سلم الارتقاء إلى مراتب السفهاء

سلم الارتقاء مصطلح يعرفُ المتصوفة جيدا معناه ومبناه .. وهو يعني ببساطة أن لا يعبر المريد إلى مدارج المعارف إلا عبر شيخه ، فلا حيلة له في الوصول إلى درجات الإلهام والمكاشفة إلا عن طريق الشيخ ..
وهمزة الوصل بين سلم ارتقاء المتصوفة .. والثوار في عالم العربي وثيقة جدا
فعند المتصوفة يرتقي المريد عن طريق شيخه إلى درجات العرفان والإدراك ..
وهو عكس الشيء عند الثوار ..
فشيوخ الطرائق والقبائل من سماسرة الثورات وهم كُثُرٌ من مفلسي الإسلاميين وسماسرة الحزبيين والعلمانيين والجهال يرتقون على ظهور البسطاء والعامة والدهماء والغوغاء
إلى مراتب الثراء والجاه والسلطان
والوسائل مكفولة و متاحة على المشاع لا تحتاج إلى إعمال فكر أو جهد كبير ...
يكفي في كل ذلك لتر أو لترين من البنزين وعود ثقاب .. ثم تشتعل الأمور ..
ضحية أولى .. وثانية .. وثالثة .. ورابعة ثم تتوالى كباش الفداء ..
ولا بد من أدبيات لأولئك السماسرة يتوكأون عليها في ارتقائهم على ظهور الغوغاء من الناس ..
فتتحول الظاهرة البوعزيزية مثلا إلى شهادة ..
ويتحول السمسار والطبال والزمار الى قائد ورمز يَحتفي الناس به في كل محفل وناد .
وعندما يفرغ السمسار من وجبة عشاء دسمة يتلمض شفتيه ويستقل سيارته إلى اقرب مسجد في الحي ليظهر بعمامة الورع بعد أن ولغ في دماء كثيرة سُفكت تحت قدميه النجستين ..
منذ أيام فقط شهدت حادثة مماثلة.، شاب في مقتبل العمر اقدم على تجسيد الظاهرة البوعزيزية التي لا رحم الله أول من سنّها
وكان ذلك على مرأى جمع غفير من الناس أمام مقر دائرة الجلفة .
تفاصيل الحكاية كلها أن الشاب بلغه بطريقة أو أخرى انه ليس ضمن القائمة السكنية المزمع إعلانها .، فخرج إلى الساحة وأشعل النار في جسده كله ..
والأدهى والأمر أن بعض الحاضرين من شباب في مثل سنه رفضوا إسعافه ، بل تعالت أصواتهم داعين إلى إحضار مصور وصحفي يمكن أن يكون قريبا من الموقع .
وتدارك بعض المارة خطورة الأمر وأدركوه وقد أخذت النار بحظ وافر من جسده الذي تحول في تلك اللحظة بالذات إلى أولى درجات سلم الارتقاء إلى مراتب السفهاء .
دعنا من كل هذا ولنتساءل فقط مجرد سؤال بسيط جدا
متى يقدم واحد من هؤلاء السماسرة
- مثلا من مفلسي الإخوان الذين أفتوا بأن الظاهرة البوعزيزية شهادة ..، -
على حرق نفسه في ساحة عامة .. ؟

أم أن شيخ الطريقة لا يرغب في الشهادة ...؟

نريد كبش فداء من العيار الثقيل مسؤول من الثوار يحرق نفسه احتجاجا على الأوضاع
في البلاد ..

يا سلااااااااااااا اااااام

منظر جميل وعنوان على صفحات الجرائد بالبند العريض
أقدم الشيخ العلامة المسؤول والمعارض الفلاني صاحب المواقف والمبادئ الثابتة على حرق نفسه هذا الصباح في اكبر ساحة بالمدينة .. احتجاجا على ارتفاع أسعار السكر

رحم الله الشيخ الفلاني .. شهيد السكر

سيكون يومها للخبر ...، حلاوة في الأفواه كالسكر
لماذا دائما هؤلاء البسطاء يتحملون الفاتورة لوحدهم ثم يأتي أبو بطن حفظه الله ليتربع
في جلسة عزاء يذكرنا بأمجاد من احرقوا أنفسهم تحت جلالة قديمه .؟

ومتى يستفيق هؤلاء البسطاء ويدركون جيدا أنهم يتعرضون إلى أسوأ حالة استحمار
في التاريخ ....


من لم يعجبه المقال فثمن البنزين على حسابي مجانا

كتبه احد بسطاء الناس
سراي علي / مدينة الجلفة - الجزائر