تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: شبابنا وثقافة الإنترنت

  1. #1

    افتراضي شبابنا وثقافة الإنترنت


    يندر أن تجد من يخالفك اليوم في أن كثيرا مما يتداول في الشبكة العنكبوتية -وخاصة في ساحات الحوار- يبرز مرضا فكريا نعاني منه.
    وليس المجال مجال الحديث عن الشبكة وما يدور فيها فله ميدان آخر، إنما الذي يعنينا هنا دلالته على التفكير السائد لدى أولئك.
    والقسام المشترك لدى شريحة واسعة منهم: السطحية والسذاجة الفكرية، أو السب والشتم المقذع، أو الخروج عن أدب الحوار والجدال، أو القول في الدين بغير علم....إلخ تلك المآسي التي تبدو لمن يتصفح هذه المواقع.
    وأجزم أن هؤلاء لا يمثلون مجتمع الصحوة تمثيلا صادقا، لكنهم بالتأكيد شريحة وفئة ليست قليلة.
    إن هذه الظاهرة تدعو الغيورين على هذا الجيل الذي يفكر بهذه العقلية إلى التأمل والمراجعة؛ فهي إفراز لبعض جوانب الخلل والإخفاق في الواقع تربوي.
    ونتسائل هاهنا: إلى أي حد نتوقع من هذا الجيل الذي يفكر بهذه العقلية أن يسهم في مشروع الإصلاح والبناء المناط بهذه الصحوة؟ وهل مثل هؤلاء على مستوى التحديات التي تواجه الأمة اليوم؟
    إن المربين والمصلحين بحاجة إلى أن يضعوا ضمن برنامج عملهم الارتقاء بهذا الجيل، وأن يوظفوا مثل هذه المشكلات في فهم الثغرات التربوية لدى الشباب.
    ومن الوسائل التي ينبغي أن يعنى بها في التعامل مع هذه المشكلة:
    1- تحقيق المزيد من التواصل مع الشباب، وفتح الصدور والقلوب لهم، والصبر على ما قد يبدو من بعضهم من أخطاء؛ فهذا مدعاة لأن يقتربوا من المصلحين والمربين.
    2- توسعة المحاضن والمجالات التربوية التي يمكن أن تستوعب هؤلاء الشباب، فالنماذج المتاحة لا تتلاءم مع الحاجة المتزايدة، ووإمكاناتها العددية لا تستوعب كثيرا من الشباب، كما أن النمط السائد فيها لايلائم كافة الشرائح، فلا بد من تعدد الأنماط واتساع أفق المربين لاسيعاب مجالات عمل متنوعة تستوعب كافة الفئات.
    3- الاعتناء بالبناء العلمي والفكري، وإثراء الساحة بالمزيد مما يسهم في الارتقاء بالشباب، بدلا من التركيز على الخطاب العاطفي وحده؛ فالساحة الدعوية اليوم يسيطر عليها الخطاب العاطفي والحماسي، ومع أهميته وتأثيره إلا أن المبالغة فيه تؤدي إلى إيجاد جيل يندفع مع العواطف ويقنعه هذا اللون أكثر من الخطاب المنطقي العقلي..
    4- الاعتناء بتبسيط المادة الفكرية والعلمية التي تستهدف الشباب؛ فكثير مما يقدم لا يتلاءم مع مستوياتهم فلا يحظى بالقبول لديهم.
    5- مراجعة الأهداف التربوية، وتحقيق مزيد من الاهتمام بتنمية الجوانب العقلية، والارتقاء بمهارات التفكير لدى الشباب، والتخفيف من التركيز على تقديم المادة العلمية والثقافية من خلال خط اتصالي وحيد الاتجاه.
    6- توسيع دائرة الحوار المباشر والتدريب على مهاراته داخل البرامج واللقاءات التي تقدم للشباب.
    7- تهيئة مجالات وفرص عمل دعوية واسعة على شبكة الإنترنت لتكون بديلا لهؤلاء الشباب يصرفون فيها جزءا من أوقاتهم التي يصرفونها على الشبكة.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    457

    افتراضي رد: شبابنا وثقافة الإنترنت

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد المرسى مشاهدة المشاركة
    3- الاعتناء بالبناء العلمي والفكري، وإثراء الساحة بالمزيد مما يسهم في الارتقاء بالشباب، بدلا من التركيز على الخطاب العاطفي وحده؛ فالساحة الدعوية اليوم يسيطر عليها الخطاب العاطفي والحماسي، ومع أهميته وتأثيره إلا أن المبالغة فيه تؤدي إلى إيجاد جيل يندفع مع العواطف ويقنعه هذا اللون أكثر من الخطاب المنطقي العقلي..
    ولأجل هذا نجد الناس تعرض على العلماء وتنكب على القصاصين والوعاظ وخطباء الحماسة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •