تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: تضعييف حديث سعد في التسبيح بالحصى!

  1. #1

    افتراضي تضعييف حديث سعد في التسبيح بالحصى!

    قال أبو يعلى في ( مسنده ) [رقم/710]: ( حدثنا هارون بن معروف حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال حدثه عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص
    عن أبيها أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى وحصى تسبح فقال : أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو : أفضل ؟ ! قول : سبحان الله عدد ما خلق في السماء وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما بين ذلك وسبحان الله عدد ما هو خالق والله أكبر مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك ولا قوة إلا بالله مثل ذلك).
    710-[ضعيف]:أخرجه ابن حبان [رقم/837]، والحاكم [732/1]، والبزار [رقم/1201]، وغيرهم من طرق عن عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عائشة بنت سعد عن أبيها به نحوه ...
    قال البزار: «وَهَذَا الْحَدِيثُ لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ سَعْدٍ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ».
    قلتُ: وهذا إسناد رجاله ثقات أئمة.
    وعائشة بنت سعد: امرأة جليلة صالحة، وثقها العجلي وابن حبان، وروى عنها جماعات من الكبار، واحتج بها البخاري وغيره.
    وقد اختلف في سنده على ابن وهب!!فرواه عنه جماعة على الوجه الماضي، وخالفهم آخرون!!
    فرووه عنه فقالوا: عن ابن وهب عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن خزيمة عن عائشة بنت سعد عن أبيها به ...!!وزادوا فيه ‏«‏خزيمة ؟‏» وما: «خزيمة»؟!‏
    هكذا أخرجه أبو داود [رقم/1500]والترمذي [رقم/3568]، والبيهقي في الشعب [1/رقم/602،603]، وفي «الدعوات» [2/4243/طبعة بدر البدر]، والنسائي في «الكبرى» كما «نتائج الأفكار»[1/81]، وفي ‏«‏اليوم والليلة‏»‏‏ كما في «تحفة الأشراف» [رقم/3954]، وأبو طاهر المخلص في«الجزء التاسع من الفوائد المنتقاة الغرائب عن الشيوخ العوالي/انتقاء أبي الفتح ابن أبي الفوارس» [رقم/143/مخطوط/بترقيمي]، والطبراني في الدعاء [رقم/ 1738]، ومن طريقه الحافظ في «نتائج الأفكار»[1/80-81]، والدورقي في مسند سعد [رقم/ 74]، وغيرهم من طرق عن عبد الله بن وهب به ...
    قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من حديث سعد».
    وقال الحاكم: «صحيح الإسناد»!
    وقال الحافظ في «نتائج الأفكار»:« هذا حديث حسن... ورجاله جال الصحيح إلا خزيمة فلا يعرف نسبه و لاحاله؟ و لا روى عنه إلا سعيد، ذكره ابن حبان فى «الثقات» كعادته في من لم يجرح ولم يأت بمنكر. وصححه الحاكم».
    قلتُ:لا ريب في كون «خزيمة» شيخًا مجهول الجهالتين؟ غائب الحالين؟
    وقد جزم الإمام في ‏«‏الضعيفة‏»‏‏ بأن هذا الاختلاف في سنده هو من قِبل سعيد بن أبي هلال نفسه!!
    قال:«وسعيد بن أبي هلال مع ثقته حكى الساجي عن أحمد أنه اختلط!! وكذلك وصفه بالاختلاط يحيى‏، كما في الفصل لابن حزم [95/2]، ولعله مما يؤيد ذلك: روايته لهذا الحديث!! فإن بعض الرواة الثقات عنه لم يذكروا في إسناده خزيمة!!فصار الإسناد منقطعًا، ولذلك لم يذكر الحافظ المزي عائشة بنت سعد في شيوخ ابن أبي هلال»‏‏ .
    قلتُ: الروايتان محفوظتان إلى‏ سعيد دون كلام.
    وسعيد: إمام حافظ فقيه، وثقه أكثر الأئمة وأثنوا عليه، فلْننظر في ما قيل فيه:
    أما ما حكاه الساجي عن أحمد بشأن اختلاطه !!فالساجي لم يدرك أحمد ولا رآه أصلاً!!فينبغي التثبتُ فيما ينقله هو وغيره عن المتقدمين دون سندٍ متصل صحيح إليهم!!
    وأما ما نقله ابن حزم بشأن اختلاط سعيد أيضًا عن يحيى-وأراه ابن معين-‏!! فالجواب عنه مثل الذي مضى‏‏.
    وأما قول ابن حزم نفسه عن سعيد: ‏«‏ليس بالقوي!!‏»‏‏ فالكل يعرف مجازفات أبي محمد الفارسي؟كما شرحنا ذلك شرحًا وافيا في كتابنا ‏«‏أنهار الدم‏»‏‏.
    ولعله اعتمد على قول الإمام أحمد الذي حكاه الساجي عنه كما قاله الحافظ في التهذيب [95/4]،وقد رده عليه الإمام أحمد شاكر في تعليقه على «المحلى» [269/2]، وأجاد.
    وبالجملة: فسعيد ثقة حافظ لم يثبت ما قاله أحمد عنه. ولا يؤثِّر فيه قول ابن حزم أصلاً.
    وقد قال الحافظ في ترجمة سعيد من «هدي الساري»: «شذ الساجي فذكره في «الضعفاء» ونقل عن أحمد بن حنبل أنه قال: «ما أدري أي شيء حديثه؟ يخلط في الأحاديث؟»وتبع أبو محمد ابن حزم الساجيَّ، فضعف سعيد بن أبي هلال مطلقا! ولم يصب في ذلك».
    وقال في «التقريب»: «لم أر لابن حزم فى تضعيفه سلفا إلا أن الساجي حكى عن أحمد أنه اختلط».
    وقال في «شرح كتاب الرقاق» من «فتح الباري» [13/357]، يرد على ابن حزم:
    « وسعيد متفق على الاحتجاج به، فلا يلتفت إليه في تضعيفه».
    إذا عرفت هذا: فالقول بكون الوجهين محفوظين معًا هو الأولى مِنْ جْعله من تخليط سعيد!!
    وما يمنع أن يكون سعيد قد سمعه من خزيمة ذلك المجهول المغمور -عن عائشة بنت سعد عن سعد به ...ثم قابل عائشة نفسها فحدثته بالحديث؟!
    فإن قيل: يعكر على هذا أن أحدًا لم يذكر أن سعيدًا يروي عن عائشة بنت سعد، فلم يذكرها المزي في شيوخ سعيد من ‏«‏التهذيب‏»‏‏، ولا ذكرها أحد ممن ترجم له أصلاً، بل جزم حسين الأسد في تعليقه‏‏ على «مسند المؤلف» بكونه لم يدركها رأسًا!!
    فقال: ‏«‏سعيد بن أبي هلال لم يدرك عائشة بنت سعد!! وإنما روى عنها بواسطة خزيمة‏»‏‏.
    والجواب عن هذا أن نقول: قد جزم غير واحد أن عائشة بنت سعد قد ماتت سنة سبع عشرة ومائة/ 117هـ. وسعيد بن أبي هلال ولد سنة سبعين للهجرة. وقد اختلف في سنة وفاته، فأكثر ما قيل فيه أنه توفي سنة 149هـ ، وأقل ما قيل في وفاته أنه توفي سنة 133هـ فيكون عمره يوم وفاة عائشة سبعة وثلاثين عامًا.
    ثم إنه مدني مشهور. ولد بمصر ثم سافر به أبوه إلى‏ المدينة فنشأ بها، ومكث دهرًا ثم عاد إلى‏ مصر في خلافة هشام بن عبد الملك. وهشام قد بويع له بالخلافة سنة خمس ومائة للهجرة.
    وعائشة بنت سعد: مدنية مشهورة وحدَّث عنها المدنيون أمثال: مالك ويوسف الماجشون ومهاجر بن مسمار وجماعة كثيرة من أهل المدينة. وبعضهم -مثل مالك- قد تأخر ميلاده عن ميلاد سعيد بن أبي هلال بدهر!!
    وكل هذا: ظاهر جدًا في احتمال سماعه منها، والمزي وإن حاول استيعاب شيوخ الرجل وتلاميذه في ترجمته!! إلا أنه ما وفَّى ولا كاد! كما يعرفه كل مشتغل بهذا الفن اللطيف.
    فلا ينتهض إعلال الحديث بكون المزي لم يذكر عائشة في شيوخ سعيد من كتابه ‏«‏التهذيب‏»‏‏!! وكم ترك المزي من شيوخ وتلاميذ مشاهير أهل العلم في كتابه!! فكيف بمن دونهم؟!
    ثم وقفتُ على «علل أبي بكر الأثرم»[ص/45/طبعة دار البشائر]، فوجدته قال فيه: «سمعت أبا عبد الله- يعني الإمام أحمد- يقول سعيد بن أبي هلال ما أدري أي شيء حديثه؟ يخلط في الأحاديث؟ ثم قال: هو أيضا يروي عن أبي الدرداء في السجود.قلت:حديث النجم؟ فقال: نعم».
    قلتُ: فكان الإمام أحمد ينكر عليه حديث أبي الدرداء في السجود في سورة النجم أيضًا!ولا ينافي هذا ثناء الإمام أحمد عليه في مكان آخر.
    ووجدتُ الحافظ أبا عثمان البرذعي قد قال في «سؤالاته لأبي زرعة الرازي» [2/361-362]: «قال لي أبو زرعة : خالد بن يزيد المصري وسعيد بن أبي هلال صدوقان، وربما وقع في قلبي من حسن حديثهما؟».
    ثم قال البرذعي عقب هذا: « قال أبو حاتم- يعني الرازي-: أخاف أن يكون بعضها مراسيل عن ابن أبي فروة وابن سمعان! ».
    قال ابن رجب في «شرح العلل» [2/312]: «ومعنى ذلك: أنه عرض حديثهما على حديث ابن أبي فروة وابن سمعان فوجده يشبهه، ولا يشبه حديث الثقات الذين يحدثان عنهم ، فخاف أن يكون أخذا حديث ابن أبي فروة وابن سمعان ودلساه عن شيوخهما! ».
    قلت: وبهذه النقول النادرة يثبت قول الإمام أحمد بشأن اختلاط سعيد في بعض الأحاديث!وليس هو اختلاطًا بالمعنى المشهور كما ظنه جماعة من المتأخرين! بل المراد منه الاضطراب ونحوه.
    وكلام أبي حاتم الرازي: ظاهر أيضًا في احتمال أن يكون سعيد ربما سمع الحديث من بعض الضعفاء والهلكى، ثم يدلسهم ويُسوِّي الإسناد!
    ولا ينافي كل هذا: أن يكون سعيد لا يزال ثقة صدوقًا صاحب حديث.
    إذا عرفت هذا: علمتَ أنه لا يبعد أن يكون سعيد قد اضطرب في سند الحديث هنا!
    والظاهر عندي: أنه سمعه من ذلك الشيخ المجهول: «خزيمة» عن عائشة بنت سعد، ثم صار يدلسه ويرويه عن عائشة بلا واسطة!
    فعلة الحديث على التحقيق: هي جهالة خزيمة شيخ سعيد فيه.
    وللحديث: شواهد دون هذا التمام هنا.وسيأتي منها حديث صفية [برقم/7118].
    وقد استوفينا تخريج أحاديث الباب: في كتابنا: «غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار».والله المستعان لا رب سواه.

    انتهى بحروفه من: ( رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى) [رقم/710].

  2. #2

    افتراضي رد: تضعييف حديث سعد في التسبيح بالحصى!

    جزاك الله خيرا على هذا النقل الطيب ونفع بك

  3. #3

    افتراضي رد: تضعييف حديث سعد في التسبيح بالحصى!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد المهيمن السلفي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا على هذا النقل الطيب ونفع بك
    وجزاك يا أخي.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الاسكندرية - مصر
    المشاركات
    1,050

    افتراضي رد: تضعييف حديث سعد في التسبيح بالحصى!

    جزاكم الله خيرا يا شيخنا الكريم أبوالمظفر ، و حفظك الله من كل سوء .

    ملحوظة : أخى أبو عبد المهيمن ، الشيخ ينقل من كتابه الموسوم ب: ( رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى)
    ، و هو في مرحلة تصحيح التجارب الآن ، يسر الله اخراجه .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •