تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: السؤال المهمّ

  1. #1

    افتراضي السؤال المهمّ

    انا سُأَلْتُ حكم عن الرجل قال 'انا ابغض الله ' يعني انه اقر وجود الله وعبده وغير ذلك لكن له بغض لله, أذلك كفر أم لا وما سبب الحكم?

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    808

    افتراضي رد: السؤال المهمّ

    بارك الله فيك.
    من شروط لا إله إلا الله محبة الله ورسوله وما أنزل الله على رسوله، والبغض ضد هذا. فهذه اللفظة كفر بواح.
    قال الله تعالى: "والذين كفروا فتعسًا لهم وأضل أعمالهم. ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم."
    فكره الشريعة كفر وأشد منه بغض منزلها سبحانه وتعالى.
    والتلفظ بهذه القولة لايخلو أن يكون في حالة هزل أو في حالة جد:
    فأما الهزل فلا يجوز في مثل هذا أو فيما هو أدنى منه. وأقوال أهل العلم مستفيضة في بيان كفر القائل.
    وأما الجدّ، فإن الغالب صدور هذا القول عند حلول المصائب ونزول الشدائد. فعندها تداهم النفسَ وساوس فيها اعتراض على الأقدار ومقدّرها. والمتجلّدُ المدافعُ لها ما عرف الله حق المعرفة كما بيّن ابن الجوزي رحمه الله. فكيف بالذي يصل إلى حدّ التلفظ بمثل اللفظة التي أوردت؟
    قال في صيد الخاطر:
    "السعيد من ذل لله وسأل العافية، فإنه لا يوهب العافية على الإطلاق، إذ لابد من بلاء. ولا يزال العاقل يسأل العافية ليتغلب على جمهور أحواله ، فيقرب الصبر على يسير البلاء، وفي الجملة ينبغي للإنسان أن يعلم أنه لا سبيل لمحبوباته خالصة ، ففي كل جرعة غصص وفي كل لقمة شجًا، وعلى الحقيقة ما الصبر إلا على الأقدار، وقل أن تجري الأقدار إلا على خلاف مراد النفس، فالعاقل من دارى نفسه في الصبر بوعد الأجر، وتسهيل الأمر ، ليذهب زمان البلاء سالما من شكوى، ثم يستغيث بالله تعالى سائلا العافية، فأما المتجلد فما عرف الله قط، نعوذ بالله من الجهل به، ونسأله عرفانه إنه كريم مجيب." ص 233.

    والله تعالى أعلم.

  3. #3

    افتراضي رد: السؤال المهمّ

    جزاك الله خيرا اخي الجليل
    حكم تلفظ هذا القول الشنيع كفر لكن هل شعور هذا القول في الذهن بلا تلفظ يشارك في ذلك الحكم,
    وايضا هل ممكن لك ان تنقل الاقوال العلماء في شرطية المحبة للايمان لان الآية التي تنقل, قال الطبري عنها يقول تعالي ذكره: هذا الذي فعلنا بهم من الإتعاس وإضلال الأعمال من أجل أنهم كرهوا كتابنا الذي أنزلناه إلى نبينا محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وسخطوه، فكذّبوا به، وقالوا: هو سحر مبين
    انا افهم من كلامه ان الكراهة مع التكذيب سبب كفرهم,
    عذرا لجهلي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    808

    افتراضي رد: السؤال المهمّ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو موسي بن عبد الله مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا اخي الجليل
    حكم تلفظ هذا القول الشنيع كفر لكن هل شعور هذا القول في الذهن بلا تلفظ يشارك في ذلك الحكم,
    وايضا هل ممكن لك ان تنقل الاقوال العلماء في شرطية المحبة للايمان لان الآية التي تنقل, قال الطبري عنها يقول تعالي ذكره: هذا الذي فعلنا بهم من الإتعاس وإضلال الأعمال من أجل أنهم كرهوا كتابنا الذي أنزلناه إلى نبينا محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وسخطوه، فكذّبوا به، وقالوا: هو سحر مبين
    انا افهم من كلامه ان الكراهة مع التكذيب سبب كفرهم,
    عذرا لجهلي
    وإياك يا أخي الفاضل.
    1-الوساوس الكفرية لايؤاخذ العبد بها ما دام كارهًا لها؛ وهي التي ترد على القلب بسبب أو بغير سبب.
    2-أما الشعور بالسخط من أجل حكم من أحكام الشريعة أو إثر مصيبة من المصائب فهذا حرام يؤاخذ المكلّف به وقد يصل به إلى الكفر.
    فمن جرّه التسخط إلى الشك في حكمة الله تعالى وعدله وعلمه كفر. ومن بقي مسلّمًا بقضاء الله متيقنًا من عدله لكنه تمنى غير المقدور، ولم يصبر على قضاء الله فإنه لايكفر لكنه ارتكب ذنبًا خطيرًا.
    3- أقوال أهل العلم متضافرة على أن المحبة المنافية للبغض من شروط الإيمان. وما عليك إلا البحث في كتب التوحيد وخاصة التي كتبت بأقلام علماء الدعوة النجدية، فإنها مملوءة بها. ويكفيك أنها من شروط كلمة التوحيد. ولايعقل مؤمن ليس في قلبه ذرة من محبة الله ورسوله ولما جاء به صلّى الله عليه وسلّم. لكن المحبة تتفاوت، وبقدرها تفاوتت درجات الإيمان.
    4- لم أفهم أن الإمام الطبري رحمه الله اشترط اجتماع الكره والتكذيب في شرح الآية الكريمة، وغاية ما فعل أنه ذكر أن التكذيب سببه كره ما أنزل الله. ولايخفى عليك أن هناك من يكره ما أنزل الله لأنه لايوافق هواه فقط وليس تكذيبًا وجحودًا. قال شيخ الإسلام رحمه الله في بيان هذه الحقيقة: " ثم إن هذا الإمتناع والإباء، إما لخلل في اعتقاد حكمة الآمر وقدرته، فيعود هذا إلى عدم التصديق بصفة من صفاته، وقد يكون مع العلم بجميع ما يصدق به تمردًا أو اتباعًا لغرض النفس، وحقيقته كفر، هذا لأنه يعترف لله ورسوله بكل ما أخبر به، ويصدق بكل ما يصدق به المؤمنون، لكنه يكره ذلك، ويبغضه ويسخط لعدم موافقته لمراده ومشتهاه، ويقول أنا لا أقر بذلك، ولا التزمه، وأبغض هذا الحق وأنفر عنه، فهذا نوع غير النوع الأول، وتكفير هذا معلوم بالإضطرار من دين الإسلام، والقرآن مملوء من تكفير مثل هذا النوع."
    الصارم المسلول (521)

  5. #5

    افتراضي رد: السؤال المهمّ

    بارك الله فيك

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •