تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: قصة عجيبة في العذر بالجهل

  1. #1

    افتراضي قصة عجيبة في العذر بالجهل

    بسم الله الرحمن الرحيم

    قال الإمام الشافعي رحمه الله في " اختلاف الحديث " وفي " مسنده " : أخبرنا مسلم بن خالد ، عن ابن جريج ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن يحيى بن حاطب حدثه قال : توفي حاطب فأعتق من صلى من رقيقه وصام ، وكانت له أمة نوبية قد صلت وصامت ، وهي أعجمية لم تفقه ، فلم ترعه إلا بحملها ، وكانت ثيبا ، فذهب إلى عمر فحدثه ، فقال له عمر : لأنت الرجل الذي لا يأتي بخير ، فأفزعه ذلك ، فأرسل إليها عمر فقال : أحبلت ؟ فقالت : نعم ، من مر عرس بدرهمين ، فإذا هي تسهل بذلك ولا تكتمه ، قال : وصادف عليا وعثمان وعبد الرحمن بن عوف ، فقال : أشيروا علي ، قال : وكان عثمان جالسا فاضطجع ، فقال علي وعبد الرحمن : قد وقع عليها الحد ، فقال : أشر علي يا عثمان ، فقال : قد أشار عليك أخواك ، فقال : أشر علي أنت ، قال : أراها تسهل به ، كأنها لا تعلمه ، وليس الحد إلا على من علمه ، فقال عمر : صدقت صدقت ، والذي نفسي بيده ما الحد إلا على من علمه ، فجلدها عمر مائة ، وغربها عاما .

    وأخرجها البيهقي في"معرفة السنن الآثار" (12/326) وفي " السنن الكبرى " ( 8/415) فقال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي،- وفي معرفة الآثار" وأبو زكريا- ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ الربيع بن سليمان، أنبأ الشافعي... به
    وأخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" فقال: أنا القاضي أبو بكر الحيري ، نا محمد بن يعقوب الأصم ، أنا الربيع بن سليمان ، أنا الشافعي .. به
    وأخرجه أيضا أبو زيد عمر بن شبه النميري البصري في" تاريخ المدينة" ( 3/ 851 ط دار الفكر) من طريقين الأول قال: حدثنا سريج بن النعمان ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن عروة ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، قال : توفي حاطب وأعتق كل من صام وصلى من رقيقه ، وكانت فيهم امرأة سوداء لم تفقه ، فلم يرعه إلا حملها ، فجاء عبد الرحمن إلى عمر رضي الله عنه فزعا فأخبره ،
    فقال : لأنت الرجل لا تأتي بخير ، وأفزعه ذلك ، فسأل الجارية : ممن حملك ؟ فقالت : من مرعوش بدرهمين تستهل به فصادف ذلك عنده عثمان وعليا وعبد الرحمن بن عوف ، فقال : أشيروا علي ، فقال عبد الرحمن وعلي رضي الله عنهما : قد وجب عليهما الرجم فقال : أشر علي يا عثمان ، فقال : قد أشار عليك أخواك ، قال : وأنت فأشر ، فقال : أراها تستهل به كأنها لا تعلمه ، وإنما الحد على من علمه ، فجلدها مائة وغربها ، وقال : صدقت ، والذي نفسي بيده ما الحد إلا على من علمه.
    وهذا سند صحيح .
    والثاني : حدثنا هارون بن معروف قال، حدثنا محمد بن سلمة قال،أنبأنا محمد بن إسحق، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه .. به
    وهذا السند صحيح أيضاً ومحمد بن اسحاق هو صاحب المغازي وهو مدلس وقد عنعن إلا أنه تابعه عروة .
    فقه الأثر:
    قال الشافعي : فخالف عليا وعبد الرحمن ، فلم يحدها حدها عندهما ، وهو الرجم ، وخالف عثمان أن لا يحدها بحال ، وجلدها مائة وغربها عاما ، فلم يرو عن أحد منهم من خلافه بعد حده إياها حرف ، ولم يعلم خلافهم له إلا بقولهم المتقدم قبل فعله . قال : وقال بعض من يقول ما لا ينبغي له إذ قيل : حد عمر مولاة حاطب كذا : لم يكن ليجلدها إلا بإجماع أصحاب رسول الله ، جهالة بالعلم ، وجرأة على قول ما لا يعلم ، ومن اجترأ على أن يقول : إن قول رجل أو عمله في خاص من الأحكام ، ما لم يحك عنه وعنهم ، قال عندنا ما لم يعلم .اهــ
    وقال الإمام البيهقي في" السنن الكبرى" :- كان حدها الرجم فكأنه رضى الله عنه درأ عنها حدها للشبهة بالجهالة وجلدها وغربها تعزيرا والله أعلم.اهـ
    ويظهر من هذه القصة أن العذر بالجهل يكون في الأمور الظاهرة المتواترة إذا كان المرأ من يجهل مثله في هذه الأمور( لم تفقه ) ولا يكون صاحبها كافراً إلا بعد البيان المزيل للجهل المقيم للحجة
    ثم كيف عذر لهذه المرأة مع أنها كانت في أوساط الصحابة في حين كان العلم فاشياً في هذا الوقت ؟؟!!
    وأترك الجواب لإخوة المشاركين





  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    37

    افتراضي رد: قصة عجيبة في العذر بالجهل

    و الله تعالى أعلم أنه درأ للحد بالشبهات وهو عدم علمها بالعقوبة لا بالحرمة وهذه فيها نوع شبهة

  3. #3

    افتراضي رد: قصة عجيبة في العذر بالجهل

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصور مشاهدة المشاركة
    و الله تعالى أعلم أنه درأ للحد بالشبهات وهو عدم علمها بالعقوبة لا بالحرمة وهذه فيها نوع شبهة
    جزاك الله خيراً وهذا التأويل وجيه إلا أنه يناقضه بما ورد من أنها كانت (مستهلة بفعلها ، كأنها لا ترى به بأسا )

  4. #4

    افتراضي رد: قصة عجيبة في العذر بالجهل

    والأثر عن عبد الرحمن بن حاطب له اسنادان عن عروة وعن محمد بن إسحق
    أولا اسناد عروة
    أخرجه الشافعي في " اختلاف الحديث " وفي " مسنده " : أخبرنا مسلم بن خالد ، عن ابن جريج ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه
    وأخرجه البيهقي والخطيب من طريق الشافعي قال البيهقي في"معرفة السنن الآثار" (12/326) وفي " السنن الكبرى " ( 8/415) فقال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي،( وفي معرفة الآثار" وأبو زكريا) ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ الربيع بن سليمان، أنبأ الشافعي... به
    وقال الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (2/72): أنا القاضي أبو بكر الحيري ، نا محمد بن يعقوب الأصم ، أنا الربيع بن سليمان ، أنا الشافعي .. به
    ورجال هذا الاسناد كلهم ثقات الإ مسلم بن خالد فقد وثقه بعض أهل العلم وضعفه آخرون
    إلا أنه تابعه عبد الرزاق في المصنف باسناد كالشمس فقد أخرجه(7/403-404الرقم:13644 في" باب لا حد إلا على من علمه" )من طريقين عن بن جريج وعن معمر كلاهما قال أخبرني هشام بن عروة عن أبيه ..
    وأخرجه أيضا أبو زيد عمر بن شبه النميري البصري في" تاريخ المدينة" ( 3/ 851 ط دار الفكر) قال: حدثنا سريج بن النعمان ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن عروة ،... به واسناده صحيح
    * سند محمد بن إسحاق
    أخرجه وأخرجه أيضا أبو زيد عمر بن شبه النميري البصري فقال :حدثنا هارون بن معروف قال، حدثنا محمد بن سلمة قال أنبأنا محمد بن إسحق.. به
    وهذا السند صحيح أيضاً ومحمد بن اسحاق هو صاحب المغازي وهو مدلس وقد عنعن إلا أنه تابعه عروة .
    وعلقه البخاري في(الفتح ج13/186في" باب ترجمة الحكام )
    فقال :وقال عمر وعنده علي وعبد الرحمن وعثمان ماذا تقول هذه قال عبد الرحمن بن حاطب فقلت تخبرك بصاحبها الذي صنع بها .اهـ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: قصة عجيبة في العذر بالجهل

    جزاكم الله خيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •