تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: تحسين حديث: ( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا ...)

  1. #1

    افتراضي تحسين حديث: ( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا ...)

    قال أبو يعلى في ( مسنده ) [رقم/ 1185] : (حدثنا زهير حدثنا محمد بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير : عن أبي سعيد قد رفعه قال : تصبح الأعضاء تكفر اللسان تقول أتق الله فينا فإن استقمت استقمنا و إن اعوججت اعوججنا).
    --------------
    1185- [حسن]: أخرجه أبو نعيم في «الحلية» [4/309]، من طريق محمد بن غالب تمتام قال: ثنا عارم- وهو محمد بن الفضل في إسناد المؤلف - ومسدد وسهل بن محمود قالوا: ثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري يرفعه إلى النبي r به نحوه ...
    قال أبو نعيم: «غريب من حديث [ أبي ] سعيد، تفرد به حماد عن أبي الصهباء».
    قلت: وسنده حسن صالح، رجاله كلهم ثقات أئمة سوى أبي الصهباء، وهو شيخ كوفي لا بأس به، روى عنه جماعة من النَّقَلة، وذكره ابن حبان في «الثقات»، وقول الحافظ عنه في «التقريب»: «مقبول»! - يعني عند المتابعة، وإلا فليِّن ! - غير مقبول على التحقيق! ومن يروي عنه مثل حماد بن زيد لا يكون مجهولا ولا غائبًا! بل روايته عنه تقويه وترفع من شأنه، فقد قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» [1/1/36] : «سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقة، مما يقويه؟ قال : إذا كان معروفا بالضعف لم تقوه روايته عنه، واذا كان مجهولا نفعه رواية الثقة عنه ». وقال أيضًا: «سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل مما يقوي حديثه؟ قال : إي لعمري، قلت : الكلبي روى عنه الثوري! قال : إنما ذلك إذا لم يتكلم فيه العلماء، وكان الكلبي يُتَكلَّمُ فيه».
    قلت: وكلام أبي حاتم وصاحبه ليس على إطلاقه! والأشبه أنهما قصدا برواية الثقات: يعني ثقات الثقات، والحفاظ من الأثبات، وليس كل ثقة! وإلا فقد جزم أبو حاتم بجهالة غير واحد روى عنه أكثر من ثقة! فارتدَّ الأمر إلى اعتبار الحذاق من الثقات، والأثبات من الرواة، في تقوية حال من يروون عنه من صنوف النقلة الذين لم يُؤْثر عن أحد من النقاد أنه تكلم فيهم؟ ولا ريب أن حماد بن زيد مندرجٌ في زمرة أولئك الحفاظ المتقنين المتثبتين، فروايته عن أبي الصهباء الكوفي مما تقويه إن شاء الله، لا سيما ولم يُحْفَظ عن أحد من أهل العلم أنه تكلم فيه! وما علمت للرجل حديثًا منكرًا، أو غريبًا لا يحتمل! فمثله يكون مقبول الرواية عند جماعة من حذاق النقاد، وقد قال الذهبي«الميزان» [3/426]: « والجمهور على أن من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة ولم يأت بما ينكر عليه أن حديثه صحيح»، وقد مشى الذهبي على تلك القاعدة في مواطن من «كتبه»، فقال في ترجمة «محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب» من «الميزان» [3/668]: «ما علمت به بأسا ، ولا رأيت لهم فيه كلاما ، وقد روى له أصحاب «السنن الأربعة» فما اسْتُنْكِرَ له حديث». وقد حسَّن له الإمام الحافظ مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيِّ بنِ أَبِي الرَّجَاءِ الأَصْبَهَانِيّ ُ هذا الحديث، كما يأتي.
    قلت: وبهذا البيان الذي أوردناه في حق أبي الصهباء = تطيش محاولات جماعة من المتأخرين في رميه بالجهالة! مع إعلال هذا الحديث به! وقد عرفتَ ما فيه؟
    وقد جهدتُ للوقوف لأبي الصهباء على اسم؟ فما استطعتُ! وقبلي قال الحافظ الكبير أبو أحمد الحاكم في «الأسامي والكنى» [1/ق243/أ/مخطوط] في باب من يكنى بــ: «أبي الصهباء»: «مَنْ أعرف منهم بكنيته ولا أقف على اسمه؟ » ثم ذكر منهم: «أبا الصهباء الكوفي» فقال: «أبو الصهباء سمع سعيد بن جبير روى عنه حماد بن زيد وعمارة بن زاذان».
    [تنبيه] قد غلط المعلق على «الزهد/لهناد» [2/533]، وظن أن «أبا الصهباء» هنا هو «صهيب أبا الصهباء البكري ، البصري ، و يقال المدني ، مولى ابن عباس» الذي أخرج له مسلم! فقال: «أبو الصهباء: اسمه صهيب، مولى ابن عباس، البكري البصري، قال أبو زرعة: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات ... »!
    قلت:ولم يفعل الرجل شيئًا! وقد تابعه على هذا الوهم: الباحث الفاضل سليم الهلالي في كتابه: «بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين» [3/17]! إلا أنه استدرك على نفسه في «عجالة الراغب المتمني» [1/34]، فقال: « ... وهذا سبق قلم مني، لأن أبا الصهباء راوي حديثنا هذا كوفي، وذاك الذي وثقه أبو زرعة - واسمه صهيب - بصري، وهما مختلفان».
    قلت: وأزيد عليه: بأن البخاري وأبا حاتم وابن حبان وأبا أحمد الحاكم وغيرهم كلهم قد فرقوا بين الرجلين، وغايروا بين الشخصين، وأيضًا فأبو الصهباء البكري متقدم الطبقة على أبي الصهباء الكوفي، ذاك يروي عنه سعيد بن جبير، وهذا يروي عن سعيد بن جبير!
    وقد أغرب الإمام الحافظ مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيِّ بنِ أَبِي الرَّجَاءِ الأَصْبَهَانِيّ ُ، وقال في «الفوائد الملتفظة والفرائد الملتقطة من مسموعات أبي الفتح الخرقي» [عقب رقم/19/مخطوط/بترقيمي]، بعد أن ساق الحديث من طريق أبي بكر ابن السني ، ثنا أبو خليفة ، ثنا مسدد ، ثنا حماد بن زيد ، عن أبي الصهباء ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي سعيد الخدري به ... قال: «أبو الصهباء هذا اسمه صلة بن أشيم العدوي ، عداده في البصريين ، يروي عنه الحسن بن أبي الحسن البصري ، وحميد بن هلال ، وثابت بن أسلم البناني ، وزوجته معاذة العدوية، وقال الإمام أبو أحمد العسال : هو بصري ثقة قتل بخراسان في بعض الغزوات في ولاية الحجاج ، روى عنه أبو السليل»!
    قلت: وهذا من الأوهام العجيبة! فإنه لا يُعرف لصلة بن أشيم رواية عن سعيد بن جبير أصلا! ولا ذكروا أن حماد بن زيد يروي عنه! وكيف يروي عنه حماد وهو لم يدركه أصلا! بل لمَّا قُتِلَ صلة بن أشيم ببلاد كابل غازيًا لم يكن حماد قد ارتكض في رحم أمه بعد! بل لم يكن أَبَوَا حماد قد التقيا في تلك الحياة أصلا؟! وقد كان مقتل «صلة» في أول ولاية الحجاج على العراق سنة خمس وسبعين للهجرة، أما حماد بن زيد فقد كان مولده سنة ثمان وتسعين، كما ذكر تلميذه خالد بن خداش! فكيف خفي مثل هذا على مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيِّ بنِ أَبِي الرَّجَاءِ وهو «الفَقِيْهُ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، مُفِيْدُ أَصْبَهَان، الذي كَتَبَ الكَثِيْر، وَجَمَعَ، وَخَرَّجَ، وَحَدَّثَ»، كما يقول الذهبي في ترجمته من «سير النبلاء»!؟ لكن المعصوم من عصمه الله وحده.
    وصلة بن أشيم هذا: شيخ قديم معدود من كبار التابعين، بل ذكره جماعة في الصحابة؛ لكونه أرسل حديثًا! قال الحافظ في «الإصابة» [3/463]: «ذكر أبو موسى- يعني محمد بن عمر الأصبهاني الحافظ - أنه قتل بسجستان سنة خمس وثلاثين وهو ابن مائة وثلاثين سنة، قلت: فعلى هذا فقد أدرك الجاهلية».
    قلت: وكان صلة من أولئك الزهاد العباد المجاهدين، الذين شغلتهم العبادة والغزو عن الرواية والسماع، فلهذا قلَّتْ رواياته في دواوين الإسلام! وذاعت الأخبار عنه في «الزهد والرقاق»، وله مواعظ تذوب منها الصخور، وتموج لحرارتها أمواج البحور!
    ومن بليغ أخباره: ما رُوِّيناه في «حلية الأولياء» [2/238] بالإسناد الصالح عن ثابت البناني قال: « كان صلة بن أشيم يخرج إلى الجبانة- يعني المقابر- فيتعبد فيها- يعني بجوارها - فكان يمر على شباب يلهون ويلعبون فيقول لهم: أخبروني عن قوم أرادوا سفرا فحادوا النهار عن الطريق، وناموا بالليل، متى يقطعون سفرهم؟ قال: فكان كذلك يمر بهم ويعظهم، فمر بهم ذات يوم فقال لهم هذه المقالة، فانتبه شاب منهم فقال: يا قوم إنه لا يعني بهذا غيرنا، نحن بالنهار نلهو وبالليل ننام! ثم اتبع صلة فلم يزل يختلف معه إلى الجبانة فيتعبد معه حتى مات».

    تابع البقية: ....

  2. #2

    افتراضي رد: تحسين حديث: ( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا

    وعود على بدء فنقول: ومع صلاح هذا الإسناد إلا أنه اختلف على حماد بن زيد في رفعه ووقفه؟ فرواه عنه محمد بن الفضل السدوسي على الوجه الماضي مرفوعًا، وتابعه عليه جماعة: منهم:
    1- سهل بن محمود أبو السري: عند أبي نعيم في «الحلية» [4/309]حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر قال: ثنا محمد بن غالب تمتام قال: ثنا عارم ومسدد وسهل بن محمود قالوا: ثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري يرفعه إلى النبي r به نحوه ...
    قلت: وهذه متابعة مخدوشة! وأبو بحر ابن كوثر تكلم فيه غير واحد من النقاد! راجع: ترجمته من «الميزان» ولسانه [5/131].
    2- ومحمد بن موسى الحرشي: عند الترمذي [رقم/2407]، وابن خزيمة في «فوائد الفوائد» [ص/39/رقم/2/طبعة دار ماجد عسيري]، ومن طريقه المزي في «التهذيب» [431/33]، وابن شاهين في فضائل الأعمال [2/رقم/ 392]، وأبي القاسم الأصبهاني في «الترغيب والترهيب» [2/رقم/1719/طبعة دار الحديث]، من طرق عن محمد بن موسى الحرشي عن حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد به نحوه ...
    قلتُ: ومحمد بن موسى فيه ضعف!
    3- وصالح بن عبد اللَّه الباهلي: عند الترمذي [عقب رقم/ 2407]، حدثنا صالح بن عبد الله حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به ... وقال فيه : ‏«‏أحسبه عن النبي r ‏» ‏‏يعني مرفوعًا.
    4- وعفان بن مسلم: عند أحمد [95/3]،ثنا عفان ثنا حماد بن زيد ثنا أبو الصهباء قال سمعت سعيد بن جبير يحدث عن أبي سعيد الخدري به ... وقال فيه: ‏«‏لا أعلمه إلا رفعه»‏‏.
    5- والطيالسي: في «مسنده» [رقم/2209]، ومن طريقه البيهقي في الآداب [رقم/ 294/طبعة مؤسسة الكتب الثقافية]، وفي «الشعب» [4/رقم/4945 ]، حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد به ...وقال فيه: ‏«‏قال حماد: ولا أعمله إلا مرفوعًا»‏‏.
    6- وسليمان بن حرب: عند عبد بن حميد في «مسنده/المنتخب» [رقم/979]، وأبي نعيم في الحلية [4/309]، عن حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد به ...
    قلت: لكن اختلف على ابن حرب في رفعه! فرواه عنه عبد بن حميد والحارث بن أبي أسامة على الوجه الماضي مرفوعًا، وخالفهما أبو مسلم الكجي! فرواه عن ابن حرب فقال: أخبرنا سليمان بن حرب أخبرنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به ... موقوفًا عليه! هكذا أخرجه الخطابي في «غريب الحديث» [2/442 ] قال: حدثناه ابن مالك- يعني:أحمد بن إبراهيم بن مالك- أخبرنا أبو مسلم الكشي به ...
    قلت: يشبه أن يكون الوجهان محفوظين عن سليمان، والاختلاف في رفعه ووقفه هو من حماد بن زيد نفسه! كما يأتي بيان ذلك.
    7- وعمران بن موسى البصري: عند ابن أبي الدنيا في «الورع» [رقم/ 19]، حدثني عمران بن موسى البصري قال حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به ... وقال فيه : ‏«‏أحسبه رفعه‏»،‏‏ وكذا أخرجه في الصمت [رقم/ 21]، ومن طريقه عمر بن أحمد الشماع في «الجزء الأول من ثبته» [رقم/153/مخطوط/بترقيمي]،وقال فيه : ‏«‏أراه رفعه‏»‏‏.
    8- وبشر بن السري: عند الحسين بن حرب في «زوائده علي زهد ابن المبارك» [رقم/ 1012]، أخبرنا بشر بن السري قال: حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به ...وقال فيه: ‏«‏قال حماد: ولا أعلمه إلا رفعه‏»‏‏ .
    9- ومسدد بن مسرهد: عند ابن السني في اليوم والليلة [1/33-34-رقم/1/مع عجالة الراغب]، ومن طريقه أبو عبد الله محمد بن مكي بن أبي رجاء بن الفضل الأصبهانيفي «الفوائد الملتفظة والفرائد الملتقطة من مسموعات أبي الفتح الخرقي» [رقم/19/مخطوط/بترقيمي]، وأبي نعيم في الحلية [4/309]، والبغوي في «شرح السنة» [14/315 -316 ]، وأبي حامد البُدَيْري في «الجواهر الغوالي في ذكر الأسانيد العوالي» [ق/28/ب/مخطوط/المكتبة الأزهرية]، من طرق عن مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ به...وقال فيه عند ابن السني وابن أبي رجاء والبغوي والبديري: ‏«‏أظنه رفعه‏»‏‏.
    قال محمد بن مكي بن أبي رجاء: «حديث حسن مشهور ، عن حديث حماد بن زيد...».
    10- وأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنُ وَاقِدٍ الْحَرَّانِيُّ: عند البيهقي في «الشعب» [4/رقم/4945]،أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا إبراهيم بن بكر المروزي نا أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني نا حماد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير : عن أبي سعيد الخدري به ...
    11- وابن مهدي: واختلف عليه في سنده! فأخرجه ابن عبد البر في التمهيد [40/21]، وفي الاستذكار [569/8]، من طريق يعقوب بن المبارك حدثنا إسحاق بن أحمد البغدادي حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به...مرفوعًا.
    قال يعقوب بن المبارك عقب روايته: «هكذا وجدته في كتابي عن أبي يعقوب الكاغذي».
    قلت: وأبو يعقوب هذا هو إسحاق بن أحمد البغدادي، سئل عنه الدارقطني؟ فقال: «حدَّث بمصر، رأيتهم يثنون عليه، وفي حديثه أوهام» كما في «سؤالات السهمي» [ص/173]، وقد خولف هذا الشيخ في وصله! خالفه يحيى بن زكريا بن يحيى الحافظ الإمام أبو زكريا النيسابوري الأعرج! فرواه عن يعقوب الدورقي فقال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به ... موقوفًا! ولم يرفعه! هكذا أخرجه ابن عبد البر في التمهيد [21/40 -41 ]أخبرنا خلف بن قاسم حدثنا يعقوب بن المباركحدثنا يحيى بن زكريا به ...
    قلت: وهذا الوجه أراه المحفوظ عن ابن مهدي.
    12- ومحمد بن عبيد بن حساب: عند ابن عبد البر أيضًا في التمهيد [40/21] من طريقعبد الله بن أحمد بن حامد بن ثرثال البغدادي قال: حدثنا الحسن بن الطيب بن حمزة البلخي قال: حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا أبو الصهباء عن سعيد ابن جبير عن أبي سعيد الخدريبه ...
    قلت: وهذه متابعة مخدوشة! والحسن بن الطيب بن حمزة تكلم فيه غير واحد من النقاد، فراجع: ترجمته من «تاريخ بغداد» [7/333 -335 ].

    تابع البقية: ....

  3. #3

    افتراضي رد: تحسين حديث: ( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا

    فهؤلاء: ثلاثة عشر راويًا رُويَ عنهم رفْعُ الحديث عن حماد بن زيد، وخالفهم جماعة آخرون! فرووه عن حماد فأوقفوه! ولم يجاوزوا به أبا سعيد الخدري! ومن هؤلاء:
    1- حماد بن أسامة: عند هناد في الزهد [2/ رقم 1090]، ومن طريقه الترمذي [عقب رقم/ 2407] حدثنا أبو أسامة عن حماد بن زيد ثنا أبو الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به نحوه... موقوفًا.
    2- وأبو كامل: عند أحمد في «الزهد» [رقم/ 1094/طبعة دار ابن رجبحَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ به نحوه ... موقوفًا.
    قلت: وأبو كامل: هو مظفر بن مدرك الإمام الحافظ الجبل.
    [تنبيه] زعم الشيخ المحدث أبو إسحاق الحويني في «فتاويه الحديثية» أن الذي روى هذا الحديث عن حماد إنما هو أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين! فعزاه إلى عبد الله بن أحمد في «زوائد الزهد»! ثم قال: «وقد وقع الإسناد هكذا في كتاب « الزهد » قال عبد الله بن أحمد : «حدثنا أبي ، حدثنا أبو كامل ، حدثنا حماد بن زيد به» ، وذِكْرُ « أحمد بن حنبل» في هذا الإسناد خطأ ظاهر ، فأبو كامل الجحدري هو فضيل بن حسين من شيوخ عبد الله بن أحمد ، لا من شيوخ أبيه»!
    قلت: كذا قال! وهذا مع تخطئته للأصول الخطية وغيرها من «الزهد»، بدون برهان قائم، يوهم أنه ليس في الدنيا «أبو كامل» من تلك الطبقة سوى فضيل بن حسين الجحدري وحده! وغاب عنه أن من مشاهير مشيخة الإمام أحمد : «أبا كامل مظفر بن مدرك الحافظ» وهو المراد في هذا الإسناد بلا ريب عند الناقد، فدعوى أن «ذِكْرَ أحمد بن حنبل في هذا الإسناد خطأ ظاهر!» هي بعينها الخطأ الظاهر!
    3- وإسحاق بن أبي إسرائيل: عند ابن عبد البر في التمهيد [41/21]من طريقإسحاق بن أبي إسرائيل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به نحوه ... موقوفًا.
    5- وعبد الرحمن بن مهدي: عند ابن عبد البر في التمهيد [21/40 -41 ]أخبرنا خلف بن قاسم حدثنا يعقوب بن المبارك حدثنا يحيى بن زكريا عن يعقوب الدورقي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به ... موقوفًا!
    قلت: فهؤلاء كلهم رووه عن حماد بن زيد فأوقفوه على أبي سعيد ولم يرفعوه! وهذا الوجه هو الذي رجحه الترمذي! فقد قال في «جامعه» [605/4]، بعد أن أخرجه مرفوعًا [رقم/ 2407]، من رواية محمد بن موسى الحرشي عن حماد بن زيد به ... : قال: ‏«‏حدثنا هناد -وهو في «زهده» كما مضى- حدثنا أبو أسامة عن حماد بن زيد نحوه ولم يرفعه، وهذا أصح من حديث محمد بن موسى!!‏»‏‏.
    قلتُ: لكن محمدًا لم ينفرد به مرفوعًا عن حماد بن زيد! بل تابعه: جماعة أكثر عددًا ممن أوقفه! وما في بعض رواياتهم من الشك في رفعه! إنما هو من حماد بن زيد نفسه!! كما وقع ذلك صريحًا عند الطيالسي والحسين بن حرب وغيرهما، فالظاهر أنه كان يشك فيه، والراوي الثقة الحافظ المأمون -مثل حماد- إذا روي خبرًا مسندًا ورواه عنه جماعة من الثقات هكذا، ثم عاد وأوقفه أو شك فيه!! فالأول هو الذي عليه الاعتماد؛ لكونه أتى فيه بزيادة حفظها عنه ثقات أصحابه، فلعله نسي بعد ذلك أنه سمعه مرفوعًا، فذهب يوقفه، ثم تعارض عنده الوقف والرفع ولم يترجح أحدهما على الآخر، فصار يشك فيه! وقد كان حماد بن زيد معروفًا بكونه من الذين يقصرون في الأسانيد عند الارتياب؛ زيادة في الاحتياط والتوقي، وقد نقل الحافظ في «التهذيب» عن يعقوب بن شيبة الحافظ أنه قال: «حماد بن زيد أثبت من ابن سلمة ، و كل ثقة ، غير أن ابن زيد معروف بأنه يقصر فى الأسانيد ، و يوقف المرفوع ، كثير الشك بتوقيه ، و كان جليلا ، لم يكن له كتاب يرجع إليه ، فكان أحيانا يذكر ، فيرفع الحديث ، و أحيانا يهاب الحديث ، و لا يرفعه».
    قلت: وقد ورث حماد هذا التوقي عن شيخه أيوب السختياني، فقد كانت هذه عادته فيما يشك فيه من أخبار؛ تبرئةً لذمته أن ينسب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ما لم يقله!
    والحديث: حسن صالح مرفوع على التحقيق، وهو غريب من هذا الوجه، تفرد به حماد بن زيد عن أبي الصهباء، وقد كان تفرُّدُ حماد به معروفًا بين النقلة، وقد سمعه منه خلْقٌ كما مضى، بل حرص الثوري على سماعه من حماد أيضًا! فأخرج ابن أبي حاتم في «تقدمة الجرح والتعديل» [1/182]، من طريق يعقوب الدورقي قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول: « رأيت سفيان الثوري جاء الى حماد بن زيد وسأله عن حديث أبى الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبى سعيد الخدري: « أن الأعضاء تكفر بعضها بعضا» قال: فرأيت سفيان الثوري جاثيا بين يدي حماد بن زيد وهو يُمْلي عليه هذا الحديث»، وأخرجه ابن عبد البر أيضًا في «التمهيد» [21/40] من طريق يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: «رأيت سفيان الثوري جالسا عند حماد بن زيد يكتب هذا الحديث». والله المستعان لا رب سواه.

    انتهى بحروفه من: ( رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى ) [رقم/1185].


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,092

    افتراضي رد: تحسين حديث: ( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا

    وفقك الله.
    * كيف حسَّن محمد بن مكي بن أبي الرجاء لأبي الصهباء الكوفي، وهو يعيِّنه في الإسناد بصلة بن أشيم البصري؟ مع اعتبار أن اعتماد المتأخرين في التصحيح والتحسين على أحوال الرواة.
    * نقلتَ قول ابن أبي الرجاء: (حديث حسن مشهور ، عن حديث حماد بن زيد...)، كذا، وصوابه: (من حديث حماد...).

  5. #5

    افتراضي رد: تحسين حديث: ( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله مشاهدة المشاركة
    وفقك الله.
    * كيف حسَّن محمد بن مكي بن أبي الرجاء لأبي الصهباء الكوفي، وهو يعيِّنه في الإسناد بصلة بن أشيم البصري؟ مع اعتبار أن اعتماد المتأخرين في التصحيح والتحسين على أحوال الرواة..
    أحسن الله إليك يا أبا عبد الله. تعقبك في محله. وتلك نُغْبَةٌ من بحار أوهامنا! ولن نستدرك إصلاحها في مكان آخر؟ بل سنتركها مع التنبيه عليها، عازين الفضل لأهله، لعل صنيعنا هذا يكون عبرة لبعض إخواننا..

  6. #6

    افتراضي رد: تحسين حديث: ( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا

    أحسن الله إليك أخي الحبيب؛ أبو المظَفَّر السِّنَّاري
    http://majles.alukah.net/image.php?type=sigpic&userid=1  6946&dateline=1260165760

  7. #7

    افتراضي رد: تحسين حديث: ( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البرآء السلفى مشاهدة المشاركة
    أحسن الله إليك أخي الحبيب؛ أبو المظَفَّر السِّنَّاري
    بارك الله فيك يا شيخ أحمد، ونفع بك.

  8. #8

    افتراضي رد: تحسين حديث: ( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا

    جزاك الله خيرا وأحسن الله إليك
    تخريج محكم وحكم موفق وفقك الله دائما وأبدا
    والحديث لايقل عن درجة الحسن كما تفضلت ولكن بزيادة ظن حماد
    أسأل الله لي ولكم استقامة اللسان وصلاح الجنان ودخول الجنان والبعد عن النيران

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    845

    افتراضي رد: تحسين حديث: ( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا

    الشيخ أبو المظَفَّر السِّنَّاري ، بارك الله فيك ونفع بك .
    نسأل الله لك التوفيق والسداد .
    واجعَل لوجهكَ مُقلَتَينِ كِلاَهُما مِن خَشيةِ الرَّحمنِ بَاكِيَتَانِ
    لَو شَاءَ رَبُّكَ كُنتَ أيضاً مِثلَهُم فَالقَلبُ بَينَ أصابِعِ الرَّحمَنِ


  10. #10

    افتراضي رد: تحسين حديث: ( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المظَفَّر السِّنَّاري مشاهدة المشاركة
    والراوي الثقة الحافظ المأمون -مثل حماد- إذا روي خبرًا مسندًا ورواه عنه جماعة من الثقات هكذا، ثم عاد وأوقفه أو شك فيه!! فالأول هو الذي عليه الاعتماد؛ لكونه أتى فيه بزيادة حفظها عنه ثقات أصحابه، فلعله نسي بعد ذلك أنه سمعه مرفوعًا، فذهب يوقفه، ثم تعارض عنده الوقف والرفع ولم يترجح أحدهما على الآخر، فصار يشك فيه!
    ثمت هنا أمر دقيق لعلك تتقبله مني بصدر رحب وهو
    أنك أثبت أن رواية رفع الحديث حسنة أو صحيحة ثم بنيت على ذلك إحتمال شكه بعد ذلك
    والصحيح
    أن الحديث حسن فقط بزيادة ظنِ حماد في رفعه أوقفه وقوله (أحسبه عن النبي ) أو( أراه رفعه) أو ( أحسبه رفعه ) أو (أظنه رفعه ) أو ( لاأعلمه إلا رفعه ) ونحوه مما يوهم عدم يقينه أو شكه
    والسبب في ذلك أن ما ورد فيه الجزم بالرفع فقط لم يرد فيه ممايُقبل سوى طريق واحدة أو طريقين ولا كنها تضعف بمقابل طرق الشك أ والوقف الأكثر والتي بعضها أقوى بمراحل كما تعلم فلا يعتد بها ولا يقال لعله كان يحفظ ثم نسي ولهذا أشار الترمذي إلا ضعف حديث الرفع

    فالذي ظهر لي أن الحديث حسن صحيح بظن حماد أوشكه كما أنه حسن موقوفا
    أما رفعه قطعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فضعيف
    إلا إن قلنا أن شك حماد له حكم يقينه مطلقا وذلك فيه نظر

    والله أعلم

  11. #11

    افتراضي رد: تحسين حديث: ( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن بن شيخنا مشاهدة المشاركة
    والسبب في ذلك أن ما ورد فيه الجزم بالرفع فقط لم يرد فيه ممايُقبل سوى طريق واحدة أو طريقين ولكنها تضعف بمقابل طرق الشك أوالوقف الأكثر والتي بعضها أقوى بمراحل كما تعلم
    ثم إن تفرد عارم عن جميع الرواة بتأكيد الرفع -بقد - قد يكون بسبب إختلاطه في آخر عمره إن كانت الرواية في تلك الفترة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •