قال تعالى :" يسبح له فيها بالغدو والآصال * رجال"
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قوله تعالى:"في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال * رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار * ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب *وفي هذه الآيات الكريمة ما يلي:
1- تقديم "في بيوت"وارتباطها بالفعل"أذن" أولا بحسب قوة العلاقة المعنوية لإفادة التخصيص.
2- جاء بالأفعال "ترفع ويذكر ويسبح........" أفعالا مضارعة لإفادة الاستمراية.
3- تقديم"فيها"على نائب الفاعل"اسمه" للأهمية المعنوية والتخصيص.
4- تقديم أشباه الجمل في قوله" يسبح له فيها بالغدو والآصال * رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله" وتأخير الفاعل "رجال" من أجل التخصيص ومن أجل اتصال الفاعل بصفاته الطويلة .
5- تقديم التجارة على البيع في قوله تعالى"لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله" ؛ لأنها أعظم مايشتغل به الإنسان عن الذكر ،فتقدمت بحسب الأهمية المعنوية.
6- تقديم الصلاة على الزكاة لأنها عماد الدين .
7- تقديم القلوب على الأبصار نحو الفعل "تتقلب" أي تخاف وتضطرب ،بحسب الأهمية المعنوية لأنها مركز العاطفة والشعور.
8- تكرار لفظ الجلالة بدلا من الضمير من أجل التعظيم.
9- تعليق شبه الجملة "بغير حساب" بالفعل يرزق "البعيد" لأن العقل لا يسمح بتعليقه مع "القريب" لعدم الأهمية المعنوية.
10- الفاصلة القرآنية ليست عائقا أمام اتصال المعاني.