه الأمم السابقة من الاختلاف والتفرق



    فقال تعالى :

    { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا


    مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [3].


    والمتأمل في أحوال الأمة الإسلامية ،

    يجد أنهم فرقوا دينهم وصاروا شيعاً، وجماعات ،

    كل حزب بما لديهم فرحون .

    وذلك مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم
    الذي لا ينطق عن الهوى :



    " ... وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة ... " [4]


    ومع وجود ذلك الاختلاف والتفرق ، الذي مزق الأمة شر ممزق ،

    يبقى بعض الناس – وخصوصاً العامة ومن لم يتزود بالعلم الشرعي –

    في حيرة من أمره ،

    وهو يشاهد الافتراق والتطاحن الشديد بين طوائف الأمة وفرقها ،

    فهذه الفرقة تفعل كذا وتقول : بأنه سنة مؤكدة ،

    والفرقة الثانية تقول : بأنه بدعة منكرة ،

    وفرقة تفعل كذا ، وتقول : بأنه توحيد وإيمان ،

    وفرقة أخرى تقول : بأنه شرك وكفر ... وهكذا ،

    ويصل الأمر أحياناً إلى التكفير والتبديع ،
    وسل السيوف وسفك الدماء .



    فعند هذه الحالة ما المخرج من هذه الفتنة ؟

    وما الحل عند هذا الاختلاف ؟


    لا شك أن الله سبحانه وتعالى بلطف منه ورحمة
    – وهو أرحم الراحمين –


    لم يتركنا هملاً ، بل رسم لنا الطريق الصحيح ،
    لمعرفة المصيب من المخطئ ،


    وأرشدنا إلى كيفية معرفة الحق من الباطل والهدى من الضلال،

    والسنة من البدعة .


    فإذا وقع بين المسلمين ، في أن هذا الشيء بدعة أو غير بدعة ،

    أو مكروه أو غير مكروه ، أو محرم أو غير محرم ، أو غير ذلك .


    فاعلم – رعاك الله –أنه قد اتفق المسلمون من عصر الصحابة
    – رضي الله عنهم –



    إلى عصرنا الحاضر ،
    أن الواجب عند الاختلاف في أي أمر من أمور الدين ،


    هو الرجوع إلى كتاب الله سبحانه وتعالى ،
    وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،


    كما أرشدنا إلى ذلك الله سبحانه وتعالى فقال عز من قائل

    { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ

    إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }
    [5] .

    ومعنى الرد إلى الله سبحانه وتعالى الرد إلى كتابه العزيز
    عند الاختلاف والتنازع .



    ومعنى الرد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ،

    هو الرد إليه في حياته ، والرد إلى سنته بعد مماته ،


    ومن ذلك قوله تعالى :

    { وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا

    وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }
    [6]


    وقوله تعالى :


    { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ

    ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ

    وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
    [7].


    فالرد عند التنازع والخلاف إلى القرآن والسنة ،

    هذا مما لا خلاف فيه بين جميع المسلمين ،


    وعليه فليس لأحد من البشر أن يقول:
    إن الحق ما قاله الشيخ الفلاني ،



    أو ما قاله الداعي الفلاني ،
    أو سيدنا فلان ، أو مولانا فلان



    أو إن الحق ما وجدت عليه آبائي وأجدادي ،


    بل الواجب على كل أحد ،

    أن يرد ما اختلفوا فيه إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،

    فمن كان دليل الكتاب والسنة معه فهو الحق ، وهو الأولى بالاتباع ،

    ومن كان دليل الكتاب والسنة خلاف قوله أو فعله فهو المخطئ ،

    والمخالف للكتاب والسنة ،

    والواجب على الأفراد عدم الاقتداء بالمخطئ كائناً من كان ،

    والرجوع إلى من كان الدليل معه كائناً من كان ،

    لأنه الذي أصاب الحق ووافقه ،


    وفي هذا الكتاب الذي بين يديك - أخي الحبيب –

    قد عرضت ما في صحيفة الصلاة الإسماعيلية

    على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،

    وما عليك إلا أن تضع ما جاء في الصحيفة وأقوال مؤلفها في كفة ،

    والقرآن والسنة في الكفة الأخرى ،


    ثم انظر إليهما نظرة العدل والإنصاف ، والصدق والأمانة ،

    فإن كان ما في الصحيفة موافقاً للقرآن والسنة فعضَّ عليه بالنواجذ،

    وإن كان مخالفاً فألقه وراء ظهرك واتبع الحق الموافق للقرآن والسنة ،

    ودر معه حيث دار ، وأنت الحكم وبيدك القبول والرد ...


    والله يقول :

    { فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ
    وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا }
    [8].


    أسأل الله العظيم رب العرش العظيم

    أن يرينا وإياك - أخي الكريم - الحق حقاً ويرزقنا أتباعه ،

    ويرينا وإياك الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ،

    إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.



    `````````````````````````````
    [1] / [
    سورة آل عمران الآية: 103 ].
    [2] / [ سورة الأنعام الآية : 153 ].
    [3] / [ سورة آل عمران الآية : 105 ].

    [4] / سنن أبو داود السنة ( 4597 ) ، مسند أحمد بن حنبل ( 4 / 102 ) ،
    سنن الدارمي السير ( 2518 ).

    [5] / [ سورة النساء الآية : 59 ].
    [6] / [ سورة الحشر الآية : 7 ].
    [7] / [ سورة النساء الآية : 65 ].
    [8] / [ سورة يونس الآية : 108 ].


    الحمد لله رب العالمين

  4. #4

    افتراضي رد: النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية

    أولاً : الشرك بالله عز وجل.



    الشرك بالله :

    هو تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله ،

    أي من صرف شيئاً من أنواع العبادة ، التي لا تصرف إلا لله ،

    كالصلاة ، والدعاء والحج، والطواف

    والخوف والرجاء ، والاستغاثة ، ونحوها لغير الله،

    كان مشركاً شركاً أكبر ،

    سواء كان ذلك الغير ملكاً مقرباً ، أو نبياً مرسلاً ،

    أو ولياً صالحاً ، أو صنماً ، أو حجراً، أو شجراً، أو نحو ذلك.




    وبالنظر في كتب الإسماعيلية ،

    نجد أنها تطفح بالشركيات والعياذ بالله ،

    ومنها صحيفة الصلاة التي هي مدار حديثنا ، وموضوع مناقشتنا

    ومن شركياتهم ما يلي:-



    قال الداعي حسن بن هبة الله المكرمي

    كما جاء في صحيفة الصلاة في المخمس

    لسيدهم حسن بن هبة الله ص ( 675 ) قولاً شنيعاً

    – والعياذ بالله – حيث قال :


    " وإن رمتك الليالي البهم بالنوب *** فاهتف بأحمد خير العجم والعرب

    وبالوصي علي كاشفِ الكرب *** فكم حزين يبيت الليل في تعب "


    شرح ألفاظ البيتين :

    النوب هي : جمع نوبة أو نائبة،

    ومعناها في اللغة : ما ينزل بالإنسان من الكوارث والمصائب.


    والهتف في اللغة هو : الدعاء بصوت عال يقارب الصياح ،

    فيقال : هتف به أي صاح به ودعاه .


    ويقال: الهاتف وهو :

    الصوت يُسمع دون أن يُرى شخص الصائح أو الداعي .


    وأحمد : من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم ،

    وعلي : أي علي بن أبي طالب رضي الله عنه .




    وقال الهندي في دعاء صلاة قضاء الحوائج ص ( 272 ، 273 )

    قولاً شركياً شنيعاً حيث قال :


    يا بني المصطفى إليكم إليكم *** في الملمات يفزع المكروب

    يا بني المصطفى لديكم لديكم *** أمل في نفوسنا مطلوب

    أنتم أنتم الغياث إذا ما *** أوبقت ذا الذنوب منا الذنوب

    أنتم أنتم الغياث إذا ما *** حان حين لنا وآن مغيب

    قد خُلقتم من طينة وخلقنا *** نحن منها لكن بنا تثريب

    إن أجسامكم لناشئة الطين *** الذي شق منه منا القلوب



    وأساء الهندي الآخر المنصوب الحاج محمد قسّام

    للرسول صلى الله عليه وسلم وهو يمدحه

    لأنه خالف توحيد الله تعالى بالعبادة

    والذي هو أساس ولب دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم

    حيث قال في صحيفة الصلاة،

    في ختمة قبورية للمؤمنين ص ( 190 ):


    أرى البرق من أرض الحجاز إذا بدا *** يشوقني ذكرى النبي محمدا


    إلى أن قال :


    وأشكو ذنوبي كلها عند سيدي *** حبيبي ومحبوبي فما زال سيدا

    ألا يا رسول الله جا مستجيركم *** من النار في قيد الذنوب مقيدا

    فقم يا رسول الله قومة مسرع *** إذا أنت من دوني فقصري مشيدا


    فهو يشكو إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ذنوبه

    ويستجير به من العذاب والنار . ولا حول ولا قوة إلا بالله.



    وقال الداعي جعفر بن سليمان بن الحسن الهندي

    قولاً منكراً وذلك في ختمة قبورية للدعاة والحدود

    ص ( 192 ) من الصحيفة حيث قال :


    " وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وقوته وحوله ، وطوله ،

    المرجو رحمته والمخوف هوله !! "


    فهو يرجو رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم ،

    ويخاف من هول عذابه !!.



    الحمد لله رب العالمين

  5. #5

    افتراضي رد: النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية

    نقض مذهبهم وبيان بطلانه :-


    في أقوالهم وأبياتهم السابقة من الشرك والكفر ما لا يخفى على مسلم ،

    إذ أنهم دعوا غير الله ، واستغاثوا بغير الله ،

    واستجاروا بغير الله ورجوا غير الله ، وخافوا غير الله

    وأضفوا صفات الربوبية من كشف الكرب والنفع والضر للبشر

    والعياذ بالله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .


    وقد عُلم أن الله عز وجل ما خلق الخلق عبثاً ،

    تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ،


    قال تعالى :

    { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا
    وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ }[1]



    بل خلقهم لحكمة عظيمة ، وغاية شريفة ، ألا وهي عبادته وحده .


    قال تعالى :

    { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [2]


    ولأجل هذه الغاية العظيمة ، أرسل الله الرسل ، وأنزل الكتب


    قال تعالى :


    { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا


    أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } [3] ،



    وقال تعالى :


    { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ

    أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } [4] ،



    فأوضح سبحانه في هذه الآيات ،

    أنه لم يخلق الثقلين الأنس والجن إلا لعبادته وحد لا شريك له

    ونهى عن ضدها .


    والعبادة : هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه ،

    من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة [5].


    والعبادة لها شرطان :

    الأول : إخلاص العبادة لله وحده


    قال تعالى :

    { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ
    مُخْلِصِينَ لَهُ
    الدِّينَ حُنَفَاءَ } [6]



    وقال تعالى :


    { فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ *


    أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } [7] ،



    الثاني :متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم


    والدليل قوله تعالى :

    { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ

    وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [8] ،



    وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم

    " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا
    فهو رد
    " [9] ،



    والدعاء من أعظم أنواع العبادة بل هو العبادة

    وكذلك الاستغاثة والاستجارة ، والرجاء والخوف ،

    كلها من أنواع العبادة التي لا يجوز صرفها لغير الله ،


    ومن الأدلة على أن الدعاء عبادة قوله تعالى :

    { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً } [10] ،


    وقال تعالى :


    { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ

    إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْعِبَادَتِي

    سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
    } [11] ،



    وقد دلت الآية الكريمة أن الدعاء عبادة ،

    وعلى أن من استكبر عنه فمأواه جهنم ،

    فإذا كانت هذه حال من استكبر عن دعاء الله

    فكيف تكون حال من دعا غيره وأعرض عنه ؟!!

    `````````````````````````````
    [1]/ [ سورة المؤمنون الآية : 115 ].
    [2]/ [ سورة الذاريات الآية : 56 ].
    [3]/ [ سورة النحل الآية : 36 ].
    [4]/ [ سورة الأنبياء الآية : 25 ].

    [5]/ ابن تيمية : ( مجموع الفتاوى ) ، { 10 / 149 }.
    [6]/ [ سورة البينة الآية : 5 ].
    [7]/ [ سورة الزمر : الآية : 2 ، 3 ].
    [8]/ [ سورة آل عمران الآية : 31 ].

    [9]/ رواه البخاري في الصلح برقم ( 2499 ) ، ومسلم في الأقضية برقم ( 3242 ).
    [10]/ [ سورة الأعراف الآية : 55 ].
    [11]/ [ سورة غافر الآية : 60 ].

    الحمد لله رب العالمين

  6. #6

    افتراضي رد: النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية

    والله تعالى هو القريب المجيب ،

    المالك لكل شيء ،

    والقادر على كل شيء



    قال تعالى :

    { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ

    أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ

    فَلْيَسْتَجِيبُ وا لِي

    وَلْيُؤْمِنُوا
    بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } [1] ،



    وقد نهانا المولى عز وجل أن ندعو من دون الله أحداً

    فقال تعالى :

    { وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ
    مَا لَا
    يَنْفَعُكَ
    وَلَا
    يَضُرُّكَ } [2] ،



    وهذا الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم

    ومعلوم أن الله سبحانه وتعالى قد عصمه من الشرك ،

    وإنما المراد من ذلك تحذير غيره ،


    ثم قال تعالى :

    { فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَالظَّالِمِينَ } [3]


    والظلم إذا أطلق يُراد به الشرك الأكبر .


    كما قال تعالى :

    { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [4] ،


    فمن دعا غير الله في ما لا يقدر عليه إلا الله ،

    سواء كان ذلك المدعو نبياً ، أو إماماً ،

    أو ملكاً أو جنياً ، أو صنماً ،


    كان مشركاً.



    ومن مات على هذا المعتقد فلن تشمله مغفرة الله


    قال تعالى :

    { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ

    وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ

    وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ

    فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا }
    [5] ،



    وهذا الهندي يدعو أتباعه إلى الشرك بالله ،

    فيقول مترنماً بقصيدة سيده المكرمي :


    " وإن رمتك الليالي البهم بالنوب *** فاهتف بأحمد خير العجم والعربِ

    وبالوصي علي كاشفِ الكرب *** فكم حزين يبيت الليل في تعب "


    فإن تعجب فعجب قولهم ،

    كيف تعطي صفات الرب - جل جلاله –لعلي رضي الله عنه


    فإنه لا يكشف الكرب إلا الله


    قال تعالى :

    { قُلْمَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ

    تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً

    لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ *


    قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ

    ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ } [6] ،


    وكيف يُدعى الرسول صلى الله عليه وسلم عند المصائب من دون الله ؟!

    وكيف يُدعى عليٌ رضي الله عنه عند المصائب من دون الله ؟!،


    لا إله إلا الله
    ما أشنع هذا القول وما أظلمه !!



    وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبلغ الناس

    أنه لا يملك لأحد نفعاً ولا ضراً ،


    قال تعالى :

    { وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا *

    قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا *

    قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا *

    قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ

    وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا } [7] ،



    وقال تعالى

    { قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ

    وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ

    إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [8] .



    قد قال الرسول صلى الله عليه وسلم

    لابن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ،


    " احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك ،

    إذا سألت فاسأل الله

    وإذا استعنت فاستعن بالله ... "
    [9]
    ،




    فكيف بعد هذا يقول المكرمي :

    ادعوا الرسول صلى الله عليه وسلم وعلياً عند المصائب ؟!



    ويقول الهندي : استغيثوا بالأئمة عند كثرة الذنوب ؟!



    والله يقول :

    { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ
    فَلَا
    تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا } [10] ،

    { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ

    أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ }[11] ،


    الخوف والرجاء ، والاستجارة والاستعاذة، والدعاء عبادة

    يجب صرفها لله وحده دون سواه ،


    وهؤلاء الإسماعيلية قد جمعوا بين الشرك في الدعاء،

    والشرك في الخوف، والشرك في الرجاء،

    والشرك في الاستجارة والشرك في الاستعاذة .



    `````````````````````````````
    [1] / [ سورة البقرة الآية : 186 ].
    [2] / [ سورة يونس الآية : 106 ].
    [3] /[ سورة يونس الآية : 106 ].
    [4] / [ سورة لقمان الآية : 13 ].
    [5] / [ سورة النساء الآية : 48 ].
    [6] /[ سورة الأنعام الآية : 63 ، 64 ].
    [7] /[ سورة الجن الآية : 19 - 22 ].
    [8] /[ سورة الأعراف الآية : 188 ].

    [9] / رواه الترمذي رقم ( 2516 ) . ورواه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ،
    باب قصة أصحاب الغار ، برقم ( 2743 ).


    [10] /[ سورة الجن الآية : 18 ].
    [11] / [ سورة الأنفال الآية : 9 ].


    الحمد لله رب العالمين

  7. #7

    افتراضي رد: النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية

    فإن قال قائل منهم :

    إنما نقصد شفاعتهم إلى الله تعالى
    واتخاذهم
    وسائط بيننا وبين الله.



    قلنا : هذا هو قصد الكفار الأولين ،

    ومرادهم من اتخاذهم الأصنام والأحجار

    – التي هي صور لأُناس صالحين ،

    فإنهم يعلمون أنها لا تضر ولا تنفع بذاتها

    ولكنهم جعلوها وسائط بينهم وبين الله تعالى

    ومع ذلك قاتلهم الرسول صلى الله عليه وسلم


    حتى يخلصوا العبادة لله وحده ،



    قال تعالى عنهم :


    { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
    مَا لَا يَضُرُّهُمْ
    وَلَا
    يَنْفَعُهُمْ


    وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِشُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ

    قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ

    سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
    عَمَّا يُشْرِكُونَ }
    [1] ،



    وقال تعالى :


    { وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ


    مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى


    إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ


    إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ } [2] ،



    وتأمل – عزيزي القارئ – منهج علماء السنة ومنهج علماء البدعة :-


    علماء السنة يقولون :


    الله في كل خطب حسبنا وكفى *** إليه نرفع شكوانا ونبتهل

    فافزع إلى الله واقرع باب رحمته *** فهو الرجاء لمن أعيت به السبل


    وعلماء البدعة ودعاة الشرك من الإسماعيلية يقولون :


    وإن رمتك الليالي البُهم بالنوب *** فاهتف بأحمد خير العجم والعرب

    وبالوصي علي كاشفِ الكرب *** فكم حزين يبيت الليل في تعب


    ثم بعد ذلك نجدهم يموهون على أتباعهم من العوام ويقولون لهم :

    إن مذهبنا هو المذهب الحنيف ونحن على ملة إبراهيم عليه السلام !! [3]


    والحنيف : هو من مال وأعرض عن الباطل ، واتبع الطريق الصحيح ،


    الذي هو الإسلام ،
    دين التوحيد الخالص لله تعالى
    المنافي للشرك ،



    ولا يكون الإنسان حنيفاً
    وهو مشرك يدعو مع الله أحداً ،



    قال تعالى :


    { إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ

    حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [4]



    وقال تعالى :


    { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ
    مُخْلِصِينَ
    لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ



    وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ
    وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
    }
    [5] ،




    فأين الإسماعيلية من الملة الحنيفية

    .. ملة إبراهيم – عليه السلام -..

    ملة التوحيد الخالص لله تعالى،

    ونبذ الشرك بكل أنواعه ووسائلة ؟!!


    إنهم بعيدون منها بُعد المشرقين عن المغربين .


    فيا ليت قومي – وهم نعم القوم ونعم العشيرة – يعلمون .


    `````````````````````````````
    [1] / [ سورة يونس الآية : 18 ].
    [2]/ [ سورة الزمر الآية : 3 ].

    [3] / يلبسون على العامة بأنهم على الحق ، وأنهم الفرقة الناجية ، وشيعة أهل البيت ،
    وأنهم أتباع الأنبياء ، وأهل المذهب الحنيف الذي هو ملة إبراهيم والأنبياء من بعده – عليهم السلام –
    وتلبيسهم بجعلهم البدعة سنة ، والسنة بدعة ، وقلب الحقائق
    واستعمالهم للكذب والإشاعات لتضليل العامة .

    [4] / [ سورة الأنعام الآية : 79 ].
    [5] /[ سورة البينة الآية : 5 ].


    الحمد لله رب العالمين

  8. #8

    افتراضي رد: النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية

    ثانياً : معنى التوحيد والشرك.


    التوحيد في اللغة : مشتق من وحّد الشيء إذا جعله واحداً،

    فهو مصدر وحد يوحد ، أي جعل الشيء واحداً [1].


    وفي الشرع أو الاصطلاح عند علماء الإسلام :

    إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة ،

    مع الجزم
    بانفراده في ذاته ، وأسمائه وصفاته ، وأفعاله ،

    فلا نظير له ولا شبيه .



    والشرك نقيض التوحيد ، كما إن الكفر نقيض الإيمان ،

    فالشرك في اللغة معناه:

    " المخالطة والمشاركة يقال: الشّركة وهي مخالطة الشريكين

    ويقال : أشركنا بمعنى تشاركنا [2] .



    أشرك بالله :

    أي جعل له شريكاً في عبادته، أو ملكه ، تعالى الله عن ذلك

    ومنه قوله تعالى : { وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي } [3] ،

    أي اجعله شريكي فيه ".



    والشرك في المعنى الاصطلاحي عند علماء الإسلام :

    هو تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله .

    فالمشرك هو من صرف شيئاً من أنواع العبادة

    التي تصرف لله لغير الله .



    هذا هو تعريف علماء الإسلام للتوحيد والشرك ،

    وهو التعريف الذي يوافق النصوص الشرعية ومن القرآن والسنة ،

    ويوافق اللغة والفطرة والعقل .



    ونجد أن الإسماعيلية تخالف عموم المسلمين من السنة وغيرهم

    في معنى التوحيد والشرك ، والذي هو أهم القضايا ،

    وأساس الدين ، وقطبه القويم

    فيعتقدون أن التوحيد هو الإقرار بولاية علي رضي الله عنه والأئمة من بعده !!


    والشرك الإشراك بولايتهم!!


    ولا شك أن كل مسلم على الفطرة ، لا يصدق قولهم ، ويرده رداً قاطعاً ،

    وأما من كان على مذهبهم وهو على الفطرة الصحيحة ،

    ولم يتشرب بعقائدهم الباطنية ،

    فسوف يستغرب هذا القول أيما استغراب.



    وحتى لا يُقال : إن كلامنا كذب وزور وبهتان ،

    إليك البراهين الواضحة ، والحجج الدامغة ،

    من خلال كتبهم ، وأقوالهم ، والتي لا يبقى معها أدنى شك ،

    والله يقول :
    {
    قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }


    [ سورة النمل 64 ] .


    `````````````````````````````
    [1] / لسان العرب . ابن منظور . مادة وَحَدَ . ( ج 10 ص 450 ) ،
    والمعجم الوسيط تأليف : د / إبراهيم أنيس وآخرون ،الجزء الأول ص ( 1016 ) طباعة ( 1392 هـ - 1972 م } ،
    انظر كتاب التوحيد شرح : عبد الرحمن بن محمد القاسم ( ص 11 ) الطبعة الخامسة سنة 1424 هـ .


    [2] / لسان العرب . ابن منظور . مادة شركَ . ( ج 10 ص 448 ).

    [3] / [ سورة طه الآية : 32 ].


    الحمد لله رب العالمين

  9. #9

    افتراضي رد: النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية

    فإليك أخي المسلم أقوالهم من خلال كتبهم :-


    قال الداعي إبراهيم بن الحسين الحامدي
    ( وهو الداعي الثاني في سلسلة الدعاة كما جاء ذلك في صحيفة الصلاة ص ( 684 )
    في كتابه المشهور كنز الولد ص ( 26 ) :


    ( فلا إثبات لتوحيده وتمجيده وتنزيهه وتجريده إلا بمعرفة حدوده )


    وشرح المحقق للكتاب وهو إسماعيلي مراده بذلك في الحاشية في ص ( 26 ، 11 ) ،

    فقال في التوحيد هو :
    " معرفة حدوده العلوية ( أي
    العقول العشرة )
    والسفلية ( أي
    الأئمة ) [1] .


    وقال المؤلف أيضاً في الكتاب نفسه ص ( 23 ) :

    " والتوحيد معرفة أسمائه ( الأئمة ) وتجريده ( التوحيد ) الاتصال بأوليائه

    فمن عرفهم ووحدهم من قبلهم نجا ،

    ومن جهلهم ولم يتصل بهم ضل وغوى "



    وقال ص ( 24 ) :

    وأشهد أن لا إله إلا الذي من ألحد في حدوده سقط عن معالم توحيده ...


    أحمده إذ قام منهم في كل عصر هادياً ، نصبه للدين داعياً ،

    وللإيمان منادياً فمن آمن به آمن ، ومن زاغ عنه امتحن وامتهن .. ".



    فالتوحيد عندهم الإقرار بالعقول العشرة ومعرفتها

    – والتي هي خرافة لا أصل لها وسيأتي الحديث عنها –

    وكذلك الإقرار بالأئمة ومعرفتهم ،

    فإذا أقر بهم الإنسان فهو من الموحدين ،

    الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .


    وبما أن صحيفة الصلاة مؤلفة أصلاً للعوام والمبتدئين

    فلا يظهروا فيها شيئاً من عقائدهم الباطنية السرية ،

    إلا برموز وألفاظ غامضة ،
    لا يعرفها إلا من كان على علم بعلم الباطن .



    فقد جاء فيها ما يدل على أنهم على آثار أسلافهم مقتدون ،

    حيث اعتبر مؤلفها الهندي


    أن ولاية الأئمة هي الإسلام ، ودين الإسلام كله !!



    فقال ص ( 452 ) :

    " ومن بهم ( الأئمة ) وبموالاتهم رضيت لنا الإسلام دينا "


    فالإنسان لا يكون – بزعمهم – مسلماً إلا بموالاتهم ،

    والله سبحانه وتعالى لا يرضى من أحد الإسلام
    إلا بموالاة الأئمة الإسماعيلية
    بزعمهم




    وبعد معرفة التوحيد عندهم

    ننتقل إلى معرفة معنى الشرك الذي هو نقيض التوحيد.



    فنجدهم يعتبرون الشرك :

    هو الشرك بولاية علي رضي الله عنه وبولاية الأئمة من بعده ،

    وليس هو الشرك بالله عز وجل !!.


    وهذا دليل على أن عقيدته تقوم على أصول بدعية مترابطة ،

    وظلمات بعضها فوق بعض .



    وإليك أخي الكريم أقوالهم من خلال كتبهم :-


    قال الهندي في صحيفة الصلاة في الموضع السابق ص ( 450 ) :

    " وسبحان الله عما يشركون بولايته ( أي علي ) وباتخاذ الولائج من دونه

    ونشهد أنه الإمام الهادي والمرشد الرشيد علي أمير المؤمنين ".



    وحتى لا يُقال : إنني حرفت كلامه ، أو أخطأت في فهمه ، أو قولته ما لم يقل ،

    فإليك أقوال أسلافهم ودعاتهم الأولين

    القاضي النعمان صاحب كتاب دعائم الإسلام


    في كتابه أساس التأويل ( وهو من أهم كتبهم ) ص ( 320 ، 355 ) :


    " الشرك هو الشرك بولاية كل إمام " .



    وقال الداعي إسماعيل بن هبة الله المكرمي في كتابه مزاج التسنيم

    بتحقيق المستشرق شتروطمان في الجزء الثالث ص ( 20 ) عند تفسيره

    لقوله تعالى :

    { ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ
    أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ } [2] ،



    " أشركوا بمقام الوصي ".



    وقال أيضاً في ص ( 123 ) :

    " الشرك هو إشراك الأضداد في مقام الوصي " .



    وقال الداعي جعفر بن منصور اليمن [3] في كتاب الكشف ص ( 53 )

    في تأويله لقوله تعالى :



    { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ

    وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ


    وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } [4] ،



    " إنما الإشراك أن يشرك بولاية أمير المؤمنين ،

    ومن نصبه الله ولياً وإماماً فجعل معه غيره ، ويجحد بولايته .. "



    ومع الأسف فإنهم ينسبون عقائدهم الباطلة

    لأهل البيت عليهم السلام ،

    ويزعمون أنهم ينقلون تلك العقائد منهم ،

    ويلصقونها بهم
    وهم منها براء


    كبراءة الذئب من دم يوسف – عليه السلام –


    ويترتب على عقيدتهم تلك ،

    أن الذي لا يعتقد بولاية الأئمة
    والدعاة القائمين مقام الأئمة عند غيابهم ،


    كافر ومخلد في النار ،
    وأعماله تذهب هباءً منثوراً .



    `````````````````````````````
    [1] / تنفي الإسماعيلية أن يكون الله قد خلق العالم خلقاً مباشراً ،
    ( وإنما أبدع الله تعالى ( الكاف ) واخترع ( النون )
    وإن من الكاف والنون أقام الله العالم العلوي والعالم السفلي )
    وأن الله أقام هذين العالمين ( العلوي والسفلي ) بعشرة حدود كاملة ،
    خمسة حدود جسمانية ، وخمسة حدود روحانية ،
    فالحدود الجسمانية أو الأرضية هم : النبي والوصي والإمام والحجة والداعي
    ويقابل كلاً منهم : السابق والتالي والجد والفتح والخيال ،
    وهي ما أسماها بالحدود الروحانية ،


    انظر : الحركات الباطنية ، مصطفى غالب ، ص 118 – 119 .
    وكذلك ديوان المؤيد في الدين داعي الدعاة ، تحقيق محمد كامل حسين ، ص 92 ،
    انظر : كتاب راحة العقل أحمد حميد الكرماني ص ( 68 )
    الطبعة الأولى مؤسسة الأعلمي بيروت ( 1427 هـ ) 2006 م


    للاستزادة : راجع ثلاث رسائل إسماعيلية ص ( 13 ، 14 ) تحقيق عارف تامر ،
    الطبعة الأولى دار الآفاق الجديدة بيروت لعام 1403 هـ ,

    وكذلك : كتاب كنز الولد ص ( 24 ) دار الأندلس بيروت لعام 1420 هـ 2000 م .
    هذه الأشياء وهذه التعاريف قد تجهل كثيراً من أتباع المذهب لأنهم لم يطلعوا على كتب العقيدة .


    [2] / [ سورة يونس الآية : 28 ].

    [3] / هو جعفر بن الحسن بن فرج بن حسن بن حوشب بن زادان الكوفي ،
    وهو من أهم بناة المذهب الإسماعيلي،
    وهو ابن الداعي الإسماعيلي المشهور الذي أرسله الإمام الإسماعيلي المستور
    قبل ظهور ابنه المهدي الإسماعيلي في المغرب ،
    ولد جعفر في بيت والده وتربى على العقيدة الإسماعيلية وبلغ مراتب عالية في دولة الإسماعيلية ،
    ويعد جعفر أول من وضع كتب التأويل والمؤلفات في الباطن من الإسماعيلية ،
    وله مؤلفات منها ، كتاب الفرائض وحدود الدين ، وكتاب الكشف ، وأسرار النطقاء ،
    ورسالة في الرضاع في الباطن
    ومات في أواخر الستينات من القرن الرابع من الهجرة
    ( انظر أعلام الإسماعيلية ص 185 )


    [4] / [ سورة النساء الآية : 48 ].


    الحمد لله رب العالمين

  10. #10

    افتراضي رد: النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية

    نقض مذهبهم وبيان بطلانه :-

    بعد تعريف التوحيد والشرك عند علماء الإسلام ، والإسماعيلية

    يتضح الفرق العظيم ، والبون الشاسع ،

    في مسألة هي أساس الدين ، وركنه القويم ،

    فالفرق بينهما كالفرق بين السماء والأرض ، وبين الليل والنهار .

    ولا ريب أن عقيدة الإسماعيلية في التوحيد والشرك ،

    عقيدة باطلة ومخالفة للقرآن والسنة ، وإجماع علماء الأمة ،

    ومخالفة للعقل والفطرة


    ومع ذلك سوف نرد عليهم باختصار شديد

    – لكون معنى التوحيد والشرك من أبجديات الإسلام

    التي لا ينازع فيها اثنان – على النحو التالي :-

    أولاً:

    أن قولهم : إن التوحيد : هو الإقرار بولاية الأئمة قول باطل

    فإن التوحيد : هو إفراد الله بالعبادة،

    والإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وبما جاء به

    وذلك هو الركن الأول من أركان الإسلام ،

    كما جاء في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم :

    " بني الإسلام على خمس :

    شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله

    وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ،

    وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً " [1] .

    والتوحيد : هو معنى لا إله إلا الله

    ومعناها :


    لا معبود بحق إلا الله تعالى ،

    وأن لا يعبد الله إلا بما شرع .



    ولأجل هذه القضية قاتل الرسول صلى الله عليه وسلم الكفار

    فقال : "أُمرت أن أُقاتل الناس ،

    حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ... الخ " [2] ،


    فإذا أسلم الكفار

    أجرى الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم أحكام الإسلام ،

    ولم يذكر الإقرار بولاية الأئمة مطلقاً.


    ثانياً:

    أن الله عز وجل حدد لنا معنى الشرك ،

    ولم يتركنا نخوض في هذه المسألة المهمة ،
    ونحددها بأهوائنا وآرائنا


    فقال تعالى على لسان لقمان :

    { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ

    يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ

    إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [3]



    وقال تعالى على لسان الجن

    { يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ
    وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا
    } [4] ،



    فالشرك يكون بالله تعالى ،

    وليس بولاية علي
    ولا ولاية الحسن أو الحسين
    رضي الله عنهم ،


    ولا ولاية غيرهم .



    ثالثاً :

    لو زعموا أن الآيات التي فيها لفظ الشرك ،

    المراد بها الإشراك بولاية الرسول صلى الله عليه وسلم في وقته ،

    ثم الأئمة من بعده


    لقلنا لهم :

    إنها وردت آيات كثيرة

    تنهى الرسول صلى الله عليه وسلم ذاته أن يشرك ،


    ومنها قوله تعالى :

    { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ

    لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [5]


    فإن قالوا المراد بها الإشراك بولاية علي ،

    فهو باطل ومردود ،


    لأنه ليس له ولاية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بإجماع الفريقين


    وإن قالوا : المراد بها الرسول ذاته ،


    فهو قول باطل ومردود ،
    إذ كيف يشرك بنفسه .


    فيتضح بجلاء أن المراد بالشرك

    هو الإشراك بالله سبحانه وتعالى

    في ألوهيته بعبادة غيره.

    `````````````````````````````


    [1] / رواه البخاري ( رقم 8 ) ومسلم ( رقم 16 ) .

    [2] / رواه البخاري في الإيمان برقم ( 24 ) ، ومسلم في الإيمان برقم ( 33 ) واللفظ متفق عليه .

    [3] /[ سورة لقمان الآية : 13 ].
    [4] / [ سورة الجن الآية : 2 ].
    [5] /[ سورة الزمر الآية : 65 ].


    الحمد لله رب العالمين

  11. #11

    افتراضي رد: النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية

    رابعاً:


    جاء في القرآن الكريم الآيات الكثيرة في الأمر بقتال المشركين


    ومنها قوله تعالى


    { وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُم ْ كَافَّةً } [1] ،


    وامتثل الرسول صلى الله عليه وسلم لتلك الأوامر الربانية ،

    وامتثل معه آلاف الصحابة – رضي الله عنهم –

    وقاتلوا المشركين قتالاً شديداً ،
    في بدر وأحد والخندق وحنين ،


    وغيرها من المعارك والغزوات ،


    فهل كانوا يقاتلونهم حتى يعلنوا
    ولايتهم لعلي وللأئمة من بعده
    ؟!!



    لا أظن أن يقول هذا عاقل عنده أدنى معرفة بالإسلام ،


    بل كانوا يقاتلونهم لإعلاء كلمة لا إله إلا الله

    وإخلاص العبادة لله وحده ،

    ونبذ الشرك ،


    المتمثل في عبادة الأصنام والأوثان ،



    قال صلى الله عليه وسلم :


    " أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يقولوا :
    لا إله إلا الله ،


    فإذا قالوها ،
    عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها
    " [2] .


    `````````````````````````````
    [1] / [ سورة التوبة الآية : 36 ].
    [2] / [ أخرجه البخاري : ( 1399 ) ، ومسلم : ( 20 ) ]



    الحمد لله رب العالمين

  12. #12

    افتراضي رد: النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية

    خامساً:


    على حسب معتقدهم في التوحيد والشرك


    فالصحابة رضي الله عنهم كلهم مشركون ، ما عدا ثلاثة أو أربعة فقط ،


    لأنهم كما يزعمون لم يعتقدوا بولاية علي رضي الله عنهم


    وهذا المعتقد مخالف للقرآن الكريم حيث قال الله سبحانه وتعالى :


    {
    وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ


    وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ


    وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا


    ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
    } [1] ،



    فالله سبحانه أخبرنا بأنه رضي الله عنهم ،


    وأنهم في الجنة خالدين فيها أبداً ،



    والإسماعيلية تقول :
    إنهم كفار وفي جهنم خالدون !




    فهل نصدق الله
    ورسوله صلى الله عليه وسلم ،



    والله يقول :
    { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا }
    [2] ،



    أم نصدق الإسماعيلية ؟!!




    وفي الآية الأخرى يقول تعالى :


    {
    لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ
    إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ


    فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ
    فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ
    وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا
    } [3]


    والذين بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة ،

    أكثر من ألف وأربعمائة صحابي

    ويترتب على رضى الله عنهم الجنة بلا شك ،

    وقد ورد في الحديث الصحيح :


    " لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة " [4] ،



    وهؤلاء الإسماعيلية يقولون :
    إنهم كفار وفي جهنم ،



    فهل نصدّق الله سبحانه وتعالى وهو القائل :


    { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا } [5] ،


    أم نصدق الإسماعيلية ؟!!



    وهذا علي رضي الله عنه – الذي يتشيعون له زوراً وبهتاناً


    ويعتقدون أن الإقرار بولايته هو التوحيد ،


    يصاهر الصحابة ، ويوادهم ،


    ويعاشرهم ويصلي خلفهم ، ويأكل ذبائحهم .... الخ



    وهذا العمل حرام لو كانوا مشركين مرتدين ،



    فهاهو يزوج عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنته أم كلثوم ،


    وبقيت عنده حتى قُتل ، وأنجبت له زيداً ورقية [6]


    والله يقول :


    { وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ
    وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ


    وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا
    وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ
    } [7]



    وهذا يدل على بطلان هذه العقيدة ،
    وأنها دخيلة على الإسلام .


    `````````````````````````````
    [1] / [ سورة التوبة الآية : 100 ].
    [2] /[ سورة النساء الآية : 122 ].
    [3] /[ سورة الفتح الآية : 18 ].

    [4] / سنن الترمذي باب في فضل من بايع تحت الشجرة برقم : ( 3955 )
    وصحيح ابن حبان باب نفي دخول النار من شهد بدراً والحديبية برقم ( 4802 ) .

    [5] /[ سورة النساء الآية : 122 ].

    [6] / البداية والنهاية، لابن كثير . الجزء ( 7 ) ص { 149 } ،
    والكامل في التاريخ لابن الأثير ج 3 ص ( 29 ( ، الطبعة السادسة لعام : ( 1406 هـ - 1986 م ) دار الكتاب العربي ،
    وصفة الصفوة لابن الجوزي ، ( ج 2 ص 9 ) دار المعرفة بيروت – لبنان الطبعة الرابعة لعام 1406 هـ - 1986 م .


    [7] / [ سورة البقرة الآية : 221 ].


    الحمد لله رب العالمين

  13. #13

    افتراضي رد: النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية

    سادساً:


    إنه يترتب على قولهم :


    إن التوحيد هو الإقرار بولاية علي والأئمة من بعده ،

    والشرك هو الشرك بولايتهم


    تأليه الأئمة

    والعياذ بالله

    ولا حول قوة إلا بالله .



    الحمد لله رب العالمين

  14. #14

    افتراضي رد: النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية

    سابعاً :


    إن الإسلام دين نهضة وحضارة ،

    ودين جاء لإنقاذ البشرية

    من ظلمات الجهل والشرك والهوى ،



    وإخراج الناس من عبودية البشر إلى عبودية الله تعالى ،

    ودين هذا شأنه هل يمكن أن نتصور


    أن أصل أصوله وقاعدته وركنه القويم محصورة في


    " الإقرار بولاية أئمة الإسماعيلية " ؟!

    الحمد لله رب العالمين

  15. #15

    افتراضي رد: النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية

    ثالثاً : الظهور والتجلّي .


    من شواذ عقائد الإسماعيلية وطوامهم ،

    اعتقادهم بعقيدة الظهور والتجلّي ،

    والتي يعتقدون فيها أن الله سبحانه وتعالى

    يظهر للناس ويتجلّى لهم في صورة الأئمة والدعاة ،

    تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .



    وإليك – أخي الكريم – أقوالهم من خلال كتبهم :-


    قال الهندي في الصحيفة في صلاة التسبيح الأعظم ص ( 234 ) :


    " اللهم إني أسألك باسمك الذي ظهرت به لخاصتك من عبادك ،

    فعرفوك حقيقة المعرفة ،

    أن تعرفني نفسك لأعبدك على حقيقة الإيمان ".



    فالله في زعمهم يظهر ويتجلّى في صورة إنسان

    ويظهر للناس حتى يعرفوه حقيقة المعرفة ،

    فهو يظهر ويتجلّى حسب عقيدتهم ،

    في علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،

    فعلي في الظاهر بشر ولكنه في الباطن الإله والرب ،

    وكذلك يظهر في سلمان الفارسي فهو في الظاهر بشر

    ولكنه في الباطن إله ورب .



    ومما يؤكد أنها عقيدة في المذهب ،

    وأنهم يتناقلونها جيلاً بعد جيل

    ما جاء في كتاب كنز الولد

    للداعي إبراهيم الحامدي في الباب الأول ص ( 24 ) حيث قال :

    " اللهم يا من جل عن علّة المحدود ، وعلا عن ذكر الموجود ،

    وخفي في وجوده وظهر في حدوده ...


    ثم قال :



    هم الأُولى بهم تجلّى ربّنا *** لخلقه سبحانه عزّ وجل "



    فالله – في زعمهم – مخفي ليس له وجود معين ،

    وهو يظهر في حدوده ، أي الأئمة والدعاة ،

    ويتجلى بهم لخلقه .



    الحمد لله رب العالمين

  16. #16

    افتراضي رد: النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية

    نقض مذهبهم وبيان بطلانه :-


    اعتقاد أن الله سبحانه يظهر للبشر ،


    ويتجلّى لهم في صورة البشر

    اعتقاد باطل ، ومخالف للكتاب والسنة ،

    وإجماع علماء الإسلام ،

    ومخالف للعقل السليم والفطرة الصحيحة .

    وهذا من شواذ بل من طوام الإسماعيلية التي لم يقل بها
    – على حد علمي –


    غيرهم من المنتسبين للإسلام .


    والاعتقاد الصحيح المنصوص عليه في القرآن الكريم


    هو أن الرب سبحانه وتعالى فوق السموات ،

    مستو على عرشه ، استواء يليق بجلاله وعظيم سلطانه ،

    وهو بائن عن خلقه ومطلع على كل شيء ،

    ولا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء .


    وهذا هو الاعتقاد الصحيح ، الموافق للنصوص الشرعية


    من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ،

    والمركوز في فطرة الجن والأنس والدواب ،

    وأصبحت تلك العقيدة من البديهيات

    التي لا يجادل فيها إلا مكابر جاحد .


    ومن اعتقد كما قال الهندي :


    أن الله سبحانه وتعالى يظهر في الناس في صورة أشخاص

    حتى يعرفوه على حقيقته

    أو أنه يتجلى في صورة الأئمة حتى يُرى ويعرف على حقيقته ،

    فيبطله ويدمغه قوله تعالى :


    { وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ

    قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي

    وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي

    فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا


    فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } [1] .


    فالآية تدل على بطلان ما ذهبوا إليه من وجوه :-


    1- أن الله عز وجل نفى الرؤية في الدنيا بقوله : { لَنْ تَرَانِي } .


    2- أن الله عز وجل لم يلب طلب موسى عليه السلام


    ومنعه من رؤيته في الدنيا ، وهو كليم الرحمن ورسوله الكريم ،

    وأعلم الناس بربه في وقته

    فكيف يمكن أن يقال : بأن الله يتجلى للمبتدعة ؟!!.


    3- أن الجبل لم يثبت للتجلي في الدنيا مع قوته وصلابته


    فكيف يثبت البشر لذلك وقد خُلقوا من ضعف .


    ومما يبطل قولهم ويدمغه أيضاً :


    أن الله عز وجل قد عاب على اليهود وذمهم ،

    حينما سألوا موسى – عليه السلام – رؤية الله في الدنيا فقال تعالى :

    { يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ

    فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ

    فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً


    فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ } [2] .



    وقوله تعالى عن اليهود :

    { وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً

    فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ
    وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [3]



    وقال تعالى :

    { وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ

    أَوْ نَرَى رَبَّنَا

    لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا } [4] .


    فيظهر بطلان عقيدة الهندي وأتباعه المتمثلة في قوله :


    إن الله سبحانه يظهر في صورة أشخاص

    أو يتجلى في صورة الأئمة والدعاة .


    ويتضح أنهم يسيرون على خُطا عبد الله بن سبأ اليهودي وأتباعه


    ويعتقدون بعقائدهم ويقولون بأقوالهم .


    فعبد الله بن سبأ [5] وأتباعه قالوا بعقيدة الظهور والتجلّي ،


    وأن الله ظهر لهم وتجلّى في صورة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،

    وعلى هذا ألَّهوه

    فلما علم رضي الله عنه بذلك استتابهم فلم يتوبوا

    فأحرقهم [6] وقال :


    لما رأيت الأمر أمراً منكراً *** أججت ناري ودعوتُ قمبرا



    فقالوا صدق اعتقادنا فيك أنك أنت الله ،


    لأنه لا يحرق بالنار إلا الله ،


    فهم اعتقدوا أن الله حالٌّ فيه وهو الإله والرب ،


    وأن الله قد ظهر للناس في صورة علي رضي الله عنه ،


    وهذا معنى قول الهندي :

    " اللهم إني أسألك باسمك الذي ظهرت به لخاصتك من عبادك ،

    فعرفوك حقيقة المعرفة

    أن تعرفني نفسك لأعبدك على حقيقة الإيمان "


    أي أن تظهر لي في صورة الإمام ، أو الداعي ، أو باب من الأبواب ،


    أو حجة من الحجج ، وهذه بعض مراتب الدعاة الإسماعيلية [7] ،


    وقد يتبوأ هذه المراتب امرأة مثل أروى الصليحية [8] ،

    والتي حكمت اليمن فترة من الفترات ،


    فإن ظهر وتجلّى الإله في رجل

    فكيف أن هذا الرجل ( الإله ) يطأ النساء

    ويدخل الحمامات ويتغوط ويتبول ؟!!



    وإن ظهر وتجلى الإله في امرأة فالتساؤل أشد وأغرب



    وسبحان الله عما يصفون


    { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ

    وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

    وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ

    سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } [9] .


    `````````````````````````````
    [1] / [ سورة الأعراف الآية : 143 ].
    [2] / [ سورة النساء الآية : 153 ].
    [3] / [ سورة البقرة الآية : 55 ].
    [4] / [ سورة الفرقان الآية : 21 ].

    [5] / عبد الله بن سبأ من صنعاء اليمن أسلم في عهد عثمان رضي الله عنه ،
    أراد إفساد الإسلام بما أظهره من الغلو في علي رضي الله عنه
    ولكن الله
    خيب ظنه وحفظ دينه وحرسه بأهل السنة .


    [6] / أنظر : شرح الطحاوية في العقيدة السلفية ص ( 502 )
    للعلامة صدر الدين علي بن علي بن أبي العز الحنفي ،

    طباعة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لعام ( 1418 هـ ) .


    [7] / لقد وضعوا للدعاة مراتب يتدرجون من خلالها وهي :
    1– الإمام : وهو رأس الدعوة 2 – الحجة أو الباب : وهو نائب الإمام ،
    3 – داعي الدعاة : وهو رئيس الدعاة والمسئول عن توزيعهم
    4– داعي البلاغ : وهو المسئول عن تبليغ الأوامر إلى الأقاليم ،
    5 – الداعي المطلق : وله صلاحية السفر إلى الأقاليم دون أخذ رأي أحد ،
    6– الداعي المأذون : من يأخذ الميثاق على الداخلين في المذهب ،
    7 – الداعي المحصور : وهو من يبلغ في منطقته فقط ،
    8– الجناح الأيمن ، 9 – الجناح الأيسر : وهما خادمان للداعي المطلق أثناء الدعوة
    10 – المكاسر : من يقوم بفقه الدعوة والجدل والمناظرة ،
    11 – المطالب : من يقوم بالتجسُس لمصلحة الدعوة ،
    12 – المستجيب : أول مرتبة يصل إليها المنتسب إلى الدعوة بعد أخذ الميثاق عليه .


    [8] / أروى الصليحية : هي أروى بنت أحمد بن جعفر بن موسى الصليحي الملقبة بالسيدة الحرة الصليحية ،
    وتنعت بالحرة الكاملة ، وبلقب الصغرى .
    من أواخر ملوك الصليحيين الإسماعيلية ،
    ملكة يمانية ولدت في حراز باليمن سنة 444 هـ ،
    كان يدعى لها على منابر اليمن وهي من زعماء الإسماعيلية ،
    توفيت سنة 532 هـ ، بذي جبلة ودفنت في جامعها .


    وقد قال : الرسول صلى الله عليه وسلم ( لن يُفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة )
    أخرجه البخاري باب كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر برقم ( 4163 )
    والحاكم والنسائي والترمذي وأحمد .


    [9] / [ سورة الزمر الآية : 67 ].

    الحمد لله رب العالمين

  17. #17

    افتراضي رد: النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية

    رابعًا :
    إنكارهم لأسماء الله الحسنى وصفاته العُلا .



    توحيد الأسماء والصفات ، له منزلة عظيمة ومكانة رفيعة ،

    وقد عده علماء الإسلام أحد أنواع التوحيد الثلاثة ،

    والعلم بأسماء الله تعالى وصفاته من أجل العلوم وأفضلها وأشرفها.



    والمذهب الحق الموافق للكتاب والسنة في هذا الباب
    يتلخص فيما يلي :-



    أن يوصف الله تعالى بما وصف به نفسه ،

    وبما وصفته به رسله نفياً وإثباتاً ،

    فيُثبت لله ما أثبته لنفسه ، ويُنفى عنه ما نفاه عن نفسه .


    وطريقة سلف الأمة وأئمتهم ،

    إثبات ما أثبته من الصفات ، من غير تكييف ولا تمثيل ،

    ومن غير تحريف ولا تعطيل ،

    وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه ،

    مع إثبات ما أثبته من الصفات ،

    من غير إلحاد لا في أسمائه ولا في آياته ،


    فإن الله ذم الذين يلحدون في أسمائه ،


    كما قال تعالى :


    { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا

    وَذَرُوا الَّذِينَيُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ

    سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
    }[1] ،



    فطريقتهم تتضمن إثبات الأسماء والصفات ،


    مع نفي المماثلة للمخلوقات ،


    إثباتاً بلا تشبيه ، وتنزيهاً بلا تعطيل ،



    كما قال تعالى


    { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [2] ،


    ففي قوله تعالى :

    { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } رد للتشبيه والتمثيل ،


    وقوله تعالى :

    { وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } رد للإلحاد والتعطيل .


    هذا هو المنهج الحق ،

    الموافق للنصوص الشرعية من القرآن والسنة ،

    وموافق لما عليه الصحابة وأهل البيت الأطهار

    علي وفاطمة والحسن والحسين وزين العابدين
    رضي الله عنهم .




    وقد خالفت الإسماعيلية ذلك المنهج الحق ،

    وخالفوا القرآن الكريم وتنكبوا الصراط المستقيم ،

    وضلوا الطريق القويم ،

    فأنكروا أسماء الله الحسنى وصفاته العلا .


    `````````````````````````````
    [1] / [ سورة الأعراف الآية : 18 ].
    [2] / [ سورة الشورى الآية : 11 ].


    الحمد لله رب العالمين

  18. #18

    افتراضي رد: النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية

    وإليك – أخي الكريم – أقوالهم

    من خلال صحيفة صلاتهم وبعض كتبهم :-


    من أشهر كتبهم العقدية كنز الولد للداعي إبراهيم الحامدي [1]

    - الثاني في ترتيب سلسلة الدعاة في آخر الصحيفة ص ( 684 ) –

    جاء في ص ( 11 ) منه :

    " إن الغيب سبحانه وتعالى لا يقال عليه باسم من الأسماء ،

    ولا يوصف بما به مبدعاته تُدعى ....

    فتوحيده معرفة حدوده ...

    وسلب الأسماء والصفات عنه لهم تنزيهه "



    وقال الداعي علي بن الوليد في كتابه المشهور لديهم

    والمسمى تاج العقائد ومعدن الفوائد ص ( 33 ) :

    " لا توحيد إلا بإخلاص ، ولا إخلاص مع التشبيه ،

    ولا تشبيه إلا مع إثبات الصفات ،

    ولا توحيد إلا باستقصاء النفي كله ( للصفات ) ".



    والهندي في صحيفة الصلاة يسير على خُطا أسلافه

    في إنكارهم لصفات الله تعالى ،

    فقال في الختمة القبورية للطفل ص ( 178 ) :

    " فسبحان المتجالل عن كل صفة وسمة "

    وقال في دعاء يوم الجمعة المنسوب كذباً لعلي رضي الله عنه

    ص ( 569 ) :

    " إلهي أنت الذي لا تنال بوصف " ،


    وجاء في الصحيفة في دعاء النصر والمهابة

    والمكذوب على علي رضي الله عنه في ص ( 641 ) قوله :

    " اللهم إني أسألك يا هو يا من لا يعلم ما هو إلى هو "



    كما وردت نفس العبارة في دعاء صلاة قضاء الحوائج ص ( 266 ) .


    وقد شرحوا هذه العبارة

    في كتاب مسائل مجموعة من الحقائق العالية ص ( 70 ) وقالوا :

    إن المقصود من ذلك إنكار الأسماء والصفات لله

    بمعنى أنه ليس له صفة يوصف بها

    فلا أحد يعلم صفاته إلا هو




    وجاء في مناجاة بعض من سموهم بالصالحين

    في آخر الصحيفة ص ( 679 ) :


    يا من تعالى فلا وصف يقوم به *** ولا يليق به مدح البريات



    وقال الداعي إسماعيل بن هبة الله المكرمي

    في مزاج التسنيم ص ( 5 ) :

    " الحمد لله المتعالي عن السماء والأسماء "


    وهذا نص صريح في إنكار أسماء الله تعالى .



    `````````````````````````````
    [1]/ هو : إبراهيم بن الحسين بن أبي السعود الحامدي الهمداني
    ضمن كبار الدعاة الذين أوجدتهم المدرسة اليمنية ،
    كان داعيا للإمام المستور من سلالة المستعلي الفاطمي
    ،
    عمل على دراسة العلوم ونقل التراث الإسماعيلي وجمعه وتدريسه للدعاة التابعين لمدرسته .
    وفي سنة 536 هـ سمي بالداعي المطلق ،
    له مؤلفات منها كنز الولد ، وكتاب الابتداء والانتهاء ،
    وكتاب تسع وتسعين مسألة في الحقائق ، والرسائل الشريفة في المعاني اللطيفة ،
    توفي سنة ( 557 هـ )
    وهو ضمن أسماء الدعاة المنفردين في صحيفة الصلاة ص ( 684 ) .



    الحمد لله رب العالمين

  19. #19

    افتراضي رد: النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية

    نقض مذهبهم وبيان بطلانه : -


    الإيمان بأسماء الله وتعالى وصفاته من أهم ركائز الإيمان بالله تعالى ،

    وعدّه علماء الإسلام أحد أنواع التوحيد .



    وقد أثبت الله لنفسه في القرآن الكريم الأسماء الحسنى

    ووصف نفسه بالصفات العُلا ،

    وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم

    أثبت لله الأسماء الحسنى والصفات العلا ،

    والأئمة والعلماء من عهد السلف إلى عصرنا الحاضر

    على إثبات الأسماء والصفات .



    قال تعالى في سورة الفاتحة :

    { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } [1] ،

    فالله والرب والرحمن من أسماء الله عز وجل ،

    كما جاء في تلك السورة العظيمة التي نقرؤها في الصلاة

    كل يوم وليلة عشرات المرات



    وتلك الأسماء الثلاثة قال علماء الإسلام :

    عن مرجع الأسماء الحسنى والصفات العليا إليها ،

    واشتملت تلك السورة أيضاً على اسم الرحيم والمالك ،


    والإسماعيلية ينكرون ذلك ويقولون :

    إن المولى عز وجل لا يُسمى بلفظ الجلالة الله ولا الرحمن

    ولا الرحيم ولا المالك ولا يتصف بالرحمة .



    وقال تعالى في آية الكرسي

    { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ
    لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ
    } [2] ،


    فالحي والقيوم من أسماء الله


    والإسماعيلية تقول ليس بحي ولا قيوم ،


    وقال تعالى : { وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } [3] ،

    وقال تعالى : { إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } [4] ،


    والإسماعيلية تقول :

    ليس بلطيف، ولا خبير ولا عليم ، ولا حكيم .



    وقال تعالى :

    { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ

    الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ


    سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ *

    هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ

    لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى

    يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

    وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [5] ،


    والإسماعيلية تنكر تلك الأسماء كلها ،


    والله يقول : { لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى }

    والإسماعيلية تكذب الله تعالى

    وتقول ليس له الأسماء الحسنى ،

    وتقول إن التوحيد هو سلب ( إنكار ) الأسماء والصفات ،


    والقرآن لا تكاد تخلو آية من آياته

    إلا وتختم باسم من أسماء الله تعالى ،

    وكل اسم من أسماء الله تعالى يشتق منه صفة ،

    فمثلاً الحي السميع البصير أسماء لله تعالى

    وتدل على صفة الحياة والسمع والبصر وهكذا .


    `````````````````````````````
    [1] / [ سورة الفاتحة الآية : 2 ، 3 ].
    [2] / [ سورة البقرة الآية : 255 ].
    [3] / [ سورة الأنعام الآية : 103 ].
    [4] / [ سورة يوسف الآية : 100 ].
    [5] / [ سورة الحشر الآية : 24 ].


    الحمد لله رب العالمين

  20. #20

    افتراضي رد: النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية

    ونلخص الرد عليهم في النقاط الآتية :-



    1 – أن الله عز وجل قد أثبت لنفسه

    في القرآن الكريم الأسماء والصفات ،

    وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ،

    أثبت لله الأسماء والصفات في أحاديث كثيرة ،

    فمن أنكرها فهو مخالف للقرآن الكريم

    وسنة الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

    وما عليه أهل البيت والصحابة والتابعون .




    2 – إن القول الفصل المطرد السالم من التناقض ،

    ما كان عليه سلف الأمة وأئمتها ،

    من إثبات ما أثبته الله تعالى من الأسماء والصفات

    إثبات بلا تمثيل ، وتنزيه بلا تعطيل ،

    وإجراء النصوص على ظاهرها

    على الوجه اللائق بالله عز وجل ،

    من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل .




    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •