بسم الله الرحمن الرحيم

"ويل للدانمارك من مشهد يوم عظيم"



الحمد لله منزل الكتاب، ومسبب الأسباب، والصلاة والسلام الرسول المنيب الأواب، ثم أما بعد : إن من عادة الله العادلة في القرى والأمصار والمدن وساكنيها أن لا يهلك بلدة إلا بعد عتوها على ربها وخالقها وتمردها على رسل إلهها، ونكوصها عن فطرتها، واتباعها للمسرفين المترفين فيها كما أخبر بذلك ربنا الحق في كتابه العظيم : { وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون }، وقال كذلك جل جلاله : { و ما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون}، وقال سبحانه وتعالى كذلك : { وكذلك أخذ ربك إذا أخذ ربك القرى بظلم إن أخذا أليم شديد }، فكل قوم أتاهم بأسهم قد حق عليهم القول، وأهلها قد حق عليهم كلمة العذاب، وما قوم الدانمارك عن الأوائل المعذبين ببعيد لأن الله تعالى قال : {إن شانئك هو الأبتر}، وقال كذلك :{ إنا كفيناك المستهزئين}، فأقزام الفن الذين ارتقوا مرتقا صعبا غير مبرر ولا معلل، أعمى الله أبصارهم وأصم آذانهم وطمس عقولهم حتى لا يفهموا شيئا كالبهائم إلا المأكل والمشرب والمنكح، وفي الحقيقة ما أقدم هؤلاء القوم على مثل هذه الترهات إلا بعد أن جربوا الشر باختلاف أذواقه وألوانه فها هي نفوسهم الشقية البائسة تنادي العذاب والنكال وتقول : " هلم إلينا فنحن من يحارب الرسل ويتحدى العقوبات الإلهية "، فهؤلاء النتنى الناكثون العهود، والطاعنون في الرسل الشهود لا فائدة لهم فيما أقدموا عليه إلا المغالبة والمشاقة والمعاندة، فمواقفهم خاذلة، وحياتهم فاشلة، ونفوسهم عاهرة، وقلوبهم ميتة، فبعدا لهؤلاء كما بعدت عاد وثمود، و والله إن الناظر بعين الإنصاف والقسط في حياتهم البهائمية يعلم أنهم العجم البكم التي لا تعقل ، بل هم أضل منها سبيلا كما وصفهم الله تعالى في كتابه :{ إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل }، فما وجدوا من سبيل منحرف إلى الحرية المزعومة المغشوشة إلا الطعن في خير خلق الله تعالى، فبئس ما صنعوا وبئس ما عملوا، فأمرهم غير رشيد، وذوقهم عن الحقيقة بعيد، وبأسهم بينهم شديد، فسوف تأتيهم أنباء مكرهم في الدنيا قبل الآخرة كما قال تعالى في محكم التنزيل : { فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين}، ويوم يقوم الناس لربهم فيومئذ يدركون أن أمرهم في الدنيا لم يكن رشيدا، ويوم توزع الصحف ويقضى بين الخلق بالحق فيومئذ لا يجد لا فنان يتسترون بفعله، ولا مصور ينصرهم، فذلك اليوم لا يوجد فيه غير شقي وسعيد، فنسأل الله تعالى أن يسعدنا بالدفاع عن رسولنا وديننا آمين.


و كتبه
عبد الفتاح زيراوي
المشرف العام لموقع ميراث السنة
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1555