تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حقيقة قصة يأجوج و مأجوج : الحقيقة السابعة و الأخيرة.

  1. #1

    افتراضي حقيقة قصة يأجوج و مأجوج : الحقيقة السابعة و الأخيرة.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    حقيقة قصة يأجوج و مأجوج : الحقيقة السابعة و الأخيرة.
    خلافا لما يزعمه بعض الناس بل بعض العلماء من أن يأجوج مأجوج قد خرجوا منذ زمن، و أنهم هم الروس أو الروم، فإن الحق الذي لا مرية فيه و الذي يدل عليه كتاب ربنا و سنة نبينا أنهم لم يخرجوا بعد، بل إن خرجوهم من علامات الساعة الكبرى، فإن أشراط الساعة العشر الكبرى متى وقعت إحداهن تبعتها الأخرى في وقت وجيز، كما صح عن النبي صلى الله عليه و سلم:"خروج الآيات بعضها على بعض يتتابعن كما تتابع الخرز في النظام"، فكيف إذا يقال أن يأجوج و مأجوج قد خرجوا؟.
    و ممن قال بهذا القول العلامة السعدي رحمه الله تعالى، فقد قرأت كتابا له حول حقيقة يأجوج و مأجوج و فتنة الدجال، و قد استغربت كثيرا من رؤية الشيخ رحمه الله تعالى ليأجوج و مأجوج، حيث أنه استبعد كل الاستبعاد أنهم لم يخرجوا بعد، فيرى أنهم ظهروا منذ مدة، يقول الشيخ رحمه الله تعالى:"...و يوجد كثير من المؤمنين يتوهمون و يظنون و يعتقدون أن يأجوج و مأجوج، أنهم إلى الآن لم يظهروا و لم يعثر عليهم أحد، و لم يبرزوا إلى الناس، و أنهم وراء السد و الردم الذي بناه ذو القرنين و أنهم أمم عظيمة أضعاف أضعاف الموجودين الآن في الأرض من الآدميين...و هذا الظن غلط محض، و سببه عدم فهم ما جاء به الكتاب و السنة على وجهه في هذه المسألة و عدم العلم بالواقع و عدم العلم بأحوال الأرض و سكانها..." و قد استدل الشيخ رحمه الله تعالى على ما ذهب إليه بعشر أدلة.
    يقول العلامة الشنقيطي رحمه الله تعالى في الرد على من زعم هذا الزعم:" فقولكم: لو كانوا موجودين وراء السد إلى الآن لاطلع عليهم الناس غير صحيح، لإمكان أن يكونوا موجودين و الله يخفي مكانهم على عامة الناس حتى يأتي الوقت المحدد لإخراجهم على الناس..."اهـ،3/345.
    فعلى المؤمن في مثل هذه المسائل الغيبية التسليم و عدم التكلف، فالله تعالى أخبر أنهم سيخرجون و النبي المصطفى كذلك بين أن خروجهم سيكون بين يدي الساعة، إذا فعلينا أن نعتقد هذا و نوقن أنهم لا زالوا وراء السد، و لن يخرجوا إلا بعد أن يأذن الله تعالى بخروجهم، و خروجهم كما يستفاد من النصوص الصحيحة سيكون بعد نزول عيسى عليه السلام، أما الاحتجاج بالمشاهد و أنهم لو كانوا موجودين الآن لاكتشف الناس مكانهم، خاصة مع الوسائل المتطورة و الأقمار الصناعية، فهذا قول مردود، لأنه في مقابلة النص، كما أن الله تعالى على كل شيء قدير، و من قدرته أنه يخفى مكانهم عن أعين الناس جميعا، كما هو الحال الآن بالنسبة للدجال مثلا، فهو موجود مسلسل في مكان، لكن هل كون الناس لم يطلعوا عليه يلزم منه أنه لا يوجد؟.
    خاتمة:
    كانت تلك بعض الحقائق التي يجب أن نعتقدها في قصة يأجوج و مأجوج، أما ما يروى في قصتهم من الإسرائيليات الباطلة، فالواجب عدم اعتقاده البتة، و أن نكون في حل منه، ففي كتاب ربنا و سنة نبينا صلى الله عليه و سلم غنية و كفاية عن كل هذه الإسرائيليات و الخرافات التي لا دليل عليها من نقل أو عقل، و التي و للأسف الشديد شوهت كثيرا من كتب التفسير و أثرت سلبا في نقاءها و جمالها، فكثير من هذه الروايات غرائب و عجائب، و لا تعدو أن تكون مجرد خرافات و أوهام و خيالات و أساطير، لأن مصدرها الأول طائفة من أهل الكتاب الذين عرفوا بالتغيير و التحريف، فقد أخذت إذن من غير مصدرها اليقيني ألا و هو القرآن و السنة الصحيحة، يقول العلامة محمد أمين الشنقيطي رحمه الله تعالى:" و بهذا التحقيق نعلم أن القصص المخالفة للقرآن و السنة الصحيحة التي توجد بأيدي بعضهم، زاعمين أنها في الكتب المنزلة يجب تكذيبهم فيها لمخالفتها نصوص الوحي الصحيح، التي لم تحرف و لم تبدل.." - أضواء البيان:3/345-
    أخيرا، أقول: إننا لسنا بحاجة إلى هذه الإسرائيليات، لأنه لا يجوز في مثل هذه الأمور الغيبية أن يتكلم أحد إلا بالدليل الصريح من القرآن الكريم أو النص الصحيح من السنة النبوية الشريفة، فليحذر من يطلق العنان لنفسه لاهثا وراء هذه الإسرائيليات و الخرافات، و ليقف حيثما وقف النص و لا يتعداه بحال، فهذا و الله سبيل النجاة، و الله المستعان.
    و الحمد لله رب العالمين.

  2. افتراضي رد: حقيقة قصة يأجوج و مأجوج : الحقيقة السابعة و الأخيرة.

    ليتك وضعت في آخر الموضوع روابط المواضيع التي كتبت فيهم الحقائق الستة السابقين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •