تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: إسعاف العقلاء بضعف حديث : كل ابن آدم خطاء.

  1. Lightbulb إسعاف العقلاء بضعف حديث : كل ابن آدم خطاء.

    @عن أنس_رضى الله عنه_ أن النبي _صلى الله عليه و سلم _قال : "كلُّ ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون".

    الحكم :(حديثٌ منكرٌ)
    التخريج :
    روى هذا الحديث ابن أبي شيبة في مصنفة (3355) ،وأحمد في المسند12820)،وزاد في اخره(وَلَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى لَهُمَا ثَالِثًا وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ)، وعبد بن حميد (1200)،و ورواه الدارمي في سننه (2683)، وابن ماجه في سننه (4249) ،والترمذي في سننه (2483)وقال :حديث غريب، ، والبزار في مسنده (7236)، والحربي في غريب الحديث (16)، والروياني في مسنده (13520)،وأبو يعلى (2852)، والمنتخب من علل الخلال (37)، وابن حبان في المجروحين (2/11)، وابن بطة في الإبانة (1072)وزاد في أوله (الإسلام علانيةً،والإيما ن في القلب....)، وبحر الفوائد للكلاباذي(14) ، وابن عدي في الكامل (5/207ت1359) ،والحاكم في المستدرك (7684)وقال:"حديث صحيح الإسنادولم يخرجاه" ، ، ، ،جزءفيه حديث ابن حيان لابي بكر بن مردوية (129)،كلهم عن زيد بن الحباب من طرق ٍعن مسلم بن إبراهيم ،وكلاهما –زيد بن الحباب وإبراهيم بن مسلم-عن علي بن مسعدة عن قتادة عن أنس مرفوعاً به .

    التحقيق :
    مدار هذا الحديث عندهم على علي بن مسعدة عن قتادة عن أنس به مرفوعاً ،وهذا إسنادٌ منكر،وآفته علي بن مسعدة هذا :
    -قال البخاري : فيه نظر.
    -وقال يحيى بن معين : صالح.
    -قال أبوحاتم الرزي : لابأس به.
    -وقال أبو داود : ضعيف.
    -قال النسائي : ليس بالقوي.
    -قال ابن عدي : أحاديثه غير محفوظة.انظر التهذيب (7/382)
    وقال ابن حبان في المجروحين (2/11): (على بن مسعدة الباهلى (3): كنيته أبو حبيب، من أهل البصرة يروى عن قتادة روى عنه مسلم بن إبراهيم، كان ممن يخطئ على قلة روايته وينفرد بما لا يتابع عليه فاستحق ترك الاحتجاج به بما لا يوافق الثقات من الاخبار) .

    قلت: وهذا مما لايتابع عليه،ولقد أشار إلى هذا ابن عدي بعد أن ساق له عدة أحاديث،ثم قال:(ولعلي بن مسعدة غير ما ذكرت عن قتادة وكلها غير محفوظة )،والترمذي أيضاً،فقال عقبه :غريب،وقال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه ،وتعقيه الذهبي في التلخيص قائلاً:فيه علي بن مسعدة وهو لين الحديث ،وضعفه أيضاًالعراقي في تخريج الإحياءفقال: ( أخرجه الترمذي واستغربه والحاكم وصحح إسناده من حديث أنس وقال " التوابون " بدل " المستغفرون " قلت فيه علي بن مسعدة ضعفه البخاري ).

    ولذا لم يصب ابن القطان الفاسي في الوهم والإيهام (بعد أن نقل عن الترمذي قوله :غريب ،قال وهو عندي صحيح،ثم قال : وعلي بن مسعدة صالح الحديث ، قاله ابن معين ، وغرابته هي أن علي ابن مسعدة ، ينفرد به عن قتادة .
    قلت :فقد ضعفه غير ابن معين كماسبق ،ويكفي بإنفراده فيما لايتابع عليه علة،كما بين ابن حبان في المجروحين ،وتابع ابن القطان ،في تصحيحه ،ابن حجر في بلوغ المرام ،فقال: إسناده قوي.

    ولقداستنكره أحمد أيضاً كمانقله عنه أبو بكر الخلال،انظرالمن تخب من علل الخلال ،وقال الشيخ :محمد عمرو بن اللطيف في مرويات في الميزان (3/133) : ( نِسْبَةُ هذا الحديث إليه ـأىّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم ـ غلطٌ عليه ، فقد استنكره ابن حبان ، وابن عدي ، وأبو أحمد الحاكم ـ رحمهم الله ـ وإنما هو من الإسرائيليات كما رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عنه .
    وإنما الثابت قول ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : « كل ابن آدم خطَّاء ـ وفي رواية : ابن آدم خلق خطّاء ـ إلا ما رحم الله ـ عز وجل ـ » .

    وحديث سعيد بن أبي عروبة المشار إليه ،أخرجه عبد الله في الزهد(1/96)فقال :حدثني أبي عن عبدالوهاب الخفاف انبأنا سعيد عن قتادة قال الخفاف وسمعت موسى الاسواري ايضا قال:أوحي الله تبارك وتعالى الى نبي من انبياء بني اسرائيل _ عليهم السلام _ إنَّ كل بني آدم خطاؤن وخير الخطائين التوابون ،وهذا إسنادٌ جيد إلي قتادة ، ،وعبدالوهاب الخفاف ،حسن الحديث،وخاصةً،أ نه كان عالماً بسعيد بن أبي عروبة ،قاله أحمد ،انظر التهذيب
    فهذا يشعر أن الكلام مما تلقفته الألسنة من بني إسرائيل . وهذا يقوي الوجة القائلة : أن أصل هذا المتن ؛ مأخوذٌ من أهل الكتاب .

    وأما أثر ابن عمر: فأخرجه عبد الله بن المبارك في الزهد(300)،ومن طريقه البيهقي في الشعب (269) عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاووس عن ابن عمر موقوفاً قال: "ابن آدم خلقٌ خطاءٌ ، إلَّا ما رحم الله _عز و جل_". وفي رواية البيهقي قال : " كل ابن آدم خطاء إلَّا ما رحم الله"
    وهذا إسنادٌ صحيحٌ عن ابن عمر.

    وممّا يدل على نكارة هذا الحديث ، جملة : ( كل ابن آدم خطَّاءٍ ) ، فخطَّاء صيغة مبالغة ، تدّل على كثرة الخطأ الواقع من بني آدم ، وهذا يشمل النبيُّون والمرسلون ، لماذا ؟
    لتصدير الكلام بـــ(كل) : والتي هي تفيدُ العموم عند الأصوليين ، وهذا كما هو معلومٌ ، من القوادح الشديدة التي تقدح في صحة هذا الحديث، إذ كيف يكون الأنبياء ممن يبالغون في المعاصي والذنوب ، هو كما هو عند أهل العلم ، أنهم معصومون خاصةً في الكبائر ، مع اختلاف بين أهل العلم في وقوعهم في بعض الصغائر واللمم ، أتقعُ منهم أم لا ؟ ، ولكن لو افترضنا جدلاً صحة هذا القول ،(أي : وقوعهم في بعض الصغائر واللمم) ،فإن وقوعهم هذا لا يصل إلى المبالغة الشديدة التي تحملها لفظة (خطَّاء)
    ولذا نجد أن أثر ابن عمر قيَّد ذلك بـــ( إلّا ما رحم الله) ، وبهذا يستقيم الكلام، ويظل موقوفاً عليه ، سليم المعني، لا غبار عليه .
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: إسعاف العقلاء بضعف حديث : كل ابن آدم خطاء.


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي رد: إسعاف العقلاء بضعف حديث : كل ابن آدم خطاء.

    جزاكم الله خيرًا

    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

  4. #4

    افتراضي رد: إسعاف العقلاء بضعف حديث : كل ابن آدم خطاء.

    جزاكم الله خير..
    اللهم اجعلنا ممن اتبع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار بإحسان





  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: إسعاف العقلاء بضعف حديث : كل ابن آدم خطاء.

    جزاك الله خيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •