قال شيخنا العلامة المحدث/
أبو إسحاق الحويني ـ حفظه الله وشفاه وعافاه ـ في كتابه بذل الإحسان المجلد الثاني ص 17 في معرض كلامه عن حديث أن الماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث . فذكر جماعة من الحفاظ ممن صحح الحديث وعد من بينهم الإمام الشوكاني رحمه الله والحقيقة أن الشوكاني لم يصحح الحديث بل إن المذهب الذي رجحه يخالف هذا الحديث قال العلامة الشوكاني في الدرر البهية :
{والماء طاهر مطهر لا يخرجه عن الوصفين إلا ما غير ريحه أو لونه أو طعمه من النجاسات ؛وعن الثاني :ما أخرجه عن اسم الماء المطلق من المغيرات الطاهرة ؛ ولا فرق بين قليل ولا كثير ؛ وما فوق القلتين وما دونهما ومتحرك وساكن ومستعمل وغير مستعمل }
ثم قال الإمام في الشرح الذي هو الدراري المضية :
"قال ابن مندة إسناد حدييث القلتين على شرط مسلم اهــ. ولكنه حديث قد وقع اضطراب في إسناده ومتنه بما هو مبين في مواطنه . وقد أجاب من أجاب عن دعوى الاضطراب".
وقال في نيل الأوطار :
"وَمَدَارُهُ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ فَقِيلَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَقِيلَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ ، وَقِيلَ عَنْهُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، وَقِيلَ عَنْهُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ .وَهَذَا اضْطِرَابٌ فِي الْإِسْنَادِ ."اهـ.
قلت : فالذي ذهب إليه الإمام الشوكاني هو تضعيف الحديث بدعوى الاضطراب
وليس كما نقل عنه شيخنا تصحيح الحديث .
تنبيه :وحديث القلتين الراجح أنه صحيح كما بين هذا شيخنا في كتاب بذل الإحسان بما لا مزيد عليه .
ـــــــــــــــ ـــــــــــــ
ومن الجدير بالذكر التنبيه لوهم عند الإمام الشوكاني في الدراري المضية حيث قال في تخريجه لحديث بئر بضاعة حيث ساق جملة مخرجيه وذكر فيهم ابن ماجة والحاكم تبع في ذلك للحافظ الذي قال رواه أصحاب السنن ولم يقيد فظن من إطلاق الحافظ أن ابن ماجة فيهم وليس هو عند ابن ماجة ولا عند الحاكم .
قال أحمد الغماري في الهداية في تخريج أحاديث البداية :
حديث أبي سعيد عزاه الحافظ إلى أصحاب السنن ؛فاقتضى إطلاقه أنه عند جميعهم ؛حتى ابن ماجة وقد صرح بعزوه إليه جماعة تبعا لهذا الإطلاق وليس هو عند ابن ماجة
؛وكذلك عزاه الحافظ أيضا للحاكم وليس هو عنده .