بسم الله الرحمن الرحيم
تشتد في هذه الأيام حملة التشكيك في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- من ورثة فكر المعتزلة، وحملة الفكر التغريبي الذين هم ما بين عميل مأجور، وما بين مغسول العقل ممسوخ الفكر. قد رضي لنفسه الدنية واستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.
كل يوم يخرج علينا كاتب أو كاتبة بمقال أو تصريح عبر صحيفة سيارة أولقاء في قناة فاجرة ينتقد حديث رسول الله .
وأن حديث كذا فيه نكارة، وأن حديث كذا فيه توحش، وأن حديث كذا لا يتفق مع رحمة الله وعدله، وأن حديث كذا يخالف مفاهيم القرآن، الخ الخ الخ. مع أن غالب هذه الأحاديث إما في الصحيحين أو في أحدهما.
وكل هذه الانتقادات طبعا خارجة عن معايير نقاد الحديث المعتبرين، بل لا علاقة لها بما اتفق عليه النقاد من قوادح السند والمتن لا من قريب ولا من بعيد، وإنما هو الهوى الذي ركبهم ويقودهم حتما إلى الهواية والهلاك -إن لم يتداركهم ربي بهدايته وعفوه-.
وإن السكوت عن هؤلاء والإغضاء عنهم سيؤدي لعواقب وخيمة جدا، وسيجرئ كل عاطل وباطل -ذكرا كان أو أنثى- للتعدي على السنة والطعن فيها، وسيؤدي لتجرئة هذه الشرذمة وغيرهم ممن هم على نفس مسلكهم لرد كثيرٍ من أحكام الشريعة الإسلامية بحجة نكارة وووحشية السنة ومخالفتها لمفاهيم القرآن!!
وأنا هنا أُهيب بطلاب العلم عامة وطلاب الحديث خاصة كي يذبوا عن سنة نبيهم، ويوضحوا للعامة قواعد نقد الحديث، ويوضحوا لهم معاني بعض المصطلحات بأيسر الألفاظ وأسهلها.
العامي عندما يسمع أحد هؤلاء يقول عن حديث ما أنه منكر ويسمع ما يلقيه التافه أو التافهة من الشبهات حول الحديث قد يقع في قلبه شيء من تلك الشبهات وقد ينقدح في ذهنه أن في الحديث نكارة!!
لكن لو قام طلاب العلم بشرح هذه المصطلحات بأسلوب سل مبسط يفهمه العوام سيساعد ذلك في توعيتهم، وسيعلمون أن ما يتكلم به المغرضون ويقدحون به في الأحاديث ليس إلا تخرصا، وليس إلا هوى متبع وغواية وضلال.
والله ولي التوفيق.
شذى صالح.