تقديم السماء على الأرض على الجبال
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قوله تعالى:إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا "فهذه الآية الكريمة مبنية على عرض الأمانة على المخلوقات وتترتب المباني (المخلوقات) بعد المبني عليه من الأهم إلى الأقل أهمية ، وتقدمت السموات لأنها أعظم من الأرض ، وتقدمت الأرض لأنها أعظم من الجبال من أجل الهدف المعنوي لبيان أن أعظم المخلوقات رفضت حمل الأمانة وحملها الإنسان الذي كان ظلوما جهولا ،وفي هذا دليل أيضا على عظم الأمانة ، وبهذا تترتب المباني بحسب قوة العلاقة المعنوية مع المبني عليه ،والمتقدم في المنزلة والمكانة متقدم في الموقع والمتأخر في المنزلة والمكانة متأخر في الموقع كذلك.