تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: هل يصح لفظ ( فسيراني في اليقظة )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    274

    Lightbulb هل يصح لفظ ( فسيراني في اليقظة )

    قال الألباني في السلسلة الصحيحة - (6 / 513)
    و قال الشيخ علي القارىء في
    " شرح الشمائل " ( 2 / 293 ) : " و قيل إنه مختص بأهل زمانه صلى الله عليه وسلم
    ، أي من رآني في المنام يوفقه الله تعالى لرؤيتي في اليقظة . و لا يخفى بعد هذا
    المعنى ، مع عدم ملاءمته لعموم ( من ) في المبنى ، على أنه يحتاج إلى قيود ،
    منها : أنه لم يره قبل ذلك ، و منها أن الصحابي غير داخل في العموم .. " . قلت
    : و لا أعلم لهذا التخصيص مستندا إلا أن يكون حديث أبي هريرة عند البخاري (
    6993 ) مرفوعا بلفظ : " من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ، و لا يتمثل
    الشيطان بي " . فقد ذكر العيني في " شرح البخاري " ( 24 / 140 ) أن المراد أهل
    عصره صلى الله عليه وسلم ، أي من رآه في المنام وفقه الله للهجرة إليه و التشرف
    بلقائه صلى الله عليه وسلم .. " . و لكنني في شك من ثبوت قوله : " فسيراني في
    اليقظة
    " ، و ذلك أن الرواة اختلفوا في ضبط هذه الجملة : " فسيراني في اليقظة "
    ، فرواه هكذا البخاري كما ذكرنا ، و زاد مسلم ( 7 / 54 ) : " أو فكأنما رآني في
    اليقظة " . هكذا على الشك ، قال الحافظ ( 12 / 383 ) : " و وقع عند الإسماعيلي
    في الطريق المذكورة : " فقد رآني في اليقظة " ، بدل قوله : " فسيراني " . و
    مثله في حديث ابن مسعود عند ابن ماجه ، و صححه الترمذي و أبو عوانة . و وقع عند
    ابن ماجه من حديث أبي جحيفة : " فكأنما رآني في اليقظة " . فهذه ثلاثة ألفاظ :
    " فسيراني في اليقظة " . " فكأنما رآني في اليقظة " . ( انظر ما تقدم برقم 1004
    ) . " فقد رآني في اليقظة " . و جل أحاديث الباب كالثالثة إلا قوله في ( اليقظة
    ) " . و كلها في تأكيد صدق الرؤيا ، فاللفظ الثاني أقرب إلى الصحة من حيث
    المعنى ، فهو فيه كحديث ابن عباس و أنس المتقدم : " فقد رآني " ، و آكد منه
    حديث أبي سعيد الخدري بلفظ : " فقد رآني الحق " . أخرجه البخاري ( 6997 ) و
    أحمد ( 3 / 55 ) و هو لابن حبان ( 6019 و 6020 ) عن أبي هريرة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    اربد_الأردن
    المشاركات
    144

    افتراضي رد: هل يصح لفظ ( فسيراني في اليقظة )

    الصحيح الراجح من حيث المعنى هي اللفظة الثانيه والا فكيف لعموم المتأخرين اذا رأوه في المنام ان يروه في اليقظه والله تعالى اعلى واعلم انما هو حديث عام يفيد الخصوص

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    274

    افتراضي رد: هل يصح لفظ ( فسيراني في اليقظة )

    هل اللفظ ثابت دراية ورواية أرجوا البيان الشافي

  4. #4

    افتراضي رد: هل يصح لفظ ( فسيراني في اليقظة )

    أخي الكريم لايصح أبدا لفظ (فسيراني في اليقظة)

    وإليك أنقل ما قاله / أبو أحمد محمد أمجد البيطار حفظه الله
    قال: ما نصه

    ( فسيراني في اليقظة )
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
    فهذا بحث حديثي أسقط فيه "بعون الله تعالى" استدلال الصوفية واحتجاجهم بحديث البخاري ((فسيراني في اليقظة)) في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر بعد موته بجسده وروحه يقظة لدى أوليائهم ومشايخهم.

    والشبهة التي يشبهون بها على الناس سببها سقط لعبارة من متن الحديث في صحيح البخاري، وأصلها أن أحد رواة الحديث شك في لفظة فأوردها على احتمالين، حيث قال في حديث: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة. فسقطت العبارة الثانية في رواية الإمام البخاري فكانت منها هذه الشبهة. والراجح فيها أنها من سهو القلم سواء كانت من الإمام البخاري "رحمه الله" أو من شيخه في السند عبدان، والله أعلم.

    أما بالنسبة للشك في الرواية فهو من ابن شهاب الزهري أو من أبي سلمة والراجح الأول، كما سيظهر في مخطط أسانيد الحديث لاحقاً، ولا نقول كما قال أحدهم: إن الرواية الوحيدة على الجزم جاءت من رواية البخاري، وغيرها على الشك. بل نقول: إن رواية البخاري تعرضت لسقط، وبقية الروايات كما في مسلم وأبي داود وأحمد جاءت على التمام، لأنه من المستحيل أن ينقل عبدان شيخ البخاري رواية الجزم ـ فسيراني في اليقظة ـ وأن يروي أربعة عن شيخ عبدان الشك في الرواية، ويأتي الجميع بنفس اللفظ المشكوك فيه ((فسيراني في اليقظة، أو فكأنما رآني في اليقظة)) بل معناه يقتضي أن الأربعة يروون الشك عمن فوقهم، وهو شيخ عبدان أو من فوقه، والراوي عبدان قصر في روايته فلم يأت بلفظ الشك،

    ومما يزيد الأمر وضوحاً وثقة بما أقول أن لفظة الشك ((فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة)) جاءت من رواية شيخ، شيخ، شيخ عبدان في السند عند الإمام أحمد (5ـ360) وهو ابن أخي محمد بن شهاب الزهري عن عمه، وهذا يقطع بكون رواية عبدان قد وقع فيها السقط والحمد لله رب العالمين.

    أولاًـ من المفيد تقديم روايات الحديث:
    حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري حدثني أبو سلمة أن أبا هريرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي )). البخاري. رقم (6592)
    حدثنا موسى قال حدثنا أبو عوانة عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي، ومن رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي )). البخاري. رقم (110)
    حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد العزيز بن مختار حدثنا ثابت البناني عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتخيل بي ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة )). البخاري. رقم (6594)
    حدثنا خالد بن خلي حدثنا محمد بن حرب حدثني الزبيدي عن الزهري قال أبو سلمة قال أبو قتادة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( من رآني فقد رأى الحق )). البخاري. رقم (6595)
    حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني ابن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( من رآني فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتكونني)). البخاري.رقم (6596)
    حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود العتكي حدثنا حماد يعني بن زيد حدثنا أيوب وهشام عن محمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي )). مسلم. رقم (2266)
    وحدثني وحرملة قالا أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو لكأنما رآني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي )).مسلم. رقم (2266)
    حدثنا أحمد بن صالح ثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو لكأنما رآني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي )). أبو داود. رقم (5023)
    حدثنا يعقوب حدثني ابن أخي بن شهاب عن محمد بن شهاب حدثني أبو سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي )). مسند الإمام أحمد (5ـ306).
    وحدثني محمد بن حاتم حدثنا روح حدثنا زكريا بن إسحاق حدثني أبو الزبير أنه سمع جابر ابن عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من رآني في النوم فقد رآني فإنه لا ينبغي للشيطان أن يتشبه بي )). مسلم. رقم (2268)
    حدثنا يعلى ويزيد قالا أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من رآني في المنام فقد رأى الحق ان الشيطان لا يتشبه بي )). مسند الإمام أحمد.(2ـ261)
    حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي )). الترمذي. رقم (2276)
    حدثنا محمد بن يحيى ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا سعدان بن يحيى بن صالح ثنا صدقة بن أبي عمران عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( من رآني في المنام فكأنما رآني في اليقظة إن الشيطان لا يستطيع أن يتمثل بي )). ابن ماجه. رقم (3904)
    حدثنا محمد بن يحيى ثنا أبو الوليد قال أبو عوانة ثنا عن جابر عن عمار هو الدهني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي )). ابن ماجه. رقم (3905)
    أنا الشيخ أبو بكر أحمد بن علي الطريششي قال : أنا القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي قال : أنا محمد بن عبد الرحمن البغوي، أنا عبد الله بن محمد البغوي، قال : أنا سويد بن سعيد، قال : أنا إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((من رآني في المنام، فقد رآني في اليقظة، فإن الشيطان لا يتمثل بي)) اعتقاد أهل السنة للالكائي.
    حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من رآني في المنام فقد رآني في اليقظة فإن الشيطان لا يتمثل على صورتي)) مسند الإمام أحمد. (3608)
    حدثنا محمد بن فضيل ثنا عاصم بن كليب حدثني أبي نه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي )). مسند أحمد. (2ـ232)
    حدثنا حسين بن محمد ثنا خلف يعني بن خليفة عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه طارق ابن أشيم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من رآني في المنام فقد رآني )). مسند أحمد. (3ـ472)
    أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا أنس بن عياض قال حدثنا يونس بن يزيد عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من رآني في المنام فقد رأى الحق )). صحيح ابن حبان. رقم (6051)
    حدثنا أبو مروان العثماني قال ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي)). ابن ماجه. (3901).
    أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي، قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أخبرنا بحر بن نصر الخولاني، أخبرنا ابن وهب، أخبرنا يونس عن ابن شهاب أخبرنا أبو سلمة قال: سمعت أبا هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( من رآني في المنام، فسيراني في اليقظة، أو لكأنما رآني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي )). البيهقي، دلائل النبوة. (7ـ45).
    حدثنا أحمد بن أبي عبيد الله السليمي البصري حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( الرؤيا ثلاث فرؤيا حق ورؤيا يحدث بها الرجل نفسه ورؤيا تحزين من الشيطان فمن رأى ما يكره فليقم فليصل وكان يقول يعجبني القيد وأكره الغل القيد ثبات في الدين وكان يقول: من رآني فإني أنا هو فإنه ليس للشيطان أن يتمثل بي)) سنن الترمذي رقم (2206)
    حدثنا أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله الأكفاني القطيعي، شيخ بغداد، ثنا محمد بن عزيز الأيلي، ثنا سلامة بن عقيل قال: قال ابن شهاب: وحدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة، رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، أو فكأنما رآني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي)) معجم ابن المقرئ. رقم (964).
    تنويه: سلامة بن عقيل في هذا السند، يروي هذا الحديث عن عمه بواسطة كتاب له فيه مرويات الزهري، كما هو واضح في ترجمته في كتاب تهذيب التهذيب.
    حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا محمد بن حرب، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، أو كأنما رآني في اليقظة)) مسند الشاميين للطبراني. رقم (1712)

    مما تقدم معنا يتكون لنا أسانيد حديث أبي هريرة:
    (1) عبدان، ابن وهب، يونس، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فسيراني في اليقظة.
    (2) حرملة، ابن وهب، يونس، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فسيراني في اليقظة، أو فكأنما رآني في اليقظة
    (2) سليمان، ابن وهب، يونس، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فسيراني في اليقظة، أو فكأنما رآني في اليقظة
    (3) أحمد، ابن وهب، يونس، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فسيراني في اليقظة، أو فكأنما رآني في اليقظة
    (9) بحر ، ابن وهب، يونس، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فسيراني في اليقظة، أو لكأنما رآني في اليقظة
    (4) ابن أخي ابن شهاب، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فسيراني في اليقظة، أو فكأنما رآني في اليقظة
    (5) سلامة بن عقيل، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فسيراني في اليقظة، أو فكأنما رآني في اليقظة
    (6) محمد بن الوليد، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فسيراني في اليقظة، أو كأنما رآني في اليقظة
    (13) عبد الرحمن بن يعقوب، أبو هريرة: فقد رآني في اليقظة.
    (14) أبو صالح، أبو هريرة: فقد رآني في اليقظة.
    (7) كليب بن شهاب، أبو هريرة: فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي
    (2) محمد بن سيرين، أبو هريرة: فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي
    (8) أبو صالح، أبو هريرة: فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي
    (11) عبد الرحمن بن يعقوب، أبو هريرة: فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي
    (10) محمد بن عمرو، أبو سلمة، أبو هريرة: فقد رأى الحق
    (12) أنس بن عياض، يونس، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فقد رأى الحق
    (15) محمد بن سيرين، أبو هريرة: فإني أنا هو فإنه ليس للشيطان أن يتمثل بي


    1ـ البخاري (6592)، 2ـ مسلم (2266)، 3ـ أبو داود (5023)، 4ـ مسند أحمد (5ـ306)، 5 ـ معجم ابن المقرئ ( 3ـ 18)،6ـ مسند الشاميين للطبراني (5 ـ357)، 7ـ مسند أحمد (2ـ232)، 8ـ البخاري (110)، 9ـ البيهقي، دلائل النبوة (7ـ45)، 10ـ مسند أحمد (2ـ261)، 11ـ ابن ماجه (3901)، 12ـ ابن حبان (6051)، 13ـ اعتقاد أهل السنة للالكائي (4ـ471)، 14ـ مسند أحمد (8ـ143)، 15ـ سنن الترمذي (8ـ243).

    وبهذا يظهر لنا أن أربعة تابعوا عبدان في الرواية عن شيخه عبد الله بن وهب، وذكروا عبارة الشك، كذلك فإن ابن أخي محمد بن شهاب الزهري، وسلامة بن عقيل، محمد بن الوليد الزبيدي، قد تابعوا يونس في الرواية عن ابن شهاب الزهري، ويونس المتابع هنا هو شيخ شيخهم لهؤلاء الخمسة: عبدان، وحرملة، وسليمان، وأحمد، وبحر،
    وعليه يظهر جلياً تقديم رواية الأربعة على رواية عبدان.

    هذا كله فضلاً عن الأربعة من التابعين الذين تابعوا أبا سلمة في الرواية عن أبي هريرة رضي الله عنه.
    وفضلاً عن تسعة من الصحابة رووا هذا الحديث وهم أنس بن مالك، كما في صحيح البخاري (6594)، وعبد الله بن عباس، كما في سنن ابن ماجه (3905)، وجابر بن عبد الله، كما في صحيح مسلم (2266)، وأبو جحيفة، كما في سنن ابن ماجه (3904)، وطارق بن أشيم، كما في المسند (3ـ472)، وعبد الله بن مسعود، كما في سنن الترمذي (2276)، وأبو سعيد الخدري، كما في صحيح البخاري (6596) وعبد الله بن عمرو كما في معجم الطبراني (20ـ93)
    كما أن عبارات أحاديث الصحابة التسعة كما قدمت موافقة والحمد لله للمعنى الذي سقط من رواية البخاري، وفيه أراد النبي صلى الله عليه وسلم، أن يبين أن صورته التي يرى عليها في المنام هي عين صورته بأبي هو وأمي.
    وقد أتى الصحابي أبو جحيفة وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم، بنفس اللفظ الذي أشرت إلى صوابه، فقالا: ((من رآني في المنام فكأنما رآني في اليقظة)) كما في سنن ابن ماجه (3904)، وكما في معجم الطبراني (20ـ93) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7ـ181): رجاله ثقات. فظهر هنا وبشكل قاطع أنه المعنى المراد، والحمد لله على توفيقه.
    وبهذا أكتفي برد لفظة (( فسيراني يقظة )) رواية لأنها لم تثبت كما هو ظاهر بحال، علماً أن هناك من العلماء من تكلف وحاول أن يردها دراية كونها لم تظهر له حقيقتها والله أعلم.

    كتبه أبو أحمد محمد أمجد البيطار غفر الله له ولوالديه.


    .

  5. #5

    افتراضي رد: هل يصح لفظ ( فسيراني في اليقظة )

    جزاك الله تعالى خيراً شيخنا عبد الرحمن بن شيخنا قد أفدت والصحيح في أن لفظ ( فسيراني في اليقظة ) لا يصح ويحتج به الصوفية على رؤية النبي وحضوره بعد موته وهذا اللفظ ليس بالصحيح وهذا ما ذهب إليه بعض أهل العلم وقد كفى شيخنا عبد الرحمن بن شيخنا .
    لا إله إلا الله محمد رسول الله

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    274

    افتراضي رد: هل يصح لفظ ( فسيراني في اليقظة )

    بارك الله فيكما ولكن حبذا لو زدتماني

  7. #7

    افتراضي رد: هل يصح لفظ ( فسيراني في اليقظة )

    شيخنا الفاضل عبد الرحمن بن شيخنا
    نقلتم فضيلتكم هذه الاقتباسات
    والشبهة التي يشبهون بها على الناس سببها سقط لعبارة من متن الحديث في صحيح البخاري، وأصلها أن أحد رواة الحديث شك في لفظة فأوردها على احتمالين، حيث قال في حديث: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة. فسقطت العبارة الثانية في رواية الإمام البخاري فكانت منها هذه الشبهة.
    كما قلت هناك احتمالين
    الاحتمال الاول " فسيراني في اليقظة"
    الاحتمال الثاني "فكأنما رآني في اليقظة"
    ومؤكد احد الاحتمالين هو الصحيح
    فهل يجوز ان نلغي الاحتمال الاول ونرد لفظة "فسيراني في اليقظة" وعلى اي اساس (اذا ابعدنا الصوفية وغيرهم من التحقيق)
    فكما ذكرت

    (1) عبدان، ابن وهب، يونس، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فسيراني في اليقظة.
    (2) حرملة، ابن وهب، يونس، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فسيراني في اليقظة، أو فكأنما رآني في اليقظة
    (2) سليمان، ابن وهب، يونس، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فسيراني في اليقظة، أو فكأنما رآني في اليقظة
    (3) أحمد، ابن وهب، يونس، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فسيراني في اليقظة، أو فكأنما رآني في اليقظة
    (9) بحر ، ابن وهب، يونس، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فسيراني في اليقظة، أو لكأنما رآني في اليقظة
    (4) ابن أخي ابن شهاب، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فسيراني في اليقظة، أو فكأنما رآني في اليقظة
    (5) سلامة بن عقيل، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فسيراني في اليقظة، أو فكأنما رآني في اليقظة
    (6) محمد بن الوليد، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فسيراني في اليقظة، أو كأنما رآني في اليقظة
    الملاحظة الاولى
    جملة "
    فسيراني في اليقظة" اتت ب 8 طرق
    وجملة"
    كأنما رآني في اليقظة" اتت ب 7 طرق
    فكيف يرد اقواهم احتمالا ؟
    وحتى لو استبعدنا رواية عبدان التي في صحيح البخاري وبعد طرح هذه الرواية يصبح الموقف الجديد ان الاحتمال متساوى بين الجملتين
    فاي دليل علمي يرد احدهما وهي المتقدمة؟
    الملاحظة الثانية
    ان الاصل في الحديث
    " فسيراني في اليقظة" والاحتمال هو الثاني "أو كأنما رآني في اليقظة"
    فلماذا يثبت الاحتمال ويرد الاصل ؟
    الملاحظة الثالثة
    في باقي الفاظ الحديث
    (13) عبد الرحمن بن يعقوب، أبو هريرة: فقد رآني في اليقظة.
    (14) أبو صالح، أبو هريرة: فقد رآني في اليقظة.
    (7) كليب بن شهاب، أبو هريرة: فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي
    (2) محمد بن سيرين، أبو هريرة: فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي
    (8) أبو صالح، أبو هريرة: فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي
    (11) عبد الرحمن بن يعقوب، أبو هريرة: فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي
    (10) محمد بن عمرو، أبو سلمة، أبو هريرة: فقد رأى الحق
    (12) أنس بن عياض، يونس، ابن شهاب، أبو سلمة، أبو هريرة: فقد رأى الحق
    (15) محمد بن سيرين، أبو هريرة: فإني أنا هو فإنه ليس للشيطان أن يتمثل بي
    ومعلوم من قوله صلى الله عليه وسلم وقوله الحق ان رؤيته في المنام رؤيا حقيقية
    والسؤال
    ما الفرق بين المنام واليقظة اذا كانت رؤية النبي حقيقية في كل الاحوال ؟

    الملاحظة الرابعة
    الحديث الصحيح
    (ما من أحد يسلم علي إلا رد الله إلي روحي حتى أرد عليه السلام)
    فلو سلمنا ان الصلاه عليه صلاة دائمة من المسلمين في اركان المعمورة كلهم في اوقات صلاتهم وغيرها فتكون روح النبي صلى الله عليه وسلم حاضره لرد السلام
    الا يعني هذا انه حي في حجرته الشريفه عليه افضل الصلاة والسلام ام ان هذا الحديث مردود ايضا ؟
    واذا كان الحديث صحيحا الا يقوي صحة "فسيراني في اليقظة" ؟
    السؤال الاخير
    من من علماء الامة اختار صحة ان رؤية الرسول صلى الله عليه واله وسلم جائزة في اليقظة ؟

    المعذرة على الاطاله
    ولكن رد قول النبي صلى الله عليه سلم ورد السنة امر عظيم خصوصا اذا كان الحديث ثابت في صحيح البخاري

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل يصح لفظ ( فسيراني في اليقظة )


  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل يصح لفظ ( فسيراني في اليقظة )


  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل يصح لفظ ( فسيراني في اليقظة )

    "من رآني في المنام فسيراني في اليقظة"

    السؤال: ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ''من رآني في المنام فسيراني في اليقظة''؟

    الإجابة: معنى الحديث على هذه الرواية: أن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام على صورته التي كان عليها في الدنيا فسيرى تأويل رؤياه ووقوع ما أشارت إليه من الخبر في دنياه؛ لأن رؤياه على صورته حق؛ لما دل عليه قوله آخر الحديث: ''فإن الشيطان لا يتمثل بي''، انظر تفسير هذا الحديث في [فتح الباري] لابن حجر رحمه الله في كتاب التعبير. وليس المراد أنه يرى ذات الرسول صلى الله عليه وسلم بيقظته، وقد روى البخاري الحديث في كتاب التعبير، عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: "من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي..." الحديث، ومعناه: من رأى النبي صلى الله عليه وسلم على صورته التي كان عليها في الدنيا فرؤياه حق، فإن الشيطان لا يتمثل بصورته، وروى مسلم في صحيحه هذا الحديث بلفظ: "من رآني في المنام فسيراني، أو فكأنما رآني" على الشك، ولم يذكر كلمة اليقظة، ومعناه: صدق الرؤيا وأن تأويلها سيتحقق. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــ
    مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد العاشر (العقيدة).


  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل يصح لفظ ( فسيراني في اليقظة )

    دعوى رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظةً بين الجواز الشرعي والإمكان العقلي
    تُعَدُّ رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة من أهم القضايا المحورية عند بعض طوائف الصوفية التي أثبتتها وحكمت بجوازها شرعًا، وإمكانها عقلًا، وبَنَت على ذلك كثيرًا من التفاصيل العملية لبعض أورادها ومناسكها التي تُعتبر مخالفة للسنة.



    وقد حاول القائلون برؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة أن يستدلوا لمذهبهم بما استطاعوا من المنقول والمعقول، وسوف نتناول في هذه المقالة جملة من أدلتهم العقلية والنقلية، ونعرضها على الميزان الشرعي لاختبار سلامتها من المعارض وخلوها من النقض.
    استدل القائلون برؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة بعدة أدلة نجملها فيما يلي:
    الأدلة الشرعية:
    الدليل الأول: استدلوا بما رواه البخاري من حديث أبي هريرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة»([1]). قالوا: الحديث صريح في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة بعد موته في الدنيا، ودعوى الخصوص بغير مخصص تعسف([2])، وادعى التيجاني أنه أعطاه الورد يقظةً لا منامًا([3]).
    الدليل الثاني: وهو مركب من العقلي والنقلي: حيث ادعوا أن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم داخلة تحت قدرة الله، فالمنكر لها منكر لقدرة الله، ومن أنكر قدرة الله فقد كفر، ومن المعلوم أن الله يُحْيِي الموتى، فقد جعل دعاء إبراهيم سببًا في إحياء الطيور {قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيم} [سورة البقرة:260]. وأحيا عُزيرًا بعد مائة عام، فما الذي يمنع عقلًا من إحيائه للنبي بعد موته ليراه الناس يقظة؟ ([4])
    هذه أصول أدلتهم، والباقي مما يطلقون عليه أدلة هو مجرد تفريع عليها.
    ولنبدأ بمناقشة هذه الأدلة وفحص مدى سلامتها من المعارض:
    أما الدليل الأول: وهو احتجاجهم بحديثه صلى الله عليه وسلم «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة»([5]) فإن الرجوع بالنص إلى علوم الآلة المعتبرة في التعامل معه سوف يكشف الخلل المعرفي فيما بنوه عليه، ونكتفي بأكثر الآلات أهمية في التعامل مع النصوص الشرعية الْمُشْكِلَةِ، وهي علم المصطلح وعلم الأصول.
    فإذا رجعنا إلى الصناعة الحديثية نجد أن الحديث رُوي بروايات مختلفة، بل إن الرواية عن أبي هريرة جاءت بألفاظ أخرى مختلفة عن لفظ هذه الرواية، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي»([6]). وهي أربع طرق كلها بألفاظ متقاربة وليس فيها هذه اللفظة، وفي الخامسة رواها بالشك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة – أو: فكأنما رآني في اليقظة – لا يتمثل الشيطان بي»، فقال أبو سلمة: قال: أبو قتادة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رآني فقد رآني الحق»([7]).
    ومما يدلك أيها القارئ الكريم أن الرواية غير محفوظة، أن جمعًا من الصحابة أيضًا رووا الحديث بغير هذه الروية، منهم: أنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، وابن عباس، وابن مسعود، وأبو جحيفة رضي الله عنهم، وكلهم رووه بلفظ: «من رآني في المنام فقد رآني»([8])، ومادامت الرواية غير محفوظة، فهي محتملة، والاحتمال الوارد عليها من جهة ثبوتها وجهة معناها، وقد تبين أنها غير ثابتة والمقصود بعدم ثبوتها مخالفتها للمحفوظ من الروايات، وليس في هذا طعن في رواية البخاري، فالبخاري يشترط صحة السند لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد تعارض بين الروايات الصحيحة يوجب تقديم بعضها على بعض، وذلك أن أبا هريرة راوي الحديث رُوِيَ عنه بروايات غيرها، وهذه الرواية مخالفة لما رواه جمهور الصحابة فالحديث رواه أكثر من اثني عشر صحابيا بغير هذا اللفظ وثمانية من أئمة الحديث خرجوا الحديث، ولم يستشهدوا بهذه الرواية على إمكانية رؤية النبي يقظة .
    أما من جهة المعنى فإن الرواية على فرض ثبوتها لا تعدو أن تكون عامة، والعام ليس قطعيًّا في العموم كما هو مذهب الجمهور([9])، ومعلوم عند الأصوليين تخصيص العموم بالحس([10])، فكيف إذا كان العموم مخالف للحس والشرع؟! لذلك تعرض العلماء لها بالتأويل لعلمهم أنها ليست على ظاهرها، ومن هذه التأويلات:
    أ*- قال بعضهم معناه: “سيرى تأويل تلك الرؤيا في اليقظة وصحتها وخروجها على وجه الحق”.
    ب*- وقيل: أنه على التشبيه والتمثيل، ويدل على ذلك قوله في الرواية الثانية: «فكأنما رآني في اليقظة».
    ت*- وقيل: إنه يراه يقظة في الآخرة، وفي هذا بشارة لرائيه بأنه يموت مسلمًا؛ لأنه لا يراه تلك الرؤية الخاصة باعتبار القرب إلا من تحقق موته على الإسلام([11]).
    فإذا تبين أن الراوية محتملة ومُتَأَوَّلَةٌ عند أهل العلم؛ بقي أن نُبَيِّنَ عدم سلامة الاستدلال بها، خصوصًا أن تأويلها قام عليه الدليل، فهي غير مُسَلَّمَةٍ؛ لأنها مُعَارَضَةٌ بالمثل، بل بما هو أقوى منها ثبوتًا ودلالة، ومن ذلك قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون} [سورة الزمر:42]. فإذا أمسك التي قضى عليها الموت فمن أين لها التصرف؟ ومن أين لها أن يراها أحد؟!([12]).
    وقوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُون} [سورة يس:31]. قال القرطبي:” وَهَذِهِ الْآيَةُ رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ مِنَ الْخَلْقِ مَنْ يَرْجِعُ قَبْلَ الْقِيَامَةِ بَعْدَ الْمَوْت”([13]).
    وما رواه أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقال: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أني قد رأيت إخواننا». قالوا: يا رسول الله ألَسْنا إخوانك؟ قال: «بل أنتم أصحابي، وإخواني الذين لم يأتوا بعد، وأنا فَرَطهم على الحوض»، قالوا: يا رسول الله كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك؟ قال: «أرأيت لو كان لرجلٍ خيلٌ غُرٌّ محجَّلةٌ في خيلٍ بُهْمٍ دُهْمٍ ألا يعرف خيلَه؟» قالوا: بلى، قال: «فإنهم يأتون يوم القيامة غُرًّا محجَّلين من الوضوء، وأنا فَرَطهم على الحوض»([14]). ففي هذا دليل على أنه لم يرهم، ولن يراهم إلا يوم القيامة.
    أَمَّا ما تعلقوا به من أن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم داخلة تحت قدرة الله، فهذا الدليل لا علاقة له بمحل النزاع، فلا أحد يخالف في قدرة الله عز وجل على كل شيء، لكن العبرة بالوقوع لا بالإمكان، فليس كل مقدور لله يقع في الوجود، فقد قال الله أنه قادر على أن يذهب بالوحي المُنَزَّلِ، وأن يجعل الناس أمة واحدة، لكنه لم يفعل، فالعبرة بوقوع الشيء لا بإمكانه قال تعالى: {وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلا} [سورة الإسراء:86]. وقال: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِين} [سورة يونس:99]. فلم يذهب بالوحي ولم يؤمن أهل الأرض.
    كما أن الدليل يُجَابُ عليه بالقلْب: فيمكن أن يَدَّعِيَ شخص النبوة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ويستدل بعموم القدرة، ويدعي الساحر النبوة والولاية، ويستدل بالخارق، وما كان هذا شأنه من الأدلة لا يستقيم الاستدلال به؛ لأنه أعم من الدعوى، وليس في محل النزاع واعتماده يؤدي إلى الاعتراض على ظاهر الشرع ونقض كلياته، فهو إن جُعِلَ علة، فإنه يعود على أصله بالبطلان، وذلك لما ادعاه هؤلاء من أنهم يصححون عليه الأحاديث التي ضعفها الحفاظ([15]). وهذا يعني بطلان الشريعة الظاهرة.
    الدليل العقلي على عدم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة:
    يدل على عدم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة أمور:
    أولًا: أنه يلزم عليه ألا يراه أحد إلا على صورته التي مات عليها، وألا يراه رائيان في آن واحد في مكانين، وأن يحيا الآن، ويخرج من قبره ويمشي في الأسواق، ويخاطب الناس ويخاطبوه، ويلزم من ذلك أن يخلو قبره من جسده، فلا يبقى من قبره فيه شيء فيُزار مجرّد القبر، ويُسلَّم على غائب، لأنه جائز أن يرى في الليل والنهار مع اتصال الأوقات على حقيقته في غير قبره، وهذه جهالات لا يلتزم بها من له أدنى مسكة من عقل([16]).
    ثانيًا: أن كثيرًا ممن رأى النبي في منامه لم يره في يقظته، وهذا أمر معلوم مشهور.
    ثالثًا: أن المدعي لرؤية النبي يقظة إما أن يتلقى عنه شرعًا؛ أوْ لا؟ فإن ادّعى أنه تلقى عنه شرعًا، وكان هذا الشرع زائدًا على ما بَلَّغَهُ في حياته ويترتب عليه أجر؛ فيلزم من ذلك أن النبي لم يُبلِّغ كل الدين، ولم يدل الأمة على خير الهدي، بل ادّخر بعضه لبعض الناس، وهذا طعن في النبوة وكذلك فإن الصحابة وقعت لهم أمور عظيمة كانوا فيها بحاجة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يروه يقظة، ومن أمثلة ذلك تعيين الخليفة بعده، ومقتل عثمان وجمع المصحف.
    فيتبين بهذا أن الْمُـعَوَّلَ عليه هو ما شهد به النقل الصحيح والعقل الصريح من استبعاد رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة؛ فضلًا عن إتيانه لقوم بتشريع مات ولم يبلغه، فهذا مناقض لكمال الدين وللاعتقاد الصحيح في النبوة، فالتكليف والتبليغ متعلقان بالحياة لا بالممات، والعبرة بما دل عليه الدليل المحكم من الكتاب والسنة، السالم من المعارض والاشتباه، والله ولي التوفيق.

    ([1]) البخاري رقم (6592).
    ([2]) ينظر: رماح حزب الرحيم لولد أمبوجة التشيتي (1/205).
    ([3]) ينظر: جواهر المعاني (ص 320).
    ([4]) ينظر: رماح الرجيم (1/205).
    ([5]) سبق تخريجه.
    ([6]) البخاري (5844)، ومسلم واللفظ له (2266).
    ([7]) مسند الإمام أحمد ح (22659). تعليق شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح وهذا إسناد حسن.
    ([8]) ينظر: صحيح البخاري (6946)، وسنن ابن ماجه (3902) و(3903) و(3905)، وسنن الترمذي (3/238) و(3904).
    ([9]) ينظر: نثر الورود (1/250).
    ([10]) شرح التنقيح، للقرافي (ص1220).
    ([11]) ينظر: فتح الباري (12/358).
    ([12]) غاية الأماني في الرد على النبهاني (1/52).
    ([13]) الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (15/24).
    ([14]) سنن النسائي: ح (150) قال الشيخ الألباني: صحيح.
    ([15]) هذا الكلام منقول عن أحمد الزواوي، ينظر: بغية المستفيد (ص 79).
    ([16]) الكلام للإمام أبي العباس عمر بن أحمد القرطبي، نقله الزرقاني في شرحه على المواهب اللدنية (5/193).

    https://salafcenter.org/2016/


  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل يصح لفظ ( فسيراني في اليقظة )

    ذكر بعض الأدلة التي تثبت عدم إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة:
    (من الأدلة على ذلك أن أموراً عظيمة وقعت لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أفضل الأمة بعد نبيها كانوا في حاجة ماسة إلى وجوده بين أظهرهم ولم يظهر لهم، نذكر منها:
    - انه وقع خلاف بين الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسبب الخلافة، فكيف لم يظهر لأصحابه ويفصل النزاع بينهم.
    - اختلاف أبي بكر الصديق مع فاطمة رضي الله عنهما على ميراث أبيها فاحتجت فاطمة عليه بأنه إذا مات هو إنما يرثه أبناؤه فلماذا يمنعها من ميراث أبيها؟ فأجابها أبو بكر بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"نحن معاشر الأنبياء لا نورث وما تركنا صدقة" رواه البخاري وغيره.
    - الخلاف الشديد الذي وقع بين طلحة والزبير وعائشة من جهة وعلي بن أبي طالب وأصحابه رضي الله عنهم اجمعين من جهة أخرى، والذي أدى إلى وقوع معركة الجمل، فقتل فيها خلق كثير من الصحابة والتابعين، فلماذا لم يظهر لهم النبي صلى الله عليه وسلم حتى يحقن هذه الدماء؟
    - الخلاف الذي وقع بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع الخوارج، وقد سفكت فيه دماء كثيرة، ولو ظهر لرئيس الخوارج وأمره بطاعة إمامه لحقن تلك الدماء.
    - النزاع الذي وقع بين علي ومعاوية رضي الله عنهما والذي أدى إلى وقوع حرب صفين حيث قتل خلق كثير جداً منهم عمار بن ياسر. فلماذا لم يظهر النبي صلى الله عليه وسلم حتى تجتمع كلمة المسلمين وتحقن دمائهم .
    - أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه على جلالة قدره وعظمة شأنه كان يظهر الحزن على عدم معرفته ببعض المسائل الفقهية فيقول: (ثلاث وددت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفارقنا حتى يعهد إلينا فيهن عهداً ننتهي إليه:الجد، والكلالة، وأبواب من أبواب الربا) متفق عليه.
    فلو كان يظهر لأحد بعد موته لظهر لعمر الفاروق وقال له:لا تحزن حكمها كذا وكذا). انتهى نقلاً من "تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" (2/47-49) باختصار.

    أما بالنسبة لاستدل الصوفية بالحديث الذي رواه البخاري رحمه الله في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من رآني في المنام فسيراني في اليقظة" على إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسم يقظة، فقد أجاب عنه الشيخ محمد أحمد لوح حفظه الله في "تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" (2/39 –52) فقال:
    (أما رواية:" من رآني في المنام فسيراني في اليقظة " لابد من إلقاء ضوء كاشف على الحديث رواية ودراية حتى نعرف قدر هذا اللفظ الذي استدل به أولئك على إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة:
    1- أما الحديث فقد رواه اثنا عشر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يزيد، مما يدل على شيوعه واستفاضته.
    2- أن ثمانية من أئمة الحديث المصنفين اهتموا بهذا الحديث فأخرجوه في كتبهم مما يؤكد اهتمامهم به وفهمهم لمدلوله. ومع ذلك لم يبوب له أحد منهم بقوله مثلاً:باب في إمكان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة، ولو فهموا منه ذلك لبوبوا به أو بعضهم على الأقل؛ لأنه أعظم من كل ما ترجموا به تلك الأبواب.
    3- أن المواضع التي أخرجوا فيها هذا الحديث بلغ (44) موضعاً، ومع كثرة هذه المواضع لم يرد في أي موضع لفظ " فسيراني في اليقظة " بالجزم إلا في إحدى روايات البخاري عن أبي هريرة.
    أما بقية الروايات فألفاظها:"فقد رآني" أو "فقد رأى الحق" أو "فكأنما رآني في اليقظة" أو "فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة" بالشك.
    وبالنظر في ألفاظ الحديث ورواياته نجد ملاحظات على لفظ "فسيراني في اليقظة" لا ريب أنها تقلل من قيمة الاستدلال بها وهذه الملاحظات هي:
    أولاً:أن البخاري أخرج الحديث في ستة مواضع من صحيحه:ثلاثة منها من حديث أبي هريرة، وليس فيها لفظ:"فسيراني في اليقظة" إلا في موضع واحد.
    ثانياً:أن كلا من مسلم (حديث رقم 2266)، وأبي داود (حديث رقم 5023)، و أحمد (5/306)، أخرجوا الحديث بإسناد البخاري الذي فيه اللفظ المذكور بلفظ "فسيراني في اليقظة. أو لكأنما رآني في اليقظة" وهذا الشك من الراوي يدل على أن المحفوظ إنما هو لفظ "فكأنما رآني" أو "فقد رآني" لأن كلا منهما ورد في روايات كثيرة بالجزم وليس فيها شيء شك فيه الراوي.
    وعند الترجيح ينبغي تقديم رواية الجزم على رواية الشك.
    ثالثاً:إذا علمنا أنه لم يرد عند مسلم ولا عند أبي داود غير رواية الشك أدركنا مدى تدليس السيوطي حين قال في "تنوير الحلك": (وتمسكت بالحديث الصحيح الوارد في ذلك:أخرج البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي") فأوهم أن مسلماً وأبا داود أخرجا الحديث برواية الجزم، وأغفل جميع روايات البخاري الأخرى التي خلت من هذا اللفظ. رابعاً:ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" (12/400) أنه وقع عند الإسماعيلي في الطريق المذكورة "فقد رآني في اليقظة" بدل قوله:"فسيراني".
    وهذه الأمور مجتمعة تفيد شذوذ هذا اللفظ، ولعل الحافظ ابن حجر أشار إلى ذلك ضمناً حين قال: (وشذ بعض الصالحين فزعم أنها تقع - يعني الرؤية - بعيني الرأس حقيقة).
    ونقل عن المازري قوله: (إن كان المحفوظ "فكأنما رآني في اليقظة" فمعناه ظاهر).
    هذا ما يتعلق بالحديث رواية، وإن تعجب فعجب استدلال هؤلاء بهذا اللفظ الشاذ على تقرير إمكان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة ووقوعها مع اتفاقهم على:أن حديث الآحاد لا يحتج به في العقيدة.
    أما ما يتعلق به دراية فنقول:لو فرضنا أن هذا اللفظ " فسيراني" هو المحفوظ فإن العلماء المحققين لم يحملوه على المعنى الذي حمله عليه الصوفية.
    قال النووي في شرحه (15/26): (فيه أقوال:أحدها:أن يراد به أهل عصره، ومعناه:أن من رآه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله للهجرة ورؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة عياناً.
    وثانيها:أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الآخرة ؛ لأنه يراه في الآخرة جميع أمته.
    وثالثها:أنه يراه في الآخرة رؤية خاصة في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك).
    ونقل الحافظ ابن حجر هذه الأقوال بعدما ذكر القول بحمله على الرؤية بالعين المجردة وحكم على القائلين به بالشذوذ) انتهى كلام الشيخ محمد أحمد لوح باختصار.
    وإليك أقوال بعض أهل العلم في هذا الموضوع نقلاً من كتاب "القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل" للشيخ إسماعيل الأنصاري رحمه الله:
    1- القاضي أبو بكر بن العربي قال: (شذ بعض الصالحين فزعم أنها - أي رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته - تقع بعيني الرأس حقيقة) نقل ذلك عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري"(12/384).
    2- الإمام أبو العباس احمد بن عمر القرطبي في "المفهم لشرح صحيح مسلم" ذكر هذا القول وتعقبه بقوله: (وهذا يدرك فساده بأوائل العقول ويلزم عليه أن لا يراه أحد إلا على صورته التي مات عليها وأن يراه رائيان في آن واحد في مكانين وأن يحيا الآن ويخرج من قبره ويمشي في الأسواق ويخاطب الناس ويخاطبوه ويلزم من ذلك أن يخلو قبره من جسده ولا يبقى من قبره فيه شيء فيزار مجرد القبر ويسلم على غائب لأنه جائز أن يرى في الليل والنهار مع اتصال الأوقات على حقيقته في غير قبره.
    وهذه جهالات لا يلتزم بها من له أدنى مسكة من عقل) وإلى كلام القرطبي هذا أشار الحافظ ابن حجر في "الفتح" بذكره اشتداد إنكار القرطبي على من قال: (من رآه في المنام فقد رأى حقيقته ثم يراها كذلك في اليقظة) .
    3 – ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (12/385) أن ابن أبى جمرة نقل عن جماعة من المتصوفة أنهم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ثم رأوه بعد ذلك في اليقظة وسألوه عن أشياء كانوا منها متخوفين فأرشدهم إلى طريق تفريجها فجاء الأمر كذلك ثم تعقب الحافظ ذلك بقوله: (وهذا مشكل جداً ولو حمل على ظاهره لكان هؤلاء صحابة ولأمكن بقاء الصحبة إلى يوم القيامة ويعكر عليه أن جمعاً جماً رأوه في المنام ثم لم يذكر واحد منهم أنه رآه في اليقظة وخبر الصادق لا يتخلف).
    4- قال السخاوي في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة بعد موته: (لم يصل إلينا ذلك - أي ادعاء وقوعها - عن أحد من الصحابة ولا عمن بعدهم وقد اشتد حزن فاطمة عليه‏ صلى الله عليه وسلم حتى ماتت كمداً بعده بستة أشهر على الصحيح وبيتها مجاور لضريحه الشريف ولم تنقل عنها رؤيته في المدة التي تأخرتها عنه).
    5- وقال ملا علي قاري في "جمع الوسائل شرح الشمائل للترمذي" (2/238): (إنه أي ما دعاه المتصوفة من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة بعد موته لو كان له حقيقة لكان يجب العمل بما سمعوه منه صلى الله عليه وسلم من أمر ونهي وإثبات ونفي ومن المعلوم أنه لا يجوز ذلك إجماعاً كما لا يجوز بما يقع حال المنام ولو كان الرائي من أكابر الأنام وقد صرح المازري وغيره بأن من رآه يأمر بقتل من يحرم قتله كان هذا من الصفات المتخيلة لا المرئية) انتهى كلام الملا علي قاري وفيه فائدة أخرى هي حكايته الإجماع على عدم جواز العمل بما يدعى من يزعم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة أنه سمع منه أمر أو نهي أو إثبات أو نفي، وفي حكايته الإجماع على ذلك الرد على قول الزرقاني في "شرح المواهب اللدنية" (7/29) ما نصه: (لو رآه يقظة - أي بعد موته صلى الله عليه وسلم - وأمره بشيء وجب عليه العمل به لنفسه ولا يعد صحابياً وينبغي أن يجب على من صدقه العمل به قاله شيخنا).
    6- قال الشيخ عبد الحي بن محمد اللكنوي رحمه الله في "الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" (ص46): (ومنها - أي من القصص المختلقة الموضوعة - ما يذكرونه من أن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر بنفسه في مجالس وعظ مولده عند ذكر مولده وبنوا عليه القيام عند ذكر المولد تعظيماً وإكراماً.
    وهذا أيضا من الأباطيل لم يثبت ذلك بدليل، ومجرد الاحتمال والإمكان خارج عن حد البيان).
    وقد تكلم عن هذه المسألة بكلام جيد الشيخ صادق بن محمد بن إبراهيم حفظه الله في كتابه "خصائص المصطفى صلى الله عليه وسلم بين الغلو والجفاء" (207-218) وهناك رسالة خاصة في هذا الموضوع بعنوان " رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة ومناماً ضوابطها وشروطها" للشيخ الأمين الحاج محمد أحمد.
    وقد وفقني الله عز وجل وله الحمد والمنة بكتابة موضوع عن هذا المسألة ونشرته عبر شبكة الإنترنت بعنوان " الفوائد الملتقطة في الرد على من زعم رؤية الله يقظة" وتجده في الرابط التالي:
    http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1244


    الكشف الجلي عن شركيات الجفري علي - شبكة الدفاع عن السنة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •