سألت سارة أستاذها مندهشة: قالت: إذا كان العلم يا أستاذي يهدي للإيمان فلم لم يسلم كل علماء الدنيا؛ فمنهم مؤمن وكافر؟
أجب سارة عن إشكالها.
سألت سارة أستاذها مندهشة: قالت: إذا كان العلم يا أستاذي يهدي للإيمان فلم لم يسلم كل علماء الدنيا؛ فمنهم مؤمن وكافر؟
أجب سارة عن إشكالها.
المقدمة أصلا غير صحيحة فكيف نلزم بالنتيجة؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لم أع قولك أخي، ما حَجُّك؟
دعوى أن العلم مطلقا يهدي إلى الإيمان غير مسلمة، إنما هذا خاص بالعلم الرباني
وإلا فلو أخذنا بهذا الإطلاق لكان السحر يهدي إلى الإيمان لأنه علم قال الله تعالى: يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ
فجعله علما يُعلّم
وهذا لا يقوله أحد
وكذلك العلم بغير عمل لا يكون هداية بل قد يكون بغيا وظلما قال تعالى: وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ
وقال عز وجل: وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ
وقال جل وعلا: وَآَتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُم
وقد يكون بعض الخاسرين عندهم بعض العلم قال تعالى: فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون
فإذا جاء العلم سببا للخشية والهداية كان من العام الذي أريد به الخاص كقوله تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ
وقوله سبحانه: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات
والله الموفق
كلامنا ليس على إطلاقه، فمن العلوم علوم أوصلت الناس في مختبراتهم إلى الحق فعادوا أدراجهم إلى الوراء سائلين عن الحق عن الخالق رب الكون... قالوا نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
والكون من الأدلة العظيمة والبراهين الدامغة على حاجة الناس، كل الناس إلى رب الناس إلههم، فكثير همُ العلماء المسلمون بسبب العلم وحقائقه.
حتى لو افترضنا أن العلم - على إطلاقه - يهدي إلى الإيمان، فهذا لا يكون إلا عند استكمال الشروط وانتفاء الموانع.
فمن الموانع حب الرياسة والمنصب ، وحب المال والجاه ، والاستكبار عن قبول الحق ، ولذلك قال تعالى: {وجحدوا بها واستيقتنها أنفسهم}.
ومن الموانع وجود الدعاة على أبواب جهنم ، ووجود المنافق عليم اللسان ، ووجود علماء الضلالة الذين يضلون بعلمهم.
ولذلك تجد كثيرًا من علماء الغرب يهتدي إلى الإيمان بسبب علمه ( الدنيوي كالفيزياء والأحياء والفلك ) إذا انتفت عنده هذه الموانع.