المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المجد الفراتي
مراد شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهابوالشيخ صالح ال الشيخوايضا الشيخ ابن عثيمين والشيخ البراك وغيرهم من العلماء ان هذا النوع
طامع فى ثواب الدنيا ليس له همة فى الاخرةلأنه جعل عمل الآخرة وسيلة لعمل الدنيا
وهذا ما قرره الشيخ صالح والشيخ ابن عثيمين وغيرهم من العلماءونكرر موضع الشاهد من كلام الشيخ صالح لتضح المسألة-يعمل العمل الصالح وهو فيه مخلص لله جل وعلا؛
ولكن يريد به ثواب الدنيا ولا يريد ثواب الآخرة. مثلا يتعبد الله جل وعلا بالصلاة وفيها مخلص لله أداها على طواعية واختيار وامتثال لأمر الله؛ لكن يريد منها أن يصح بدنه، أو وصل رحمه وهو يريد منه أن يحصل له في الدنيا الذكر الطيب والصلة ونحو ذلك، أو عمل أعمالا من التجارة والصدقات وهو يريد بذلك تجارة لكي يكون عنده مال فيتصدق وهو يريد بذلك ثواب الدنيا،
فهذا النوع عمل العبادة امتثالا للأمر ومخلصا فيها لله؛
ولكنه طامع في ثواب الدنيا، وليس له همة في الآخرة، ولم يعمل هربا من النار وطمعا في الجنة
، ف
هذا داخل في هذا النوع،وداخل في قوله (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ).والأعمال التي يعملها العبد ويستحضر فيها ثواب الدنيا على قسمين:
القسم
الأول:
أن يكون العمل الذي عمله واستحضر فيه ثواب الدنيا وأراده ولم يرد ثواب الآخرة
لم يرغِّب الشرع فيه بذكر ثواب الدنيا، مثل الصلاة والصيام ونحو ذلك من الأعمال والطاعات
، فهذا لا يجوز له أن يريد به الدنيا ولو أراد به الدنيا فإنه مشرك ذلك الشرك.
والقسم الثاني:
أعمال رتب الشارع عليها ثوابا في الدنيا ورغّب فيها بذكر ثوابا لها في الدنيا
،
مثل صلة الرحم وبر الوالدين ونحو ذلك
وقد قال عليه الصلاة والسلام «من سرَّه أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه»، فهذا النوع
إذا استحضر في عمله حين يعمل هذا العمل استحضر ذلك الثواب الدنيوي، وأخلص لله في العمل،
ولم يستحضر الثواب الأخروي،
فهو داخل في الوعيد
فهو من أنواع هذا الشرك؛
لكن إذا استحضر الثواب الدنيوي والثواب الأخروي معا،
له رغبة فيما عند الله في الآخرة يطمع الجنة ويهرب من النار واستحضر ثواب هذا العمل في الدنيا، فإنه لا بأس بذلك
؛
لأن الشرع ما رغب فيه بذكر الثواب في الدنيا إلا للحض عليه
«فمن قتل قتيلا فله سلبه» فقتل القتيل في الجهاد
لكي يحصل على السلب هذا؛ ولكن قصده من الجهاد الرغبة فيها عند الله جل وعلا مخلصا فيه لوجه الله، لكن أتى هذا من زيادة الترغيب له ولم يقتصر على هذه الدنيا، بل قلبه معلق أيضا بالآخرة،فهذا النوع لا بأس بهولا يدخل في النوع الأول مما ذكره السلف في هذه الآية ---------------------
ويقول الشيخ بن عثيمين فى [القول المفيد]-
--------
هذا الباب لا يريد أن يمدح بعبادته ولا يريد المراءاة، بل يعبد الله مخلصا له، ولكنه يريد شيئا من الدنيا; كالمال، والمرتبة، والصحة في نفسه، وأهله، وولده، وما أشبه ذلك; فهو يريد بعمله نفعا في الدنيا، غافلا عن ثواب الآخرة-----------------------------------------------------فإن قيل: من أراد بعمله الدنيا كيف يقال إنه مخلص، مع أنه أراد المال مثلا؟
أجيب: إنه أخلص العبادة ولم يرد بها الخلق إطلاقا، فلم يقصد مراءاة الناس ومدحهم، بل قصد أمرا ماديا; فإخلاصه ليس كاملا لأن فيه شركا، ولكن ليس كشرك الرياء يريد أن يمدح بالتقرب إلى الله، وهذا لم يرد مدح الناس بذلك، بل أراد شيئا دنيئا غيره.
ولا مانع أن يدعو الإنسان في صلاته، ويطلب أن يرزقه الله المال، ولكن لا يصلي من أجل هذا الشيء; فهذه مرتبة دنيئة.
أما طلب الخير في الدنيا بأسبابه الدنيوية; كالبيع، والشراء، والزراعة; فهذا لا شيء فيه، والأصل أن لا نجعل في العبادات نصيبا من الدني------------------------------------------------إرادة الإنسان الدنيا بعمل الآخرة: وهذا من الشرك; لأنه جعل عمل الآخرة وسيلة لعمل الدنيا، فيطغى على قلبه حب الدنيا حتى يقدمها على الآخرة، والحزم والإخلاص أن يجعل عمل الدنيا للآخرة.---------------------------- أن الإنسان إذا أراد بعمله الحسنيين- حسنى الدنيا، وحسنى الآخرة-; فلا شيء عليه لأن الله يقول: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}، [الطلاق: من الآية2-3]،-----------------------------------------------------------------------------وفى كلام الشيخ البراك قال -وأخف مريدي الدنيا من ذُكر في السؤال، وهو من يعمل العمل لله،
لكن لا يريد من الله جزاء إلا الحظ العاجل
وقال ايضا،-فمن يتصدق أو يعمل بعض الأعمال الخيرية
لا يريد
إلا
شفاء من مرض
أو تيسير حظ عاجل من وظيفة أو نحوها
فهو ممن لا يريد بعمله إلا العاجلة
---------------------------------------"قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :
فمن ذلك : العمل الصالح الذي يفعله كثير من الناس ابتغاء وجه الله من صدقة وصلاة وصلة وإحسان إلى الناس وترك ظلم، ونحو ذلك مما يفعله الإنسان أو يتركه خالصا لله، لكنه لا يريد ثوابه في الآخرة، إنما يريد أن يجازيه الله بحفظ ماله وتنميته، أو حفظ أهله وعياله، أو إدامة النعمة عليهم،
ولا همة له في طلب الجنة والهرب من النار؛
فهذا يعطى ثواب عمله في الدنيا، وليس له في الآخرة نصيب .