هذه دعوة للمشاركة ...
جعل العلامة الألباني في صفة الصلاة لوضع اليدين حال السجود صفتان :
الأولى : حذو المنكبين, والثانية : حذو الأذنين وذكر حديث وائل بن حجر- عند أبو داود والنسائي وغيرهما - دليلا على الصفة الثانية فقد جاء فيه (فجعل كفيه بحذاء أذنيه) وجاء في لفظ مسلم (فلما سجد ؛ سجد بين كفيه) وأيضا ما جاء عند الترمذي - وحسنه – (عن أبي إسحاق قال : قلت للبراء بن عازب : أين كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضع وجهه إذا سجد ؟ فقال : بين كفيه) .

وللصفة الأولى وهي جعل اليدين حذو المنكبين أورد الشيخ رحمه الله حديث أبي حميد الساعدي في عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دليلا على تلك الصفة وقد جاء فيه (. ثم يهوي إلى الأرض ؛ فيجافي يديه عن جنبيه) فليس فيه أن اليدين تكونان حذاء المنكبين وهذا ما استشكلته, فهل ثبت في السنة جعل اليدين حذو المنكبين في السجود؟

وقد وجدت الشيخ الألباني رحمه الله نفسه يضعف رواية (حذو منكبيه) فقد قال في صفة الصلاة :
وقال وكيع عنه :سجد ويداه قريبتان من أذنيه .أخرجه البيهقي ، وأحمد (4/316) .والصواب عندي رواية الجماعة عنه ؛ لموافقتها لرواية كل من رواه عن عاصم :ومنهم : بِشْر بن المُفَضَّل : عند أبي داود ، والنسائي (1/186) .ومنهم : ابن إدريس : عند النسائي (1/166) .وخالد بن عبد الله : عند البيهقي (2/131) .ومنهم : زهير بن معاوية : عند أحمد (4/318) .وأما رواية عبد الواحد بن زياد عن عاصم به بلفظ : حذو منكبيه - أخرجها البيهقي (2/72 و 111) - ؛ فهي رواية شاذة ؛ كرواية وكيع عن سفيان .


قال العلامة الألباني في الإرواء (2/81) :
- ( في حديث أبي حميد : ( ووضع كفيه حذو منكبيه ) رواه أبو داود والترمذي وصححه وفي لفظ : ( سجد غير مفترش ولا قابضهما واستقبل بأطراف رجليه القبلة ) ) ص 93 . صحيح وقد تقدم تخريجه باللفظ الثاني ( 305 ) وأما اللفظ الأول فهو في رواية فليح بن سليمان بسنده عن أبي حميد وقد مضت ( 309 ) وفيها ضعف كما مر لكن لها شاهد من حديث وائل ابن حجر أخرجه البيهقي ( 2 / 82 ) بسند صحيح . وقد صح أيضا عنه ( صلى الله عليه وسلم ) أنه كان يضعهما حذو أذنيه كما ذكرته في صفة لصلاة

وجدت الشاهد الذي ذكره الشيخ الألباني عند البيهقي (2/72) : بلفظ (فلما ركع وضع يديه على ركبتيه فلما أراد أن يرفع رفع يديه حتى كانتا حذو منكبيه فلما سجد وضع يديه من وجهه ذلك الموضع)
فما هو الموضع المذكور في هذا الحديث وخصوصاً كلمة (ذلك ) والتي تستخدم لتدل على معنى مضى في الكلام؟ فهل يمكن أن الموضع هو حذو المنكبين لقوله في الاعتدال قبل الهوي :(رفع يديه حتى كانتا حذو منكبيه) ثم قال يضع يديه في ذلك الموضع؟