قال الألباني في السلسلة الصحيحة - (6 / 513)
و قال الشيخ علي القارىء في
" شرح الشمائل " ( 2 / 293 ) : " و قيل إنه مختص بأهل زمانه صلى الله عليه وسلم
، أي من رآني في المنام يوفقه الله تعالى لرؤيتي في اليقظة . و لا يخفى بعد هذا
المعنى ، مع عدم ملاءمته لعموم ( من ) في المبنى ، على أنه يحتاج إلى قيود ،
منها : أنه لم يره قبل ذلك ، و منها أن الصحابي غير داخل في العموم .. " . قلت
: و لا أعلم لهذا التخصيص مستندا إلا أن يكون حديث أبي هريرة عند البخاري (
6993 ) مرفوعا بلفظ : " من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ، و لا يتمثل
الشيطان بي " . فقد ذكر العيني في " شرح البخاري " ( 24 / 140 ) أن المراد أهل
عصره صلى الله عليه وسلم ، أي من رآه في المنام وفقه الله للهجرة إليه و التشرف
بلقائه صلى الله عليه وسلم .. " . و لكنني في شك من ثبوت قوله : " فسيراني في
اليقظة " ، و ذلك أن الرواة اختلفوا في ضبط هذه الجملة : " فسيراني في اليقظة "
، فرواه هكذا البخاري كما ذكرنا ، و زاد مسلم ( 7 / 54 ) : " أو فكأنما رآني في
اليقظة " . هكذا على الشك ، قال الحافظ ( 12 / 383 ) : " و وقع عند الإسماعيلي
في الطريق المذكورة : " فقد رآني في اليقظة " ، بدل قوله : " فسيراني " . و
مثله في حديث ابن مسعود عند ابن ماجه ، و صححه الترمذي و أبو عوانة . و وقع عند
ابن ماجه من حديث أبي جحيفة : " فكأنما رآني في اليقظة " . فهذه ثلاثة ألفاظ :
" فسيراني في اليقظة " . " فكأنما رآني في اليقظة " . ( انظر ما تقدم برقم 1004
) . " فقد رآني في اليقظة " . و جل أحاديث الباب كالثالثة إلا قوله في ( اليقظة
) " . و كلها في تأكيد صدق الرؤيا ، فاللفظ الثاني أقرب إلى الصحة من حيث
المعنى ، فهو فيه كحديث ابن عباس و أنس المتقدم : " فقد رآني " ، و آكد منه
حديث أبي سعيد الخدري بلفظ : " فقد رآني الحق " . أخرجه البخاري ( 6997 ) و
أحمد ( 3 / 55 ) و هو لابن حبان ( 6019 و 6020 ) عن أبي هريرة