ها قد أقبل الحج ـ بلغني الله و إياكم إياه و جعلنا من حجاج بيته ـ و العلماء في الحج لهم مذاهب و طرق ، و لعل أبرز مذهبين أو طريقين هو طريق التيسير ، و الطريق المقابل .
و لحاجة الناس في هذا الزمن لتيسير فقد ذهب إليه جمع من العلماء الذين لا يُشك في علمهم و فقههم و لعل من أبرز من يطرح هذا الطرح و يشتد في الإنكار على من يخالف منهجه في التشديد على الناس في كتابه ( افعل و لا حرج ) و الذي قدم له بعض حهابذه العلماء أمثال : ابن جبرين و ابن بيّة و المنيع و غيرهم ، و لا يخفى تبني مؤسسة ( الإسلام اليوم ) لهذا المنهج ، فقط أصدروا كتابا قبل ( افعل و لا حرج ) و هو ( السكينة السكينة ) و قد أثار هذين الكتابين أصداء واسعة و جدلا كبيرا ما بين مؤيد و معارض .
يقابل ذلك فريق اختار إتباع الدليل و التحري و التحوط في العبادة حتى تؤدى كما أداه رسول و الصحابة من بعده ، بينما عد القول الطرف المقابل تشددا و تنطعا في الدين ، و لماذا يُلجأ الناس إلى أضيق الطرق و قد وسع الله عليهم ، و الفريق الآخر يعبتر هذا تمييعا للدين و إماتة له ، و أن هذا الطريق مؤداه في نهاية المطاف تغيير شعيرة الحج و تاديتها على غير الوجه الذي أداه رسول ، و أنكم ايها المشايخ تتلاعبون بالدين ، و تنتقون منه تشاؤون و تدعون ما تشاؤون ، تتبعا للرخص ، و ابتعادا عن الدليل ، و قد جعلتم نصب أعينكم إرضاء الناس و التسهيل عليهم ، و ليس المراد من الشريعة التسهيل بل هو إتباع الدليل .
هذا و قد صدر كتاب حديثا للشيخ فهد ابا حسين في الرد على كتاب الشيخ و قد قدم له المشايخ :
الفوزان و الراجحي
هذا هو الموضوع بين إيديكم و قد طرحت فيه كلا القولين ، و أنا اعلم ان الموضوع حساس ، و لكن لابد من طرحة ، و لا بد من حوار متزن مصحبٍ للأدلة ، و القواعد الشرعية الأصولية .
و سأطرح بين الفينة بعض الأدلة لكلا الطرفين ، و لن أتبنى رأيا بعينة .
وفقنا الله لما يحبه و يراه و جعلنا متبعين للحق و سائرين في أين ما سار .