من "الدرر الناضرة في الفتاوى المعاصرة"، إعداد الدكتور صبري بن محمد عبد الحميد، دار المؤيد، ص136.
السؤال: ما حكم قول: إنه على ما يشاء قدير، لله عز وجل؟
الجواب: هذه عبارة موهمة، ويستعملها بعض العلماء كابن كثير في تفسيره، لكن ذلك عن حسن ظن. والأولى عدم استعمالها؛ فإنها تقيد قدرة الله على ما يشاؤه فقط، مع أن الله تعالى قادر على كل شيء مما يشاؤه كونا وقدرا ومما لم يقدره. ويدخل في ذلك جميع الحركات والسكنات، وأفعال المخلوقين. وهناك طائفة من المعتزلة القدرية يقال لهم: المرشدة- يستعملون التعبير بقولهم: إنه على ما يشاء قدير؛ فيخرجون ما لا يشاء عن قدرته، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا. وقد رد عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى برسالة مستقلة سرد فيها النصوص التي فيها عموم قدرته على كل شيء، وهي في القرآن تزيد على أربعين موضعا، وكذا في الأحاديث النبوية كثير. ثم لو وجد نص فيه أنه قادر على ما يشاء فليس فيه دليل على نفي قدرته على ما لا يشاء، بل هو من جملتها؛ فعبارة "على ما يشاء قدير" لا تجوز، وفيها محذور؛ فهم يتوصلون بها إلى نفي قدرته على أفعال العباد، ونحو ذلك.
"ابن جبرين. الدعوة 1546 – صفر 1427 هـ"