وضع الله للانسان مشيئتان يختار منهما مايشاء - العصيان والطاعة - و لا يستطيع الإنسان ان يؤتي بمشيئة ثالثة كي يختار فيما بينهما
وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
إذاً لا يستطيع الانسان ان يتعدى على مشيته سبحانه
وفي ذلك أيضاً نستطيع تأويل آيات المشيئة على محمل الاختيار مثل آية : إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ
ونقول هنا ان المشيئة ترجع للانسان الواقع بشبهةٍ - وفيما الفائدة من المحاولة للهداية ان كان الله هو من يشاء - او عدم ايمانه بكمال التسيير والتخيير
وكذلك الامر سيان من السنن حديث : "إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء"
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك ، و واضح هنا ان دعاء الرسول انه : طلباً للاعانة على ارادة الانسان التي اختارها
كما ان الاقدار تتكون بتقدير الانسان للامور - سوءاً او حسناً - فليس من المعقول ان يشب حريق بمبنى دون فاعل ، بينما قد يشب لو كان المالك مهملاً لصيانة الاسلاك الكهربائية مثلاً ، وفي نفس الوقت يحل القضاء بدون الرحمة على بعض سكان المبنى فيحترقون ، وعلى البعض الآخر بالرحمة فيسلمون وقد يكون هؤلاء دعوا الله لرد القضاء فاستجاب لهم .. وفي الحديث : لا يرد القضاء الا الدعاء