تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الطرق والاتجاهات الفكرية في موريتانيا

  1. #1

    افتراضي الطرق والاتجاهات الفكرية في موريتانيا

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه ومن أوفى
    أما بعد : فمن أهم معرفة واقع العالم الاسلامي اليوم البحث الدائم عن دراسة ثقافة بلدانه والكشف عن بعض مستجداتها إذ بها نتعرف على واقعها المعاصر لنعرف كيف تسير القضايا الاسلامية ومدى تطورها وكيف حافظت على ثقافتها وتماسكها من التحولات الفكرية المعاصرة
    وفي هذا العرض نخصص الوصف لبعض ما يدور في أحد هذه البلدان وهو شنقيط ( موريتانيا )
    وقبل أن ندخل في موضوع الاتجاهات الفكرية حبذا لو قدمنا نبذة قصيرة عن التاريخ الشنقيطي القديم في العصور الاولى ما قبل الاسلام

    فقد نشأ في هذه البلد بعض المعتقدات والافكار وظلت الديانات والمعتقدات سائدة على الساحة الفكرية في ربوع ما يعرف ببلاد شنقيط وما وراءها من بلاد الزنوج خصوصا مملكة غانا الشهيرة المتوغلة في الوثنية واللادينية
    وأبرز هذه الافكار الفكر النصراني واليهودي وقد توجد الوثنية من بين الديانات التي سادت هناك ردحا من الزمن .
    وقد يقال : (إن النصرانية ظلت منتشرة بشكل واسع في المغرب الأقصى كاليهودية)

    وقد كانت بلاد التكرور أوشنقيط (تتمتع بسمات تاريخية واقتصادية وسياسية واجتماعية وأدبية) خلال بعض القرون
    وأما عن الاتجاهات الفكرية في البلاد الشنقيطية
    فقد أسلط الضوء على بعض العناوين الرئيسة لأعطى لمحة عن الديانات السائدة في هذه المنطقة في العصور الاولى ما قبل دخول الاسلام وأعرف بموريتانيا التاريخية وطبقات المجتمع الشنقيطي وتعدد لغاته وثقافاته وتقاليده .

    بذور دخول الاسلام:
    والمعروف أن الاسلام دخل مبكرا لمنطقة الغرب الإسلامي كالأندلس وشمال إفريقيا في القرن الأول الهجري ’ وعلى خلاف في تحديد زمن دخول الإسلام لموريتانيا’ وعلى القائد الفاتح لها ’
    والأقرب إلى الحق أن الفاتح هو عقبة بن نافع الذي كان واليا على إفريقية من قبل يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنهما عام 63 ـ64 هـ .

    وقد كان لموريتانيا دخول بارز في ذكر التاريخ حيث يوجد تاريخها عند مؤرخي العرب بعد الاسلام ويوجد تاريخ هذا البلد كذلك قبل الاسلام بكثير من الزمن كما يذكر بعض المؤرخين
    وبعد دخول الاسلام عرفت موريتانيا تطورا معرفيا للمدارس العلمية والمراكز الثقافية وميلاد نشأة المحاظر في موريتانيا جراء ظهورها في الاندلس وغيرها.
    ونجعل الكلام في ذلك على مرحلتين :
    المرحلة الاولى : المدارس الفكرية الثقافية :
    وقد كان لظهور مدارس المحاظر دور كبير في تعدد مظاهر الاتجاهات الدينية والفكرية والعقدية ’ فكانت هناك مظاهر سارية عبر مراحل زمنية ’
    ونشير إلى تلك المراحل مرتبة على النحو الزمني التي سادت فيه تلك الطرق والاتجاهات الفكرية والدينية وهي كالتالي:

    المدرسة السلفية: وهم التابعون لمنهج السلف في العقائد المتمسكون بإثبات ظواهر الكتاب والسنة وتفويض معنى المتشابه إلى الله تعالى وعدم تأويله ومتابعة السلف والائمة الاربعة المتمسكين بمنهج السلف
    وهم في موريتانيا ـ المرابطون ـ الامام المجدد لدولة المرابطين ناصر الدين ـ ثم المجددون من بعده. كالامام حبيب الله المعروف بلمجيدري والشيخ باب والشيخ محمد الامين الشنقيطي وبداه البوصيري ولفيف من العلماء.

    المدرسة الاشعرية: وهم أتباع المنهج الاشعري الاوسط الذين اختاروا طريقة النظر في التعامل مع العقيدة والرد عنها من قبل أعدائها ’وهم في موريتانيا يرون الخروج عنها ضلالة ويلقبون أهل السنة بأنهم مجسمة’ وهي منتشرة في المنطقة حتى لا يكاد يوجد غيرها لفترة طويلة ولكنها في القرن الرابع الهجري قلت بصورة واضحة.
    المدرسة الصوفية : وقد ظهرت الصوفية في موريتانيا أواخر القرن الثالث الهجري على يد ابن مسرة الجبلي فدخلت المغرب ولكنها لم تدخل موريتانيا في ذلك الزمن للتصدي لها من قبل المرابطين’ ولكنها دخلت عبر عصور متأخرة جدا’ وقد تشعبت هذه الطريقة وتنوعت حين وجدت أمكنة وظروفا ملائمة خالية من النقد’ فتستروا في جو الظلام ونشروا أفكارهم الوردية ’وتجمعاتهم الفكرية وآراءهم اللدنية وغيرها’
    ونشير هنا إلى بعض طرق الصوفية المنتشرة في موريتانيا حاليا فيما يلي :

    ــ الطريقة القادرية: وقد دخلت هذه المغرب على يد أبي مدين شعيب بن حسن الاندلسي البجائي ت 594 هـ وانتشرت بالمغرب انتشارا واسعا’ ولكنها لم تدخل موريتانيا إلا عام 959 ’ وتنوعت هذه إلى فرعين يعود لهما الاساس في الانتشار في المنطقة.
    ــ البكائية:نسبة إلى الشيخ عمر بن سيد احمد البكاي الشنقيطي في القرن العاشر الهجري وقد كان له اتصال بالمغيلي وحج معه والتقيا بالسيوطي خلال الرحلة وقد انتشرت في موريتانيا وإفريقيا والصحراء وبلغت منحى جديدا عند الشيخ سيد المختار الكنتي العالم الكبير المتفرد الذي ألف ما يزيد على 300 كتاب في كل فن.
    ــ الفاضلية: تأسست على يد الشيخ محمد فاضل بن مامين القلقمي الشنقيطي ت 1281 هـ كما حملها أبناؤه من بعده ماء العينين’ وسعدبوه’وسيد الخير
    ــ الشاذلية : وهي من أقدم الطرق الصوفية وصولا الى موريتانيا وأقلها انتشارا في الوقت نفسه وقد دخلت في القرن التاسع الهجري على يد محمد بن سيد يحي آل الطالب مختار القلقمي الشنقيطي ولها أسانيد متصلة بالشيخ ناصر الدين الدرعي ت 1085 ’ وكانت منتشرة في بادئ أمرها ولما ظهر الشيخ سيد المختار الكنتي ت 1226 ’ ظهر داعيا للطريقة القادرية’ فانحسرت الشاذلية وقلت في البلاد.
    ــ التجانية : وهي أحدث الطرق في موريتانيا وأوسعهم انتشارا في اقريقيا وقد دخلت إلى المنقطقة على يد محمد الحافظ بن محمد المختار بن حبيب العلوي ت1236 ’ وقد كان متجها للبلاد المقدسة لأداء مناسك الحج فمر بفاس والتقى بأحمد التجاني بفاس واخذها عنه وأدخلها موريتانيا عام 1220 .
    ــ :المرابطون :
    وقد كان للمرابطين دور كبير في تأسيس دولتهم في موريتانيا ’ وإرساء قواعدها وبنيتها على الاستتراجية الاسلامية’
    وقد بنت أسسها على أربعة قواعد جعلتها أساسية في بناء الدولة الاسلامية ذات الجذور الاصيلة
    وهذه الاسس هي كما يلي:
    الاساس الاول: التعليم والتربية الاسلامية وفق المنهج السلفي الرصين .

    الاساس الثاني : الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
    الاساس الثالث: الدعوة إلى الله والجهاد في سبيل الله.
    الاساس الرابع: العدالة الاقتصادية.
    منهج المرابطين العقدي:
    وقد عرف قديما عند مؤرخي العرب اهتمامهم بمنهج المرابطين العقدي وأثبتوا أنهم كانوا يعتقدون المنهج السلفي وينبذون العقائد الفلسفية والتصوف الالحادي’
    وقد ذكروا أنهم كانوا يتشددون على التمسك بالكتاب والسنة حتى أقدموا على حرق كتاب الاحياء للغزالي ، وموقفهم من المهدي محمد بن تومرت أمير الموحدين وما زيفه على عقيدة المرابطين من تمسكهم بالمنهج السلفي من اتهامه لهم بالتشبيه والتجسيم.
    وقد رد كثير من المؤرخين على منهج ابن تومرت وعقيدته الكلامية وأظهروا بدعة منهجه الممتزج بالطرح الفلسفي الخارج عن منهج السلف

    دخول الاشعرية :
    وقد اشتهر دخول الاشعرية في المغرب العربي وانتشارها في موريتانيا ’ فقد ذكر أن الاشعرية كانت موجودة قبل دعوة ابن تومرت ولكنها كانت مقصورة على بعض أفراد العلماء وبعد ما ظهر ابن تومرت دعا لها جهارا وتطويعا بالسيف حتى كانت هي العقيدة السائدة وظلت على ذلك الطرح إلى الان .
    وقد انتشرت العقيدة الاشعرية في موريتانيا مع ابن رازكة’ وابن بونى الجكني في القرن الثاني عشر الهجري.
    المرحلة الثانية: المجددون في موريتانيا :
    وقد قام لفيف من العلماء المصلحين بتجديد دولة المرابطين وإقامة دولة أخرى تقوم على أنقاض دولة المرابطين ونهجها الفكري وطرحها العسكري والاستتراتيجي في بناء الدولة ذات الجذور الاسلامية الاصيلة في نشر الاسلام في إفريقية وطمس البدع وردعها بيد من حديد والإحكام على قبضة القبائل التي لا تفتأ عن الحروب.
    قيام دولة على أنقاض دولة المرابطين
    وقد عرفت موريتانيا عودة الفكر السلفي إلى البلاد مع الامير المجدد لدولة المرابطين الامام ناصر الدين ودعوته وجهاده التي قامت على التمسك بالكتاب والسنة وآثار السلف الصالح ونشر العقيدة والدعوة والجهاد في سبيل الله ومحاربة البدع والمنكرات...وقد أعد العدة وقاد الجيوش وخاض الحروب’ونشر الاسلام في إفريقية وبلاد الزنوج فقادوا مستسلمين فأخضعهم للإسلام . وقد كانت البلاد قبله تعيش مفترق طرق من الويلات والحروب حتى قال بابا بن أحمد بن محمد مبارك اللمتوني:ناشدا شعرا مستغيثا بمن ينصر دين الله ويرفع رايته بعز
    وأين رجال من بعد لمتون للهدى ــ يذبون عنه حيث زلت به النعل
    فأصبح منقوض الأساس وبعدهم ــ تنهنه عن تشييده البعض والكل
    ولم تنتبه من بعد لمتون دولة ــ ولم يك في بنيانها من بعدهم ظل
    وأين لأهل الله نصر وراءهم ـــ ألا إن أهــل الله بعـدهم ذلـوا
    المجدد كمال الدين المعروف بلمجيدري ومنهجه الفكري:
    وقد ظهر كمال الدين مجددا لمدرسة سلفية تعود لمنهج السلف الصالح فظهر تأثيرها على المحيط العلمي والثقافي وما شهدته الساحة الثقافية من مواقف حاسمة. وقد ظهر بمنهجه العقدي وأسسه الفكرية والتي كان لها دور بارز في الانتشار رغم قوة خصومه الاشعريين في المنطقة من أمثال المختار بن بونى الجكني و البرتلي ومنحض باب
    ونعرض هنا بعض المسائل التي دارت بين المدرسة السلفية لكمال الدين لمجيدري ومناصريه من جهة ’وبين المدرسة البونية الداعية إلى الاتجاه الاشعري الكلامي لصاحبها المختار بن بونى الجكني ومناصريه من جهة أخرى ’حيث كان ذلك في بعض المسائل العقدية والكلامية فقد كانت ثمة مواقف حاسمة شديدة السخونة حيث اضطر ابن بونى في النهاية إلى نظم قصيدته المشهورة متوجها بها إليهم والتي قال عنها (إن أجبتم كفرتم وإن سكتم غلبتم ) يقول في مطلعها:

    أحاجيك هذا النور قل ما وجوده ــ بقلب الذي يتلو ويقرأ بالفم
    أينمى لما ينمى له وهو قائم ـ بذات العلي العالم المتكلم
    أتجعله إذ ذاك وصفا محله ـــ ذوات الورى أم ذو الجلال المعظم

    وقد رد لمجيدري بأبياته المشهورة معرضا عن جدل أصحاب الكلام متبعا رأي مالك بن أنس في أن المتكلمين لا يجادلون بالكلام إذ يقول فيها:
    قال عبيد ربه المنتصرـ من ظلمه محمد المجيدر

    وفقه الاله في الاقوال ــ لصالح النية والاعمال
    لوكنت بدعيا لما كان الصواب عندي الاحاديث الصحاح والكتاب
    فرد عليه ابن بونى بقوله:
    على رسلك اربع يابن حبل إنما ــ يقدم هذا الناس منا المقدما

    ومن قدمته نفسه دون غيره ــ رأى غيره التاخير ذاك التقدما
    تقدمت للتصدير جهلا مؤخراــ ذوي الرأي والتصدير أن تتقدما
    وقلت كما ضلت قريش ضللتم ألا فاسمعوا هذا الفتى المتقدما
    قريش قفت أهل الضلال ونحن في هدى سلف منهاجه قد تقوما

    و من قصائد لمجيدري في الردود على خصومه الاشعريين قوله:
    آي الكتاب وأخبار النبي وما جاء الثقاة به عن صالح السلف
    ما اعتاض عنها سوى أعمى البصيرةعن نهج الحنيفية البيضاء ذوجنف
    رين على القلب يكسوه السواد كما يكسو المداد سوادا أبيض الصحف
    فالمصطفى حثنا عند اختلافهم على التمسك بالقرآن ذي الشرف
    وبالذي سن أوسنت صحابته طرا وحذرنا من بدعة الخلف
    مرجمات ظنون غير مجدية شيئا عن الحق بل تفضي إلى التلف
    فالحق إياك أن تعدل سواه به لا يعدل اللؤلؤ المكنون بالخزف .
    وقد امتاز منهجه في الرد على المتكلمين في أقيستهم الفاسدة وآرائهم المتناقضة قائلا: إن أصل الضلال هو قياس الغائب على الشاهد
    المجدد الشيخ باب ومنهجه الفكري:
    ظهر الشيخ باب مجددا بمدرسة أخذت بمنهج السلف ومدرسته العقدية التي كان لها أيضا الدور البارز في الانتشار وسلامة الأصول وأسسها الداعية إلى نبذ التصوف والبدع والمنكرات
    فقد رد على المتصوفة ومنكراتهم البدعية بل أنكر التصوف واعتبره من البدع و المحدثات في الدين فكشف أسرارهم واتهم المتصوفة في بلاده بأنهم يأكلون أموال الناس بالباطل’ كما اتهمهم بتعبيد الناس’ ومن قصائده فيهم قوله:
    كن للا له ناصراــ وأنكر المناكراــ وكن مع الحق الذي يرضاه منك دائرا
    ولا تعد نافعا سواءه أوضائراــ واسلك سبيل المصطفي ومت عليه سائرا
    أما كفى أولنا؟ أليس يكفي الاخرا؟
    وكن لقوم أحدثواــ في أمره مهاجرا
    قد موهوا بشبه واعتذروا معاذراــ وزعموا مزاعما
    وسودوا دفاتراـ واحكم بما قد أظهروا فما تلى السرائرا
    وإن دعا مجادل إلى مرا ـ فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا

    كما نظم بعد هذه القصيدة قصائد أخرى يرد فيها على المتصوفة وبدعهم المنكرة’ كما رد على أصحاب المذهب الاشعري في بعض المسائل العقدية كالاسماء والصفات ’ منها قوله:
    ما أوهم التشبيه في آيات ـــ وفي أحاديث عن الصفات
    فهي صفات وصف الرحمن ــ بها وواجب بها الايمان
    ثم على ظاهرها نبقيها ــونحذر التأويل والتشبـيها
    قال بذا الثلاثة الــقرون ـ والخير في اتباعهم مقرون .
    أبرز المجددين ومناهجهم الفكرية في القرن 14 الهجري
    وأبرز العلماء والمجددين للفكر في البلاد الشنقيطية في القرن الرابع عشر الهجري نخبة من الافذاذ ولفيف من العلماء والدعاة من أهمهم :
    1ــ القاضي الشيخ محمد لمهاب بن سيد محمد وهو عالم جليل القدر في العلم والفهم
    منهجه وقد ظهر في منهجه الداعي إلى المدرسة السلفية والرد على المتكلمين والمتصوفة والطوائف المنحرفة وهو الملقب (بابن تيمية الصغير)ألف الكثير من التآليف والكتب النادرة في شتى المجالات ’فأفاد وأجاد وفي سبيل الله صاد.
    2ــ الشيخ بن أبي مدين الديماني عالم محدث لغوي مولود 1322 هـ في مدينة بتلميت’ ويمتاز منهجه العقدي بشدة الموالاة للسنة النبوية ’والمتابعة لمنهج السلف الصالح ومحاربة البدع والرد عليها ’
    3ــ عبد الودود بن عبد المالك عالم فقيه لغوي مقرئ كان منهجه الفكري متمثلا في التمسك بالكتاب والسنة ومتابعة المنهج السلفي واقفا عند حدود الشرع يرى أن الاحوط هو متابعة السلف في الاسماء والصفات كما قال مالك قولته الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة وكقول الشافعي آمنت بلا تشبيه وصدقت بلا تمثيل واتهمت نفسي في الادراك وأمسكت عن الخوض فيه كل الامساك كما أشتهر عنه رده على البدع والمنكرات وإظهار السنة والعمل بها .
    4 ــ المختار بن حامدون: فقيه مؤرخ كبير وشاعر مجيد يمتاز منهجه الفكري بمتابعته لمنهج السلف ويرى أن جميع الصفات حكمها واحد وهو ما حكم عليه مالك بن أنس فيها فيقول مثلا : النزول معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة ’ كما يتميز منهجه في التصوف بتقبله لمنهج ابن تيمية من التصوف في الاعتدال فيه وعدم رده بالكلية قائلا:لا يحكم عليه بحكم واحد بل يفصل بين ما يدل على تطبيق الاسلام ومقام الاحسان ولا يخالف صاحبه ما جاء في الوحي والسلف الصالح فهذا حسن.
    المجدد محمد الامين الشنقيطي ومنهجه الفكري:
    من أبرز المجددين في المنطقة الشيخ الشنقيطي فقد ظهر بمنهجه السلفي الاصيل والفكر العقدي وله أثره المباشر على العقيدة في موريتانيا ’ .
    فهو محمد الامين الشنقيطي بن محمد المختار الملقب اخطوربن عبد القادر بن أحمد نوح اليعقوبي الجكني فقد ولد في تنب في ولاية كيفة 1325 هـ
    منهجه الفكري: كان الشيخ ظاهرة علمية نادرة في العالم الاسلامي لامثيل له رحمه الله فكان ذاعلم وورع
    وثقة وكان متمسكا بنهج السلف رضي الله عنهم فكان ممن برز في علم العقيدة والاصول والتفسير والمنطق وعلم البلاغة وغيرها .
    وكان منهجه كثير الردود على المبتدعة والمتكلمين وكان يرد على علماء العقيدة في أخطائهم وابتداعهم ’ كما رد على الفقهاء أصحاب الفروع المتعصبين في آرائهم و نوازلهم.
    فقد رد على المتكلمين الاشاعرة والمعتزلة وبين خطأهم بالعقل والنقل وبين مذهب أهل السنة والجماعة وناقش المتكلمين بإسهاب في كل كتبه ومحاضراته وقد نال إعجاب جل العالم في فكره الإصلاحي للأمة.
    حاملي لواء مدرسته الفكرية:
    وقد حمل من بعده لواء الفكر السلفي ذي المنهج السني القديم نخبة من العلماء الافذاذ ولفيف من خيرة الدعاة والمصلحين ’ من أبرز هؤلاء العلماء الافذاذ
    الشيخ أحمد بن أحمد المختار وهو عالم متفرد في العلوم والتأليف كما كان سلفي العقيدة والمنهج
    ـ منهجه الفكري: كان منهج الشيخ يمتاز بالتأصيل والاستدلال لا يسلم إلا لدليل قاطع ’ كما كان كثير الردود على المفكرين المجانبين للمنهج الصحيح ’ كما رد على المتكلمين والمتصوفة وغيرهم .
    من مؤلفاته مواهب الجليل من أدلة خليل ’ وكتاب إكمال تحفة الالباب وغيرها.
    ــ الشيخ محمد عبد الله بن الصديق من العلماء الاربعة المجددين حاليا
    منهجه الفكري يحكى عنه أنه من أهم المفكرين المصلحين وأنه كان يرى رأي ابن تيمية في التصوف فلا يحكم عليه من جهة واحدة بل ما وافق الكتاب والسنة وكان للزهد ونية الاخرة ولا يصرف الناس عن ما أوجب الله عليهم فهذا لا ينكر

    ويوجد من العلماء المعاصرين والدعاة المصلحين البارزين في الثقافة الشنقيطية الرائدة نخبة من الافذاذ اختلفت أسماؤهم لكن اتحدت المناهج والرؤى والسمات العلمية والثقافة الفكرية .
    وأبرز هؤلاء العلماء نخبة من الافذاذ من أمثال والشيخ بداه البوصيري والشيخ عدود والشيخ محمد محمود بن أحمد يورى والشيخ أحمد بن حبيب الرحمن’ والشيخ عبد الله بن بي’ والشيخ محمد ولد سيد يحي’ فهؤلاء السلفيون الاوتاد هم بدور العلم وأو عية الشريعة في هذا البلد الاسلامي الاصيل هم.
    الخاتمة :
    مما يمكن القول به أن موريتانيا مرت بمراحل فكرية تاريخية تتمثل في النقاط التالية :
    1 ـ اتجاه سلفي نصي يعادي علم الكلام وتمثله مدرسة لمجيدري بن حبيب الله اليعقوبي ت 1204 .
    2 ــ اتجاه أشعري عقلاني يؤمن بالمنطق اليوناني وعلم الكلام المنطقي وتمثله مدرسة ابن بونى الجكني المتوفى عام 1220
    3 ــ تجاه صوفي وأبرزه الاتجاه القادري وتمثله مدرسة الشيخ سيد المختار الكنتي ت1226 .
    كما يمكن لنا القول بان حركة الإصلاح والجهاد التي قادها الامام ناصر الدين ظلت موضع تقدير من قبائل الزوايا يعرفون لأهلها فضلهم ويثمنون ما قاموا به من نشر الإسلام خلال فترة قصيرة .
    وعلى أي حال فإن حركة الامام ناصر الدين ساعدت في انتشار وازدهار علمي وثقافي شهدته المنطقة بعد هذه الحرب فقد نجمت عن ذلك نهضة ثقافية لامعة حيث بلغت المؤسسات التعليمية أوجها وأعطت ثمارها كاملة وقد تمخض عن ذلك أفكار وسلوك إسلامية ظلت على مر الزمان تتطور وتتحول إلى يومنا هذا .
    هذا والله سبحانه وتعالى أعلم وأجل وأكرم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,967

    افتراضي رد: الطرق والاتجاهات الفكرية في موريتانيا

    الاخ محمد قاسم الجكني جزاك الله كل خير
    ونسأل الله ان يجمع قلوب اهل شنقيط على الحق والهدى
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •