وجزاكم الله خيرا
وجزاكم الله خيرا
الناس أحرار في تصرفاتهم المالية فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال الناس: يا رسول الله غلا السعر فسعِّر لنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق، وإني لأرجو أن ألقى الله وليس أحد منكم يطالبني بمظلمة في دم ولامال).
وقد استنبط العلماء من هذا الحديث حرمة التدخل في تحديد الأسعار
قال الشوكاني: "إن الناس مُسَلّطون على أموالهم والتسعير حجر عليهم" ، والإمام مأمور برعاية مصلحة المسلمين وليس نظره في مصلحة المشتري برخص الثمن أولى من نظره في مصلحة البائع بتوفير الثمن وإذا تقابل الأمران وجب تمكين الفريقين من الاجتهاد لأنفسهم ، وإلزام صاحب السلعة أن يبيع بما لا يرضى به مناف لقوله تعالى : { إلا أن تكون تجارة عن تراض } وإلى هذا ذهب جمهور العلماء (8/370)
على أن التجار والباعة إذا ظلموا وتعدّوا تعدياً فاحشاً يضر بالسوق وجب على الحاكم التدخل وتحديد الأسعار رفعاً للظلم وصيانة لحقوق الناس ومنعاً للاحتكار.
ولذلك يرى الإمام مالك وبعض الشافعية جواز التسعير في حالة الغلاء.