الحمد لله تعالى...
أثناء قراءتي للكتاب العظيم و السفر النفيس" فتح الباري شرح صحيح البخاري" للعلامة الحافظ الإمام شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني-رحمه الله-، و كذلك كتابه:" تهذيب التهذيب"، استوقفتني بعض المسائل، فرغبت أن أعرض بعضها على السادة الكرام عليّ أجد لها جوابا..
قال الحافظ في "الفتح"(73/1):" قوله عن أبي أمامة بن سهل هو بن حنيف كما ثبت في رواية الأصيلي وأبو أمامة مختلف في صحبته ولم يصح له سماع وإنما ذكر في الصحابة لشرف الرؤية".إهـ
قلت: و الذي استوقفني هو قوله في الاحتمال الثاني، و إنما ذكر في الصحابة لشرف الرؤية.
و الغريب أن ابن حجر نفسه جعل من تعريف الصحابي مجرد اللقيا-ولم يقل الرؤية- ليدخل ابن أم مكتوم،قال في النخبة:"أَوْ إِلَى الصَّحَابِيِّ كَذَلِكَ وَهُوَ : مَنْ لَقِيَ النَّبيَّ -صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ- مُؤْمِنًا بِهِ، وَمَاتَ عَلَى الْإِسْلَامِ ، وَلَوْ تَخَلَّلَتْ رِدَّةٌ فِي الْأَصَحِّ"إهـ
فلم جعل إدخال بن سهل في الصحابة لشرف الصحبة، و هو داخل فيها بتعريف ابن حجر السابق و شرف الرؤية شيء زائد على تعريف الصحبة.
قال الحافظ في "تهذيب التهذيب"(71/5-72) في ترجمة الصحابي الجليل أبي الطفيل عامر بن واثلة
-رضي الله عنه-:"... قال ابن سعد وهذا الحديث غلط أبو الطفيل لم يولد تلك الليلة وينبغي أن يكون حدث بهذا الحديث عن غيره فاوهم الذي حمل عنه وكان أبو الطفيل ثقة في الحديث".
ثم قال:"وقال ابن عدي له صحبة قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قريبا من عشرين حديثا وكانت الخوارج يرمونه باتصاله بعلي وقوله بفضله وفضل أهل بيته وليس في رواياته بأس وقال ابن المديني قلت لجرير أكان مغيرة يكره الرواية عن أبي الطفيل قال نعم وقال صالح بن احمد عن أبيه أبو الطفيل مكي ثقة."إهـ
قلت : سبحان الله، و هل يسأل عن عدالة الصحابة؟؟ و أين القول بأن جميع الصحابة عدول لا ينظر إلى عدالتهم؟؟!!
و أغرب من هذا قول ابن المديني نقلا عن جرير أن المغيرة- و هو ابن شعبة- يكره الرواية عن أبي الطفيل، و ما هو ميزان هذه الكراهة، و كيف نضبطها؟؟ و هل قول المغيرة حجة على أبي الطفيل؟؟
يتبع إن شاء الله تعالى..