تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: في باب قول الله تعالى:{ أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ...

  1. #1

    افتراضي في باب قول الله تعالى:{ أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ...


    في:
    باب

    قول الله تعالى:{ أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ }.

    ذكر الشيخ محمد عبد الوهاب _رحمه الله تعالى_ عن أنس - رضي الله عنه – قال:" شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وكسرت رباعيته ، فقال: كيف يفلح قوم شجوا نبيهم " فنزلت { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ } [ آل عمران : 128 ] .

    فما علاقة هذا الحديث بالباب ؟




    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  2. #2

    افتراضي رد: في باب قول الله تعالى:{ أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ

    قال العلامة ابن عثيمين _رحمه الله تعالى-:قوله:{ الأمر } أي: الشأن، والمراد: شأن الخلق، فشأن الخلق إلى خالقهم، حتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس له فيهم شيء.
    ففي الآية خطاب للرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد شج وجهه، وكسرت رباعيته، ومع ذلك ما عذره الله - سبحانه - في كلمة واحدة: "كيف يفلح قوم شجوا نبيهم؟"، فإذا كان الأمر كذلك، فما بالك بمن سواه؟
    فليس لهم من الأمر شيء، كالأصنام، والأوثان، والأولياء، والأنبياء، فالأمر كله لله وحده، كما أنه الخالق وحده، والحمد لله الذي لم يجعل أمرنا إلى أحد سواه، لأن المخلوق لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، فكيف يملك لغيره؟*
    ونستفيد من هذا الحديث أنه يجب الحذر من إطلاق اللسان فيما إذا رأى الإنسان مبتلى بالمعاصي، فلا نستبعد رحمة الله منه، فإن الله تعالى قد يتوب عليه.
    فهؤلاء الذين شجوا نبيهم لما استبعد النبي - صلى الله عليه وسلم - فلاحهم، قيل له:{ ليس لك من الأمر شيء }.



    ينظرالقول المفيد على كتاب التوحيد:(ج1_ص290).

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  3. #3

    افتراضي رد: في باب قول الله تعالى:{ أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ

    وقال العلامة صالح آل الشيخ _حفظه الله تعالى_:" فهذا الباب فيه بيان أن الذي يخلق هو الله وحده ، والذي يرزق هو الله وحده ، والذي يملك هو الله وحده ، وأن غير الله - جل وعلا - ليس له نصيب من الخلق ، وليس له نصيب من الرزق ، وليس له نصيب من الإحياء ، وليس له نصيب من الإماتة ، وليس له نصيب من الأمر ، وليس له ملك حقيقي في أمر من الأمور حتى أعلى الخلق مقاما ، وهو النبي - عليه الصلاة والسلام - قال له الله جل وعلا : { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ } [ آل عمران : 128 ].


    يعني : لست مالكا لشيء من الأمر ، وليس من الأمر شيء تملكه ، فـ ( اللام ) هنا لام الملك .


    فمن الذي يملك إذا ؟ ! الذي يملك هو : الله جل وعلا . فإذا كان النبي - عليه الصلاة والسلام - ينفى عنه ذلك الأمر فإنه منفي عمن هو دونه من باب أولى.


    والمتوجهون إلى أصحاب القبور أو إلى الصالحين والأولياء والأنبياء يعتقدون بأن هؤلاء المتوجه إليهم يملكون شيئا من الرزق ، أو التوسط أو الشفاعة بدون إذن الله - جل وعلا - ومشيئته فهذا الباب - إذا - هو أحد الأبواب التي فيها البرهان على استحقاق الله للعبادة وحده دون ما سواه .


    وهذه الأحاديث تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك شيئا من ملكوت الله . وهو عليه الصلاة والسلام قد بلغ ذلك وبينه ، فمن هم دونه عليه الصلاة والسلام منفي عنه هذا الأمر من باب أولى ، فالملائكة ، والأنبياء والصالحون من أتباع الرسل وأتباعه عليه الصلاة والسلام : أولى بأن ينفى عنهم ذلك ، فإذا كان كذلك بطلت كل التوجهات إلى غير الله - جل وعلا - ووجب أن يتوجه بالعبادات ، وأنواع التوجهات من : دعاء واستغاثة ، واستعاذة ، وذبح ، ونذر ، وغير ذلك : إلى الحق -جل وعلا - وحده دون ما سواه .



    ينظرالتمهيد لشرح كتاب التوحيد (ص190و ص197).

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  4. #4

    افتراضي رد: في باب قول الله تعالى:{ أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الحارث باسم خلف مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم -أخي الفاضل- على هذه المشاركة القيمة...
    جاء في كتاب الوحيد:
    (باب قول الله تعالى: (أيشركون ما لا يخلق شيئًا وهم يخلقون. ولا يستطيعون لهم نصرًا) الآية. وقوله: (والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير) الآية.
    وفي (الصحيح) عن أنس قال: شُجّ النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد وكسرت رباعيته، فقال: (كيف يفلح قوم شَجُّوا نبيهم)؟ فنزلت:( ليس لك من الأمر شيء )، وفيه عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر:(اللهم العن فلانًا وفلانًا) بعدما يقول: (سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمــد) فأنزل الله تعالى: ( ليس لك من الأمر شيء ) الآية، وفي رواية: يدعو على صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام، فنزلت (ليس لك من الأمر شيء).
    وفيه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين أنزل عليه (وأنذر عشيرتك الأقربين) قال: (يا معشر قريش ـ أو كلمة نحوها ـ اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئًا، يا صفية عمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا أغني عنك من الله شيئًا، ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئًا)).

    وذكر –رحمه الله- من المسائل المستفادة:
    الثالثة عشرة: قوله للأبعد والأقرب:(لا أغني عنك من الله شيئًا) حتى قال: (يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئًا)، فإذا صرّح -صلى الله عليه وسلم- وهو سيد المرسلين بأنه لا يغني شيئًا عن سيدة نساء العالمين، وآمن الإنسان أنه -صلى الله عليه وسلم- لا يقول إلا الحق، ثم نظر فيما وقع في قلوب خواص الناس الآن ـ تبين له التوحيد وغربة الدين).

    وفي (قرة عيون الموحدين):(والمق ود أن الذي له الأمر كله والملك كله لا يستحق غيره شيئا من العبادة، ولهذا المعنى قال لنبيه -صلي الله عليه وسلم-:(إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين َ ).
    فالذي قال الله تعالى في حقه –صلوات الله وسلامه عليه-:(ليس لك من الأمر شيء) وهو خيرة الله من خلقه، ما زال يدعو الناس أن يخلصوا العبادة للذي له الأمر كله وهو الله تعالى، فهذا دينه -صلى الله عليه وسلم- الذي بعث به وأمر أن يبلغه أمته ويدعوهم إليه، كما تقدم في باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله.
    فإياك أن تتبع سبيلا غير سبيل المؤمنين الذي شرعه الله ورسوله لهم وخصهم به.)

    وقال الشيخ سليمان بن عبد الله في (تيسير العزيز الحميد):
    (المراد من هذه الترجمة بيان حال المدعوين من دون الله أنهم لا ينفعون ولا يضرون، وسواء في ذلك الملائكة والأنبياء والصالحون والأصنام، فكل من دُعي من دون الله فهذه حاله، كما قال تعالى:(يا أيها الناس ضُرِب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز)، ويكفيك في ذلك قوله تعالى لأكرم الخلق:(قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا. قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا. إلا بلاغا من الله ورسالاته) وقال:(قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون) وقال:(واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا.)
    ثم قال –في قوله تعالى-:(ليس لك من الأمر شيء):

    (إنما دعا عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأنهم رؤساء المشركين يوم أحد والسبب في تلك الأفاعيل التي جرت على سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم- هم وأبو سفيان، ومع ذلك فما استجيب له فيهم، بل أنزل الله عليه (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) فتاب الله عليهم وآمنوا مع أنهم فعلوا أشياء لم يفعلها أكثر الكفار، منها غزوهم نبيهم -صلى الله عليه وسلم- في بلاده وشجهم له وكسر رباعيته وقتلهم بني عمهم المؤمنين وقتلهم الأنصار والتمثيل بقتلى المسلمين وإعلانهم بشركهم وكفرهم، ومع هذا كله لم يقدر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يدفعهم عن نفسه ولا عن أصحابه- كما قال تعالى:(قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا. قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا. إلا بلاغا من الله ورسالاته) بل لجأ -صلى الله عليه وسلم- إلى ربه المالك القادر على النفع والضر وإهلاكهم ودعا عليهم -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة المكتوبة جهرا، وخَلْفه ساداتُ الأولياء يُؤَمِّنون على دعائه، ومع هذا كله ما استجاب الله له فيهم، بل تاب عليهم وآمنوا، فلو كان عنده -صلى الله عليه وسلم- من النفع والضر شيء لكان يفعل بهم ما يستحقونه على هذه الأفعال العظيمة، ولكن الأمر كما قال تعالى:(هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب) فأين هذا مما يعتقده عُبَّاد القبور في الأولياء والصالحين بل في الطواغيت الذين يسمونهم المجاذيب والفقراء أنهم ينفعون من دعاهم وينصرون من لاذ بحماهم ويدعونهم برا وبحرا في غيبتهم وحضرتهم؟!)

    وفي تعليقه على حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أعلاه، يقول -رحمه الله-:(ودَفَع بقوله: لا أغني عنكم من الله شيئا، ما عساه أن يتوهم بعضهم أنه يغني عنهم من الله شيئا بشفاعته، فإذا كان لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا يدفع عن نفسه عذاب ربه لو عصاه -كما قال تعالى:(قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم)- فكيف يملك لغيره نفعا أو ضرا أو يدفع عنه عذاب الله؟!....
    فبيّن-صلى الله عليه وسلم- أنه لا ينجيهم من عذاب الله ولا يدخلهم الجنة ولا يقربهم إلى الله، وإنما الذي يُقَرب إلى الله ويدخل الجنة وينجي من النار برحمة الله هو طاعة الله، .... فإذا صرَّح -وهو سيد المرسلين- لأقاربه المؤمنين وغيرهم -خصوصًا سيدة نساء العالمين وعمّه وعمته-، وآمنَ الإنسانُ أنه لا يقول إلا الحق، ثم نظر إلى ما وقع في قلوب كثير من الناس من الاعتقاد فيه وفي غيره من الأنبياء والصالحين أنهم ينفعون ويضرون ويُغْنون من عذاب الله، حتى يقول صاحب البردة:
    فإن مِن جودك الدنيا وضرتها... ومن علومك علم اللوح والقلم!
    تبين له التوحيد وعرف غربة الدين، فأين هذا من قولِ صاحب البردة والبرعي وأضرابهما من المادحين له -صلى الله عليه وسلم- بما هو يتبرأ منه ليلا ونهارا ويبين اختصاصه بالخالق -تعالى وتقدس- كما قال تعالى:(قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون) (فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون. كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون).
    تالله لقد تاهت عقولٌ تركت كلام ربها وكلام نبيها لوساوس صَدْرها وما ألقاه الشيطان في نفوسها، ومن العجب أن اللعين كادهم مكيدة أدرك بها مأموله، فأظهر لهم هذا الشرك في صورة محبته -صلى الله عليه وسلم- وتعظيمه ومحبة الصالحين وتعظيمهم، ولعمر الله إنّ تبرئتهم من هذا التعظيم والمحبة هو التعظيم لهم والمحبة، وهوالواجب المتعين.
    وأظهر لهم التوحيد والإخلاص في صورة بغض النبي -صلى الله عليه وسلم- وبُغض الصالحين والتنقص بهم وما شعروا أنهم تنقصوا الخالق -سبحانه وتعالى- وبخسوه حقه وتنقصوا النبي -صلى الله عليه وسلم- والصالحين بذلك.

    أما تنقصهم للخالق تعالى فلأنهم جعلوا المخلوق العاجز مثل الرب القادر في القدرة على النفع والضر، وأما بخسهم حقه –تعالى- فلأن العبادة بجميع أنواعها حق لله –تعالى-، فإذا جعلوا شيئا منها لغيره فقد بخسوه حقه. وأما تنقصهم للنبي -صلى الله عليه وسلم- وللصالحين فلأنهم ظنوا أنهم راضون منهم بذلك أو أمروهم به وحاشا لله أن يرضوا بذلك أو يأمروا به كما قال –تعالى-:(وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي اليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون...))
    .............................. ..........

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •