بسم الله الحي القيوم الرحمن الرحيم الذي لم يتخذ ولداً ولم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، والصلاة والسلام على البشير النذير ،داعي الأمة الى الخيرية والصراط المستقيم وداعيها الى الإحسان والجود والخير والكرم والأخلاق قبل ان ينعق الغرب علينا بما يراه بذوقه أخلاق ! ، أما بعد :

فقد رأيت أشياء كثيرة أدهشتني في الأيام الماضية ! ، منها : قول أحدهم ! :
* أهل السنة خوارج عند المرجئة ؛ ومرجئة عند الخوارج !!!
* أهل السنة غلاة تجريح عند المميعة ؛ وجفاة تجريح وتعديل عند الحدادية !!!

أهل السنة وسط بفضل الله بين المرجئة والخوارج وبين المميعة والغلاة .،

فالحمد لله أن جعلنا من اهل السنة على منهاج النبوة .




يعني بالمميعة هم كبار مشايخ الأئمة الآن !، وآخر يتوسع أوسع من ذلك فيقول ما مفاده :

نحن وسط بين الخوارج التكفيريون وبين المميعة المرجئة .ا.هــ

ويعني بالمرجئة ها هنا بعض المشايخ على الساحة لأنهم ليسوا على مذهبه في بعض مسائل الجهاد ! ويخالفونه في بعض العمليات التي تتم باسم الجهاد !....

والآخر يقول بتوسع أكثر وأكثر بما مفاده :
نحن وسط بين السلفيون المتشددون ! وبين الصوفية المميعون: نحن التنويريون العقليون !!!!...

والآخر يقول ما مفاده بتوسع اكثر وأكثر ما مفاده :

نحن شيعة أهل البيت ! : وسط بين النواصب وغيرهم ونحن الفرقة الناجية !!!


والآخر يقول ما مفاده بتوسع أكثر الى الملل ! :

نحن وسط بين النصرانية واليهودية ووسط بين الاسلام وغيره نحن وسط بين المعتقدات ونحن نمثل النظرة الاعتدالية للأديان-1- !!!! وهذه نظرة الاتجاهات العلمانية والليبرالية الواضحة المعتقدة لذلك بغض النظر عن بعض التنظيرات لبعض القلة منهم التي لاتعرف الليبرالية وتقول بها وهي لاتفهم محتواها اصلاً !!!...وقد يقول ما نقلت بعض الملاحدة ايضاً ! ....


والخلاصة أن كلاً يدعي وصلا بالحق ! .....

نحن يا من تريد الحق لا يعنينا أقوالهم !....
كثير هم من يقولون نحن على معتقد الفرقة الناجية الآن ! ، ويأصلون لذلك ! ....

بعض المنتسبين اليوم الى علم الجرح والتعديل يقولونها تارة ! وبعض الغلاة في اطلاق حكم التكفير يقولونها تارة والاثنين متحدين على أنهم قلة من البشر الطائفة المنصورة وبما أن أهل الايمان يكونون قلة أحياناً إذن فهم أهل الايمان الآن على الأرض !!!...

لاتهتم بذلك ! ولا تنظر اليه اصلاً ! بل ما يهمك فقط هو النظرة العلمية الاكاديمية الموضوعية لطلب الحق وقبل ذلك الأخلاص !! فالهداية نعمة وتوفيق من الله جل وعلا ، ييسر الله على قلب العبد المتاعب والصعوبات ليصبح في نعيم لو علمه أهل الحكم والإمارة لجالدوه عليه بالسياط !...


ولما تأملت في واسطية شيخ الاسلام ابن تيمية وجدت لمحة عجيبة أعجبتني في فكر هذا العلامة رحمه الله ،وهي أنه قد بدأ كتاب العقيدة الواسطية بــ الادلة على معتقده ونقل الأدلة من القرآن والسنة على هذه العقيدة! ثم بدأ يذكر وسطية الأمة بين الأمم وهذا فقه عجيب تأملته في كلامه رحمه الله ....

فأنت ياطالب الحق إن كنت طالب للحق فعلاً فلا تشغل نفسك بما يقوله أي أحد اليوم من أنه من الفرقة الناجية أو الطائفة المنصورة ! بل أولاً قل له ما دليلك ؟! ما هي أدلتك على ما تقول !؟ ما هو الدليل على عقيدتك من الكتاب والسنة !؟ تحلى بهذا الطلب بموضوعية ولا تخجل أن تطلب الحق بإنصاف لابهوى ،ومع طلبك للحق فأنظر كيف عامل أهل الحق من أخطأ في تلك المسائل والنوازل لتعلم انصافهم وتعلم طريقتهم في انصاف من يستحق الأنصاف ! : فلا يعرف الفضل لأهل الفضل الا أهل الفضل !....

فلا تنخدع بما يقوله شيخ معين بتوقع معين !، فيحدث في المستقبل فتطير بها على أن الشيخ على الحق في كل شىء ! ، فهذا منهج عاطفي- ولا أحد على الحق في كل شىء الا من عصمه الله - ! : لست أنا أخذ به بل ! أعتقد بالدليل وبالحق الذي عليه الدليل ، فإذا ظهر ان هناك سوء فهم منك للدليل فتراجع عن ذلك بدليل مثله قوي !!! بعد الدعاء والاستغاثة بالله تعالى وكأنك تغرق في بحر وما تجد الا الدعاء أمامك ! وكأنك لايلهيك في تلك اللحظة شىء عن الدعاء لاتفكير ولا العاب العابث بيديه ! : بل أنشغل بالدعاء ومن يقرأ الداء والدواء للعلامة ابن القيم يتلمس شىء من ذلك العلم النافع عن الدعاء ...

إذن أتفقنا على أنك لاتخدع بالدعاوي بل قبل كل شىء قل له : دليلك !؟ فإن وافق الكتاب والسنة فبها ونعمة ! وإن خالفته فرد عليه خطأه وانظر في الانصاف مع مقامه وعلمه إن كان ممن يستحق لمقامه العالي الأنصاف ! ....ومثل ما أقصد بالدعاوى فعل بعض السحرة اليوم أو بالأمس القديم وقد روي أنها حدثت ! : من قتل الانسان وإعادته للحياة مرة ثانية زعموا ؟! ولو أفترضنا أن انساناً لا علم لديه فقد يقع في الظن والشك ولو كلف نفسه وقال للساحر سأقتلك أنت وأعد إحياء نفسك لفر منه هارباً لأنه سيبطل سحره ! ، وظنون الملاحدة وتشكياكتهم كذلك التي تقوم على الظن والتشكيك ، كغاسل يديه - بالصابونة- المنظف فتفاجىء بالوسواس القهري بأنها قد تكون متنجسة وأنت لاتدري وعليه فالحياة كلها نجسة بهذا الشك والدنيا كلها قد تكون ملوثة منجسة وهو لايدري !! بل قد يكون جسده كله متنجس ! ...هذا الوسواس القهري مجرد شك وظن ودعاوى قائمة على الباطل !! لا أساس لها ولا ينظر اليها ! : قل لأبليس : دليلك ؟! !

وعليك بالقراءة ثم القراءة وقل ثم القراءة إن شئت للصباح فقد وجدت كنوز الكتب كنوز عجيبة أغنتني عن أمور كثيرة يعتقد المرأ ان مشكلته لم يتكلم فيها أحد سبقه من المنظرين ! وتجد الكلام مسطور والحل منشور من عشرين سنة ويزيد ! فعليك بالقراءة يا طالب الحق ولا تستصعب الطريق وان كان يبدو طويلاً ولكن آخره شهد وعسل بإذن الله ....


إنك ياطالب الحق تواجه اليوم محن عصيبة وهذه خلاصة تجربتي التي مع الايام فيها أكتسب علماً جديداً لم أكن أعرفه من قبل ! ، ولذلك وضعتها أمامك بتأملات في كلام شيخ الإسلام العلامة ابن تيمية رحمه الله والقارىء للواسطية يعلم ما قلت ! ويعلم أنه أقام الحجة أولاً ثم سرد أدلته على وسطية الأمة ! : فالوسطية التي أخبرنا عنها الدليل لن نبحث عنها بأهوائنا ! وإنما بالدليل ايضاً !!! ....واليك كلمات نافعة لشيخ الاسلام ابن القيم رحمه الله :
وَكَثِيرًا مَا تَجِدُ أَدْعِيَةً دَعَا بِهَا قَوْمٌ فَاسْتُجِيبَ لَهُمْ، فَيَكُونُ قَدِ اقْتَرَنَ بِالدُّعَاءِ ضَرُورَةُ صَاحِبِهِ وَإِقْبَالُهُ عَلَى اللَّهِ، أَوْ حَسَنَةٌ تَقَدَّمَتْ مِنْهُ جَعَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ إِجَابَةَ دَعْوَتِهِ شُكْرًا لِحَسَنَتِهِ، أَوْ صَادَفَ وَقْتَ إِجَابَةٍ، وَنَحْوُ ذَلِكَ، فَأُجِيبَتْ دَعْوَتُهُ، فَيَظُنُّ الظَّانُّ أَنَّ السِّرَّ فِي لَفْظِ ذَلِكَ الدُّعَاءِ فَيَأْخُذُهُ مُجَرَّدًا عَنْ تِلْكَ الْأُمُورِ الَّتِي قَارَنَتْهُ مِنْ ذَلِكَ الدَّاعِي، وَهَذَا كَمَا إِذَا اسْتَعْمَلَ رَجُلٌ دَوَاءً نَافِعًا فِي الْوَقْتِ الَّذِي يَنْبَغِي اسْتِعْمَالُهُ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يَنْبَغِي، فَانْتَفَعَ بِهِ، فَظَنَّ غَيْرُهُ أَنَّ اسْتِعْمَالَ هَذَا الدَّوَاءِ بِمُجَرَّدِهِ كَافٍ فِي حُصُولِ الْمَطْلُوبِ، كَانَ غَالِطًا، وَهَذَا مَوْضِعٌ يَغْلَطُ فِيهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ.
وَمِنْ هَذَا قَدْ يَتَّفِقُ دُعَاؤُهُ بِاضْطِرَارٍ عِنْدَ قَبْرٍ فَيُجَابُ، فَيَظُنُّ الْجَاهِلُ أَنَّ السِّرَّ لِلْقَبْرِ، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ السِّرَّ لِلِاضْطِرَارِ وَصِدْقِ اللُّجْأِ إِلَى اللَّهِ، فَإِذَا حَصَلَ ذَلِكَ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ، كَانَ أَفْضَلَ وَأَحَبَّ إِلَى اللَّهِ.


الداء والدواء\ للعلامة ابن القيم رحمه الله
انتهى .
والحمد لله رب العالمين ..

-------------------------
مواضيع مهمة ذات صلة بالموضوع هذا :

التفكير بعقل الكافر
1-
http://www.tafsir.net/vb/tafsir34990/
موضوع لي عن البشرية والاتحاد كتبته قديماً
http://www.eltwhed.com/vb/showthread...D3%C7%E4%ED%E5

وتأملت في الشبهات لي أيضاً رداً على كلام أحد الأخوات :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread...4%C8%E5%C7%CA-!!