الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم.....أما بعد:
ظهرت في ديارنا الإسلامية والتي كان من أسباب سقوط الخلافة الإسلامية -أسأل الله أن يعيدها- ظهور الوطنية والدعوة إلى الانتماء والتعصب للوطن (يراجع في ذلك الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر د.محمد محمد حسين رحمه الله) والتي أدى إلى الخفض أو تلاشي الانتماء للدين بل بالعكس من نادى إلى التوحيد على كلمة التوحيد والاجماع على العقيدة قُذف من كل حدب وصوب واتهم بكل تهمة واتُّهم بالعمالة وخيانة الوطن والدعوة إلى خلق الفتن الطائفية وزلزلة الوحدة الوطنية وجعل الوطن عقيدة يوالى عليه ويعادى عليه من قال أني أبغض كفار بللدي في الله لأنهم كفروا بربي اتهم بالتشدد والتطرف وقيل له أن الإسلام يدعو إلى حب الأوطان -وكذبوا في دعواهم بمقصدهم الخبيث- وكعادة كل دعوة تخرج علينا بزي الشيوخ فخرج علينا وللأسف الشديد من الشيوخ من يقول حب الأوطان من الدين ومن يقول للمسلم الأمريكي أن يضرب الجندي الأفغاني المسلم ومن يقول الهجرة النبوية درس في حب الوطن ومن يقول أن النبي صلى الله عليه وسلَّم كان يحب مكة (وطنه) وهذه شبهة سقيمة مقتولة ....ورحم الله أبا إسحاق الشيرازي كما ورد في السير(18/460) وتاريخ الإسلام (10/390) ت.بشار. قال- أي الذهبي -:قال خطيب الموصل أبو الفضل: حدَّثني والدي قال: توجَّهت من الموصل سنة تسعٍ وخمسين وأربعمائة إلى بغداد، قاصدًا للشّيخ أبي إسحاق، فلمّا حضرتُ عنده بباب المراتب، بالمسجد الذي يدرّس فيه رحّب بي، وقال: من أين أنت؟ قلت: من المَوْصل. قال: مرحبًا، أنت بلدييّ. فقلت: يا سيّدنا، أنت من فَيْروزاباد، وأنا من المَوْصل! فقال: أما جَمَعتنا سفينةُ نوحٍ؟ وشاهدتُ من حُسن أخلاقه ولطافته وزهده ما حبَّب إليَّ لزومه، فصحبتُه إلى أن تُوُفّي.أهـ ذكره السبكي في طبقات الشافعية(4/224).
قلتُ:أنظر يا رعاك الله طالما انه مسلم فهو أخوه يكرَم مهما كانت بلده فهو بلديه .
كثير ممن تكلم في هذا الموضوع فرَّق بين الحب الفطري وهو ميل القلب إلى المكان الذي ولد فيه دون تعصب أو انتماء ،وحب العبادة الذي هو من الدين.................... .لكن ليس كل ما يميل إليه القلب يقره الشرع هذه واحدة وهذا ليس الاستفسار .
سؤالي هنا هل في الدين شئ أسمه حب الوطن أساساً في الدين أو من الدين ..... ؟
ما حدود الانتماء للوطن في الإسلام , المواطنة .؟
في قوله تعالى "ما لنا ألَّا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبناءنا " البقرة 246
فسمَّى الله سبحانه الخروج من الديار سبباً للقتال في سبيل الله
قال الشيخ ابن عثيمين في تفسيره : والمعنى: أي مانع لنا يمنعنا من القتال في سبيل الله وقد وجِد مقتضي ذلك؛ وهو قولهم: {وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا} ؛ والإنسان إذا أُخرج من داره، وبنيه فلا بد أن يقاتل لتحرير البلاد، وفكّ الأسرى.
ومنها: أن من مبيحات القتال إخراج الإنسان من بلده، وأهله ليرفع ظلم الظالمين؛ لقولهم: {وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا} ؛ لكن لو كان إخراجهم بحق - كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في بني النضير (1) - فلا حق لهم في المقاتلة، أو المطالبة - ولو أسلموا -؛ لأن الله أورث المسلمين أرضهم، وديارهم، وأموالهم؛ والأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين؛ قال الله تعالى: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} [الأنبياء: 105] .
ومنها: وجوب القتال دفاعاً عن النفس؛ لأنهم لما قالوا: {وقد أخرجنا} قال تعالى: {فلما كتب عليهم القتال} أي فرض عليهم؛ ليدافعوا عن أنفسهم، ويحرروا بلادهم من عدوهم؛ وكذلك أبناءهم من السبي.
فذكر مصيبتين، الخروج من الديار، وترك الأبناء، وقدم مصيبة الخروج من الديار على مصيبة فقد الأبناء، وقال الله جل وعلا: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ} [النساء:66].
فجعل جل وعلا أمر الإنسان لغيره بأن يقتل نفسه كمثل أمره بأن يخرج من دياره، فالأمم تتوعد رسلها بأن تخرج من الديار كما قال الله عن قوم لوط أنهم قالوا للوط وآله: {أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ} [الأعراف:82].
فالنفي والنبذ أمر قاس على الإنسان الحر: {لَنُخْرِجَنَّك مْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} [إبراهيم:13].
خلاصة القول هل يوجد شئ أسمه الولاء لأرض الإسلام ولهذا وجبت الهجرة من ديار الكفر .
وعلى هذا تكون تابعة للولاء لله ليست كالولاء للوطن والوطنية والنزعات العرقية التي توجد في هذه الأزمنة
بارك الله فيك أريد تفصيل في هذه المسألة .
أما عن قضية الوطنية والمواطنة والقومية فانصح بقراءة هذه الروابط:
القومية:http://www.dorar.net/enc/mazahib/308
http://www.albshara.com/showthread.php?t=3775
http://www.saaid.net/feraq/mthahb/45.htm
الوطنية:http://www.dorar.net/enc/mazahib/403
http://www.saaid.net/daeyat/zadalmaad/4.htm