وقوع الخبر في أفضل مكان
قال تعالى:"فيهن قاصرات الطرف "الرحمن 56)
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هوالحال في قوله تعالى:"فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان"الرحمن 56) فقد تقدم الخبر "فيهن"على المبتدأ"قاصرات الطرف" ووُضع الخبر في أفضل مكان ، وهذا التقديم يخدم عدة أهداف: الهدف الأول"الاتصال المعنوي مع الفُرُش التي سبق ذكرها حيث قال تعالى" متكئين على فرش " ، وذلك بسبب الاحتياج المعنوي، وهذا أفضل من عودة الضمير على الجنتين ، لسببين: الأول:القرب المعنوي. الثاني:جمع الضمير "فيهن" ولولا ذلك لقال تعالى:"فيهما" كما هو الحال في بقية الآيات الكريمة . الهدف الثاني:الاتصال المعنوي بين المبتدأ والخبر بسبب الاحتياج المعنوي ،لأن تأخير الخبر إلى ما بعد الحال يضعف العلاقة المعنوية بينه وبين المبتدأ المتقدم. الهدف الثالث:الاتصال المعنوي بين المبتدأ والحال ،لأن مجيء الخبر بعد المبتدأ مباشرة يفصل بين المبتدأ والحال ،وبينهما احتياج معنوي. الهدف الرابع:من أجل الهدف اللفظي لأن نهايات الآيات تنتهي بحرف النون ،وتأخير الخبر يحول دون تساوي الفاصل. ولهذا ،فهذا الخبر وُضع في أفضل مكان.