الخلق والمعاد في القران الكريم
2\4

بقلم- فالح الحجية

2

ومما لاشك فيه ان الله تعالى خلق هذا الكون بجميع احواله واجزائه كانه مسخر لخدمة هذا الانسان فهو مختار من بين كل انواع المخلوقات الكونية ومفضل عليها والكل تدخل في خدمته وهذه حقيقة اقرها القران الكريم:
( الله الذي سخرلكم البحر لتجري الفلك فيه بامره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون * وسخرلكم ما في السموات وما في الارض جميعا منه ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون )
سورة الجاثية 12و13

وهكذا تكون الانسان وقد فضله الله تعالى على جميع مخلوقاته وكل شخص جعل له عمرا ينتهي منه في لحظة موته وجعل له السمع والبصر والفؤاد ليفهم مايجري حوله وماذا يعمل من شراو خير ويكون له معادا من بعد الموت أي حياة اخرى بعد هذه الحياة يعود المرء الى الحياة الاخرة والتي لاتفنى ولاتنتهي وهو يحمل اوزار عمله في حياته الدنيا على عاتقه ولا احد يعينه على حملها كل يحمل عمله الدنيوي واوزاره او يجد ما عمل في الحياة الدنيا محضرا سواء كان خيرا او كان سوءا

فالانسان تنتهي نهايته بالموت او بانتزاع الروح منه هذه الروح التي اودعت في جسده وهو ابن اربعةاشهر في بطن امه لتمتزج في جسده او تتلبسه فتحدث الحياة جراء هذا التلبس حيث كان الجسد دونها جثة هامدة اومجرد كائن يشغل فراغا ثم يتلاشى اذ تأكله ديدان الارض ويعود اليها بتفسخ جسده ترابا ولم يبق منه شيئا الا عظيمة صغيرة دقة في الصغر اسماها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (عجب الذنب ) تقع في نهاية العمود الفقري من جهة العجز هي اشبه بالبذرة لبقية الاشياء.

اما الروح - التي اودعها الله تعالى فيه منذ الصغر وهو في بطن امه- هذا الجوهر العجيب الذي لا يعرف البشر عنه شيئا :
( يسالونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيم من العلم الا قليلا*)
سورة الاسراء الاية \85
فتفارق الجسد اثناء عملية الموت وتنفصل عنه وهي تحمل بطياتها او نفحاتها كل ما عمله هذا المرء في حياته الاولى التي انتهت بموته ولا تنفك عنها هذه الاعمال او الاوزار الا في يوم البعث او النشور وهذا اليوم هو يوم الجزاء او اليوم الاخر وكثرت اسماؤه وتعددت.

فيوم القيامة هذا اليوم العظيم يبدا من ساعة موت البشر او لحظة خروج الروح من الجسد ويبقى في البرزخ الى يوم البعث او يوم الحساب يوم الحساب ودخوله الجنة اوالنار وهذا اليوم يسمى القيامة الصغرى وهو يبدا من موت المرء وسؤال القبر او انتقال روحه الى العالم الاخر في عالم البرزخ قال تعالى:
( ويسالونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا )
الاسراء الاية \85
اذ تبقى الروح معلقة بين الموت الاول والحياة الاخرى وقيل ان الارواح في الاجساد المؤمنة اوالصالحة تكون في عوالم علوية والارواح في الاجساد الكافرة او المشركة او غير المؤمنة تكون في العوالم السفلية حتى يحين يوم القيامة الكبرى الذي فيه تبدل الارض غير الارض والسموات وتحدث المعجزات الكبرى ويتلقى كل انسان جزاءه العادل .


ان الفناء لاحق بالحياة الدنيا لا محالة قال تعالى :
( ياايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شئ عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد *)
سورة الحج الايات 1و2
حيث خلق الله الكون بما فيه وجعل اسباب نهايته فيه فقد ثبت ان حقيقة امكان هذا العالم الهائل هي الحرارة فكما كانت الحرارة اساس الخلق الاول ووجود كل موجود كما بينت سابقا وجدت ايضا انها اساس فناء هذا العالم حيث انها تنتقل من وجود حراري الى وجود غير حراري اخر واستمرار هذه العملية سيترتب عليها ان تتساوى حرارة جميع الاشياء وعند ذلك لا تبقى اية طاقة للتفاعل وتنتهي العمليات الكيميائية والطبيعية وعندها تنتهي الحياة ويعم هذا الكون الفناء .

فالانسان والحيوان والنبات تحمل اسباب فنائها في داخلها ونحن اذ نراها وهي قطعا جزء من هذا العالم وجزء من عملية الفناء الكبرى وكذلك الزلازل والبراكين وحدوثها المستمر حيث تدمر مدنا وقرى كبيرة ومساحات شاسعة من هذا الكون وتغير معالمه .
وقبل هذه الامور تحدث امور اخرى هي علامات لحدوث يوم القيامة او اشراط الساعة وهي كثيرة تفنن الكتاب وعلماء الدين في تكثيرها وتعدادها الا اني ساذكر اهمها والتي وردت في احاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعلى لسانه صحيحة :
1- قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:
( لاتقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان وتكون بينهما مقتلة عظيمة ودعواهما واحدة)
2- وهي اشارة الى الحروب التي وقعت بين المسلمين واولهما ماوقعت بيوم صفين
3- قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:
( لاتقوم الساعة حتى تخرج نار من ارض الحجاز تضيء اعناق الابل ببصرى ) وبصرى مدينة في الشام
4- وقال صلى الله عليه وسلم:
(لاتقوم الساعة حتى يكثر الهرج قالوا وما الهرج يارسول الله قال القتل القتل
5- وقال صلى الله عليه وسلم:
( لا تقوم الساعة حتى ينحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه )
6- وقال صلى الله عليه وسلم :
( لا تقوم الساعة حتى تضطرب اليات نساء دوس حول ذي الخلصة )وكانت هذه صنما تعبدها دوس في الجاهلية بتبالة .
وهو الاشراك في الله تعالى اوعودة المسلمين لخلط الايمان بالشرك وقد قال تعالى :
( وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون ) سورة يوسف الاية \ 106
7- وقال صلى الله عليه وسلم:
( لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه )
8- وقال صلى الله عليه وسلم
9- ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبيء اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر او الشجر يامسلم ياعبد الله هذا يهودي فتعال فاقتله الا الغرقد فانه من شجراليهود )
وفي هذا الحديث بشارة باستعادة بيت المقدس من ايدي اليهود وقد اشارت المصادر ان اليهود اخذوا بتكثير زراعة شجر الغرقد في فلسطين في الوقت الحاضر
10- وقال صلى الله عليه وسلم:
( لا تقوم الساعة وعلى الارض من يقول الله الله وقيل من يقول لا اله الا الله )
11- وقال صلى الله عليه وسلم ايضا :
( بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويصبح كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا )-
13- وقال صلى عليه وسلم:
( لا تقوم الساعة الا على شرار الناس )
14- وقال صلى الله عليه وسلم:
( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فاذا طلعت فراها الناس اجمعون فذلك حين لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا )
وهذا الحديث مصداق للاية الكريمة:
( هل ينظرون الا ان تاتيهم الملائكة او ياتي ربك اوياتي بعض ايات ربك يوم ياتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل اوكسبت في ايمانها خيرا )
سورة الانعام الاية \58

15- قال صلى الله عليه وسلم ايضا :
( لاتزال طائفة من امتي يقاتلون ظاهرين الى يوم القيامة . فينزل عيسى ابن مريم فيقول اميرهم) صل لنا) فيقول عيسى : ( لا ان بعضكم على امراء تكرمة الله هذه الامة )
16- وقال صلى الله عليه وسلم في وقت قيامها :( تقوم الساعة والرجل يحلب اللقحة – وهي الناقة ذات اللبن - فما يصل الاناء الى فيه حتى تقوم والرجلان يتبايعان الثوب فما يتبايعانه حتى تقوم والرجل يلوط في حوضه فما يصدر حتى تقوم )
17- وقال صلى الله عليه وسلم :( ان الله يبعث من اليمن ريحا الين من الحرير فلا تدع احدا في قلبه – قال ابو علقمة - مثقال حبة من ايسمان الا قبضته )


وقد رويت هذه الاحاديث الشريفة في اغلب كتب الحديث بضمنها صحيح البخاري وصحيح مسلم رضي الله عنهما

فالانسان يتوفاه الله تعالى في حياته الدنيا بأمرين اما بالمنام حيث تخلد روح المرء الى النوم ثم تعاد اليه ثانية عند استيقاضه واما بالموت والاحتضار فتخرج من الجسد ولا تعود اليه ثانية قال تعالى:
) الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الى اجل مسمى ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون * )
سورة الزمر الاية \ 42

وفي ساعة انتزاع الروح من الجسد وهي عملية الاحتضار اي النزع يتبين طبيعة المرء وكونه مؤمن او كافر قال تعالى:
( ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم وذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت ايديكم * وان الله ليس بظلام للعبيد*)
سورة الانفال الايات\ 50و51
ومن هنا يتبين لو تفحص الانسان في حالة النزع لوجدت في وجهه او ظهره ان كان كافرا او فاسقا او خارجا عن حدود الله تعالى اثارا ومعالم واضحة على سحنة وجهه وهو ما يدل على عذابه عند الموت وقد ورد عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ايضا فقد جاء ان ذا الروح الخبيث من الكافرين والمنافقين ومن اليهم :
( ان العبد الكافر اذا كان في انقطاع الدنيا واقبال من الاخرة نزل اليه ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيئ ملك الموت حتى يجلس عند راسه فيقول: ايتها اللنفس الخبيثة اخرجي الى سخط الله وغضبه فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول )
وهذا دليل على ان خروج الروح من جسد الكافر عند نزوعها لا تخرج الا بصعوبة شديدة حيث تتفرق في جسده وهذه حالة اصلها الفزع والخوف كانها تحاول الهرب عند سماعها بهذا الامر فتخرج مرغمة وبالاكراه والشدة .

اما روح المؤمن فتخرج برفق وهدوء وفي ذلك قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :
( ان العبد المؤمن اذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الاخرة نزل اليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من اكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ويجيئ ملك الموت حتى يجلس عند راسه فيقول: -ايتها الروح الطيبة اخرجي الى مغفرة من الله ورضوان -. فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من السقاء )

فالموت هو الحد والفاصل بين الحياة الاولى وبين الاخرة واول منازل الموت هو القبر وسمي هذا الحيز الذي يكون مكانا لجسد الانسان بعد انفصال الروح منه او مفارقتها للجسد قبرا للتغليب فاكثر الناس تقبر في حفرة في الارض وهذا ما يسمى ( القبر) ويشمل القبر جوف الحوت او جوف البحر او حواصل الطير او اي شيئ فيه جسد الانسان بعد موته اوخروج الروح منه . فهو اخر منازل الانسان في الحياة الدنيا و اول منازل الحياة الاخرة . فالقبر سمي قبرا لاحتوائه على جسد الانسان بعد موته وهو في الاغلب يكون في حفرة داخل الارض فهو اذن سمي قبرا بصفة تغليبية .

وقد بحثت في المصحف الشريف عن الايات التي تتحدث عن ثواب الا نسان ما بعد الموت وعقابه فوجدتها كثيرة كثيرة وكذلك في احاديث الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم .

ف(القبر اما ان يكون روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار ) كما اخبرالحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم
فاذا خرجت روح الانسان وتحول جسده الى جثة جامدة لا حراك فيها ولا حياة . فالانسان قد يعرف عن نفسه قبل موته انه مؤمن ام كافر من خلال رؤى منا مية قد تاتيه فيرى نفسه في نعيم مقيم فيفرح به وتسر نفسه ولا ينقطع عنه الا بالاستيقاظ او يرى نفسه في عذاب شديد والله تعالى اعلم .

فالمؤمن بعد ان تقبض روحه كما اسلفنا يقول الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم .:
( ان ملك الموت اذا اخذ روح العبد المؤمن لم تدعها الملائكة في يد ملك الموت طرفة عين حتى يأخذوها ويضعوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط – وهو ما اشرنا اليه _ ويخرج منه كأ طيب نفحة مسك وجدت على وجه الارض )

ثم قال صلوات الله عليه وسلامه:
( فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة الا قالوا : ما هذا الروح الطيب ؟؟ فيقولون : فلان ابن فلان باحسن اسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهوا بها الى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها الى السماء التي تليها حتى ينتهي بها الى السماء السابعة فيقول الله عز وجل : اكتبوا عبدي في عليين) – اي في اعلى درجة من درجات الجنة - واعيده الى الى الارض في جسده .
فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان :
- ماهذا الرجل الذي بعث فيكم ؟
فيقول: هو رسول الله
فيقولان له : وما يدريك؟؟
فيقول : قرات كتاب الله وآمنت به وصدقته.
فينادي مناد من السماء: صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وافتحوا له بابا في الجنة .
قال : فيأتيه من روحها ورائحتها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره .
قال : وياتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول له :
- ابشر بالذي يسرك هذا يسومك الذي كنت توعد.
- فيقول له : من انت ..؟ فوجهك الوجه الحسن يجيئ بالخير
- فيقول : انا عملك الصالح
- فيقول : رب اقم الساعة حتى ارجع الى اهلي ومالي .
وهذا ما يحصل للعبد المؤمن في قبره وهو او منازل الاخرة

اما الشهداء فتكون ارواحهم في حواصل طير خضر اللون ترعى في الجنة وتأوي الى قناديل معلقة بالعرش وقد قال تعالى :
( ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء ولكن لا تشعرون ) سورة البقرة الاية \ 154
وقال تعالى :
( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ))
سورة ال عمران الايات \ 169 و170
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ارواحهم – الشهداء - في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي الى تلك القناديل فاطلع اليهم ربهم اطلاعة فقال :
- هل تشتهون شيئا ؟
- قالوا اي شيئ نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ؟؟
ففعل بهم ثلاث مرات فلما رأوا انهم لن يتركوا من ان يسألوا قالوا
- يارب نريد ان ترد ارواحنا الى اجسامنا حتى نقتل في سبيلك مرة اخرى ) .

وهذا ما يحصل للعبد المؤمن في قبره وهو او منازل الاخرة


اما العبد الكافر او الضال عن الحق فيقول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فيه :
( ان ملك الموت اذا اخذ روح العبد الكافر لم تدعها الملائكة في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح وتخرج منها كأنتن جيفة وجدت على وجه الارض فيصعدون بها فلا يمررون بها على ملأ من الملائكة الا قالوا:
- ماهذه الروح الخبيثة ؟؟
- فيقولون: فلان ابن فلان
باقبح اسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له وقرا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الاية الكريمة :
( لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط *)
سورة الاعراف الاية \40
وسم الخياط هو ثقب الابرة التي يخاط بها الثوب فيكيف للجمل هذا الحيوان الكبير الهائل ان يدخل في ثقب الابرة هذا الثقب المتناهي في الصغر ؟
فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتابه فيس سجين في الارض السفلى .
ثم تطرح روحه طرحا
فتعود في جسده فياتيه ملكان فيجلسان
- فيقولان له : ما دينك ؟
- فيقول: ها ..ها لا ادري
- فيقولان له: ماهذا الرجل الذي بعث فيكم ؟
- فيقول: ها .. ها .. لاادري ..
فينادي مناد من السماء ان كذب فافرشوه من النار وافتحوا له بابا الى النار .
فياتيه حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف ضلوعه فياتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول له
- ابشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد .
- فيقول: من انت فوجهك القبيح يجيئ بالشر ؟
- فيقول : انا عملك الخبيث
- فيقول : رب لا تقم الساعة

ثم يقيض له اعمى اصم ابكم في يده مرزبة لو ضرب بها جبل كان ترابا فيضربه ضربة فيصير ترابا ثم يعيده الله كما كان . فيضربه ضربة اخرى فيصيح صيحة يسمعه كل شيئ الا الثقلين )
والثقلان المراد بهما الانس والجن فهما لا يسمعان صراخ او صياح الميت المعذب في قبره .
ثم يفتح له باب من النار ويمهد له من فرش النار
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم :
( ان اسم احد الملكين يقال له - منكر- واسم اسم الثاني يقال له- نكير - وانهما يثيران الارض بانيابهما يجلفان الارض بشفاههما - اي يحفرانها – اصواتهما كالرعد القاصف وابصارهما كالبرق الخاطف ).

البرزخ هو الحاجز بين شيئين او الفاصل بينهما فهو بمثابة الضفة للنهر او بين النهر والبحر كمثل نهر الاردن الذي يجري ماؤه عشرات الاميال في وسط مياه البحرالميت ولا يختلط ماؤه بماء البحر المالح فيبقى هذا عذب فرات وهذا مالح اجاج

وفي العلوم الدينية عرف انه هو الحياة المجردة عن النعيم او الشقاء الجثماني التي تستقل الروح عن الجسد بعد ان تنفصل عن اجسادها التي كانت تعمرها في الحياة الدنيا .

بعد انتهاء الامر عند انتزاع الروح وما يحدث لها من ثواب وعقاب في القبر وينكشف امر الانسان وحاله . فسعيد وشقي تودع الارواح في مستودع الارواح السعيدة في البرزخ الى وقت قيام الساعة في يوم القيامة الكبرى حيث تنبعث الارواح من جديد ويسمى هذا اليوم يوم البعث او يوم النشور كما سياتي لاحقا .
يتبع

امير البيـــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى - بلدروز


* * *