( منبرُ من لا منبر له )

المتعاطي مع وسائل الإعلام الجديد وشبكات التواصل بكافة أنواعها قد يهوله حجم التفاعل الكبير الذي يجده فيها من جميع التوجهات والمشارب، وسيرى أن هذا الحِراك الهائل السريع يدفع في اتجاهين ؛ اتجاهٍ نحو البناء ، وآخر نحو الهدم ، مما يستدعي ترشيد هذا التفاعل وتقويمه ودفعَه قُدُما لخدمة قضايانا ومصالحنا.
لقد ظل فئام من المبدعين الذين يحملون على عواتقهم رسالة قِيَميّةً في بعض المجتمعات يدورون حول أنفسهم ومجتمعهم الصغير من حولهم، يبثون فيه عطاءهم ، وينشرون من خلاله نتاجهم إلى أن جاءت هذه المنابر الإعلامية الجديدة المختلفة فأقبلوا عليها بلهفة وحماس؛ لأنها ستوْصِلُ أصواتهم إلى قطاع عريض من البشر.
ومن جهة أخرى كشف الإعلام الجديد بما أتاح من إمكانات وفرص عوارَ بعض المنابر التقليدية القديمة ، والتي تمارس الأحادية في الرؤية ، فأخذَ الإعلامُ الجديدُ يزحزح الجماهيرَ الكثيرة المتعطشة للحقيقة والإثارة والسبق والتجديد ، ويكسبها في صفه تاركا لها ميدان مهجورا !
هذه الحال أربكت الإعلام التقليدي، ليصبح مطالبا بتطوير أدائه ليواكب وإلا فإنه سيظل نسيا منسيا.
أخرج لنا الإعلام الجديد كنوزا كانت دفينة ، ظلت زمنا رهينة الإهمال ، وذلك عندما برزت طاقات شابة طموحة ، ووجوه جادة واعدة ، اقتحمت مجالات متعددة، وأثبتت مهنيتها العالية في وقت وجيز !
وإن مما يلاحظه المتابع للحراك الثقافي أن وسائل الإعلام الجديد غدت تمارس دورا رقابيا جيدا يحسب له المقصِّر في عمله ألف حساب ؛ لأننا اليوم وبأقل تكلفة أصبح كثير منا يحمل من خلال هاتفه النقال ما يتمكن به من توثيق الحقيقة من موقع الحدث بالصوت والصورة والحرف، بل وبعْثَها للناس غضة طرية كما جرت !
لقد لمس المتابعون لحراك الإعلام الجديد التنوع والثراء في الأفكار والوسائل مما أعاد بعض الوهج للكلمة والفكر ليُغْرَى به المجتمع ليشارك عن قُربٍ مع قضاياه .
وإننا إذا ما أردنا أن نتحدث عن مزايا الإعلام الجديد ووسائل التواصل الحديثة فإننا لن نكتفِ بمقال واحد، ولكن حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق ، وللحديث صلة بإذن الله .

4/10/1433هـ