بارك الله فيك -أخي أحمد-، ونفع بك.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى
طريق حميد الطويل عن أنس :
أخرجه ابن عدى في الكامل (6/348 ، ترجمة 1830) بإسناده عن موسى بن إبراهيم , قال : ثنا حماد بن زيد وعلي بن عاصم , عن حميد , عن أنس , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ثمن الجنة لا إله إلا الله " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا منكر ، فيه :
1- موسى بن إبراهيم : و هو المروزى : كذبه ابن معين ، و تركه الدارقطني،و قال ابن عدي : " شيخ مجهول حدث بالمناكير عن الثقات و غيرهم ، و هو بين الضعف على رواياته و أحاديثه " و قال العقيلي : " منكر الحديث لا يتابع على حديثه " ، و قال ابن حبان : " كان مغفلا يلقن فاستحق الترك "، و ضعفه أبو نعيم الأصبهاني .
قلت : فهذا الحديث من مناكيره عن حماد بن زيد .
وزيادة على ما وُصِف من حاله؛ فقد خالف اثنين من الثقات في روايته عن حماد بن زيد: عبيدالله بن عمر القواريري (ثقة ثبت حافظ)، والصلت بن مسعود (ثقة ربما وهم)؛ روياه عن حماد بن زيد، عن حبيب بن الشهيد، عن الحسن، به، من كلامه؛ أخرجه أبو بكر الأبهري في فوائده (10).
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى
2- على بن عاصم التيمي الواسطي شيعي متروك ، لم يكن يتعمد الكذب ، و لكنه يصر على خطئه بعدما تبين له ، لذا كذبه ابن معين و غيره .
هذه -عند التأمل- ليس علَّةً موجبةً لضعف هذا الإسناد؛ لأن الإسناد لو كان صحيحًا؛ لكان حماد بن زيد يتابع عليَّ بنَ عاصم، ولكان الكلام في علي غير مؤثر؛ لكونه متابَـعًا من أحد الثقات الحفاظ.
لكن الإسناد لم يصح أصلاً، ولم يروه عليٌّ، ولا حماد بن زيد، فتبيَّن أن العلة ليست في علي، بل فيمن دونه.
ومن ثم؛ فلا يعدُّ ضعف علي بن عاصم من علل ذلك الإسناد.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى
قلت : و عزاه العراقي في تخريج الإحياء إلى المستغفري ، و عزاه السيوطي لابن مردويه في تفسيره ، من حديث أنس ، و لم أعرف أي الطرق عنه !!.
هذا المقطع لعله تقدم عن موضعه، وإلا فأولى به أن يكون في ختام جميع الطرق عن أنس؛ لأنه عزوٌ مجمل لحديث أنس، فيقدَّم العزو المفصل (الطرق المختلفة عن أنس)، ثم يأتي بعدها العزو المجمل، فيُبيَّن أنه ورد دون تحديد أيٍّ من الطرق المذكورة.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى
طريق أبان بن أبي عياش عن أنس :
أخرجه أبي نعيم الأصبهانى في صفة الجنة (48): حدثنا صباح بن محمد الهندي ، ثنا محمد بن الحسن بن حفص ، ثنا محمد بن مروان ، ثنا أسيد بن زيد ، عن طعمة الجعفري ، عن أبان ، عن أنس ، قال : جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : ما ثمن الجنة ؟ قال : لا إله إلا الله مخلصا
....
3- أسيد بن زيد بن نجيح الهاشمي شيعي متروك ، و لكنه قد توبع تابعه حسين بن علي ، أخرجه محمد بن مسافر الدمشقي في " الأربعين في فضائل ذكر رب العالمين " (رقم 22/ ترقيم جوامع الكلم ) ، و لكن حسين هذا لم أعرفه و الأرجح أنه مجهول .
حسين بن علي هو الجعفي، جاء منسوبًا في إسناد ابن الفاخر لهذه الطريق في موجبات الجنة (4).
واختُلف عن طعمة فيه:
فرواه عنه حسين بن علي، وأسيد بن زيد، عن أبان، عن أنس،
وأخرجه ابن الفاخر في موجبات الجنة (3) من طريق حكام، عن إسحاق بن إسماعيل، عن طعمة، عن عمرو، عن أبان، به (زاد عمرًا في الإسناد).
وجاء من رواية سفيان الثوري، عن أبان، عن أنس، أخرجه ابن الفاخر في موجبات الجنة (2).
والعلة الأساس في هذه الطريق: ضعف أبان الشديد؛ وما دونه من العلل أمر ثانوي، خاصة مع وجود المتابعات التي تشعر بوجود أصل للحديث عن أبان.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى
طريق الحسن البصري عن أنس :
ذكره الديلمي (الأب) في "الفردوس بمأثور الخطاب"(2/103 ، رقم 2548) بدون إسناد ، بلفظ : " ثمن الجنة لا إله إلا الله وثمن النعمة الحمد لله " ، ثم وقفت عليه أثناء تصفحي لمخطوطة زهر الفردوس ، الجزء الثاني ، باب الثاء المثلثة .
قال أبو منصور الديلمي (الابن) :
أخبرنا والدي ، أخبرنا عبد الملك بن عبد الغفار ، أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان البزار ، حدثنا أحمد بن محمد بن صالح البروجردي ، حدثنا إبراهيم بن الحسين بن دازيل ( و هو ابن ديزيل الكسائي الهمداني )، حدثنا آدم ( و في الأصل : أحمد بدلا من آدم و هو خطأ من الناسخ ) بن أبي إياس ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن محمد بن الشهبة ، عن الحسن ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ....... فذكره .
قلت : و هذا هو أحوال رجاله بإيجاز :
1- الحسن البصري ثقة إلا أنه مدلس و قد عنعن .
2- و لم أعرف محمد بن الشهبة هذا !! و لم أدري من هو ؟!! و لعله محمد بن زياد البصري ، و الله اعلم .
هو -والله أعلم-: (حبيب بن الشهيد)، مدار هذا الحديث، وراويه عن الحسن البصري.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى
طريق الحسن البصري مرسلا :
أخرجه المحاملي في " الأمالي – رواية ابن مهدي الفارسي " (362) ، و أبي محمد الطامذي في " الجزء من فوائده " (27) ، و كلاهما من طريق محمد بن سنان القزاز قال : حدثنا قريش بن أنس قال حدثنا حبيب بن الشهيد قال سمعت الحسن يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمن الجنة لا إله إلا الله.
قلت : و هذا إسناد ضعيف فيه :
1- الإرسال : و مراسيل الحسن البصري أضعف و أوهى المراسيل ، والصواب أنه لا يصح رفع الحديث ، و أنه من كلام الحسن رحمه الله نفسه .
2- قريش بن أنس : صدوق قد تغير و اختلط قبل موته بستة سنين .
3- محمد بن سنان القزاز : وثقه ابن حبان ، و مسلمة بن قاسم الأندلسي ، و قال الدارقطني : لا بأس به ، و كذبه ابن خراش و أطلق عليه الكذب ابن داود ، وقال ابن حجر : ضعيف ، و قول ابن حجر هو القول العدل .
...
رواية الحسن البصري من كلامه :
أخرجه ابن أبى شيبة في المصنف (13/529) ، و إسحاق بن راهويه في مسنده كما في المطالب العالية (3/59) لابن حجر ، و أبو نعيم الأصبهانى في صفة الجنة (47) ، و ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (1/172) ، و الخطيب في تاريخه (4/318) ، و الثعلبي في تفسيره (7 / 231) .
كلهم من طريق حبيب بن الشهيد،عن الحسن البصري قال : " ثمن الجنة لا إله إلا الله " ، أو بلفظ : " لا اله إلا الله ثمن الجنة ".
قلت : و هذا إسناد صحيح إلى الحسن البصري ، و هذا هو الصواب في هذا الحديث أنه صحيح مقطوعا .
قلتَ في الأول: (أخرجه المحاملي والطامذي من طريق محمد بن سنان القزاز، قال: حدثنا قريش بن أنس، قال: حدثنا
حبيب بن الشهيد...)،
ثم قلت بعدُ: (أخرجه ابن أبي شيبة، وإسحاق بن راهويه....؛ كلهم من طريق
حبيب بن الشهيد...).
ففصَّلت في الأول؛ فذكرتَ الراوي عن حبيب بن الشهيد، وأجملت في الثاني، فلم تذكر الرواة عنه.
وهذا أهم مفصلٍ في طريقة عرض الحديث، وهو: عرض الخلاف الإسنادي على المدار.
فبعد أن تَحَدَّدَ أن مدار الرواية هو حبيب بن الشهيد، وأن الناس تختلف عنه؛ كان لا بد من أن يُبرَز من كلِّ إسنادٍ: الراوي عن حبيب بن الشهيد، وذلك لعقد مقارنة بين الرواة عنه في دراسة الأسانيد، وترجيح رواية الأوثق منهم والأكثر...، حسب قرائن الترجيح؛ لتتضح العلة الحقيقة في ترجيح بعض الأوجه على بعض.
ولهـذا، فقد كان الأَوْلى في طريقة عرض رواية الحسن البصري: دمج كل ما له علاقة بها، وتوحيد تخريج ذلك، وبيان الفروقات عقب التخريج، فيقال (وسأضيف بعض المصادر التي فاتتك بين معقوفين، وسأعيد ترتيب المخرِّجين على الوفيات):
أخرجه ابن أبي شيبة ()، وابن راهويه ()؛ عن
إسماعيل بن علية، وابن أبي شيبة () عن
محمد بن أبي عدي، وابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث () من طريق
إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، والمحاملي في أماليه () -ومن طريقه الطامذي في جزء من فوائده ()- عن محمد بن سنان، عن
قريش بن أنس، والمحاملي في أماليه () -ومن طريقه الطامذي في جزء من فوائده ()-، [ويوسف بن القاسم الميانجي في جزئه () -ومن طريقه ابن باكويه في جزئه ()-]، وأبو نعيم في صفة الجنة ()، والثعلبي في تفسيره الكشف والبيان ()، والخطيب في تاريخ بغداد ([1/270]، 4/318)؛ جميعهم من طريق
روح بن عبادة، [وأبو بكر الأبهري في فوائده (10) -ومن طريقه الطيوري في الطيوريات (533)- من طريق
حماد بن زيد]، والديلمي في الفردوس () من طريق
حماد بن سلمة؛
سبعتهم (ابن علية، وابن أبي عدي، وإبراهيم بن حبيب، وقريش بن أنس، وروح بن عبادة، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة) عن حبيب بن الشهيد، عن الحسن البصري، قال: (لا إله إلا الله ثمن الجنة). لفظ ابن علية وابن أبي عدي، وللباقين مثله أو نحوه [اخترتُ إسنادَ ولفظَ أولِ مصدرٍ من المصادر التي خرَّجتُ منها، وليست هذه قاعدةً مطردة، لكنها أضبط، وربما احتجتَ إلى اختيار لفظٍ أو إسنادٍ آخر، والمهم أن تشير إلى أي لفظٍ أو إسنادٍ اخترته].
[ثم تُبيَّن الاختلافات، فيقال: ]
إلا أن قريش بن أنس جعله عن حبيب بن الشهيد، عن الحسن: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-...، فجعله مرسلاً،
وقال حماد بن سلمة: عن حبيب، عن الحسن، عن أنس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-...، فوصله.
[ثم نأتي لدراسة الأسانيد، فيقال: ]
اختُلف في هذا الحديث على حبيب بن الشهيد:
فرواه ابن علية، وابن أبي عدي، وإبراهيم بن حبيب بن الشهيد، وروح بن عبادة، وحماد بن زيد؛ عن حبيب، عن الحسن، من كلامه،
ورواه قريش بن أنس، عن حبيب، عن الحسن، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ مرسلاً،
ورواه حماد بن سلمة، عن حبيب، عن الحسن، عن أنس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ متصلاً.
[ثم توضح الوجه الراجح، وأرى أن يُبدأ بأبعد الأوجه عن الصواب، فيقال: ]
أما رواية حماد بن سلمة، فقد ساقها الديلمي بإسناده، وفيه .... [تبين أوجه النظر في الإسناد]، ومن ثم فلا تصح عن حماد بن سلمة؛ لغرابتها، ووجود المجاهيل فيها، وتفرد المتأخرين بها، وتأديتها بحماد إلى مخالفة الأثبات من الرواة، مع كونه من الثقات الحفاظ.
وبقي الخلاف بين قريش بن أنس، والجماعة:
وقريش .... [تبين حاله وحال روايته]، ولا يقاوم -وحاله وحال روايته كما وُصف- اتفاق الجماعة، وفيهم ثقات أثبات حفاظ، كابن علية، وحماد بن زيد، وروح بن عبادة، وفيهم من هو أخصُّ بحبيب بن الشهيد من غيره: ابنه إبراهيم.
[ويمكن أن تفصل هذه القرائن فتقول: الراجح اتفاق الجماعة للقرائن التالية: 1- الكثرة 2- الحفظ 3- الاختصاص].
[ثم تسوق أقوال من رجَّح هذا الوجه، ومن تكلم عليه]
وترانا في هذه الطريقة لم نضطر إلى الكلام في تدليس الحسن، وعنعنته، وحكم مراسيله... إلخ من العلل غير المؤثرة؛ لأنه قد تبين لنا أن الصواب: أن الحسن تكلم بهذا من نفسه، وأن كل ما سوى ذلك إنما هي أوهام في أذهان الرواة الذين غلطوا، فزادوا أنسًا، أو جعلوه من مراسيل الحسن.
وإذا ذهبنا نتكلم عن تدليس الحسن، وحكم مراسيله..؛ فإننا نتكلم في علل أسانيد موهومة غير موجودة على الحقيقة، وهذا زائد لا حاجة له.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى
قلت : و علقه الطامذي في "الجزء من فوائده" (28) فقال : وقال الحسين: ثنا محمد بن يحيى الأزدي، ثنا حبيب بن الشهيد، عن الحسن من قوله ولم يرفعه، وهو الصحيح .
هذا ليس تعليقًا، وإنما هو عطف على الإسناد الأول، و(الحسين) هو المحاملي؛ حيث كان الطامذي يسند الحديث من طريقه.
وقد سقط من إسناد الطامذي: (قال: حدثنا روح)، وزاد الطامذي على ما في أمالي المحاملي: (وهو الصحيح)، فيحتمل أنها من الطامذي، أو أنها من المحاملي، وسقطت في النسخة.
فاتك من الروايات:
رواية عصام بن طليق، عن ثابت، عن أنس:
أخرجها الديلمي في الفردوس (2/ق27أ - زهر الفردوس)، وابن الفاخر في موجبات الجنة (1)؛ بلفظ: (التوحيد ثمن الجنة).
والله أعلم.