روى البخاري في صحيحه في كتاب التفسير سورة البقرة باب: ﴿قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا﴾. [البقرة:136] (4/1630 حديث 4215)، قوله: حدثنا محمد بن بشار حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا: ﴿آمنا بالله وما أنزل إلينا... الآية﴾.
ورواه أيضاً بالإسناد نفسه في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول النبي -r-: "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء". (6/2679 حديث 6928)، وفي كتاب التوحيد، باب ما يجوز من تفسير التوراة، وغيرها من كتب الله، بالعربية، وغيرها، (6/2742 حديث 7103).
والحديث كما ترى رواه البخاري في ثلاث مواضع من صحيحه، مسنداً، من طريق واحدة، قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عثمان بن عمر، أخبرنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -t- به.
وعلقه في موضع واحد، في كتاب الشهادات باب لا يسأل أهل الشرك عن الشهادة، وغيرها (2/953)، ففي الموضعين المسندين من هذه المواضع، والموضع المعلق ساق الآية على وجهها الصحيح، كما في سورة البقرة، ولكن في أحد المواضع وهو الذي في كتاب الاعتصام باب قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء". (6/2679 حديث 6928) جاء تمام الحديث على خلاف نص الآية التي في سورة البقرة، وذلك بزيادة :﴿وما أنزل إلكيم﴾. ثم قال: "الآية". للدلالة على أن هذا نص آية. وهي ليست كذلك. بل الذي في الآية التي في البقرة قوله تعالى: ﴿وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ... الآية﴾. [البقرة: 136].
والحديث رواه النسائي في "الكبرى" (6/426 حديث 11387)، والطبري في "التفسير" (20/49)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (9/3070 حديث 17364) والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/309 حديث 5207)، و"الأسماء والصفات" (2/25 حديث 596)، من طريق محمد بن المثنى به، ولكن أتم الآية بالآية التي في العنكبوت وهي قوله تعالى:﴿أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون﴾. [العنكبوت:46]. وجاء في المطبوع من تفسير ابن أبي حاتم قوله: آمنا بالذي أنزل الله وأنزل إليكم. ولعلها تحرفت.
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/163 حديث 20402) من طريق أبي عروبة، عن محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى معاً، كرواية البخاري بقوله: ﴿وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم ... الآية﴾.
ثم إن الحميدي في "الجمع بين الصحيحين" (3/178 حديث 2503) أورد الحديث، ونسبه للبخاري في أفراده، وذكر الرواية على الوجه الصحيح؛ بدون زيادة.
وكذلك رواه البغوي في "شرح السنة" (1/269 حديث 125) من طريق البخاري وكذلك ذكره ابن الأثير في "جامع الأصول" (10/196 حديث 7702).
وبعد النظر وقفت على خطأ ارتكبه ناشروا فتح الباري لابن حجر طبعة (دار طيبة) (17/265) حيث حرفوا في رواية الصحيح وذلك بذكر الرواية على الوجه التالي:
:وقولوا :﴿آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم ... الآية﴾. وهي ليست كذلك في كل في الروايات.
أرجو التكرم بحل هذا الإشكال الذي عرض لي، والمرجو ممن كان قريباً من أهل العلم بالحديث عرضه عليهم والإفادة ولكم جزيل الشكر ومن الله عظيم الأجر.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.