تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هيكل سليمان عليه السلام، أكذوبة يهودية.. !

  1. Post هيكل سليمان عليه السلام، أكذوبة يهودية.. !

    10-03-2014 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
    لقد أدرك أعداؤنا اليهود أثر العقيدة في حياة الشعوب، فجعلوا الدين ركيزة تنطلق منها السياسة، رفعوا في معركتهم مع المسلمين التوراة، وجعلوا اسم دولتهم على اسم أحد الأنبياء: إسرائيل (يعقوب عليه السلام) واختاروا نجمة داود شعاراً مقدساً رسموه علم دولتهم، وجعلوا غايتهم العودة إلى أرض الميعاد المعطاة لهم من الرب بوعد مقدّس، ورسمت أسفارهم حدود دولتهم وأخيراً جعلوا أهمّ أهدافهم التي يسعون لتحقيقها وهو بناء هيكل سليمان (الهيكل الثالث) على أنقاض المسجدين الأقصى وقبة الصخرة، ولم يمل حاخاماتهم وأحبارهم وقادتهم السياسيون وكلّ زعمائهم من ترداد مقولة:لا معنى لإسرائيل بدون أورشليم، ولا معنى لأورشليم بدون الهيكل الثالث(1). فما هي حقيقة هيكل سليمان المزعوم؟


    لقد أدرك أعداؤنا اليهود أثر العقيدة في حياة الشعوب، فجعلوا الدين ركيزة تنطلق منها السياسة، رفعوا في معركتهم مع المسلمين التوراة، وجعلوا اسم دولتهم على اسم أحد الأنبياء: إسرائيل (يعقوب عليه السلام) واختاروا نجمة داود شعاراً مقدساً رسموه علم دولتهم، وجعلوا غايتهم العودة إلى أرض الميعاد المعطاة لهم من الرب بوعد مقدّس، ورسمت أسفارهم حدود دولتهم وأخيراً جعلوا أهمّ أهدافهم التي يسعون لتحقيقها وهو بناء هيكل سليمان (الهيكل الثالث) على أنقاض المسجدين الأقصى وقبة الصخرة، ولم يمل حاخاماتهم وأحبارهم وقادتهم السياسيون وكلّ زعمائهم من ترداد مقولة:لا معنى لإسرائيل بدون أورشليم، ولا معنى لأورشليم بدون الهيكل الثالث(1). فما هي حقيقة هيكل سليمان المزعوم؟
    بداية إحياء فكرة الهيكل:
    في عام 1267م زار الطبيب اليهودي- في البلاط الأندلسي- موسى بن ميمون القدس، ولفت انتباه اليهود هناك إلى ضرورة إعادة بناء الهيكل المزعوم؛ ليرمزَ لوحدتهم، فكان بذلك الفعل أول من دعا ونبه اليهود لذلك، رغم أن كتبهم كالتوراة، والتلمود، والمشناه، والمكراه، والشيخناه... وغيرها من الكتب اليهودية ليس فيها ذكر لهذا الهيكل لا من قريب ولا من بعيد.
    معنى الهيكل في اللغة ومنزلته عند اليهود:
    كلمة هيكل في اللغة العبرية تعني "بيت همقداش" أي بيت المقدس، وتعني "هيخال" أي البيت الكبير، وتعني "هرهابيت" أي جبل البيت، وتعني "بيت يهو ه" بيت الإله يهوه؛ ويهوه هو إله اليهود؛ وهذا يعني أن الهيكل هو بيت الإله، وحسب الرواية اليهودية وحسب آراء بعض المؤرخين، قام سليمان عليه السلام ببناء الهيكل فوق جبل موريا أو فوق هضبة الحرم(2).
    منزلة الهيكل عند اليهود:
    للهيكل منزلة خاصة في قلوب وعقول اليهود، وحسب ما يزعمون يُعد الهيكل أهم
    مكان للعبادة، ويدّعون أن سليمان عليه السلام بناه لهم ولديانتهم التي يدّعونها، وسليمان عليه السلام يبرأ منهم ومما يفترونه عليه وعلى الله(3).
    ويقول المؤرخ ول.ديورانت في كتابه "قصة الحضارة" متحدثاً عن مكانة الهيكل وقدسيته لدى اليهود: " كان بناء الهيكل أهم الحادثات الكبرى في ملحمة اليهود، بعد نشر كتاب القانون؛ ذلك أن هذا الهيكل لم يكن بيتاً ليهوه فحسب بل كان أيضاً مركزاً روحياً لليهود، وعاصمة لملكهم، ووسيلة لنقل تراثهم، وذكرى لهم، كأنه علم من نار يتراءى لهم طوال تجوالهم الطويل المدى على ظهر الأرض. ولقد كان له فوق ذلك شأن في رفع الدين اليهودي من جيل بدائي متعدد الآلهة إلى عقيدة راسخة غير متسامحة"(4).
    والهيكل عند اليهود مقدس: "لأنه بني في وسط القدس الكائنة في مركز الدنيا، وقدس الأقداس الذي يقع في وسط الهيكل هو بمنزلة سُرة العالم، ويوجد أمامه حجر الأساس النقطة التي عندها خلق العالم. والهيكل عندهم كنز ثمين بل هو أثمن ما في السموات الأرض، لأن الله - كما يزعمون- خلق السموات والأرض بيد واحدة بينما خلق الهيكل بيديه كلتيهما، بل إن الإله قرر بناء الهيكل بنفسه قبل خلق الكون نفسه"(5).
    أصل أسطورة الهيكل المزعوم:
    تقول الأسطورة أن نبي الله داود عليه السلام قام بشراء أرض من "أورنا اليبوسي" ليبني عليها هيكلاً؛ ليكون مركزا جامعا للعبادة اليهودية لجميع القبائل العبرانية المتناثرة، ثم جاء بعد داود ابنه سليمان وتولَّى مهمة البناء التي أنجزها من الفترة 960 – 953ق.م؛ ولهذا سُمِّي بـ"هيكل سليمان" أو "الهيكل الأول"، وحسب الزعم اليهودي قام سليمان ببناء الهيكل فوق جبل موريا، جبل بيت المقدس أو هضبة الحرم التي يوجد فوقها المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
    وهدم الهيكل بعد ذلك مرتان، مرة على يد الملك الفارسي" نبوخذ نصر"، وأعاد بناءه الملك هيرودس وسمي بالهيكل الثاني، أو هيكل هيرودس، ومرة أخرى في عهد الملك الروماني تيطس، وأعيد بناءه بعد الفتح الإسلامي، وهو المسجد الأقصى الآن، وهو مكان الهيكل الثالث عند اليهود، ومنذ ذلك الحين واليهود يسعون لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث....وهكذا يروى اليهود قصة الهيكل المزعوم(6).
    خلاف اليهود مع الطائفة السامرية:
    يعتقد رجال الدين اليهود من الطائفة السامرية أن هيكل سيليمان كان موجودا فوق جبل "جرزيم" في شكيم "نابلس" ولا يعترفون بالمزاعم اليهودية، أما حاخامات اليهود وخاصة القادمين من أمريكا وبريطانيا "الإشكناز" فهم يعتقدون أن هيكل سليمان تحت الحرم القدسي.
    الهيكل أسطورة من نسج اليهود:
    ليس للهيكل وجود حقيقي، بل هو أسطورة يهودية نسجتها أيدي أحبار وحاخامات اليهود، ثم نسبتها إلى نبي الله سليمان عليه السلام، والثابت تاريخيا- وكما جاء في السنة النبوية أيضا- أن سليمان عليه السلام قد بنى لله تعالى مسجداً وهو المسجد الأقصى.
    الهيكل وذريعة هدم الأقصى:
    أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء من خلال دراسة له نشرت بالدورية العلمية للاتحاد العام للآثاريين العرب تحت عنوان "حقيقة الهيكل المزعوم"، أن هناك مؤامرة ترصد لها الأموال الطائلة تنفذ عن طريق منظمات وجماعات يهودية منذ عام 1967 وحتى الآن، تهدف إلى "هدم المسجد الأقصى لتفريغ القضية من محتواها وجوهرها ".
    وأضاف أن ذلك تم عن طريق أعمال حفائر أثرية مرت بعشر مراحل، باءت كلها بالفشل والمحاولات مستمرة، وكل هذا جرياً وراء أوهام أثرية عن وجود هيكل مزعوم أسفل المسجد الأقصى، ولتأكيد وجود هذا الهيكل المزعوم ادَّعوا كشف مباني يطلق عليها "إسطبلات سليمان"، وجاءوا بعالمة الآثار البريطانية "كاثلين كينيون"، لتؤكد صحة هذا الكشف، وقامت بأعمال حفائر بالقدس، وطردت من فلسطين بسبب فضحها للأساطير الإسرائيلية حول وجود آثار لهيكل سليمان أسفل المسجد الأقصى، ولقد اكتشفت أن ما يسميه الإسرائيليون مبنى "إسطبلات سليمان" ليس له علاقة بنبي الله سليمان بل هو نموذج معماري لقصر شائع البناء في عدة مناطق بفلسطين(7).
    ــــــــ
    الهوامش:
    (1) نقض المزاعم اليهودية في هيكل سليمان- الدكتور صالح الرقب: (ص:4).
    (2) الهيكل المزعوم بين الوهم والحقيقة- د. عبد الناصر قاسم الفرا- علوم سياسية- جامعة القدس المفتوحة – غزة – فلسطين: (ص:6).
    (3) المرجع السابق، نفس الصفحة.
    (4) قصة الحضارة- ول.ديورانت: (12/540).
    (5) المسجد الأقصى وأسطورة الهيكل اليهودي- أحمد أبو زيد- موقع المسلم.
    (6) المرجع السابق.
    (7) باحث مصري: الهيكل المزعوم أكذوبة تاريخية روجها اليهود- صحيفة الأهرام-14-1-2013م.



    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    هيكل سليمان عليه السلام حقيقة أم خرافة ؟


    السؤال :
    قرأت عن المعبد الذي بناه سليمان عليه السلام ، وأن اليهود يبحثون الآن عن آثاره ويريدون أن يعيدوا بناءه على أنقاض المسجد الأقصى ؟ فما هو هذا المعبد ؟ وهل له شيء من القدسية ؟


    الجواب :
    الحمد لله
    أولا :
    هذا المعبد الذي ورد في السؤال هو ما يسميه اليهود : "هيكل سليمان" .
    و"الهيكل" في اللغة العبرية يعني : " بيت الإله " .
    وحسب الرواية اليهودية فإن داود عليه السلام هو الذي أسس لبناء الهيكل ، ولكنه مات قبل أن يشرع في بنائه ، وأن ابنه سليمان عليه السلام هو الذي قام ببناء الهيكل فوق جبل موريا ، المعروف باسم هضبة الحرم ، وهو المكان الذي يوجد فوقه المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة
    وللهيكل منزلة خاصة في قلوب وعقول اليهود ، فإنهم يزعمون أنه أهم مكان للعبادة ، وأن سليمان بناه لهم ولديانتهم .

    ثانيا :
    بعد وفاة سليمان عليه السلام اختلف أولاده فانقسمت مملكته إلى مملكتين على كل مملكة أحد أبناء سليمان .
    الأولى في الشمال ، وتسمى "مملكة إسرائيل" أو "مملكة السامرة" وعاصمتها "نابلس" .
    والثانية في الجنوب وهي "مملكة يهوذا" وعاصمتها "أورشليم" (القدس) .
    وقد دمرت وانتهت مملكة الشمال "إسرائيل" ، وذلك في عام 721 ق . م .
    وبعد ذلك بحوالي 150 سنة دمرت المملكة الثانية ، "مملكة يهوذا" . ويسعى اليهود إلى استعادة مملكتهم وإعادة بناء الهيكل .
    جاء في "دائرة المعارف البريطانية" طبعة 1926 م : "أن اليهود يتطلعون إلى اجتماع الشعب اليهودي في فلسطين واستعادة الدولة اليهودية وإعادة بناء الهيكل وإقامة عرش داود في القدس ثانية وعليه أمير من نسل داود " انتهى .

    ثالثا :
    ليس هناك كتاب تاريخي ، أو مصدر موثوق به : يثبت لنا بناء سليمان عليه السلام للهيكل ، ولا يثبت لنا تاريخه ، ولكننا سنذكر تاريخا مختصرا للهيكل المزعوم ، كما ورد في كتب اليهود ، ثم نبين بعد ذلك أن هيكل سليمان ما هو إلا خرافة ، لا وجود لها في حقيقة الأمر!!

    - الذي أسس لبناء الهيكل هو داود عليه السلام ، والذي بناه بالفعل هو سليمان عليه السلام .
    - استغرقت مدة البناء سبع سنوات ، وشارك في البناء أكثر من 180 ألف رجل !!
    - دمر الهيكل للمرة الأولى على يد القائد البابلي بختنصر عام 586 ق . م .
    - بعد ذلك بعشرات السنين سُمح لليهود المأسورين في بابل بالرجوع إلى القدس ، فرجعوا إليها وأعادوا بناء الهيكل نحو سنة 521 ق . م .
    - ثم دمر الهيكل مرة أخرى على يد "تيطس" ابن الامبراطور الروماني "سباستيان".
    وكان هذا هو التدمير الثاني للهيكل .
    - وحتى لا ينسى اليهود الهيكل ، ويبقى حيا في ذاكرتهم ، ابتدع حاخاماتهم طقوسا ومراسم يقوم بها كل يهودي حتى يتذكر الهيكل ، عند الميلاد وعند الموت ، وعند الزواج ، وعند طلاء البيت ... إلخ .
    - وكان التدمير الثاني للهيكل في التاسع من أغسطس ، فصام اليهود هذا اليوم من كل عام تخليدا لهذه الحادثة .
    - وفي عام 135 م (في عهد الامبراطور هارديان) تم تدمير المدينة ، وطرد اليهود منها ، وأقيمت مكانها مدينة جديدة ، سميت بـ "إيليا كابي تولينا" ، وبقيت تحمل هذا الاسم حتى دخلها المسلمون في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وصارت تسمى : "القدس" أو "بيت المقدس" .
    - وفي عام 313 م اعتنق الامبراطور قسطنطين المسيحية ، وبدأ ببناء الكنائس ، فكانت كنيسة القيامة أول الكنائس التي أقيمت في تلك الفترة ، وجعل مكان الهيكل مكانا لرمي القمامات نكاية في اليهود .
    - تشتت اليهود في جميع بقاع الأرض ، بسبب غدرهم ، وقتلهم الأنبياء ، وعصيانهم لله – كما يقول اليهود أنفسهم – فذهبوا إلى الجزيرة العربية والعراق ومصر وأوروبا – ونسي اليهود القدس ، ونسوا الهيكل ، إلى أن جاء القرن التاسع عشر الميلادي ، فأخذوا يقلبون صفحات التاريخ المطوية للبحث عن أية مزاعم يهودية تبرر لهم الرجوع إلى القدس .
    - فصاروا يعقدون المؤتمرات تلو المؤتمرات ، وكان أول مؤتمر صهيوني قد عقد في مدينة بازل بسويسرا عام 1897 م ، بقيادة تيودور هرتزل ، بهدف إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين حتى يتمكنوا من إعادة بناء الهيكل .
    - يدعي اليهود أن حائط المبكي [ يقع في الجهة الغربية من المسجد الأقصى] هو من بقايا هيكل سليمان !!
    - يدعي اليهود أن عودة ملكهم لن تكون إلا بالرجوع إلى القدس وإعادة بناء الهيكل ، ويدعون أيضا أن المسجد الأقصى بني على أنقاض الهيكل .
    مما يعني أنه لابد من هدم المسجد الأقصى لإعادة بناء الهيكل ، وأن ممكلة اليهود لن تقوم إلا بذلك .
    - كما يدعون أن الهيكل هو أقدس مكان على وجه الأرض .
    هذه باختصار قصة الهيكل كما يؤمن بها اليهود .

    رابعا :
    هناك أدلة عديدة كلها تدل على بطلان نسبة الهيكل لسليمان عليه السلام ، وأن بناء سليمان للهيكل هو مجرد أكذوبة من أكاذيب اليهود ، والأدلة على ذلك كثيرة ، بعضها يستفاد مما كتبه اليهود أنفسهم عن الهيكل !
    من هذه الأدلة :
    1- أنه لا يوجد مصدر موثوق به يثبت بناء سليمان عليه السلام لهذا الهيكل ، فالقرآن الكريم قص علينا قصة داود وسليمان عليهما السلام في عدة مواضع ، وذكر قصة سليمان مع بلقيس والهدهد والنملة ومع الجن ، وبعض هذه الأحداث تبدو أقل أهمية من الهيكل! فلماذا لم يتكلم القرآن الكريم عن الهيكل ؟ إذا كان بهذه القدسية والجلالة التي يذكرها اليهود ؟!
    2- أنه لا وجود لهذا الهيكل إلا في كتب اليهود ، وهي كتب لا يوثق بما فيها ، حتى الكتاب المقدس نفسه – قد اعترف كثير من علماء اليهود والنصارى والمؤرخين أنه امتدت إليه أيدي التحريف والتلاعب والزيادة والنقصان ، مما يعني أنه لم يعد مصدرا تاريخيا موثوقا به . ولا يوجد له إسناد متصل إلى موسى عليه السلام ، ولا إلى الأنبياء الذين جاءوا بعده ، وكُتِبَ تاريخُهم في ذلك الكتاب .

    وفي سفري الملوك الأول والثاني ، وهما اللذان تحدثا عن الهيكل ، يقول اليهود إن كاتبهما هو أرميا النبي ، وهذا باطل ، لأن السفر الثاني تمتد أحداثه إلى ما بعد عصر أرميا ، فلا يعقل أن يكون هو كاتبه . انظر : "المدخل إلى الكتاب المقدس" لحبيب سعيد (ص 99) .
    ومن هنا شكك العلماء والمؤرخون في هذين السفرين .
    وذكر الطبيب الفرنسي موريس بوكاي أن أسفار صموئيل والملوك قد شك العلماء في قيمتها التاريخية ، حيث تختلط الأحداث بالأساطير ، وأن فيها أخطاء متعددة ، وأن الحدث الواحد يكون له روايات مزدوجة وحتى ثلاثية .
    "دراسة الكتاب المقدس في ضوء المعارف الحديثة" (ص34) .
    وأيضا : شكك العلماء في سفري أخبار الأيام ، الأول والثاني ، اللذين جاء فيهما أيضا ذكر بناء سليمان للهيكل .

    كما شكك علماء كثيرون من اليهود والنصارى في "العهد القديم" كله كمصدر موثوق به ، ومن هؤلاء : "ول ديورانت" صاحب كتاب "قصة الحضارة" ، و"باروخ سبينوزا" الفيلسوف اليهودي ، و"موريس بوكاي" الطبيب الفرنسي .. وغيرهم .
    يقول صاحب موسوعة بيت المقدس : "إن بناء الهيكل هو خرافي وخيالي ، نسبه اليهود إلى سيدنا سليمان ، وقصة بناء الهيكل لا يعترف بها التاريخ ، وليس لها مصادر إلا كتب يهود " انتهى .
    3- الأسفار التي تحدثت عن الهيكل مختلفة متناقضة فيما بينها ، مما يدل على أنها ليست كتبا مقدسة ولا وحيا من الله ، وإنما هي كتابات بشرية نسبت زورا وبهتانا إلى الله .
    من هذه الاختلافات : أن سفر الملوك الأول يذكر أن عدد الوكلاء لسليمان (وهم المشرفون على العُمَّال ) كان (3300 ) رجلا . الإصحاح الخامس (14-16) .
    وفي سفر الأيام الثاني يذكر أن عددهم (3600 ) . الإصحاح الثاني (221) .
    وهم يَدَّعُون أن هذه الأسفار هي وحي من الله على الأنبياء الذين جاؤوا بعد سليمان ، فيستحيل أن يكون بينها اختلاف أو تضاد .
    4- الدارس لنصوص الكتاب المقدس المتعلقة ببناء الهيكل يأخذه العجب والاستنكار ، بل يجزم بأن قصة البناء خرافة وأسطورة لا حقيقة لها .
    ذلك لأنه سيقف أمام بناء عظيم جدا ، قد يكون من أعظم الأبنية التي عرفتها البشرية ، فالمواد المستخدمة في البناء وعدد العمال كان خياليا ، مبالغا فيه بما يتجاوز حدود المنطق .
    فالذهب كان مائة ألف وزنة ، [ والوزنة تعادل ستة عشر جراما تقريبا] أي : 1,6 طن من الذهب !
    والفضة : مليون وزنة أي : 16 طن من الفضة !
    والحديد والنحاس بلا وزن لأنه كثير ، والخشب والحجارة تزيد عليها !
    وعدد العمال المشاركين في البناء 180 ألف عامل ، منهم 30 ألف عامل أرسلهم سليمان إلى لبنان لقطع الأشجار من هنالك .
    وعليهم رؤساء عددهم 3600 أو 3400 حسب اختلاف الأسفار في عددهم .
    وعلى الرغم من كل هذه المواد والعمال كم كان طول وعرض وارتفاع الهيكل ؟
    يذكر الكتاب المقدس أن طول الهيكل ستون ذراعا (30 مترا تقريبا) ، وعرضه عشرون ذراعا (10 أمتار) ، وارتفاعه ثلاثون ذراعا (15 مترا) ، والرواق (الفناء) الذي أمامه طوله عشرون ذراعا وعرضه عشرة أذرع .
    سفر الملوك الأول الإصحاح السادس ، سفر أخبار الأيام الثاني الإصحاح الثالث .
    أي أن حجم الهيكل كان 30 م × 10 م × 15 م أي : كانت مساحة أرضه 300 م 2 بارتفاع أربع أو خمس طوابق !!
    فهل يعقل أن تستخدم كل هذه المواد ، ويشارك في البناء 180 ألف عامل لمدة سبع سنوات ، من أجل هذا البناء الصغير ؟!
    إن هذه الأكاذيب والمبالغات ليس الهدف منها إلا إضفاء نوع من العظمة والجلالة لهذا الهيكل المزعوم .
    5- أن اليهود أنفسهم لا يتفقون على هيكل واحد ، ومكان واحد ، فيهود مملكة السامرة يقولون : إن هيكلهم في مدينة "نابلس" ، وليس في "القدس" ، وآخرون يقولون : إنه في قرية "بيتين" شمال القدس ، ومجموعة ثالثة تقول : إن هيكلها أقيم على تل القاضي "دان" ، وهكذا كله مما يؤكد أن قصة الهيكل هي أسطورة ، لأن كل هذه الهياكل لا وجود لها ، ولم يعثر لها على أي أثر .
    6- أن من ذكر هذه الهياكل أثبت أنها قد دمرت بالكامل ، فالقدس قد دمرت عام 70 م وأصبحت خرابا يبابا بما فيها الهيكل ، فالبحث عن بناء قد دمر نهائيا منذ ألفي سنة هو عبث في عبث .
    7- الدلائل التاريخية تفيد أن الذي بنى المسجد الأقصى هو إبراهيم ، أو حفيده يعقوب عليهما السلام ، وكان ذلك قبل سليمان بمئات السنين ، فليس من المعقول أن يقوم سليمان بهدم مكان بناه نبي مثله لعبادة الله تعالى ، من أجل أن يقيم عليه هيكلا .
    روى البخاري (3366) ، ومسلم (520) عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه ، قَالَ : " قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ : أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلُ ؟ قَالَ : ( الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ ) ، قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : ( الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى ) قُلْتُ : كَمْ بَيْنَهُمَا ؟ قَالَ : ( أَرْبَعُونَ سَنَةً ".
    انظر : البداية والنهاية (1/375) ، " التحرير والتنوير " (4/15).
    وينظر السؤال رقم : (224401) .
    8- تقديس "الهيكل" هو عقيدة وثنية قديمة ، كانت موجودة في الدول الوثنية القديمة في العراق وسوريا ومصر ، فكانوا يعتقدون أن الآلهة تسكن في السماء ، وأنها إذا رغبت النزول إلى الأرض فلا تكون إقامتها إلا في بيوت كبيرة [الهيكل] .
    وقد ذهب بعض الباحثين (أحمد سوسة) الذي اعتنق الإسلام بعد اليهودية ، إلى التشكيك في فكرة الهيكل كما جاءت في الكتاب المقدس عند اليهود ، وذهب إلى أنها فكرة دخيلة على اليهودية ، وأنها فكرة كنعانية وثنية .
    9- بدأ اليهود عمليات الحفر تحت المسجد الأقصى للبحث عن آثار وبقايا هيكل سليمان سنة 1968 م .
    وقد ذكر عالم الآثار اليهودي "إسرائيل فلنكشتاين" أن علماء الآثار لم يعثروا على أي شواهد أثرية تدل على أن الهيكل كان موجودا بالفعل ، واعتبر أن فكرة وجود الهيكل هي مجرد خرافة لا وجود لها ، وأن كَتَبَة التوراة في القرن الثالث : أضافوا قصصا لم تحدث .
    وذكر هذا أيضا غيره من علماء الآثار الذين شاركوا في الحفريات تحت المسجد الأقصى ، فقد صرح عالم الآثار الأمريكي "غوردن فرانز" أنه لا توجد دلائل على وجود الهيكل في هذا المكان (أسفل المسجد الأقصى) ولما سئل : أين موقع الهيكل ؟ أجاب : لا أعرف ، ولا أحد يعرف .
    هذا ؛ مع أن علماء الآثار عثروا على بعض أشياء سابقة لزمن داود وسليمان ، وأخرى لاحقة ، وهذا من أقوى الأدلة على أن "هيكل سليمان" ما هو إلا خرافة ، سطرتها أيدي كتبة "الكتاب المقدس" ونسبوها إلى الله زورا وبهتانا ، وهؤلاء هم الذي قال الله فيهم : (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) البقرة/79 .
    10- يزعم اليهود أن حائط البراق (الذي يسمونه حائط المبكى) هو جزء من هيكلهم المزعوم ، وهذا الزعم قد أبطلته وكشفت زيفه الدراسات العلمية الحديثة ، فقد أوفدت لجنة دولية للتحقيق في أحداث البراق التي وقعت سنة 1930 م ، وكان عمل اللجنة علميا تاريخيا ، وقد أثبتت اللجنة في تقريرها أن ملكية حائط البراق تعود للعرب (المسلمين) .
    11- لم يذكر أحد من المؤرخين أن المسلمين لما دخلوا القدس في عهد عمر بن الخطاب وجدوا بها معبدا من معابد اليهود وهدموه ، وأقاموا مكانه مسجدا .
    12- البناء الذي ثبت أن سليمان عليه السلام بناه ليكون معبدا هو "المسجد الأقصى" ، فقد أعاد عليه السلام بناءه وجدده ، وقد أقر ببناء سليمان للمسجد الأقصى المؤرخ النصراني ابن العبري (توفي سنة 1286م ) فقال : "وفي السنة الرابعة من ملكه ، شرع سليمان في بناء بيت المقدس ، وهو المعروف بالمسجد الأقصى " انتهى .
    13- لو سلمنا جدلاً أن هذا الهيكل كان موجودا ، وأن داود عليه السلام هو من أسس لبناء هذا الهيكل ، وأن ابنه سليمان هو الذي أتمه ، فنحن – المسلمين – أحق بهذا الهيكل من اليهود ، لأن هذا الهيكل بناه داود وسليمان ليكون معبدا لمن آمن بهما ، وبجميع الأنبياء والرسل ، فهو هيكل للموحدين المؤمنين بالأنبياء الذين يعبدون الله تعالى ويوحدونه ، وليس هيكلا لقتلة الأنبياء ، ولا لمن يكفر بداود وسليمان وينكر نبوتهما ، ويدعى أنهما مجرد ملكين ، بل ينسب إليهما الشرك وعبادة الأوثان . فنكون ـ نحن المسلمين ـ أحق بهذا الهيكل ، إن كان له وجود ، لأننا نؤمن بهما نبيين كريمين من أنبياء الله تعالى .
    14- المعروف عند اليهود أن "الكتاب المقدس" كتب في فترة الأسر البابلي ، وقد ذكرنا أن اليهود سُمح لهم بالعودة إلى فلسطين بعد سنوات من الأسر ، فلعل الكتبة قد زادوا بعض الأساطير حول الهيكل ، تشجيعا لليهود للرجوع إلى القدس .

    كل هذه الأدلة والشواهد – وغيرها – تدل على أن قضية الهيكل هي مجرد أكاذيب ، كتبها كتبة "الكتاب المقدس" ، ونسبوها إلى الله ، لربط اليهود بتلك المدينة ، وحثهم على الرجوع إليها ، باعتبار أن ملكهم لن يتم إلا باستعادة ذلك الهيكل المزعوم .
    وهناك كتب ورسائل عديدة كتبت حول الهيكل ، انظر منها : "الهيكل المزعوم بين الوهم والحقيقة" للدكتور عبد الناصر قاسم الفرا .
    و"نقص المزاعم الصهيونية في هيكل سليمان " للدكتور صالح حسين الرقب .

    والله أعلم .



    https://islamqa.info/ar/230200

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •