تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ( الباقلاني وموقفه من الإلهيات – عرضًا ونقدًا ) .. رسالة مهمة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    964

    افتراضي ( الباقلاني وموقفه من الإلهيات – عرضًا ونقدًا ) .. رسالة مهمة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    عنوان الرسالة ( الباقلاني وموقفه من الإلهيات – عرضًا ونقدًا ) ؛ للباحث نسيم ياسين ، بإشراف الشيخ عبدالعزيز الشهوان – وفقهما الله - ، قدمها لنيل درجة الماجستير من كلية أصول الدين بجامعة الإمام ، للعام 1410هـ . وهي – حسب علمي – لم تُطبع .
    أنقل خاتمتها التي هي عبارة عن موجز للبحث ، يفيد في تحديد وجهة الباقلاني – رحمه الله - ، قربًا وبعدًا من مذهب السلف ، قبل أن يغلب علم الكلام على الأشاعرة :


    الخاتمة
    الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على رسوله النبي الأمين، الذي تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، وبعد:
    فبعد أن وصلت إلى نهاية هذا البحث، الذي عرضت فيه شخصية الباقلاني، وآراءه في الإلهيات، وناقشته مناقشة موضوعية هادفة، والتي أسأل الله تعالى أن أكون قد وُفِّقتُ فيها، فإنني قد توصلت من خلال البحث إلى عدة نتائج أجملها فيما يأتي:
    1-ازدهار الحياة العلمية في عصر الباقلاني، رغم فساد الحياتين السياسية والاجتماعية، حتى أن ذلك العصر سُمِّي بعصر النهضة العلمية، والسبب يرجع في ذلك إلى التنافس الشديد بين الأمراء على تشجيع العلماء، وتفاني كثير من العلماء في سبيل نشر العلم والمحافظة عليه.
    2-أن الباقلاني انتقل من البصرة إلى بغداد منذ صغره طلباً للعلم، وجلس إلى عدد من علماء المسلمين، ثم سافر إلى شيراز لمناظرة المعتزلة والرافضة، ثم أرسله عضد الدولة إلى ملك الروم، وقد حصلت له مناظرات كثيرة أثناء رحلاته هذه، السبب الذي جعله من مشاهير علماء المسلمين.
    3-يعتبر الباقلاني المؤسس الأول للمذهب الأشعري باعتبار أن أبا الحسن الأشعري قد مات سلفياً كما يظهر من كتابه "الإبانة"، ذلك لأن الباقلاني قد طور المذهب الأشعري، فقد وضع المبادئ التي يبني الأشاعرة عليها إثبات حدوث العالم ، والتي يصلون عن طريقها إلى معرفة محدث العالم وهو البارئ عز وجل، فتحدث عن العلم، وأنواعه، ومداركه، وتحدث عن الاستدلال وأنواعه، وطرقه وغير ذلك، وقد وضع المقدمات التي تنبني عليها أدلتهم، وذلك مثل: إثبات الجوهر الفرد، والخلاء، وأن العرض لا يقوم بالعرض، وأنه لا يبقى زمانين، وأمثال ذلك، والباقلاني إن لم يكن أول من قال بنظرية الجوهر الفرد، فإنه أول من أقحم هذه النظرية وغيرها من الموضوعات الطبيعية في المذهب الأشعري.
    4-أن الباقلاني لم يسلك مسلك السلف تماماً في تقرير قضايا العقيدة، وإنما سلك مسلكاً قريباً منه، وجاء مسلكه بين منهج السلف، ومنهج المتكلمين، ولذلك خالف السلف في بعض المسائل.
    5-يتفق الباقلاني مع السلف في المقصود من معرفة الله تعالى إذ إنها عنده: معرفة الله عز وجل وحقيقة توحيده، وما هو عليه من صفاته التي بان بها عن خلقه، وما لأجل حصوله استحق أن يعبد بالطاعة دون عباده.
    كما يتفق معهم في أن معرفة الله تعالى واجبة بالشرع لا بالعقل، لأنه لا يجب على الإنسان إلا ما أوجبه عليه الشرع.
    وقد خالفهم في أنه لا يجعل دوراً للفطرة في معرفته تعالى، ثم في وجوب النظر واعتباره أو واجب على المكلف.
    6-أن الباقلاني قد أثبت وجود الله تعالى بطرق ثلاث، لا تخلو من تعقيد، وقد اختلط فيها منهج المتكلمين بمنهج القرآن الكريم، فكان الدليل الأول قد بناه على الجواهر والأعراض واستدل بحدوث كل منهما على حدوث العالم، وهو طريق مبتدع مأخوذ في الأصل عن الفلاسفة، وأما نتيجة الدليل فهي صحيحة وقريبة من منهج القرآن لاعتماده فيها على مبدأ السببية.
    ثم أثبت حدوث العالم بطريق آخر غير طريق الجواهر والأعراض، وهو طريق الحركات وتغير العالم من حال إلى حال... واستدل على ذلك من القرآن بقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع قومه، وقد تأوَّل الأفول بالحركة والتغير، وليس الأمر كذلك إذ إن الأفول لا يأتي في اللغة بهذا المعنى وإنما معناه: التغيب والاحتجاب... ثم إن هذا الطريق وهو "إثبات العالم بطريق الحركات" هو الذي أوقع المعتزلة في نفي الصفات، والأشاعرة بما فيهم الباقلاني في نفي قيام الأفعال بالله تعالى وما يتعلق بمشيئته وقدرته.
    وكان دليله الثاني قائماً على الترتيب والنظام وهو منهج قريب من منهج القرآن الكريم أيضاً.
    أما الدليل الثالث: فهو قائم على مقدمتين الأولى منهما صحيحة عقلاً لا ريب فيها، والثانية: عليها خلاف حتى بين المتكلمين والفلاسفة، ولا تسلم من الاعتراض وذلك يفتح الباب للنقاش في مسألة وجوده تعالى، مع أنها مسلَّمة مغروسة في الفطر، فنثبت ما هو مسلَّم في وجوده، بما هو غير مسلّم وعليه خلاف، وهذا ما لا يقبله المنطق السليم.
    7-يتفق الباقلاني مع المتكلمين في أقسام التوحيد، إذ إنهم لا يثبتون إلا نوعين من أنواع التوحيد وهما "توحيد الربوبية" و"توحيد الأسماء والصفات"، وأما "توحيد الألوهية" ذلك التوحيد الذي دعت إليه الرسل، فإنه لا يتوصل إليه في أدلته وإن كان قد ذكره بمعناه وتطرق إليه، وقد استدل عليه "بدليل التمانع" وهذا الدليل يدل على أن الله تعالى هو خالق العالم وأنه ربه ومليكه والمتصرف به، لكنه لا يدل على وحدانية الله تعالى وتفرده بالألوهية دون سواه.
    وقد دلّ القرآن الكريم على ذلك بأدلة تخاطب العقل والحس معاً، عن طريق المشاهدة الحسية للنظام والعناية والتدبير لهذا الكون الذي يستحيل معه صدوره عن أكثر من إله.
    8-يتفق الباقلاني مع السلف في تقسيم الصفات إلى صفات ذاتية، وصفات فعلية، إلا أنه يخالف في قضية نفي قيام الأفعال بالله تعالى، فيكون إثبات الصفات الفعلية لله تعالى لا حقيقة له عنده.
    ثم إن الباقلاني يثبت أغلب الصفات لله تعالى، وعلى الأخص الصفات الخبرية التي يؤولها كثير من الأشاعرة، كالوجه، واليدين، والعينين، والاستواء وغيرها، وهو في ذلك يتفق مع السلف.
    ويخالف السلف في بعض الصفات التي يؤولها كصفات الرضا، والغضب، والكلام، والبقاء.
    9-أما مذهبه في القرآن فهو يتفق مع السلف في أن القرآن هو كلام الله تعالى على الحقيقة المكتوب في المصاحف، المحفوظ بالقلوب، المقروء بألسنتنا، المسموع لنا كل ذلك على الحقيقة، إلا أنه يخالفهم في أن القرآن عنده المنـزّل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم نزول إعلام وإفهام، لا نزول حركة وانتقال مما دفعه إلى اعتبار الكلام النازل على الحقيقة المنتقل من قطر إلى قطر –كما يقول- هو قول جبريل عليه السلام، فوقع في التناقض، والذي دفعه إلى ذلك هو قوله: "إن الكلام هو المعنى النفسي فقط: كما يقوله الأشاعرة.
    10-ويتفق الباقلاني مع السلف في إثبات الاستواء والعلو، إلا أنه ينفي الجهة مطلقاً، وفي ذلك يخالفهم، لكنه على ما يبدو لا ينفي الجهة باعتبار أنها أمر عدمي وهو ما فوق العالم، لأنه يثبت الاستواء والعلو بمعناهما الحقيقي، لكنه ينفي الجهة باعتبار أنها من سمات الحدث كما يقول.
    11-والباقلاني يقول بفكرة الأحوال، إلا أن الأحوال عنده تختلف عن فكرة الأحوال عند أبي هاشم الجبائي، من حيث القاعدة التي سار عليها، والهدف الذي أراده، لكنه خالف في ذلك شيخه الأشعري، وجمهور مثبتة الصفات.
    12-كما يوافق الباقلاني السلف في كثير من مباحث أفعال الله تعالى، فيثبت القضاء والقدر، وخلقه تعالى لأفعال عباده، وهديه لهم وإضلالهم، إلا أنه يختلف معهم في قوله بالكسب، لكنه يثبت تأثيراً للقدرة الحادثة في وجه من وجوه الفعل، وفي ذلك يخالف شيخه الأشعري الذي لا يثبت تأثيراً للقدرة الحادثة مطلقاً.
    ويرى الباقلاني: أنه لا يجب على الله شيء، وأنه لا واجب عليه لأحد من الخليقة، ولم يستثن ما أوجبه الله تعالى على نفسه، وفي ذلك يتفق مع المتكلمين.
    13-والباقلاني يقول: إن الحُسن والقبح ليسا عقليين، خلافاً لقول المعتزلة، وليس الأمر كما قال واحد منهما، لأن الأفعال في نفسها حسنة وقبيحة، ولكن ترتب الثواب والعقاب عليها لا يكون إلا بأمر الشارع ونهيه.
    14-أما قضية تعليل أفعال الله تعالى، فيوافق الباقلاني الأشعري وأصحابه ومن قال بقولهم، وهو عدم تعليل أفعال الله تعالى، والحق في ذلك: أن الله تعالى يفعل ما يفعله لحكمة هو يعلمها، وقد يعلمها الخلق أو لا، مع ملاحظة أن عدم علمهم بها لا يعني عدم وجودها، والله أعلم .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    964

    افتراضي

    مقالات ذات صلة
    انحرافات المحققين ( 3 ) : انحرافات محققي ( التمهيد ) للباقلاني ..!
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...DE%E1%C7%E4%ED

    كتاب التمهيد للباقلاني ، وعبث محققه !
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...DE%E1%C7%E4%ED

    رجوع الباقلاني عن التأويل إلى مذهب السلف
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...DE%E1%C7%E4%ED

    مع ملاحظة أن الباقلاني لم يرجع إلى مذهب السلف كما ظن كاتب المقال ، إنما هو في برزخ بين مذهب السلف ومذهب الخلف ، قبل أن يطم علم الكلام على أذهان الأشاعرة - هداهم الله وردهم إلى مذهب السلف ردًا جميلا - .

  3. #3

    افتراضي

    وفقكم الله شيخ سليمان ولكن أين نجد نصوص الباقلاني التي وافق فيها السلف في الاثبات والاستدلال لنحتج على الاشاعرة بها .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •