تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قول عمر بن أبي ربيعة:المستويات اللغوية في جملة "وقلَّما يدوم وصال"
صددت فأطولت الصدود وقلَّما//وصال على طول الصدود يدومحيث تقدمت "وصال" على "يدوم" بالضابط اللفظي من أجل الوزن والقافية ،مما أدى إلى انخفاض درجة جودة التركيب ،فنحن نستطيع أن نقول هذين التركيبين:
وقلَّما يدوم وصال (مستقيم حسن)
وقلَّما وصال يدوم (مستقيم قبيح)
يقول سيبويه معلقا على بيت عمر بن أبي ربيعة:"ويحتملون قبح الكلام حتى يضعوه في غير مواضعه لأنه مستقيم ليس فيه تناقض وإنما الكلام :وقلما يدوم وصال"(1)
فأصل العلاقة المعنوية بين "قلَّما" و"يدوم" وبين" يدوم" و"وصال" ، لأن قلما تدل على وتستدعي الفعل ولا تدل على الاسم ولا تستدعيه وهي ليست بحاجة إليه ،ولكن "وصال"تقدمت نحو "قلما" بالضابط اللفظي من أجل الوزن والقافية مما أدى إلى جعل العلاقة بين "قلما" و"وصال" ولا علاقة معنوية بينهما مما أدى إلى انخفاض درجة جودة التركيب ،لأنه لا يوجد احتياج معنوي بين "قلما " و"وصال " ومن هنا فإن منزلة المعنى هي المعيار في تمايز مستويات التراكيب .
==============================
(1) سيبويه-الكتاب-ج1 ص31