تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: متى نصر الله ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    الدولة
    SPAIN
    المشاركات
    6

    Post متى نصر الله ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لا يملك الإنسان المسلم وهو يشاهد القنوات الإخبارية ، ويطالع الصحف اليومية ،ويدخل على مواقع الإنترنت التي تهتم بنقل الأحداث المتسارعة ، إلا أن يفوض الأمور إلى الله ويتمثل قول عبد الله بن الزبير في المناظرة الشهيرة مع مروان بن الحكم بحضرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :
    وفوض الأمور إلى الله إذا عسرت وبالله لا بالأقربين تدافع
    ولأن الشيء بالشيء يذكر كما تقول العرب ، فإن الناظر لما يتعرض له إخواننا السنة في سورية ، من هجمة شرسة ، تنوعت فيها أساليب التقتيل الجماعي وتعددت فيها صور التنكيل الممنهج ، وهو لا يملك إلا الدعاء ممن بيده مقاليد السماوات والأرض ، وهو يجير ولا يجار عليه ، سبحانه لا يذل من استجار به ، ولا يهزم من توكل عليه .
    وفي خضم هذه الأحداث المتلاحقة وأمواج الفتن المتلاطمة ، يستشعر المسلم بحكم الفطرة التي فطر الله الناس عليها ، بضرورة الرجوع إلى الله عز وجل والاستمساك بشرعه ، وما ذاك إلا لبروز فئة ضالة ، تتساءل وقحة : أليس أهل السنة يعتقدون أنهم هم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة ، فمتى نصر الله ؟ ويتطاول بعضهم متسائلا بنوع من السخرية والتهكم فيقول : ألم يقل الله تعالى : ومن يهن الله فما له من مكرم ". فقد أهنتم فمن هو مكرمكم ؟
    وتتوالى الأسئلة الوقحة ، والاستفسارات الممجة ، ويعجز الغائب عن ذكر الله ، والمفرط في شرع الله أن يجيب عنها ، بل لربما استسلم لبرهجهم وسايرهم في منهجهم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
    والمؤمن الصافية عقيدته السليم منهجه ، لا يتزعزع و ييأس ، لأنه واثق من نصر الله تعالى ، لقول عز من قائل : وكان حقا علينا نصر المؤمنين ". ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ ". رواه البخاري .
    وهذا هو المعتقد الواجب على كل مسلم أن يعتقده ،وأن لا يغره كثرة المشركين والضالين عن الطريق المستقيم ، فإن الله قد قال في محكم التنزيل:وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ" الأنعام آية 116. وقال عز وجل : وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ"يوس الآية 106 .
    والواقع الأليم الذي يعيشه إخواننا في سورية يجعلنا نبحث في النصوص الشرعية عما يسكن بعضا من هذا الغضب الثائر في نفوسنا ، فنجد قول الله تعالى كما في سورة الحج :إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) [الحج : 38- 41].
    ويأتي هنا الجواب عن سؤال ذلك المتهكم متى نصر الله ، في آية أخرى في سورة البقرة .قال تعالى :أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ".
    ويزيد يقيننا في وعد الله لنا لما نعلم قول الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد جاءه الصحابة يشكون له تعذيب الكفار لهم ، فأجابهم كما أخرج البخاري في صحيح باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر ، عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ فَقُلْنَا أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلَا تَدْعُو لَنَا فَقَالَ قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهَا فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرُ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ .
    وانظروا رحمكم الله إلى ترجمة البخاري لهذا الحديث وجمال ودقة تبويبه ، حيث عقد مقارنة بين اختيار الضرب والقتل والهوان مع الإيمان أو الكفر ، وإنها لومضات تنير طريق السارين في زمن كثرت في الفتن كما أخبر بذلك الصادق الذي لا ينطق عن الهوى ، كما في صحيح مسلم وغيره : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا .
    وقد عرضت بعض القنوات الإخبارية مقاطع كفرية لبعض العصابات الأسدية تقول فيها كلمات كفرية مخرجة من الملة باتفاق العلماء ، حيث تنادي بألوهية بشار ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا . والقدرة على حشر الملائكة في زاوية مع المتظاهرين وهلم جرا .
    ولهؤلاء الذي باعو دينهم بعرض من الدنيا زائل ، بمناصب ومراكز ، ومصالح وامتيازات نقول لهم أن الله لا ينسى ، وأنه يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ، وأن العاقبة للمتقين .
    وما أجمل أن نتمثل قول المتناظرين عبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم في المناظرة التي أشرنا إليها سابقا :
    وللخير أهل يعرفون بهديهم إذا اجتمعت عند الخطوب المجامع
    وللشر أهل يعرفون بشكلهم تشير إليهم بالفجور الأصابع

    ويبقى في الأخير أن نطمئن المسلم الصافي العقيدة ، أن النهاية ستكون حتما لهذا الدين ولرجاله ولأبطاله ، فالله وعد ، ووعده صادق وحكمه نافذ . فقال تعالى : الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا .سورة النساء آية 141. والله أعلم .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    المشاركات
    61

    افتراضي رد: متى نصر الله ؟

    السلام عليكم أني أتسائل هل الحضور الاسلامي بعد الثوره السوريه سيكون بنفس حضوره في تونس وليبيا ومصر أم أن كثرة أصحاب الاهواء أكثر يحوزون أمرها لهم ? والله أعلم تأخر الحال في سوريا من هذا الباب , لكن الشناعه هو هذا الاستضعاف للناس والحرص على سفك الدم لا يحرص عليه ألا من كان أمره الى ,,

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •