السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أهل الحديث أخرج مسلم في الصحيح من رواية يزيد بن حيان برواية أبو حيان (عنهُ) برواية إسماعيل بن إبراهيم (عنهُ) قولهُ صلى الله عليه وسلم : (( فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ : وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ؟ قَالَ : نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ ، قَالَ : وَمَنْ هُمْ ؟ قَالَ : هُمْ آلُ عَلِيٍّ ، وَآلُ عَقِيلٍ ، وَآلُ جَعْفَرٍ ، وَآلُ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ " )) فيكون إسماعيل بن إبراهيم ومحمد بن فضيل وجرير، وجعفر بن عون ويعلى قد حدثوا بهِ عن أبي حيان دون قولهِ (( لسنَ من نساؤهُ )) .
وقد رواهُ حَسَّانُ يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ ، بِمَعْنَى حَدِيثِ زُهَيْرٍ ..
ثم رواهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ سَعِيدٍ وَهُوَ ابْنُ مَسْرُوقٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، قَالَ : دَخَلْنَا عَلَيْهِ ، فَقُلْنَا لَهُ : لَقَدْ رَأَيْتَ خَيْرًا لَقَدْ صَاحَبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَلَّيْتَ خَلْفَهُ ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِ حَدِيثِ أَبِي حَيَّانَ ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ : أَلَا وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ أَحَدُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، هُوَ حَبْلُ اللَّهِ مَنِ اتَّبَعَهُ كَانَ عَلَى الْهُدَى ، وَمَنْ تَرَكَهُ كَانَ عَلَى ضَلَالَةٍ وَفِيهِ ، فَقُلْنَا : مَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ نِسَاؤُهُ ؟ قَالَ : لَا وَايْمُ اللَّهِ إِنَّ الْمَرْأَةَ تَكُونُ مَعَ الرَّجُلِ الْعَصْرَ مِنَ الدَّهْرِ ، ثُمَّ يُطَلِّقُهَا ، فَتَرْجِعُ إِلَى أَبِيهَا وَقَوْمِهَا أَهْلُ بَيْتِهِ أَصْلُهُ ، وَعَصَبَتُهُ الَّذِينَ حُرِمُوا الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ .
السؤال الذي يطرح نفسهُ ، حسان بن إبراهيم يرويهِ مرة موافقاً فيه لرواية إسماعيل بن إبراهيم .
ويروي مرة بزيادةَ قولهِ ( لا وأيم الله إن المرأة تكونُ مع الرجل ) ، مع العلم أن حسان بن إبراهيم قال فيه بن عدي : (( حدث بأفراد كثيرة، وهو عندي من أهل الصدق إلا أنه يغلط في الشيء، وهو عندي لا بأس به )) وقال ابن حبان (( ربما أخطأ )) وقد أنكر عليه الإمام أحمد بن حنبل بعض ما رواهُ حسن بن إبراهيم ، وقال النسائي (( ليس بالقوي )) قال ابن حجر : (( صدوق يخطئ، مرة: له في الصحيح أحاديث يسيرة توبع عليها )) فالذي يظهر أن في حديثهِ وهم ، فهل يحتمل أن تكون هذه الزيادة في صحيح مسلم من أوهامِ حسن بن إبراهيم بروايته عن سعيد بن مسروق ، ولابد أن نأخذ بعين الإعتبار أن الإمام مسلم أخرج في الصحيح قولهُ ( نساؤه من أهل بيته ) فهل تحمل الزيادة التي رواها على الشذوذ .
حديث مسلم صحيح لا شك بذلك ، ولكن إشكالنا حول هذه فقبل أن أطرح ما لدي احب أن أقرأ أقوال أهل الحديث الكرام في هذا الموضوع فجزاهم الله تعالى كل خير مقدماً على ما سيقدمُ من الفائدة ، والله تعالى الموفق .