تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هل يصح وصف النبي بالطريد؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي هل يصح وصف النبي بالطريد؟

    هل يصح وصف النبي بالطريد؟

    الشيخ عبد الحي يوسف


    السؤال:
    وصف أحد الكتاب النبي صلى الله عليه وسلم بـ: "الطريد"؛ مع أنه لم يقصد التنقيص من مقامه الشريف، ونص كلامه: ".... ويأتي سراقة بن مالك ليقتل النبي صلى الله عليه وسلم، فتغوص قدما فرسه في الرمل ويتعثر ويستغيث بالنبي عليه الصلاة والسلام، فيرحمه رسول الله ويعطيه الأمان بموقف شامخ راسخ، قائلاً له: "ما قولك إذا لبست سواري كسرى"! ها هو النبي يعد بسواري كسرى؛ وهو طريد شريد ملاحق مهدد بالموت فأي شخص هذا؟ وأي ثبات ذلك الثبات؟"، ولكنني أنكرت هذا الوصف واعتبرته سوء أدب، فلو تفضلتم بزيادة بيان.

    الإجابة:
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

    فهذا الوصف أعنى: "الطريد" ورد في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: اجتمع أناسٌ من الأنصار فقالوا: آثر علينا غيرنا!! فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فجمعهم؛ ثم خطبهم فقال: "يا معشر الأنصار: ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله؟" قالوا: صدق الله ورسوله، قال: "ألم تكونوا ضلالاً فهداكم الله؟" قالوا: صدق الله ورسوله، قال: "ألم تكونوا فقراء فأغناكم الله؟" قالوا: صدق الله ورسوله، ثم قال: "ألا تجيبونني؟ ألا تقولون: أتيتنا طريداً فآويناك؟ وأتيتنا خائفاً فآمناك؟ ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبقر وتذهبون برسول الله صلى الله عليه و سلم فتدخلونه بيوتكم؟ لو أن الناس سلكوا وادياً أو شعبة وسلكتم واديا أو شعبة سلكت واديكم أو شعبتكم. لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، وإنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض".

    وعليه: فإن استعمال هذه اللفظة واردة في الحديث النبوي وقد نطق بها خير البشر صلى الله عليه وسلم؛ لكن إذا كان عرف بلدٍ ما يحملها على معنى غير صحيح فما ينبغي استعمالها لا كتابة ولا نطقاً، مثلها في ذلك لفظة هلك التي استعملها القرآن في حق نبي من الأنبياء كما قال سبحانه: {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولاً}، وقد استقر عرف الناس على استعمالها في حق من مات على الكفر أو كان مشهوراً بالفسق ونحو ذلك، والله المستعان.
    http://ar.islamway.net/fatwa/36895

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل يصح وصف النبي بالطريد؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال بعضهم في مدح النبي صلى الله عليه وسلم :

    يا طريدا مليء الدنيا اسمُهُ ***** وغدا لحنا على كلِّ الشفا

    وغـدتْ سيرتُهُ أنشودةً ***** يتلقـاها رواةٌ عن رواة

    إذا سمع صغار الوعاظ من الشباب هذين البيتين طربوا لها وأعجبوا بها وجعلوا يتحفظونها ؛ لتكون مادةً لهم في الوعظ والإرشاد في المساجد , ولا سيما مع حملة المقاطعة التي هدأت هذه الأيام ورجع الناس إلى (( شراب السن توب )) ! وأجبان (( بوك )) ! وألبان الدنمارك !

    والمقصود أن البيتين المذكورين لا ينبغي حفظهما ولا ذكرهما في مجالس الوعظ والتذكير لما فيهما من أغلاط ،

    وإليك أخي القارئ التنبيه على اثنين منها :

    الأول : أن علماء البلاغة يقولون في تعريفها : هي استعمال اللفظ الشريف في المعنى الشريف . فهل هذا الأصل موجود في هذين البيتين السابقين ؟

    أما من جهة المعنى فلا شك ولا ريب أن مدح النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم المعاني وأكبر المقاصد وأشرف الغايات . وعليه فلا بد للشاعر إن أراد ولوج هذا الباب أن ينتقي ويتخير أشرف الألفاظ وأجزلها . بيد أن صاحب البيتين السابقين لم يحقق هذا , ولم يلتزم به , حيث استعمل ألفاظاً ليست مناسبة للمقام , مثل عبارات : (( لحن )) و (( شفاه )) و (( انشودة )) فهذه من الألفاظ الرخوة التي لا تصلح إلا في الأغاني وأمثالها من أناشيد الأطفال (!)

    لقد هبط الشاعر هبوطاً مزرياً في استعماله هذه الألفاظ الناعمة وهو يوجه الخطاب إلى أعظم إنسان مشى على وجه الأرض . فقارن أخي بين البيتين المذكورين وبيتين آخرين لشاعر فحل من شعراء الجاهلية والإسلام وهو يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم لترى البون الشاسع والفرق الكبير بين النعومة العصرية , والفخامة الأدبية مع الجزالة اللغوية عند القدماء .

    يقول كعب بن زهير مادحاً رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    ُتحدى به الناقةُ الأدماءُ مُعْتَجِراً **** لِلْبُرْدِ كالبَدْرِ جُلِّى ليلةَ الظُّلَمِ


    ففي عِطَافيه أو أثنـاءِ بُرْدَته **** ما يَعْلَمُ اللهُ مِن دِينٍ ومِن كَرَمِ

    فمن أراد أن يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم فليمدحه بمثل هذا أو ليسكت .
    الغلط الثاني : قول صاحب البيتين وهو يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم : يا طريداً ...
    فيقال له : النبي صلى الله عليه وسلم ليس طريداً وحاشاه من ذلك بل هو مهاجر إلى الله كما هاجر إبراهيم عليه السلام . وليس من الأدب مع رسول الله أن يقال له : يا طريداً ! فإن قيل : هذا من المدح الذي يشبه الذم .

    قيل : ينبغي صيانة الجانب النبوي من هذه الألفاظ المحتملة إن صح جعل ذلك من باب المدح بما يشبه الذم . ثم إن العامة لا يفهمون من وصف (( الطريد )) إلا الضعف والذم والانهزام . ولم تكن واحدة من هذه في نبي من الأنبياء فضلاً عن أعظمهم وأكرمهم وأشجعهم عليه الصلاة والسلام . فنصيحتي أولاً لصاحب البيتين المذكورين أن يضرب عليهما ويرفعهما من ديوانه , وإن أراد النظم في هذا الباب فعليه بالألفاظ الجزلة والمعاني الفخمة المناسبة لمقام النبوة . ونصيحتي للشباب أن يتخيروا الطيب الصالح من الكلام وألا يكونوا ( ومعذرةً عن هذا الوصف ) كالببغاوات يرددون كلاماً لا يدركون ما فيه من الأخطاء والهفوات . فهذا ما أردت بيانه , وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب 0

    حرر فى يوم الجمعة 20/5/1427 هـ
    http://www.abumalik.net/play.php?catsmktba=254

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •