تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: البيان المفيد فيما اتفق عليه علماء مكة ونجد من عقائد التوحيدمكة المكرمة في 1/1/1398هـ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي البيان المفيد فيما اتفق عليه علماء مكة ونجد من عقائد التوحيدمكة المكرمة في 1/1/1398هـ

    الحمد لله وبعد
    لشدة أمر التوحيد والشرك ومساهمة في إزالة الشرك من ديار الإسلام قرأت في رسالة طيبة فأعجبتني فأحببت أن أرفعها للنفع العام
    اللهم توفانا على الاسلام والسنة
    -----------
    البيان المفيد
    فيما اتفق عليه علماء
    مكة ونجد
    من عقائد التوحيد
    بسم الله الرحمن الرحيم
    مقدمة
    الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد :
    فهذه رسالة عظيمة في تبيان ما يجب على الأمة اعتقاده من توحيد الله وإفراده بالعبادة وتحذيرها من كل ما يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كدعاء غير الله والاستغاثة والاستعانة وطلب الشفاعة من الأموات ، وكالحلف بغير الله والذبح والنذر لغير الله ، وتعظيم القبور بغير ما شرعه الله من البناء عليها واتخاذها مساجد وشد الرحال إليها والطواف حولها والتبرك بها مما عمت به البلوى ، وقد سبق نشرها في "أم القرى" ثم جمعت في رسالة تحت عنوان "البيان المفيد فيما اتفق عليه علماء مكة ونجد من عقائد التوحيد" وتعميما للفائدة أضفنا إليها مناظرة في نفس الموضوع جرت بين علماء مكة ونجد ، نشرتها أم القرى يوم الجمعة 15/5/1398هـ .
    نقدم هذه الرسالة لأمتنا الإسلامية سائلين المولى عز وجل أن يعم بنفعها الجميع ، إنه سميع مجيب ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ،،
    عبد الله العلي سلطان
    مكة المكرمة في 1/1/1398هـ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: البيان المفيد فيما اتفق عليه علماء مكة ونجد من عقائد التوحيدمكة المكرمة في 1/1/13

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ... وبعد :
    فقد عقد علماء مكة وعلماء نجد في هذه الأيام عدة اجتماعات بحثوا فيها عن العقائد الدينية التي جاء بها الإسلام ، وقد ألقى في أحد تلك الاجتماعات حضرة الأستاذ الشيخ عبد الله بن بليهد رئيس القضاة في مكة المكرمة خطابا بليغا وافق عليه الحاضرون من علماء مكة لأنهم لم يجدوا فيه قولا يخالف ما جاء به الكتاب الكريم ولا السنة الصحيحة ولا ما كان عليه السلف الصالح ثم قرَّر علماء مكة الأفاضل أن يكتبوا بيانا من عندهم للناس يوضحون به العقائد التي يجب على كل مسلم اعتقادها ومعرفتها وقد نشرنا خطاب الأستاذ رئيس القضاة وبيان أهل مكة في أجزاء متفرقة من (أم القرى) وتعميما للفائدة ننشرها في هذه الرسالة ليطلع عليها الخاص والعام وليكونَا عونا للاتحاد والاتفاق بين كافة المسلمين إن شاء الله تعالى ، وصلى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: البيان المفيد فيما اتفق عليه علماء مكة ونجد من عقائد التوحيدمكة المكرمة في 1/1/13

    نداء عام
    من علماء بلد الله الحرام إلى أمتنا
    الكريمة لشعبنا النبيل

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فقد آن لنا أن نرفع صوتنا عاليا ، في هذا الجو الهادئ الذي يسمع فيه صوت الحق بسائق قوله تعالى : ] ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون [ وقوله تعالى : ] وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر [ وقوله صلى الله عليه وسلم : "الدين النصيحة " قالوا لمن يا رسول الله ؟ قال : "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " وقوله : "من علم علماً فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من النار" ونحن على يقين من أن وظيفتنا هذه عظيمة ، وموقفنا أمام الله أعظم ، وأن هذه الحياة لا تزن عند الله جناح بعوضة ولا تغني عن الآخرة فتيلا ، وأنتم عندنا كأنفسنا التي بين جنبينا ، نحب لكم من الخير ما نحبه لها ، ونبغض لكم من الشر ما نبغضه لها ، لذا لا نلقي عليكم إلا ما ندين الله به ، ونعتقده حقا صُراحا لا مراء فيه ؛ لنبرأ إلى الله بأداء ما عَلِمْنَا غير مكرهين ولا مدفوعين بغرض شخصي وإنما الحق أحق أن يتبع ، وفي بلاغنا هذا ذكرى للذاكرين وهدى للمستبصرين والله يتولى هدانا أجمعين .
    الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ، والصلاة والسلام عل نبينا محمد الحائز على رتبة لا يمكن أن تلحق ، وعلى آله وصحبه والداعين إلى طريق الحق ، صلاة وسلاما دائمين متلازمين ما الليل غسق والقمر اتسق .
    أما بعد : فإنا نعتقد أن الله واحد في ربوبيته ، واحد في ألوهيته ، واحد في أسمائه وصفاته ، فلا خالق ولا رازق ولا مميت ولا مدبر للأمور سواه ، ولا معبود بحق في الوجود إلا هو ، وهذا معنى لا إله إلا الله له الأسماء الحسنى ، والصفات العليا ، كما أثبتها لنفسه في كتابه ، وعلى لسان رسوله ، بلا تكييف ، ولا تحريف ، ولا تمثيل ، ولا تعطيل ، وأن الله سبحانه وتعالى فوق سماواته على عرشه علاَ على خلقه ، وهو – سبحانه – معهم أينما كانوا ، يعلم ما هم عاملون ، قال تعالى : } ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون { وقال تعالى : } ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير { وقال تعالى : } الرحمن على العرش استوى { قال فيها مالك رحمه الله : (الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة) ، وقال صلى الله عليه وسلم للجارية : "أين الله"؟ فقالت : في السماء : قال : "من أنا"؟ قالت : أنت رسول الله ، قال : "اعتقها فإنهامؤمنة" ونعوذ بالله من أن نظن أن السماء تقله أو تظله ، فهو الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا ، وقد وسع كرسيه السماوات والأرض ، ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم .
    ونعتقد أن عبادة غير الله شرك أكبر ، وأن دعاء غير الله من الأموات والغائبين وحبه كحب الله ، وخوفه ورجائه ، ونحو ذلك شرك أكبر ،وسواء دعاه دعاء عبادة أو دعاء استعانة في شدة أو رخاء ، فإن الدعاء هو العبادة ، وسواء دعاه لجلب النفع ، أو دفع الضر ، أو دعاه لطلب الشفاعة ، أو ليقربه إلى الله ، أو دعاه تقليدا لآبائه أو أسلافه أو لغيرهم ، والأدلة على ذلك في كتاب الله كثيرة جدا منها قوله تعالى : }ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به{ الآية ، وإن اعتقاد أن لشيء من الأشياء سلطانا على ما خرج عن قدرة المخلوقين شرك أكبر وأن من عظم غير الله مستعينا به فيما لا يقدر عليه إلا الله كالاستنصار في الحرب بغير قوة الجيوش ، والاستشفاء من الأمراض بغير الأدوية التي هدانا الله لها ، والاستعانة على السعادة الأخروية أو الدنيوية بغير الطرق والسنن التي شرعها الله لنا يكون مشركا شركا أكبر . وأن الشفاعة ملك لله وحده ولا تكون إلا لمن أذن الله له } ولا يشفعون إلا لمن ارتضى{ ولا يرضى الله إلا عمن اتبع رسله فنطلبها من الله مالكها فنقول : اللهم شفع فينا نبيك مثلا ، ولا نقول : يا رسول الله اشفع لنا ، فذلك لم يرد به كتاب ولا سنة ولا عمل سلف ولا صدر ممن يوثق به من المسلمين ، فنبرأ إلى الله أن نتخذ واسطة تقربنا إلى الله ، أو تشفع لنا عنده فنكون ممن قال الله فيهم وقد أقروا بربوبيته وأشركوا بعبادته : }ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله{ وحكى الله عنهم قولهم } ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى{ أو نكون ممن قلدوا آباءهم في أصل الدين ، فكانوا أضل من الأنعام وهم الذين قال الله فيهم : }بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون{ فوصفهم بقوله : }إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا{ إذ عطلوا تلك المواهب التي أودعت فيهم ، ولو تخلوا بأنفسهم برهة أطلقوا فيها لتلك المواهب سراحها لأدركت من آيات الله ما يرشدهم إلى سواء السبيل .
    و نوسل إلى الله ، أي نتقرب إليه بطاعته ، وهو معنى الوسيلة في القرآن ، ونطلب الوسيلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد في الحديث الصحيح : "من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته ، إنك لا تخلف الميعاد ، حلت له شفاعتي" وورد تفسير هذه الوسيلة في حديث : "سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجوا أن أكون ذلك العبد" وأما التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "اللهم إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا إليك بنينا فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بِعَمِّ نبينا فأسقنا" فتوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم وهم خاص بحال حياته ، ولهذا عدل عمر رضي الله عنه بعد مماته صلى الله عليه وسلم إلى التوسل بدعاء عمه العباس ، والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة يكون بشفاعته ، وأما التوسل بمعنى غير ذلك فليس بشرعي .
    وزيارتنا القبور دعاء للوتى وادِّكارا للآخرة ، وحسبنا أن نلقي عليهم ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمه أصحابه ليقولوه إذا زاروا القبور : "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين ، نسأل الله لنا ولكم العافية ، اللهم لا تحرمنا أجرهم ، ولا تفتنا بعدهم" واعلموا أن زيارة المقابر على ثلاثة أنواع : شرعية ، وبدعية ، وشركية .
    فالشرعية : هي التي يقصد بها تذكر الآخرة ، والدعاء للميت ، واتباع السنة .
    والبدعية : هي التي يقصد بها عبادة الله عند القبور ، كما يفعله جهلة الناس ، لظنهم أن للعبادة عندها مزية على العبادة في المساجد التي هي أحب البقاع إلى الله ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث النهي عن الصلاة عند القبور ، واتخاذها مساجد .
    والشركية : هي التي يقصد منها تعظيم القبور ، ودعاؤها ، أو الذبح لها ، أو النذر لها، أو غير ذلك من العبادات التي لا تصلح إلا لله، فهذه حقيقة الشرك ، والأدلة عليه كثيرة جدا وقد تقدم بعضها .
    والبناء على القبور بدعة ، وقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فأمره أن لا يدع قبرا مشرفا إلا سواه بالأرض ، وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي الهياج الأسدي أنه قال : قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه : "إني لأبعثك على ما بعثني به رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أن لا أدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته" . والحلف بغير الله منهي عنه ، ويكفي أن نسرد عليكم شيئا مما ورد فيه ، قال صلى الله عليه وسلم : "من حلف بغير الله فقد أشرك" وفي لفظ : "فقد كفر" وقال صلى الله عليه وسلم : "من كان حالفا فليحلف بالله" وقال عليه السلام : "لا تحلفوا بآبائكم" فليحذر الذين يخالفون عن أمره صلى الله عليه وسلم } أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم{ .
    ونعتقد أن أفضل المخلوقين وأكملهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قد وصفه الله بالعبودية في أشرف المقامات ، وورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : "ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله" وورد "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله" .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: البيان المفيد فيما اتفق عليه علماء مكة ونجد من عقائد التوحيدمكة المكرمة في 1/1/13

    والإيمان قول وعمل ، قول القلب واللسان ، وعمل القلب واللسان والجوارح ، يزيد بالطاعة ، وينقص بالمعصية ، ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بمجرد المعصية ، ولا نسلب الفاسق الملِّي اسم الإيمان بالكلية ، ولا نخلده في النار كما تقول المعتزلة ، ولا نكفره بالكبائر كما تقول الخوارج ، وإنما نقول هو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، على ما جاءت به الشريعة واجب .
    ونعتقد إقامة الحج والجهاد والجمع والأعياد مع الأمراء أبرارا كانوا أو فجارا ، وندين بالسمع والطاعة لهم في غير معصية عدلوا أو جاروا ما أقاموا الصلاة ، ونحافظ على الجماعة ونَدِين الله بالنصح للأئمة خاصة وللأمة عامة ، ونبرأ إلى الله من طريق الخوارج والمعتزلة ، الذين يرون الخروج على الأئمة بمجرد الجور والمعصية .
    فهذا الذي نَدِين الله به ، ونعتقده ، وندعوكم إليه ، وحسبنا فيه كتاب الله وسنة رسوله ، وسلف الأمة الذين شهد لهم رسول الله بالخير ، قال صلى الله عليه وسلم : "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله وسنتي" وقال : "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم" فتمسكوا بدينكم فهذا زمان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر ، زهيت فيه الحياة بزخرفها ، وثملت الناس بنشوتها ، وكثر الدخيل في الإسلام ، وأوقع في القلوب الضعيفة ما أوقع من الأوهام ، وتحقق فيه قول ابن مسعود رضي الله عنه "كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير ، ويهرم عليها الكبير وتتخذ سنة يجري الناس عليها ، فإذا غير منها شيء قيل غيرت السنة" قيل متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال : "إذا كثر قراؤكم وقل فقهاؤكم وكثرت أموالكم وقل أمناؤكم وتعلم لغير الدين" ومعلوم أنه كلما تقادم عهد أمة بنبيها ألقى الشيطان في أفرادها تعاليم تظن فيما بعد أنها من الدين ، والدين منها براء يريد بذلك إماتة السنة ، وطمس معالمها .
    عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ثم قال : "هذا سبيل الله مستقيما" ثم خط خطوطا عن يمين ذلك الخط وعن شماله ، ثم قال : "هذه السبل ليس فيها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه" ثم قرأ : }وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله{ وقال صلى الله عليه وسلم : "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة" وورد عنه صلى الله عليه وسلم : "أن أمتي ستفترق على ثلاث ويبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" وفي حديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : "هم من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي" وقال : "لاتزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة" نسأل الله أن يجعلنا منهم ، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ويهب لنا من لدنه رحمة إنه على ما يشاء قدير ، وصلى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: البيان المفيد فيما اتفق عليه علماء مكة ونجد من عقائد التوحيدمكة المكرمة في 1/1/13

    أسماء العلماء الموقعين على هذا النداء (*)
    1- محمد المرزوقي قاضي مكة المكرمة .
    2- محمد سعيد .
    3- عباس المالكي .
    4- عبد الله بن إبراهيم حمدوه .
    5- أبو بكر بن محمد خوقير .
    6- محمد أمين فوده .
    7- سعد وقاص .
    8- حسين عبد الغني .
    9- محمد جمال المالكي .
    10- حسين مكي الكتبي .
    11- محمد نور محمد فطاني .
    12- محمد عبد الهادي كتبي .
    13- عيسى دهان .
    14- عبد القادر أبو الخير مرداد .
    15- محمد عرابي سجيني .
    16- درويش عجيمي .
    (*) انظر ترجمة هؤلاء العلماء في كتاب (سير وتراجم لبعض علمائنا في القرن الرابع عشر الهجري) تأليف عمر عبد الجبار .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: البيان المفيد فيما اتفق عليه علماء مكة ونجد من عقائد التوحيدمكة المكرمة في 1/1/13

    خطاب رئيس القضاء
    هذا هو الخطاب الذي ألقاه الشيخ عبد الله ابن بليهد رئيس القضاء في الاجتماع الذي عقد بين علماء نجد وعلماء مكة المكرمة


    بسم الله الرحمن الرحيم
    بعد حمد الله والثناء عليه بصفات كماله ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه وعلى آله ، إن الله أرسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق وأنزل عليه الكتاب تبيانا لكل شيء ، فدعا الناس إلى ما خلقوا له من عبادة الله تعالى وحده لا شريك له ، وكذلك جميع الرسل جاءوا بذلك كما قال تعالى : } شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه { وأصل دين جميع المرسلين وأساسه هو التوحيد ، وهو ثلاثة أنواع :
    توحيد الربوبية : وهو الإقرار بأن الله هو الخالق الرزاق المدبر لجميع الأمور ، وهذا قد أقر به غالب الكفار .
    وتوحيد الأسماء والصفات : وهو إثبات ما وصف الرب تعالى وسمى به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلى إثباتا يليق بجلاله وعظمته ، ويختص به من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ، ولا تمثيل ، وجميع أصحاب المقالات من الفرق الإسلامية متفقون على إثبات هذه المقدمة ، وهي أن الله تعالى موصوف بصفات الكمال منزه عن صفات النقص ، وإنما اختلفوا فيما هو كمال وما هو نقص ، أو يلزم منه النقص ، فمنهم من ظن أن وصف الباري تعالى بما وصف به نفسه يلزم منه التجسيم والتشبيه، فنفى ما أثبته الله تعالى لنفسه وعطل أسماءه وصفاته وألحد فيها ، ومنهم من أثبت ذلك وغلا في الإثبات ، حتى شبه الله صفات الباري تعالى بصفات خلقه ، وهدى الله تعالى أهل السنة الذين هم الفرقة الناجية ، وهم الوسط في فرق الأمة ، كما أن الأمة وسط بين سائر الأمم ، إلى القول بما دل عليه الكتاب والسنة ومضى عليه سلف الأمة ، من إثبات جميع ما وصف به تعالى نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات العلى وإمرارها كما جاءت ، وهذا هو طريق النجاة ومن ذلك الإيمان بما أخبر به تعالى في كتابه ، وتواتر عن رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأجمع عليه سلف الأمة من أن الله فوق سماواته ، على عرشه ، عليٌّ على خلقه ، وهو سبحانه فوق معهم أينما كانوا ، يعلم ما هم عاملون ، ومما نعتقده وندين الله به أن الدين والإيمان قول وعمل ، قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح ، وأن الإيمان يزيد وينقص ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، ومع ذلك لا نكفر أهل القبلة بمجرد المعاصي ، ولا نسلب الفاسق الملِّي اسم الإيمان بالكلية ولا نخلده في النار ، كما يقوله المعتزلة ، ولا نكفره بالكبائر كما قاله الخوارج ، ونقول هو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته ، أو مؤمن ناقص الإيمان ، أو مسلم وليس بمؤمن ، كما يقوله بعض أهل السنة ، ونعتقد وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، على ماجاءت به الشريعة ، كما صحت بذلك الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونعتقد إقامة الحج ، والجهاد ، والجمع والأعياد مع الأمراء أبرارا كانوا أو فجارا ، وندين بالسمع والطاعة لهم في غير المعصية عدلوا أو جاروا ما أقاموا الصلاة ، ونحافظ على الجماعة ونَدِين الله بالنصح للأئمة خاصة وللأمة عامة ، ونبرأ إلى الله من طريق الخوارج والمعتزلة الذين يرون الخروج على الأئمة بمجرد الجور أو المعصية.
    والنوع الثالث : توحيد العبادة ، وهو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله ، فإن لا إله إلا الله تقتضي إفراد الله بالعبادة والكفر بمايعبد سواه ، وهذا هو معنى النفي والإثبات في هذه الكلمة ، وهو الذي فهمه كفار قريش لما دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى قول لا إله إلا الله ، كما قال تعالى مخبرا عنهم أنهم قالوا : } أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب{ وقال تعالى : } إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون{ فعرفوا أن لا إله إلا الله تقتضي ترك كل معبود من دون الله ، وهذا الذي دلت عليه لا إله إلا الله من إخلاص العبادة لله وحده وترك عبادة ما سواه كائنا من كان هو حقيقة التوحيد الذي دعت إليه جميع الرسل ، وهو حق على جميع عباده ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : "فإن حق الله على العباد أن لا يعبدوه ولا يشركوا به شيئا" وهو في الصحيحين .
    والعبادة : اسم جامع لما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة ، كالحب ، والدعاء ، والخوف ، والرجاء ، والتوكل ، وغير ذلك من أنواع العبادة التي يجب إخلاصها لله تعالى ،وتخصيصه بها دون ما سواه ، فمن صرف شيئا لغير الله سواء كان ملكاً أو نبياً أو ولياً أو غيره فقد عبده بذلك ، وجعله شريكا لله في عبادته ، كما قال تعالى : } ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله{ وقال عن المشركين أنهم يقولون وهم في النار : } تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين{ ومن المعلوم أنهم لم يسووهم به في الخلق . والرزق والتدبير ، وإنما سووهم به في الحب والتعظيم ، وهذا هو حقيقة الشرك ، وكذلك من دعا غير الله دعاء عبادة أو دعاء استعانة في شدة أو رخاء فقد عبده بذلك وجعله شريكا لله في عبادته ، فإن الدعاء هو العبادة ، وسواء دعاه لجلب النفع ، أو دفع الضر ، أو دعاه تقليدا لآبائه وأسلافه ، أو غير ذلك ، والأدلة على ذلك في كتاب الله كثيرة جدا ، منها قوله تعالى : } ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين{ وقال تعالى : } ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عندربه إنه لا يفلح الكافرون{ فهذا نص في كفر داعي غير الله ، وقوله تعالى : } والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير{ فهذا نص صريح أن دعاء غير الله شرك ، وقال تعالى : } وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا{ إلى غير ذلك من الآيات الدالة على هذا المعنى فإن قال قائل إن من يدعو النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأولياء ، لا يعتقد أنه يملك نفعا أو ضرا ، ولا يطلب ذلك منه وإن قوله عند قيامه ، أو دخوله ، أو خروجه ، أوغير ذلك من أحواله : يا رسول الله أو يا فلان إن أراد به طلب النفع والضر فهو شرك ، وإن كان بحكم العادة ، أو التقليد ، أو لمجرد التعظيم ، أو أنه يشفع له عند الله أو يقربه إلى الله ، فهذا ليس بشرك ، فيقال : إن شرك المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم هو بتعلقهم على الأنبياء والصالحين لطلب القربة والشفاعة ، كما قال تعالى : } والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه مختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار{ فكذبهم وكفرهم مع قولهم } ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى{ ، وقال تعالى : } ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون{ فسبح نفسه سبحانه عن شركهم ، مع قولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله ، فدل على أن دعاءهم لطلب الشفاعة بيد الله ، كما قال تعالى : } قل لله الشفاعة جميعا{ ولا يشفع أحد عنده إلا بإذنه ، كما قال تعالى : } من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه{ فإذا ثبت أن ملك الشفاعة بيده ، وأنه لا يشفع أحد إلا بإذنه ، فحينئذ تعين أن نطلبها منه سبحانه ، فنقول اللهم لا تحرمنا شفاعة نبيك ، أو شفعه فينا ، فأما دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لطلب الشفاعة منه فهو شرك كما تقدم ؛ لأن الدعاء عبادة ، وقد صرفها لغير الله فيكون ذلك شركا في العبادة ، وكذلك دعاؤه ليقربه من الله ، فإن التقرب إلى الله لا يكون إلا بطاعته ، كما قال تعالى : } يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة{ أي بطاعته ، قاله المفسرون ، وكذلك من يدعو غير الله بحكم العادة أو التقليد لآبائه ، وأسلافه كحال المشركين الأولين ، فإن الله تعالى أخبر عن جميع الأمم المخالفة للرسل بقولهم : } إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون{ وأخبر عن قوم إبراهيم أنه لما قال لهم هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون لم يقولوا أنهم ينفعون أو يضرون بل قالوا : } بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون{ فتبين بما قررناه ، أنه لافرق بين من يدعو غير الله معتقدا فيه النفع والضر ، أو أنه شفيع له عند الله ، أو أنه يقربه إلى الله ، أو أن ذلك بحكم العادة والتقليد ولن يجد أحد إلى التفريق بين ذلك سبيلا أصلا .
    ومما يزيد ذلك وضوحا أن قول القائل عند قيامه وقعوده وسائر حركاته : ياالله استعانة به ، وذلك عبادة بلا ريب ولا ينازع فيه أحد ، فإذا قال ذلك في مخلوق كائنا من كان فقد صرف تلك العبادة لغيره ، وأيضا فإنه من المتقرر عند أهل العلم أن الكافر إذا أقر بالشهادتين حكم بإسلامه ، وإن ادعى أنه لم يقصد حقيقة الإسلام لم يقبل منه ، بل يلزم بحكم ما أقر به ، فكذلك إذا تكلم بالشرك لزمه حكمه ، وإن ادعى غير ذلك ، ولا فرق بينهما ، وهذا واضح ، فأما تعظيم القبور بالبناء عليها وإيقاد السرج ، وغير ذلك مما أحدث فيها فبناء المساجد والقبب عليها ، وعبادة الله عندها بالصلاة ، وغيرها محرم لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من النهي الصريح ، ولعن فاعل ذلك كما في حديث عائشة من قوله صلى الله عليه وسلم : "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" وهو في الصحيحين ، والأحاديث في ذلك يطول ذكرها ، ومنها حديث علي بأنه صلى الله عليه وسلم بعثه لهدم القبور المشرفة ، وقال : "لا تدع تمثالا إلا طمسته ، ولا قبرا مشرفا إلا سويته" .
    فأما زيارة القبور فهي على ثلاثة أنواع : شرعية ، وبدعية ، وشركية .
    فالشرعية : هي التي القصد منها تذكر الآخرة ، والدعاء للميت ، واتباع السنة .
    والبدعية : هي التي القصد منها عبادة الله عند القبور ، كما يفعله كثير من الناس ، لظنهم أن للعبادة عندها مزية على العبادة في المساجد التي هي أحب البقاع إلى الله ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث النهي عن الصلاة عند القبور ، واتخاذها مساجد .
    والشركية : هي التي القصد منها تعظيم القبور ، ودعاؤها ، أو الذبح لها ، أو النذر لها ، أو غير ذلك من العبادات التي لا تصلح إلا لله ، فهذا حقيقة الشرك ، والأدلة عليه كثيرة جدا ، وقد تقدم بعضها ، ولكن لغلبة الجهل وخفاء العلم وبعد العهد بإرشاد النبوة التبس الأمر على أكثر الناس وخفي عليهم ما هو في غاية الوضوح لضعف البصائر وغلبة العوائد ، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية" فإن من لم يعرف الشرك وما ذمه القرآن وعابه وقع فيه وهو لا يدري ، ومثله قول ابن مسعود رضي الله عنه "كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير ، ويهرم عليها الكبير وتتخذ سنة يجري الناس عليها ، فإذا غير منها شيء قيل غيرت السنة" قيل : متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال : "إذا كثر قراؤكم وقل فقهاؤكم وكثرت أموالكم وقل أمناؤكم وتعلم لغير الدين" إذا عرف ذلك فمعلوم أن كل واحد منا مأمور بأن يصدق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يخبر به ، ويطيعه فيما يأمر به ، وما ينهى عنه ، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالعلم النافع الموروث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولم يوجب الله من ذلك على الأمة إلا ما فيه صلاحها في معاشها ومعادها، وبإهمال ذلك تتعطل مصالحها ، وتفسد أمورها فما خراب العالم إلا بالجهل ، ولا عمارته إلا بالعلم ، وإذا ظهر العلم في محلة أو بلد قل الشر في أهلها ، وإذا خفي العلم ظهر الشر والفساد ، ومن لم يعرف ذلك فهو ممن لم يجعل الله له نورا ، قال بعض العلماء : لولا العلم كان الناس كالبهائم ، وقال : الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب لأن الطعام والشراب ، يحتاج إليه في اليوم مرتين أو ثلاثا ، والعلم يحتاج إليه في كل وقت ؛ لأن العلم بمنزلة الروح ؛ بل قد سماه الله تعالى في كتابه روحا ، كما قال تعالى } ينزل الملائكة بالروح من أمره{ وقال : } وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا{ فأخبر سبحانه وتعالى أن الوحي الذي أنزله على رسوله روح تحصل به الحياة ، ونور يحصل به الإضاءة ، ومن فقد هذا النور ، فهو في ظلمة ، ولهذا لما خفي العلم عن كثير من الناس لم يفرقوا بين ما هو حق لله وما هو حق للمخلوق ، فأن حق الله هو العبادة وأما المخلوق فليس له في العبادة شيء وأكمل المخلوقين وأفضلهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد وسمه سبحانه بالعبودية في أشرف مقاماته في القرآن ، في مقام التحدي ، وفي مقام الإسراء ، وفي مقام الكفاية ، وفي مقام الدعوة ، قال تعالى : } وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا{ وقال : } سبحان الذي أسرى بعبده { وقال : } تبارك الذي نزل الفرقان على عبده { وقال تعالى : } أليس الله بكاف عبده{ وقال : } وإنه لما قام عبد الله يدعوه{ وقال صلى الله عليه وسلم : "ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله" وقال : "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبدفقولوا : عبد الله ورسوله" فحق النبي صلى الله عليه وسلم محبته المقدمة على حب النفس والولد والوالد والأهل والمال ، وتصديقه وطاعته وكذلك أولياء الله تجب محبتهم والإقرار بفضائلهم على اختلاف مراتبهم، وما يجريه الله على أيديهم من الكرامات وخوارق العادات ، ولا ينكر كرامات الأولياء إلا أهل البدع ، لكن يجب أن يفرق بين أولياء الله وغيرهم ، فإن أولياء الله هم المتقون العاملون لله بطاعته ، كما قال تعالى في وصفهم : } ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون{ فمن كان مؤمنا تقيا كان لله وليا ليس إلا ، فأما ما يفعله ويدعيه كثير من الناس ، الذين هم في الحقيقة من أولياء الشيطان لا من أولياء الرحمن ، وما يدعونه من الدعاوى الكاذبة ، فنفس دعواه أنه يفعل كذا وكذا كافية في بيان حاله ، وأنه ليس من أولياء الله كما هو مبين وموضح في كتب أهل العلم من أهل الحق ، فيجب أن يفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ؛ لأن ذلك مما التبس فيه الأمر عل كثير من الناس ، والحمد لله أولا وآخرا ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: البيان المفيد فيما اتفق عليه علماء مكة ونجد من عقائد التوحيدمكة المكرمة في 1/1/13

    مناظرة بين علماء مكة وعلماء نجد
    قال محرر أم القرى في العدد الثاني منها الصادر في يوم الجمعة الموافق15/5/1343هـ .
    ذكرنا في غير هذا المكان ، من هذا العدد ، أن علماء نجد ، وعلماء البلد الحرام ، طلبوا الاجتماع بعضهم مع بعض ، ليشرح كل فريق ما عنده من العقائد لأخيه ، وقد اجتمعوا للمداولة في ذلك صباح الاثنين ، من هذا الأسبوع ، فدار الحوار ، بينهم في المسائل الأصولية من العقائد ، ولم يختلفوا في أصل من أصولها ، ووقع الجدال في المسائل الفرعية ، ثم اتفقوا على البيان الآتي :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده :
    من علماء حرم الله الشريف ، وأئمته الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي ، والشيخ عمر باجنيد أبي بكر، والشيخ درويش عجيمي ، والشيخ محمد مرزوقي ، والشيخ أحمد بن علي النجار ، والشيخ جمال المالكي ، والشيخ عباس المالكي ،والشيخ حسين بن سعيد بن محمد بن سعيد عبد الغني ، والشيخ حسين مفتي المالكية ، والشيخ عبد الله حمدو ، والشيخ عبد الستار ، والشيخ سعد وقاص ، والشيخ عمر بن صديق خان ، والشيخ عبد الرحمن الزواوي ، إلى من يراه من علماء الحكومات الإسلامية وملوكهم وأمرائهم .. أما بعد: فقد اجتمعنا نحن المذكورين مع مشايخ نجد حين قدومهم إلى حرم الله الشريف ، مع الإمام عبد العزيز حفظه الله ، وهم الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف ، والشيخ عبد الله بن حسن ، والشيخ عبد الله بن عبد الوهاب بن زاحم ، والشيخ عبد الرحمن بن محمد بن داود ، والشيخ محمد بن عثمان الشاوي ، والشيخ مبارك بن عبد المحسن بن باز ، والشيخ إبراهيم بن ناصر بن حسين ، فجرى بيننا وبين المذكورين والمحترمين مباحثة ، فعرضوا علينا عقيدة أهل نجد ، وعرضنا عليهم عقيدتنا ، فحصل الاجتماع بيننا وبينهم ، بعد البحث والمراجعة في مسائل أصولية ، منها : أن من أقر بالشهادتين وعمل بأركان الإسلام الخمسة ثم أتى بمكفر ينقض إسلامه قوليّ وفعليّ أو اعتقادي أنه يكون كافرا بذلك ، يستتاب فإن تاب وإلا قتل ، ومنها من جعل بينه وبين الله وسائط من خلقه ، يدعوهم في جلب نفع أو ضر أو يقربونه إلى الله زلفى أنه كافر يحل دمه وماله ، فيما لا يقدر عليه إلا الله أن ذلك شرك ، فإن الشفاعة ملك لله ولا تطلب إلا منه ، ولا يشفع أحد إلا بإذنه ، كما قال تعالى : } من ذا الذييشفع عنده إلا بإذنه{ وهو لا يأذن إلا فيمن رضي قوله وعمله كما قال تعالى : } ولا يشفعون إلا لمن ارتضى{ وهو لا يرضى إلا التوحيد والإخلاص ، ومنها تحريم البناء على القبور وإسراجها وتحري الصلاة عندها أن ذلك بدعة محرمة في الشريعة ، ومنها أن من سأل الله بجاه أحد من خلقه فهو مبتدع مرتكب حراما ، ومنها أنه لا يجوز الحلف بغير الله ، لا الكعبة ولا الأمانة ولا النبي ولا غير ذلك ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "من حلف بغير الله فقد أشرك" فهذه المسائل كلها لما وقعت المباحثة فيها حصل الاتفاق بيننا وبين المذكورين ، ولم يحصل خلاف في شيء ، فاتفقت بذلك العقيدة بيننا معاشر علماء الحرم الشريف وبين إخواننا علماء أهل نجد .
    نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه آمين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

  8. افتراضي رد: البيان المفيد فيما اتفق عليه علماء مكة ونجد من عقائد التوحيدمكة المكرمة في 1/1/13

    جزاك الله خيراً
    هل يمكنك جمع هذا البيان في ملف word وجعله في مرفق كي نقوم بتحميله ويكون على الجهاز الخاص بي من فضلك ؟

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: البيان المفيد فيما اتفق عليه علماء مكة ونجد من عقائد التوحيدمكة المكرمة في 1/1/13


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •