بسم الله الرحمن الرحيم
أنقل لكم في هذا الموضوع ما ذكره الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله في مذكِّرة التوحيد مِن تفرُّق الشِّيعة وعقائدهم:
الشيعـة

الشياع: القوة والانتشار، يقال: شاع الخبر إذا انتشر، وكثر التكلم به. وشيعة الرجل: خواصه، وجماعته الذين ينتشرون، ويتقوى بهم لنسب يجمعهم، أو لاتباعهم إياه في مذهبه، وسيرهم على منهاجه وسننه، وتجمع الشيعة على شِيَع، وتُجمع شيع على أشياع.
والمراد بالشيعة هنا: كل من شايع علي بن أبي طالب خاصة، وقال بالنص على إمامته، وقصر الإمامة على آل البيت. وقال بعصمة الأئمة من: الكبائر، والصغائر، والخطإ. وقال: لا ولاء لعلي إلا بالبراء من غيره من الخلفاء الذين في عصره قولا، وفعلًا، وعقيدة، إلا في حال التقيَّة. وقد يثبت بعض الزيدية الولاء دون البراء.
فهذه أصول الشيعة التي يشترك فيها جميع فرقهم، وإن اختلفت كل فرقة عن الأخرى في بعض المسائل، فمن قال ممن ينتسب إلى الإسلام بهذه الأصول، فهو شيعي. وإن خالفهم فيما سواهـا ومن قال بشيء منها، ففيه من التشيع بحسبه. ورؤوس فرق الشيعة خمسة:
الزيدية، والإمامية، والكيسانية، والغلاة، والإسماعيلية ومن العلماء من لم يجعل الإسماعيلية فرقة رئيسية.
الزيدية

الزيدية: هم أتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ومن مقالته: إن الإمامة تنعقد للمفضول مع وجود الفاضل للمصلحة في ذلك.
ومن أجل هذا رأى انعقاد الخلافة لأبي بكر وعمر مع أن عليا أفضل منهما عقيدة، وكان لا يتبرأ منهما، ولما بلغ شيعة الكوفة عنه أنه لا يتبرأ منهما رفضوه، فسموا رافضة، ومن مذهبه: سوق الإمامة في أولاد فاطمة: الحسن، والحسين، وأولادهما، وجواز خروج إمامين في قطرين على أن يكون كل منهما من أولاد فاطمة. ويتحلى بالعلم، والزهد، والكرم، والشجاعة.
وقد عاب عليه أخوه محمد الباقر أخذه العلم عن واصل بن عطاء الغزال من أجل أنه كان يجوز على جدهما عليّ الخطأ في قتال الخارجين عليه.
كما عاب عليه: رأيه بأن الخروج شرط في كون الإمام إمامًا، وكان يذهب في القدر إلى مذهب القدرية، وبذلك نعرف السر في أن أتباع زيد كلهم معتزلة. وقد خرج زيد على هشام بن عبد الملك أيام خلافته، وبويع له بالخلافة، فقتل، وصلب بكناسة الكوفة عام 121 هـ. وكان ابنه يحيى إمامًا بعده أيام الوليد بن يزيد بن عبد الملك. وذهب إلى خراسان، فبعث إليه أميرها نصر بن سيار، سلم بن أحوز، فقتله عام 125 هـ، ثم انحرفت الزيدية بعد عن القول بصحة إمامة المفضول، وطعنوا في الصحابة، كالإمامية.
ومما أجمعت عليه الزيدية: تخليد من ارتكب كبيرة من المؤمنين في النار، وتصويب علي، وتخطئة مخالفه، وتصويبه في التحكيم، وإنـما أخطأ الحكمان، ويرون السيف والخروج على أئمة الجور، وإنه لا يصلى خلف فاسق.
وقد افترقت الزيدية ثلاث فرق: جارودية، وسليمانية، وبترية.
الجارودية: هم أتباع أبي الجارود زياد بن المنذر العبدي، مات عام 150 هـ. وقـد سماه أبو جعفر الباقر سر حزب (الشيطان). ومن مقالته: إن النبي، صلى الله عليه وسلم نص على إمامة عليّ بالوصف دون الاسم، وإن الصحابة كفروا بتركهم بيعة علي، وبذلك خالف إمامه زيد بن علي. ومن أصحاب أبي الجارود فضيل الرسان، وأبو خالد الواسطي.
السليمانية: هم أتباع سليمان بن جرير الزيدي الذي ظهر أيام أبي جعفر المنصور، ومن مقالته: إن الإمامة شورى، وإنها تنعقد ولو برجلين من خيار الأمة، وإنها تنعقد للمفضول مع وجود الفاضل. إلا أنهم كفَروا عثمان للأحداث التي نسبت إليه، وكفَّروا عائشة، وطلحـة، والزبير لِإقدامهم على قتال علي بن أبي طالب، وطعنوا في الرافضة من أجل قولهم بالبداء وبالتقية.
البترية والصالحية: أما البترية، فأتباع كثير الثواء الملقب بالأبتر مات سنة 169 هـ تقريبًا. وأما الصالحية، فأصحاب الحسن بن صالح بن حي الكوفي الهمداني مات عام 167 هـ ومذهبهما في الإمامة مثل مذهب السليمانية، إلا أنهم يتوقفون في كفر عثمان لتعارض نصوص فضائله، والأحداث التي نسبت إليه، ويتوقفون كذلك في إكفار قتلته.
ذكر في مقالات الإسلاميين أن الزيدية ست فرق الثلاث السابقة: والنعيمية، أتباع نعيم بن اليمان، واليمانية، وهم أتباع محمد بن اليمان، واليعقوبية، وهم أتباع يعقوب بن علي الكوفي.
الإمامية

الإمامية: قالوا: بالنص الصريح على إمامة علي في مواضع، وبالإشارة إليه بعينه في مواضع أخرى، وقالوا: إنه الإمامة ركن الدين ليس في الإسلام شيء أهم منه، فلا يجوز أن يتركـه الرسول صلى الله عليه وسلم لاختيار الأمة، بل يجب أن يعين له شخصًا، وقد عين له علي بن أبي طالب بالنص عليه، والإشارة إليه. وقالوا: بتكفير بعض الصحابة، واتفقوا على إمامة الحسين، فعلي زين العابدين، فمحمد الباقر، ثم افترقوا بعد ذلك فرقًا كثيرة في الوقوف بالإمامة عند الباقر، وسوقها إلى ابنه جعفر، ثم فيمن كان إمامًا من أولاد جعفر الستة: محمد، وإسحاق، وعبد الله، وموسى، وإسماعيل، وعلي. وإليك بعضها:
الباقرية: هم أصحـاب أبي جعفر محمد الباقر، وهم يثبتون إمامته بالنص من أبيه زين العابدين عليه، ويزعمون أنه لم يمت، وإنه المهدي المنتظر.
الجعفرية أو الناوسية: نسبة إلى رجل يُقال له: ناوس أو عجلان بن ناوس من أهل البصرة، أو قرية تسمى ناوسا، ومن مذهبهم سوق الإمامة إلى جعفر الصادق بنص أبيه الباقر عليه، ويزعمون أنه لم يمت، وإنه المهدي المنتظر.
الشميطية: هم أصحاب يحيى بن أبي شميط. يقول: يموت جعفر الصادق، ونصه على إمامة ابنه محمد، وإنه المهدي المنتظر.
الأفطحية أو العمارية: ينسبون إلى رجل يقال له: عمار، كان يقول: بموت جعفر الصادق، ونصه على إمامة ابنه عبد الله الأفطح.
الموسوية: ينسبون إلى موسى الكاظم. قالوا: إن الإمامة انتقلت من جعفر الصادق إلى ابنه موسى الكاظم بنصه عليه، ثم إن هارون الرشيد حمل موسى إلى بغداد، وحبسه لإظهاره الإمامة. ويقال: إنه دس له سما فمات. ودفن ببغداد. ثم من قال: بموته سموا: بالقطعية. ومن قال: لا ندري أمات أم لا ! سموا: بالممطورة. لقول علي بن إسماعيل فيهم، ما أنتم إلا كلاب ممطورة، ومن قال بغيبته، ولم يسق الإمامة فيمن بعد سموا: بالوقفية.
الاثنا عشرية: فرقة من الموسوية، قالت: بموت موسى، وسموا القطعية، كـما تقدم، وهؤلاء ساقوا الإمامة في أولاد موسى بنص كل منهم على من بعده، فزعموا أن الإمام بعد موسى: علي الرضا، ثم محمد التقي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن العسكري، ثم ابنه القائم المنتظر الذي اختفى في سرداب في سر مَنْ رَأى وهو الإمام الثاني عشر.
الإسماعيلية الواقفية: قالوا: بموت جعفر الصادق، ونصه على إمامة ابنه إسماعيل، ثم انتقلت منه إلى ابنه محمد بن إسماعيل لموت إسماعيل في حياة جعفر، وقالوا: بغيبة محمد، ورجعته.
الإسماعيلية الباطنية: فرقة من الإسماعيلية ساقت الإمامة بعد محمد بن إسماعيل بن جعفر في أئمة مستورين، ثم ظاهرين، وهم الباطنية، وهي الفرقة المشهورة في الفرق بهذا الاسم. ومن مقالتهم أن الأرض لا تخلو من إمام حي، إما ظاهر مكشوف، وإما باطن مستور. وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية! ومن مات وليس في عنقه بيعة لِإمام مات ميتة جاهلية! وسموا باطنية لحكمهم بأن لكل ظاهر باطنًا، ولكل تنزيل تأويلًا، ولهم ألقاب أخرى، منها أنهم يسمون بالعراق - أيضا- القرامطة أو المزدكية. وبخراسان: التعليمية، والملاحدة. وهم يسمون أنفسهم: الإسماعيلية لامتيازهم عن الموسوية الاثنا عشرية بالقول بإمامة إسماعيل بن جعفر دون أخيه موسى الكاظم.
ومن مقالتهم - أيضًا- أنهم لا يقولون بإثبات الصفات لله، ولا نفيها، فرارًا من التشبيه بالموجودات والمعدومات، ولهم سوى ذلك كثير من الشناعات الكفرية.
الكيسانية

الكيسانية: هم أصحاب كيسان مولى علي بن أبي طالب. ويقال: إنه تتلمذ على محمد بن الحنفية. وقد زعم أتباعه أنه جمع العلوم كلها، وجمع أسرار علوم علي وابنه محمد، ويجمعهم القول بأن الدين طاعة رجل، ومن أجل ذلك ضل منهم كثير، وجاءوا بالكفر: كإنكار أركان الإسلام، والشك في البعث، والقول بالتناسخ، والحلول، والرجعة بعد الموت. ومن فرق الكيسانية:
المختارية: وهم أصحاب المختار بن أبي عبيد الثقفي كان خارجيًّا، ثم زبيريّا، ثم شيعيًّا كيسانيا، ومن مقالته القول: بإمامة محمد بن الحنفية بعد علِي، أو بعد الحسن والحسين. وقد تبين خيبته لمحمد بن الحنفية، فأعلن براءته منه، والذي ساعد على ظهور أمره انتسابه إلى محمد بن الحنفية، وقيامه بثأر الحسين، واشتغاله بقتل الظلمة. ومن مذهبه جواز البداء على الله علمًا، وإرادة، وأمرًا ليبرر بذلك رجوعه فيما أبرمه مع دعواه أنه يوحى إليه. ومن المختارية من قال: بأن محمد بن الحنفية لم يزل، وأنه المهدي، ومن هؤلاء: كثير عزة، وإسماعيل بن محمد الحميري الشاعران. ومنهم من قال: بموته، وانتقال الإمامة إلى غيره.
الهاشمية: قالوا بسوق الإمامة من محمد بن الحنفية إلى ابنه أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية، وأن والده أفضى إليه بالأسرار التي أفضى بها علي إلى ولده محمد بن الحنفية.
البيانية: هم أتباع بيان بن سمعان التميمي النهدي، قالوا بسوق الإمامة من أبي هاشم إلى بيان، ومن مقالتهم: أن عليّا حل فيه جزء من الله، واتحد بجسده، فكان به إلها، وعلم به الغيب، وانتصر به في الحروب.. إلخ !! ثم ادّعى النبوة.
الرزامية: هم أصحاب رزام من غلاة الشيعة، قالوا: بإمامة علي بن عبد اللهّ بن عباس بعد أبي هاشم بوصية منه، ثم انتقلت منه إلى ابنه محمد، ثم إلى ابنه إبراهيم بن محمد صاحب أبي مسلم الخراساني حتى انتهت إلى أبي جعفر المنصور، ومن مذهبهم: إسقاط التكاليف، والحلول، وتناسخ الأرواح.
الغلاة: هم الذين غلوا في أئمتهم حتى ألهوهم، ويجمعهم القول بتشبيه الأئمة بالله: كالنصارى في عيسى، وغيره، أو تشبيه الله بالأئمة: كاليهود، والقول بالبداء، والرجعة، والحلول، وتناسخ الأرواح، والإلهية. ومن بحث وأنصف تبين له أن أصـول الغـلاة دخلت عليهم من تعـاليم اليهـود، والنصارى، وماني، ومزدك التي انتشرت في العراق، ولهم في كل بلد لقب، فهم يلقبون في أصفهان: بالخرمية، والكردية. وفي الري: بالمزدكية، والسنبادية. وفي أذربيجان: بالذقولية. وفي موضع بالمحمرة، وفيما وراء النهر: بالمبيضة ومن فرقهم ما يأتي:
السبئية: أتباع عبد اللّه بن سبأ الحميري اليهودي، أظهر الإسلام، وأثار الفتن الدينية والسياسية، فوضع قاعدة حلول الله في علي، ومنه انشعبت فرق الغلاة الذين قالوا: بتناسخ الجزء الإلهي في الأئمة بعد علي. ومنهم من قال: بحياة علي، وغيبته، ورجعته، وهو الذي أثار الفتن على عثمان، وألّب عليه فريقًا من الأمة، وقد نفاه علي إلى ساباط المدائن لما علمه فيه من الغلو، وإحداث الفتن، ويظهر أن فكرة حياة الإمام، والغيبة، والرجعة أنشأها عبد اللّه بن سبأ حينما يئس الشيعة من إقامة دولة لهم ليصرفهم بها عن البيعة لخليفة موجود إلى إمام مفقود.
الكاملية: أتباع أبي كامل، ومذهبهم تكفير من لم يبايع عليا، والطعن في علي لعدم قتالهم، والخروج عليهم، ومع ذلك غلا أبو كامل في علي، ورأى أن الإمامة نور ينتقل من شخص لآخر، ويتفاوت. ففي شخص يقوى حتى يكون نبيا، وفي آخر يكون إمامًا. وقال كغيره من الغلاة بفكرة الحلول الكلي، والجزئي، وتناسخ الأرواح.
العليائية: أتباع العلياء بن ذراع الدوسي الأسدي، زعم أن عليَا أفضل من محمد ! ثم منهم من زعم أن عليا هو الذي سمى محمدًا إلهًا! وبعثه ليدعو إليه، فدعا إلى نفسه، وذموه لذلك! فسموا بالذمية. ومنهم من ألّه عليا ومحمدًا، أو فضل عليا ! وسموا بالعينية. ومنهم من ألههما، وقدم محمدًا وسموا بالميمية. ومنهم من أله أصحاب الكساء: محمدًا، وعليّا، وفاطمة، وحَسنا، وحُسينًا. وقالوا: هم شيء واحد حلت فيهم الروح بالسوية.
المغيرية: أتباع المغيرة بن سعيد البجلي مولى خالد بن عبد الله القسري، زعم أن الإمام بعد محمد الباقر هو محمد بن عبد اللّه بن الحسن الذي خرج في المدينة، وزعم أنه حي لم يمت، ثم زعم الإمامة لنفسه، ثم ادعى النبوة. وفي زعمه أن الله صورة، وجسم ذو أعضاء على حروف الهجاء، وصورته صورة رجل من نور على رأسه تاج من النور، وله قلب تنبع منه الحكمة إلى غير ذلك من الشناعات.
المنصورية: أتباع أبي منصور العجلي، زعم أنه إمام حين تبرأ منه الباقر وطرده، ثم زعم بعد وفاة الباقر أن روحه انتقلت إليه، وله كثير من المزاعم. منها أنه عرج به إلى السماء. ومنها أن الكِسْف الساقط من السماء هو الله أو علي. ومنها أن الرسالة لا تنقطع. ومنها تسمية الجنة والنار، وأنواع التشريع بأسماء رجال لإسقاط التكاليف، واستحلال الدماء والأموال، وقد أخذه يوسف بن عمر الثقفي والي العراق أيام هشام بن عبد الملك، وصلبه لخبث دعوته، وهم صنف من الحزمية.
الخطابية: أتبـاع أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأسدي، انتسب أبو الخطاب إلى جعفر الصادق أولا، فلما تبرأ منه جعفر وطرده، زعم الإمامة لنفسه، ومن مزاعمه: أن الأئمة أنبياء، ثم آلهة! وأن جعفرا إله ظهر في صورة جسم، أو لبس جسمًا فرآه الناس! ولما وقف عيسى بن موسى صاحب المنصور على خبث دعوته قتله بسبخة الكوفة، وقد افترق أصحاب أبي الخطاب بعده إلى فرق، منها: المعمرية، أتباع معمر بن خيثم زعموا أن الإمام بعد أبي الخطاب معمر، وهؤلاء ينكرون فناء الـدنيا، ويرون أن ما يصيب العالم فيها، من خير وشر هو الجزاء. ومنها: البزيغية أتباع بزيغ بن موسى، زعموا أنه الإمام بعد أبي الخطاب، وهؤلاء ينكرون الموت لمن بلغ من الناس النهاية في الكمال، ويزعمون أن من مات فارق فقط، ورفع، ويزعمون أن المؤمن يوحى إليه. ومنها العجلية، زعموا أن الإمام بعد أبي الخطاب عمير أو عمرو بن بيان العجلي. ومنها: أتباع مفضل الصيرفي الذي قال بربوبية جعفر دون نبوته ورسالته. وقد تبرأ جعفر الصادق بن محمد الباقر من هؤلاء كلهم، فإنهم كلهم حيارى ضالون جاهلون بحال الأئمة.
الكيالية: أتباع أحمد بن الكيال، كان له مزاعم لا أساس لها من العقل، ولا مستند لها من السمع، فتركه من انخدع به، ادعى أنه إمام، ثم ادعى أنه القائم وله تأويلات لنصوص الدين. منها: حملة الميزان على العالمين، والصراط على نفسه، والجنة على الوصول إلى علمه من البصائر، والنار على الوصول إلى ما يضاده.
الهشامية: أتباع هشام بن الحكم، وهشام بن سالم الجواليقي، وكلاهما من أهل التشبيه، فأما هشام بن الحكم، فقال فيما نقل عنه: إن الله- تعالى- جسم ذو أبعاض له قدر من الأقدار، ولكن لا يشبه شيئًا من المخلوقات. ولا يشبهه شيء منها. ونقل عنه أنه قال: إنه شبر بشبر نفسه، إلى آخر شناعاته.
وغلا في عليّ حتى جعله إلهًا واجب الطاعة. وأما هشام الجواليقي، فقال: إن الله- تعالى- على صورة إنسان أعلاه مجوف، وأسفله مصمت، إلى آخر شناعاته، وأجاز المعصية على الأنبياء دون الأئمة لعصمتهم.
النعمانية: هم أتباع محمد بن علي بن النعمان أبي جعفر الأحول الملقب بشيطان الطاق، ومذهبه في حدوث علم اللّه: كمذهب هشام بن الحكم، وكذلك مذهبه في ذات الله، إلا أنه يقول: إنها نور على صورة إنسان.
اليونسية: هم أتباع يونس بن عبد الرحمن القمي مولى آل يقطين، وهو من المشبهة، يزعم أن الملائكة تحمل العرش، وأن العرش يحمل الله. وأن أطيط الملائكة من وطأة عظمة الله على العرش.
النصيرية والإسحاقية: النصيرية أتباع محمد بن نصير النميري، والإسحاقية ينسبون إلى إسحاق بن الحارث، وكلاهما من غلاة الشيعة يرون ظهور الروحانيات في صور جسمية خيرة أو خبيثة، ويزعمون أن الله يظهر في صورة إنسان، وأن جزء منه حلّ في عليّ به يعلم الغيب، ويفعل ما لا طاقة لأحد به من البشر، إلا أن النصيرية أميل إلى مشاركة علي لله في الألوهية. والإسحاقية أميل إلى مشاركة علي لمحمد في النبوة، وكلاهما يرى -أيضًا- إباحة المحارم، وإسقاط التكاليف.
ومن الرافضة- أيضا- جماعة يقولون: بإمامة محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وأنه لم يزل حيا، وينتظرون خروجه، مع أن جيش أبي جعفر المنصور قد قتله بالمدينة، وأقر بذلك فرقة من أتباع إمامهم محمد.