إشكالية إقامة الحجة وأثر ذلك على التبديع
كتبه/ أبو عاصم البركاتي
يظن بعض الدعاة وطلبة العلم أنه بتلاوة بعض النصوص القرآنية والآثار النبوية على بعض المخالفين يكفي لإقامة الحجة عليهم؛ ثم يبني على ذلك حكمه بالتبديع ثم التحذير وهلم جرا مما هو معروف.
ولا يدري هؤلاء أن مخالفيهم قد يكونوا أحفظ للنصوص منهم ؛ وأذكر لها في مواطن الاستشهاد.
فمن أين يأتي الإشكال؟ الجواب على ذلك بأمور:
أولًا: الاختلاف حول ثبوت النص أو الدليل. فمن يثبته يقول بدلالته ومن ينكر ثبوته يرد دلالته.
ثانيًا: الإشكال قد يكون في فهم النص ودلالته؛ فهناك قطعي الدلالة وظني الدلالة ؛ وهذا وارد .
ثالثًا: التفريق بين الحكم والفتوى؛ فالمخالف يتفق معك في الحكم وقد يخالف في الفتوى لاعتبارات؛ كالضرورة ؛ وفقه الواقع ونحوه.
رابعاً: قد يكون في تنزيل النص على الواقع فما يراه البعض خروجا على الحاكم يراه بعضهم ليس كذلك؛ ومن ذلك نقد الحكام على المنابر المختلفة في المساجد أو في الإعلام. وقد وقع من بعض السلف انتقاد الحكام على الملأ.
خامسًا: قد ينبني الإشكال على إشكال سابق.
من ذلك: الاختلاف في كفر من يقنن القوانين والأحكام المخالفة لحكم الله تعالى. ينبني عليه الاختلاف في الخروج عليه من عدمه.
سادسًا: تقييد النص بقيود شرعية ؛ قد يؤدي الفهم فيها الى الخلاف ؛ من ذلك رواية " لا ما صلوا " ؛ ورواية " يقودكم بكتاب الله".
سابعًا: قد يأتي الإشكال من الاختلاف حول علة الأحكام ومناطاتها؛ فما يراه بعضهم علة يتبعها حكم ؛ لا يوافقه الآخرون عليه.
ثامنًا: قد يأتي الإشكال في موانع الأحكام أو أسبابها أو شروطها فما يراه بعضهم شرطًا أو سببًا أو مانعًا قد يختلف مع الآخرون في ذلك.
من ذلك أسباب عزل الحاكم الظالم الجائر؛ وشروطه وموانعه.
تاسعًا: التوسع في العمل على جلب المصالح ودرء المفاسد؛ أو تغليب خير الخيرين ودفع شر الشرين.
من ذلك فتوى إقامة الأحزاب السياسية؛ أو المشاركة في صياغة الدستور أو الاستفتاء عليه.
عاشراً: تبرير الوسائل الخاطئة لحسن الغاية المتوقعة (الغاية تبرر الوسيلة) بمعنى أن المخالف معترف بإقامة الحجة ومقر بالدليل ودلالته ولكنه يخالف بهذا المبدأ. وأغلب أهل الهوى على هذا المبدأ.
حادي عشر: اختلاف الأصول بين الناس؛ فأصول السلفي السني غير أصول البدعي الغوي ؛ ولهذا كان الشيخ الألباني رحمه الله إذا ناقش وناظر مبتدعا يرده أولا إلى أصول الكتاب والسنة.
--- - وللعلم بعض الإشكالات لا أوافق عليها وهي مهدرة حسب اجتهادي ولكن من الإنصاف مناقشتها ----
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد
http://elbarakati.com/play-388.html