السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما لاشك فيه ان كتاب [ العقيدة ] برواية الخلال كتاب قيّم ، جامع لاصول السنة ، وهو متن يسير الحفظ يسير الفهم واضح الالفاظ ...
لكن هذا الكتاب قد انكره البعض من جهات معينة ... الشبهة الاولى
قال بعض طلاب العلم ، ان الكتاب من رواية الامام ابي الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي عن الامام احمد وروايته مرسلة ..
والجواب : ان هذا خطأ فابو الفضل لم يرو الكتاب عن احمد مباشرةً ، انما رواه عن ابي بكر الخلال ، كما جاء ذلك على المخطوط وعنوان الكتاب ... فالاسناد يبقى ظاهر الانقطاع بين ابي الفضل والخلّّال .. لكن لا عبرة بهذا الانقطاع من وجوه ...
-لانه هاهنا يروي كتاباً ، وفي هذه الحالة لا يكون السند الا زينة فقط ، طالما ان الناقل يوثق به وكونه مأموناً ، ...
فمن اول قوله : جملَة اعْتِقَاد أَحْمد بن حَنْبَل رَضِي الله عَنهُ كذا وكذا .. فهذا بداية كلام الخلال رحمه الله ...
- وأقول لو ان ابي الفضل لم يذكر اسناداً ولا كتاباً فمن كان في مثل حال ابي الفضل لا يحتاج لان يذكر سنداً ، ...
فهو كما قال الذهبي : الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، رَئِيْسُ الحَنَابِلَة ... فقد كان رئيس الحنابلة في زمانه ، وهو اعلم الناس بمذهب احمد لا ريب ، فلو حتى انه لم يذكر سنداً متصلاً ، او كتاباً صحيحاً ، لجاز لنا قبول خبره ، لان الرجل رئيس الحنابلة في زمانه ... فنسلّم لما رواه عن الامام .. فكيف لا يوثق بنقله عن الامام ؟ ويقول لك احدهم خبره عن احمد منقطع ..
الشبهة الثانية
يقولون : نسلم لكم بان ابي الفضل التميمي روى كتاب الخلال ، لكن الراوي عن احمد وهو [الخلال] لا يروي عن احمد الا بواسطة وقد انعدمت هذه الواسطة فتكون روايته هو الاخر منقطعة ...
والجواب :
أولاً : ان الخلال - رحمه الله ، قد ادرك احمد ويحتمل رؤيته له ، فالقول بان روايته عنه منقطعة فيه مبالغة ، كما قال الذهبي : يجوزُ أَنْ يَكُوْنَ رَأَى الإِمَام أَحْمَد ...
ثانياً : الخلال - رحمه الله ، كان لا يحمل الا عن الثقات العدول من اصحاب الامام احمد ، وقد كان من احرص اهل الارض اعتناءاً بعلومه ، فعلى فرض انه روى رواية منقطعة عن احمد ، فالواسطة معلومة بانه احد الثقات ولا ضير ..
ثالثاً : مما يؤكد ان الخلاّل تأكد من صحة الرواية عن الامام احمد ، قوله في آخر الكتاب : -
" فَهَذَا وَمَا شاكله مَحْفُوظ عَنهُ وَمَا خَالف ذَلِك فكذب عَلَيْهِ وزور وَكَانَ دعاؤه فِي سُجُوده اللَّهُمَّ من كَانَ من هَذِه الْأمة على غير الْحق وَهُوَ يظنّ أَنه على الْحق فَرده إِلَى الْحق ليَكُون من أهل الْحق " أهـ
فصرّح بان تلك الرواية هي المحفوظة عن الامام ، بل واكّد بان المخالف لذلك ( كذب وزور ) ، .. فالكتاب نسبته صحيحة للامام رحمه الله
فلا داعي للتضخيم من بعض الامور والله عزوجل اعلى واعلم