الموضوع: استنباط رائع من الإمام النسائي رحمه الله

قال الإمام النسائي رحمه الله في سننه الصغرى :

السِّعَةُ لِلْحَاكِمِ فِي أَنْ يَقُولَ لِلشَّيْءِ الَّذِي لَا يَفْعَلُهُ: أَفْعَلُ لِيَسْتَبِينَ الْحَقُّ

أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " خَرَجَتِ امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا صَبِيَّانِ لَهُمَا، فَعَدَا الذِّئْبُ عَلَى إِحْدَاهُمَا، فَأَخَذَ وَلَدَهَا فَأَصْبَحَتَا تَخْتَصِمَانِ فِي الصَّبِيِّ الْبَاقِي إِلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى مِنْهُمَا، فَمَرَّتَا عَلَى سُلَيْمَانَ فَقَالَ: كَيْفَ أَمْرُكُمَا؟ فَقَصَّتَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: ائْتُونِي بِالسِّكِّينِ أَشُقُّ الْغُلَامَ بَيْنَهُمَا، فَقَالَتِ الصُّغْرَى: أَتَشُقُّهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَتْ: لَا تَفْعَلْ، حَظِّي مِنْهُ لَهَا، قَالَ: هُوَ ابْنُكِ فَقَضَى بِهِ لَهَا " اهـ .
والحديث متفق عليه ، وبالله التوفيق .

كان فقيها رحمه الله
و مما يوافق ترجمة المشاركة :
أنه رحمه الله بوّب بابا فى النهى عن الجلوس إذا دخل المسجد حتى يركع ركعتين . ثم قال فى الباب الذى بعده : [باب الرخصة فى ذلك ] . ثم ذكر حديث كعب بن مالك الطويل فى توبته . و فيه أنه لما دخل المسجد و الصحابة مع النبى جلس إليه و لم يصل فلم ينكر عليه . هذا مع حفظ الخلاف و الراجح فى المسألة

جزاك الله خيرا يا فارس الألوكة .
وفي سنن النسائي الكبرى :

التَّوْسِعَةُ لِلْحَاكِمِ فِي أَنْ يَقُولَ لِلشَّيْءِ الَّذِي لَا يَفْعَلُهُ أَفْعَلُ لِيَسْتَبِينَ بِهِ الْحَقُّ اهـ .

وقال الإمام ابن حبان رحمه الله في صحيحه :

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْحَاكِمَ لَهُ أَنْ يُهَدِّدَ الْخَصْمَيْنِ بِمَا لَا يُرِيدُ أَنْ يُمْضِيَهُ إِذَا أَرَادَ اسْتِكْشَافَ وَاضِحٍ خَفِيَ عَلَيْهِ .

منقول من أبي مسلم

وفي هذا الحديث فائدة مهمة جداً للقضاة: وهي أن عبارة "الإعتراف سيد الأدلة" لا تكون على إطلاقها بل ربما نُعرض عن هذا الإعتراف بدلالة الشواهد القوية، وهو الشفقة هنا.
هذه الفائدة اقتنصتها من أحد القضاة جزاه الله خيراً.

منقول شاكر بن خضر العالم

باركَ الله فيكَ على هذه الفوائد يا شيخ خالد..
قال الذهبيُّ-رحمه الله-:
(قال الحاكمُ: كلامُ النَّسائِيِّ على فِقْهِ الحديثِ كثيرٌ، ومن نظرَ في سُنَنِهِ تَحَيَّرَ في حُسْنِ كلامِه)!! [السِّيَر (14/130)].
أشهدُ أنَّ المتفقِّهِينَ من أهلِ الحديثِ، هم عباقرةُ بني آدَم، وصَيَارِفَةُ الفَهْمِ من بين كلِّ من أعربَ عن نُطْقِهِ بفمٍ..
رحمهم الله، وألحقنا بالصالحين..

أشهدُ أنَّ المتفقِّهِينَ من أهلِ الحديثِ، هم عباقرةُ بني آدَم، وصَيَارِفَةُ الفَهْمِ من بين كلِّ من أعربَ عن نُطْقِهِ بفمٍ..
رحمهم الله، وألحقنا بالصالحين..

أشهدُ الله ثم أشهدكم أني وقفتُ طويلاً على هذه الجُملة - فرحمهم الله ورضي عنهم وألحقنا ركبهم - اللهم آمين .