المستويات اللغوية في جملة" ما فيها رجل إلا أخوك صالح"
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هاتين الجملتين:
تقول العرب:ما فيها رجل إلا أخوك صالح (راجح)
ويقولـون: ما فيها رجل إلا أخاك صالح (مرجوح)
فالإتباع عند سيبويه والمبرد أولى من النصب ومذهب المازني عكس ذلك ،يقول ابن مالك:والصحيح ما ذهب إليه سيبويه لأن الصفة فضلة فلا اعتداد بالمقدم عليها ، ولأن المستثنى في نحو:ما جاء أحد إلا زيد "إنما رجح إتباعه على نصبه لأنه إذا أتبِع تشاكل مع ما قبله لفظا ولم يختلف المعنى ،فإذا أتبِع وبعده صفة متبعة شاكل ما قبله ما بعده فكان إتباعه متوسطا أولى من إتباعه غير متوسط (1) كما أن الاستثناء يفصل بين الصفة والموصوف وتصبح الصفة وكأنها خارج الجملة بعيدة عن الموصوف ، كما أن الصفة والبدل من التوابع وبينهما تقارب،ولا اعتداد بالمتقدم والمتأخر منهما إلا من حيث الأهمية عند المتكلم ، فاللغة تقوم على منزلة المعنى وهي المعيار في تمايز مستويات التراكيب.
=============================
(1)ابن مالك – شرح التسهيل-ج2 ص 206 بتصرف