عذرا أيها السعوديون الذكور ...... لابد أن يحدث هذا !
نعم .. لابد أن تشب "عمرة" عن الطوق ، كما شب عمرٌ
نعم .. لابد أن تنكسر الأطواق كلها ، لنعيد الصالح منها فقط .
هل من عائش في غيبوبة ـ أقصد في برج عاجي لا يعلم ماذا يحل بالمرأة السعودية ؟ !
سنوات من التهميش في البيت من الأم والأب والإخوة .
تفضيل الذكر على الأنثى ضارب أطنابه في البيئة السعودية ـ حتى الأم وهي الأنثى ـ تفرح فرحا عارما بولادة الذكر أكثر من ولادة الأنثى ـ لارتفاع قيمة الذكر في مجتمع السعودية .
ثم بعد البيت ، سنوات ـ بل دهور من الصبر على الزوج ـ وهي وبختها ـ فربما تبتلى بمريض نفسي ـ تشبع بثقافة الذكورة ـوعلوه عليها فيعاملها بعجرفة ، وقسوة ، وربما بما هو أسوأ من ذلك ، من ضرب وزواج عليها ليكسر قرنها (!).
أثناء هذه الحياة المليئة بالتهميش والجفاء تغلغلت في حياتنا سلوكيات , ورؤى ، وأنماط حياة ألبسناها ثوب الدين باعتبار أن الشعب السعودي شعب متدين ، فضربنا الدين في مقتل .
يضرب أحدهم زوجته ضربا ـ يسمع الجيران صوت صراخها منه ـ ثم هو يستشهد بقوله تعالى :" واضربوهن".
يتزوج عليها دون داع شرعي أو عرفي لمجرد التنكيل بها ، ثم يقول :" فانكحوا ما طاب لكم من النساء ".
ثم لا يكفيه ذلك ، حتى ينهال على أولاده أمامها ضربا وتعذيبا
متحججا بأنه يربيهم ، وأولاده وهو حر فيهم ، وهو يحفظ تماما : " الرجال قوامون على النساء " فضلا عن الأطفال .
أما إن كانت الزوجة صاحبة وظيفة فلا تسل عن الذل " الخفي " الذي يمارس والذي ترتضيه رغما عنها حتى تمشي الحياة بأي طريقة كانت .
مع أننا لا نريد أن يأتي الإصلاح على يد المفسدين ، إلا أن الله تعالى قد ينصر هذا الدين بالرجل الفاسق ،
إن هذه الخطوات التي تريد أن تخرج المرأة من الذل التي هي فيه ، والمهانة التي تتربي فيها ، فيها الكثير من الرغبة في الفساد والفحش أيضا ،
ونحن نعلم ذلك ، ولكن من قال أن وضع المرأة الآن إسلامي ـ ليكون حل مشاكلها بحل إسلامي ، من قال أن المرأة السعودية ـ إلا من رحم الله ـ تعامل باعتبارها كائن حي ، مشرق بالخير .
إن كثيرا من الرجال السعوديين يحرصون تماما على تدين نسائهم وأخلاقهم الحسنة ، وإذا ما رأى بادرة تدين وعفة وحشمة اهتز فرحا ، لكنه لا يحرص على هذا الأمر على نفسه ، إلا من رحم الله .
لماذا؟
يريد هو أن يفعل ما يشاء ، ثم لا يرضى لزوجته أو أخته فضلا عن ابنته ادنى الحقوق الشرعية .
كثير من السعوديين يريدون لنسائهم وضعا أقل منهم . إنها الطبيعة الذكورية الفجة ،
لذلك لا ضير من بعض القرارات التي تذكر السعودي أن السعودية مثلك تماما . طبعا لا يكاد يذكر :" النساء شقائق الرجال".
فيتم بهذه القرارات تحجيم عقدة الذكر والذكورة ، وعلو الرجل على المرأة علوا لا يرضاه الله تعالى .
ومن هذه القرارات / سكن الفنادق بغير محرم ، قيادة السيارة ، وغيرها ، إنها حل مؤقت لحالة العلو الذكوري الذي نعيشه / مع اعترافي الكامل أن هذه الحلول لها مفاسدها الأكيدة .
لا يأتيني متحذلق فيقول كيف تعترفين بخطورة هذه القرارات ثم تقبلين بها لأني سأقول له : إنني أقبل بأخف الضررين لأدفع أكبرهما .
أما الضرر الأكبر فهو سوء ظن النساء والعوام بالدين ، بل وصل الأمر لكره الدين ـ وهذا حدثتني به فتاة سعودية ـ كان أبوها وأمها يعدانها لأن تكون حافظة للقرآن وداعية ، غير أن سوء معاملة أبيها وتعنته في تربيتها جعلها تكره الدين لأنها ( ربطت بين الظلم و سوء المعاملة وما يمثله أبوها من تسلط ، وما تمثله أمها من ذل ومهانة )؛ وبين الدين ، الأمر الذي أفقدها جمال الدين ، وسماحته ، ولذاذته الروحية . وما يبدعه في النفوس من الكرامة ، والإباء والعزة .
لدي كلام آخر لا يحضرني بلورته الآن على الكي بورد لعله يتحضر ويتبلور مع النقاش .