تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 16 من 16

الموضوع: أحاديث تداولتها ألسنة الوعاظ والخطباء لكنها ضعيفة أو موضوعة فانتبهوا

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    178

    Lightbulb أحاديث تداولتها ألسنة الوعاظ والخطباء لكنها ضعيفة أو موضوعة فانتبهوا

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
    قال حفظه الله:
    يجدر بنا أن نذكر بعض الأحاديث والأخبار الموضوعة والضعيفة التي يلهج بها كثير من الخطباء والوعاظ وغيرهم ممن لا يتثبت في رواية الحديث ولا يفرِّق بين صحيح الأخبار وسقيمها ولا بين كلام النبي صلى الله عليه وسلمولا كلام غيره، فيجعل الجميع كلاماً واحداً منسوباً للنبي صلى الله عليه وسلمفنقول: تنبيهاً وتذكيراً.
    * الخبر الأول:
    حديث فائد بن عبد الرحمن العطار عن عبد الله بن أبي أوفى: أنه قال: إن شاباً حضره الموت، فدعي له رسول الله، فقال: قل لا إله إلا الله، فقال: لا أقدر أن أقولها ! قال: «ولم؟» قال: كهيئة القفل على قلبي، إذا أردت أن أقولها؛ عدل .فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «له والدان أو أحدهما؟».قالوا: أم، فدعيت، فقال: «ارض عن ابنك». فقالت: «أنشدك يا رسول الله أني عن ابني راضية». فقال: «قل: لا إله إلا الله». فقال: لا إله إلا الله، فقال: «الحمد لله الذي نجاه بي».
    خرجه العقيلي بهذا اللفظ (3/461)، وخرجه الطبراني .
    وقال عبد الله ابن الإمام أحمد في «المسند» (4/382) على هذا الحديث بعد أن ساق قبله حديثا: «لم يحدثنا أبي بهذين الحديثين، ضرب عليهما من كتابه، لأنه لم يرض حديث فائد بن عبد الرحمن، أو كان عنده متروك الحديث».
    وفائد بن عبد الرحمن وهَّاه غير واحد من الأئمة.
    قال عنه البخاري: «منكر الحديث».
    وقال ابن معين: «ضعيف» . وقال مرة: «ليس بشيء».
    وقال الذهبي: «تركه أحمد والناس».
    وقال ابن حجر: « متروك اتهموه».
    ومع ضعف هذا الحديث أو وضعه كما جزم بذلك ابن الجوزي نسمع كثيراً من الوعاظ يلهجون بذكره، زاعمين أنه يرهب الناس من العقوق، وما علم هؤلاء أن في الكتاب والسنة الثابتة من شدة الوعيد على العاق أعظم من هذا، ولولا خشية الإطالة لسقت الآيات والأحاديث في هذا الباب، ولكن من أرادها، ليرجع مثلا إلى «رياض الصالحين» ففيه ما يشفي ويكفي؛ بدلاً من هذا الحديث الساقط.
    * الخبر الثاني:
    حديث أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلمقال: «اطلبوا العلم ولو بالصين»
    خرجه: ابن عدي، والخطيب في «التاريخ» وأبو نعيم في «أخبار أصبهان»، وغيرهم.
    وهو حديث ضعيف جداً أو موضوع كما جزم بذلك غير واحد من أهل العلم، منهم ابن حبان وابن الجوزي
    وآفته أبو عاتكة، واسمه طريف بن سليمان.
    قال البخاري:«منكر الحديث».
    وقال أبو حاتم: «ذاهب الحديث».
    وقد أنكر الإمام أحمد رحمه الله هذا الحديث إنكاراً شديداً.
    * الخبر الثالث:
    «أحب الأسماء إلى الله ما عُبِّد وحُمِّد».
    هذا اللفظ اشتهر بين الناس أنه حديث، ويعزونه إلى النبيصلى الله عليه وسلم وكأنه في «الصحيحين» أو في أحدهما.
    ولم أجد له أصلاً بعد البحث الشديد عنه في كتب أهل الحديث، وقد أشار أيضاً إلى ذلك السيوطي، عفا الله عنه وغيره
    فمن نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلمفقد دخل في الوعيد الشديد، لأنه على أقل الأحوال لا يعلم حاله . نعم روى الطبراني في الكبير [10/89] عن ابن مسعود مرفوعاً إن أحب الأسماء إلى الله عز ومجل ما تعبد به» وفي إسناده متروك فلا تقوم به حجة ويغني عنه ما رواه مسلم في «صحيحه» عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله قال: إن أحب أسمائكم إلى الله عزَّ وجلَّ: عبد الله، وعبد الرحمن




    يتبع ان شاء الله ...
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    178

    افتراضي رد: أحاديث تداولتها ألسنة الوعاظ والخطباء لكنها ضعيفة أو موضوعة فانتبهوا

    * الخبر الرابع:
    «جنبوا مساجدكم صبيانكم».
    وهذا الحديث خرجه: ابن ماجة (1/247).
    والبيهقي (10/103)، وغيرهما . وهو حديث ضعيف جداً.
    فأما سند ابن ماجه؛ ففيه الحارث بن نبهان، وهو متروك الحديث.
    وأما سند البيهقي؛ فقد قال البيهقي نفسه عقب إخراجه: العلاء بن كثير هذا شامي منكر الحديث».
    وقال ابن الجوزي:«إنه حديث لا يصح».
    بل قال بعض العلماء: «إنه لا أصل له».
    ومع ضعف هذا الحديث، هو معارض للأحاديث الصحيحة على جواز إدخال الصبيان المساجد.
    فمن ذلك على سبيل المثال: ما خرجه الشيخان وغيرهما عن أبي قتادة رضي الله عنه؛ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلميصلي وهو حامل أمامةَ بنت زينب، فإذا سجد، وضعها، وإذا قام؛ حملها».
    وهذا في المسجد كما عند مسلم في «صحيحه»
    * الخبر الخامس:
    عن ابن مسعود رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«عجبت لطالب الدنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، ولضاحك ملء فيه ولا يدري أرضى الله أم أسخطه».
    هذا الحديث خرجه ابن عدي في «الكامل» (2/689)
    وسنده ضعيف، فيه حميد الأعرج، يرويه عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود يرفعه.
    قال ابن عدي في أحاديث حميد: «ليست مستقيمة، ولا يتابع عليها».
    وقال الدارقطني: «متروك» وأحاديثه تشبه الموضوعة».
    إذا تبين هذا؛ فهذا الحديث، وإن كان صحيح المعنى؛ إلا أنه لا يجوز أن ينسب إلى النبي إلا مع تبيين ضعفه، وفي الأمر سعة، يمكن المرء أن يقوله في أماكن الوعظ من غير أن ينسبه إلى النبي ،ويغني عنه أحاديث كثيرة جداً في الترهيب، وهي مخرجة في «الصحيحين» وغيرها، فلتطلب من مظانها، والله الموفق.
    * الخبر السادس:
    عن أبي رافع رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:«إذا طنت أذن أحدكم، فليذكرني . وليصل عليَّ، وليقل ذكر الله بخير من ذكرني ».
    هذا الحديث خرجه البزار 4/32 – كشف الأستار] والطبراني في معجميه الأوسط والصغير [2/120]، وهو حديث ضعيف جداً، بل أورده ابن الجوزي في «الموضوعات»، وقال العقيلي: ليس له أصل» وآفته معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع.
    قال البخاري: «منكر الحديث».
    وكذلك فيه أبوه محمد بن عبيد الله.
    قال عنه ابن معين: «ليس بشيء».
    وخرجه ابن السنيوابن حبان في «المجروحين»والط براني في الكبير [1/321] من طريق حَبان بن علي: حدثنا محمد بن عبيد الله.
    فهذه متابعة لمعمر، ولكن حبان ضعيف، لا يحتج بمتابعته، فكيف وما زال في الطريق محمد بن عبيد الله ؟! والله أعلم
    فائدة: قال ابن القيم رحمه الله: «كل حديث في طنين الأذن فهو كذب».


    يتبع إن شاء الله...
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    178

    افتراضي رد: أحاديث تداولتها ألسنة الوعاظ والخطباء لكنها ضعيفة أو موضوعة فانتبهوا

    * الخبر السابع:

    عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلمكان إذا دخل رجب، قال: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان».


    وهذا الحديث يكثر ذكره على ألسنة الخطباء عند قدوم شهر رمضان، ويقطعون بصحته دون تثبت، والحديث ضعيف، خرجه البزار والطبراني وغيرهما، وفي إسناده زائدة بن أبي الرقاد.
    قال البخاري: «منكر الحديث».
    وقال النسائي: «منكر الحديث». وقال مرة:«ليس بثقة».
    وقال ابن حبان: «لا يحتج بخبره.
    وقد بين الحافظ ابن حجر رحمه الله وَهَن هذا الحديث في «تبيين العجب بما ورد في فضل رجب»؛ فليرجع إليه.




    * الخبر الثامن:


    عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده معاوية بن حيدة؛ قال: قال رسول الله: «ليس للفاسق غيبة».


    رواه: الطبراني في «المعجم الكبير» (19/418)، وابن عدي في «الكامل» (2/596)و(5/1863)، وغيرهما؛ من طريق جعدبة بن يحيى الليثي: ثنا العلاء بن بشر عن سفيان عن بهز ... إلخ.
    وهو حديث ضعيف جداً، بل قال العلامة ابن القيم رحمه الله: «قال الدارقطني والخطيب: قد روى من طرق، وهو باطل».
    وآفته العلاء بن بشر.
    قال ابن عدي: «لا أعرف له تمام خمسة أحاديث، ومقدار ما يرويه لا يتابع عليه».
    وضعفه أبو الفتح الأزدي.
    وقال الحاكم: «هذا حديث غير صحيح ولا يعتمد عليه».
    وقال ابن عدي عن أحمد بن حنبل: «حديث منكر»


    .
    * الخبر التاسع:




    عن عائشة رضي الله عنها؛ قالت: قال رسول الله: «من نام بعد العصر، فاختلس عقله؛ فلا يلومن إلا نفسه».


    رواه: أبو يعلى الموصلي (4/441، وابن حبان في «كتاب المجروحين» (1/283)، وابن الجوزي في «الموضوعات» (3/68)، وقال عقبه: «هذا حديث لا يصح؛ لأن في سنده خالد بن القاسم؛ قال ابن راهويه: كذاب، وقال البخاري: متروك».
    وقال ابن الجوزي: «إنما هذا حديث ابن لهيعة، فأخذه خالد، فنسبه إلى الليث... (وساق الحديث بسنده، ثم قال): وابن لهيعة ذاهب الحديث، ويدل على أنه ليس من حديث الليث: أن الليث قيل له: تنام بعد العصر، وقد روى ابن لهيعة كذا ؟ فقال: لا أدع ما ينفعني لحديث ابن لهيعة».
    ورواه ابن عدي في «الكامل» (6/2391) من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وفي سنده منصور بن عمار أبو السري؛ ضعيف الحديث، والله أعلم.




    يتبع إن شاء الله...
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الاسكندرية - مصر
    المشاركات
    1,050

    افتراضي رد: أحاديث تداولتها ألسنة الوعاظ والخطباء لكنها ضعيفة أو موضوعة فانتبهوا

    جزاكم الله خيرا ، و نفع بك و بعلمك .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    202

    افتراضي رد: أحاديث تداولتها ألسنة الوعاظ والخطباء لكنها ضعيفة أو موضوعة فانتبهوا

    واصل بارك الله فيك

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    178

    افتراضي رد: أحاديث تداولتها ألسنة الوعاظ والخطباء لكنها ضعيفة أو موضوعة فانتبهوا

    جزاكما الله خيرا
    أخي أحمد
    أخي مصطفى

    وبارك الله فيكما

    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    178

    افتراضي رد: أحاديث تداولتها ألسنة الوعاظ والخطباء لكنها ضعيفة أو موضوعة فانتبهوا

    الخبر العاشر:




    عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله: «نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح...»الحديث.


    رواه البيهقي عن عبد الله بن أبي أوفى وابن منده عن عبد الله بن عمرو وغيرهما، وذكره في «زهر الفردوس» بسنده، وانظر: «الفردوس بمأثور الخطاب» (4/248)
    وسنده ضعيف.
    قال البيهقي: «معروف بن حسان أحد رجاله ضعيف، وسليمان بن عمر النخعي أضعف منه».
    وقال الحافظ العراقي: «سليمان بن عمر النخعي أحد الكذابين».
    «وضعف هذا الحديث السيوطي والمناوي»([1]).
    وسند حديث عبد الله بن عمرو خال من سليمان بن عمر، ولكن فيه ضعف من قبل غيره؛ فالحديث ضعيف([2])، والله أعلم.
    ومع ضعف هذا الحديث كثيراً ما نسمعه من الخطباء وأئمة المساجد دون تبيين ضعفه، فأخذه على ظاهره كثير من الجاهلين، فجعلوا يسهرون الليل كله على قيل وقال، وينامون أكثر النهار، وبعضهم يسهر على اللهو واللعب وقول الزور ؟؟ والاستدلال بهذا الحديث مع فعلهم هذا من أقبح الجهل وهم والحالة هذه مأزورون غير مأجورون ولو كان الحديث صحيحاً لكان معناه في وادٍ وهؤلاء الجهّال في وادٍ آخر فالله المستعان.






    * الخبر الحادي عشر:


    عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحبوا العرب لثلاث؛ لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي».
    رواه: الحاكم في «المستدرك» (4/87)، والعقيلي في «الضعفاء» (3/348)، والطبراني في الكبير [11/185] وغيرهم . بسند ضعيف جداً.
    بل قال الحافظ الذهبي رحمه الله: «أظن الحديث موضوعاً».
    وقال العقيلي: «منكر لا أصل له»([3]).
    وأورد الحديث ابن الجوزي في «الموضوعات»([4]).
    وقال أبو حاتم: «هذا كذب»([5]).
    وآفة الحديث: العلاء بن عمرو الحنفي.
    قال الذهبي: «متروك الحديث».
    وقال الأزدي: «لا يكتب حديثه».
    وفي السند أيضا يحيى بن يزيد ضعيف الحديث.
    وتابعه محمد بن الفضل كما عند الحاكم، ولكن محمد قال عنه الذهبي: «متهم»؛ فعلى هذا لا يعتد به ولا بمتابعته.
    وفيه أيضاً ابن جريج، وهو ثقة إمام مشهور، ولكنه مدلس، فإذا صرح بالسماع؛ قبل، وإذا عنعن؛ لا يقبل، إلا في روايته عن عطاء فمقبول مطلقاً على الصحيح وهذا منها. والله أعلم.




    * الخبر الثاني عشر:


    حديث سفر أبي بكر لديار المشركين.


    وقد رواه: أحمد في «مسنده» (6/316)، وابن ماجه (رقم3719)؛ من طريق زمعة بن صالح؛ قال: سمعت ابن شهاب يحدث عن عبد الله بن وهب بن زمعة عن أم سلمة؛ قالت: «خرج أبو بكر في تجارة إلى بُصْرى قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بعام...» الحديث.


    وسنده ضعيف، من أجل زمعة بن صالح.
    قال عبد الله ابن الإمام أحمد عن أبيه: «ضعيف».
    وضعفه أيضا ابن معين وأبو داود.
    وقال البخاري: «يخالف في حديثه، تركه ابن مهدي أخيراً».
    وقال الحافظ ابن حجر في «تقريب التهذيب» . ضعيف، وحديث مقرون عند مسلم، وقد تابعه إسحاق بن راشد كما عند الطبراني وقال لم يروه عن الزهري إلا إسحاق تفرد به موسى»([6]) . قلت وإسحاق قال عنه ابن معين ليس بذاك في الزهري([7]) » وأيضاً الطريق إليه فيه مقال وقد رواه أيضا الطبراني في الكبير [23/300] من طريق زيد بن أبي أنيسة عن الزهري عن عبد الله أخب أم سلمة عن أم سلمة به...» ورواته ثقات ولكنه معلول لأن الزهري لم يسمع من عبد الله وهو ابن أبي أمية أخ لأم سلمة كما في جامع المسانيد والسنن [16-288-289] لابن كثير، وذلك لأن عبد الله قد قتل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كما في أسد الغابة [3/73] والإصابة [4/36-37] والحديث أيضاً فيه اضطراب لا يتسع هذا المقام لذكره والحاصل أنَّ الخبر ضعيف ولا تقوم بمثله حجة . ومع ضعفه، نزع به بعض من أشرب قبله بحب السفر إلى بلاد المشركين، زاعماً أن له بذلك قدوة بأبي بكر.
    ولا حجة ولله الحمد بهذا الأثر لمبطل من وجهين:
    الوجه الأول: أن الأثر ضعيف كما تقدم بيانه.
    الوجه الثاني: أننا لو فرضنا صحته؛ فلابد لمن سافر لديار المشركين من إظهار الدين، وإظهاره إنما يحصل بتبيين بطلان آلهتهم التي يعبدون من دون الله وإظهار بغضهم وعداوتهم والبراءة منهم، وليس إظهار الدين أداء الصلوات الخمس فحسب كما يقوله من لم يمعن النظر في سيرة النبي صلى اله عليه وسلم وما عليه الصحابة، ولذلك هو في غاية البطلان؛ إذ أنه يؤدي إلى ترك الهجرة وكفى بقول يؤدي إلى ذلك فساداً وبطلاناً([8]) .
    وقد روى النسائي وغيره بسند جيد من طريق بهز بن حكيم عن أبيه عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يقبل الله من مشرك بعدما أسلم عملاً أو يفارق المشركين إلى المسلمين»([9]).
    وجاء الحديث أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين» . قالوا: يا رسول الله ! لم ؟ قال: « لا تراءى ناراهما».
    رواه: أبو داود، والترمذي، وغيرهما وفيه كلام ويشهد له ما قبله.
    ولله درُّ العلامة سليمان بن سحمان رحمه الله إذ يقول:
    إظهارُ هذا الدِّينِ تَصْريحٌ لهُمْ


    بالكُفْرِ إِذْ هُمْ مَعْشَرٌ كُفَّارُ


    وعَداوَةٌ تَبْدو وبُغْضٌ ظاهِرٌ
    ج

    يا لَلْعُقولِ أما لكُمْ أفْكارُ


    هذا وليسَ القَلْبُ بكافٍ بُغْضُهُ


    والحبُّ منهُ وما هُو المِعْيارُ


    لكِنَّما المِعْيارُ أنْ تأتي بهِ


    جَهْراً وتَصْريحاً لهُمْ إِذْ جاروا


    وقد شوهد على الكثير ممن يذهب إلى ديار المشركين أنه يؤاكلهم ويشاربهم ويضاحكهم دون نكير عليهم ! فأين هذا من إظهار الدين ؟! والمصيبة العظيمة والجرح الذي لا يندمل أن هذا حال كثير من أهل هذا العصر إذا ذهبوا إلى ديار المشركين، يخادعون الله وهو خادعهم !
    وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ومشاربهم لا يبالون بما جرى عليه ؟!

    ([1]) «فيض القدير» (6/290).

    ([2]) «الفردوس» (4/248)، «إتحاف السادة» (4/322)، طبعة دار الكتب.

    ([3]) الضعفاء للعقيلي (3/349).

    ([4]) ج2/41.

    ([5]) العلل لابنه (2/375،376).

    ([6]) انظر مجمع البحرين (3/341).

    ([7]) تهذيب الكمال (2/421) وسؤالات ابن الجنيد لابن معين ص(454، 455).

    ([8]) انظر: «الدرر السنية» ( كتاب الجهاد/ص206).

    ([9]) (5/82).


    يتبع ان شاء الله...
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  8. #8

    افتراضي رد: أحاديث تداولتها ألسنة الوعاظ والخطباء لكنها ضعيفة أو موضوعة فانتبهوا

    جزاك الله خيراً.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    178

    افتراضي رد: أحاديث تداولتها ألسنة الوعاظ والخطباء لكنها ضعيفة أو موضوعة فانتبهوا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود داود دسوقي خطابي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيراً.
    بارك الله فيك أخي
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    178

    افتراضي رد: أحاديث تداولتها ألسنة الوعاظ والخطباء لكنها ضعيفة أو موضوعة فانتبهوا

    * الخبر الثالث عشر:
    خبر «يَس لما قُرئتْ له».
    قال الحافظ السخاوي رحمه الله: «لا أصل له بهذا اللفظ»([1]).
    وقد اشتهر هذا الأثر بين العوام حتى كأنه حديث صحيح، ولذلك نبهت عليه واشتهار هذا الأثر يدل على عدم التثبت، وإلا؛ لو تثبتوا في رواية الأحاديث والآثار؛ لما انتشرت هذه الموضوعات المختلقة التي لا أصل لها.
    ومثل هذا الأثر . الأثر المشهور بين العوام، خصوصا في البلاد النجدية، وهو: «إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج»، ومثله أيضا: «تكبيرة الإحرام خير من الدنيا وما فيها»... وغير ذلك مما هو مشهور على الألسنة، وهو حديث موضوع أو لا أصل له.




    * الخبر الرابع عشر:
    عن عمر رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله: «خلق الله ألف أمة، منها ستمائة في البحر، وأربعمائة في البر...»الحديث.


    رواه: أبو يعلى([2])، وابن عدي في «الكامل»([3])، وأبو الشيخ([4]) في «العظمة»، وغيرهم .
    وهو حديث ضعيف جداً:
    في سنده عبيد بن واقد، وهو ضعيف الحديث.
    وفيه أيضاً محمد بن عيسى بن كيسان:
    قال البخاري فيه: «منكر الحديث».
    وقال ابن حبان: «يأتي عن ابن المنكدر بعجائب» وهذا من روايته عن ابن المنكدر.
    والحديث أقل أحواله أن يكون ضعيفاً شديد الضعف، وإلا، فقد ذهب ابن حبان إلى أنه حديث موضوع([5]) وتبعه على ذلك ابن الجوزي، والله أعلم.




    * الخبر الخامس عشر:
    عن أنس رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله: «يأتي على الناس زمان، لأن يربي أحدكم جرو كلب أو خنزير خير له من أن يربي ولداً من صلبه»!




    هكذا لفظه في «الفردوس» (5/242) ! وفي إسناده داود بن عفان متهم بالوضع.
    ورواه الطبراني في الكبير [10/349] عن ابن عباس بلفظ: «لأن يربي أحدكم بعد أربع وخمسين ومائة جرو كلب خير له من أن يربي ولداً لصلبه»!
    وهذا حديث ضعيف جداً، وآفته عبد الله بن السمط فقد رواه عن صالح بن على الهاشمي عن أبيه عن ابن عباس مرفوعاً به ورواه ابن حبان في المجروحين من طريق الحكم بن مصعب عن محمد بن علي عن أبيه عن جده مرفوعاً بلفظ «لو يربي أحدكم بعد سنة ستين ومائة جرو كلب...» قال ابن الجوزي في «الموضوعات» (2/279): «هذا حديث موضوع، والمتهم به الحكم بن مصعب».
    قال ابن حبان: «لا يجوز الاحتجاج بالحكم، ولا أصل لهذا الحديث». (المجروحين1/249).
    وقال ابن عراق في «تنزيه الشريعة»: «وتعقب بأن الحكم روى له أبو داود وابن ماجه، ولابن حبان فيه قولان، وللحديث طريق أخرى، أخرجه تمام في «فوائده»([6]) . والطبراني([7])، لكن قال الهيثمي في «ترتيب الفوائد» له: هذا حديث موضوع».
    قلت: وكذلك قال الذهبي في «الميزان»، والله أعلم.
    وقال العلامة ابن القيم رحمه الله في «المنار المنيف»([8]): أحاديث ذم الأولاد كلها كذب من أولها إلى آخرها»، ثم ساق منها هذا الحديث الذي تكلمنا عليه.
    ([1]) المقاصد الحسنة (ص741) رقم (1432).

    ([2]) «المطالب العالية» (2/311).

    ([3]) (5/1989) في ترجمة عبيد بن واقد القيسي.

    ([4]) (4/1428)

    ([5]) كتاب «المجروحين» (2/257).

    ([6]) رقم (1717).

    ([7]) في الكبير (10/349) وفيه ابن السمط وقد تقدم.

    ([8]) (ص109).




    يتبع إن شاء الله...
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  11. #11

    افتراضي رد: أحاديث تداولتها ألسنة الوعاظ والخطباء لكنها ضعيفة أو موضوعة فانتبهوا

    أرى أن هؤلاء الخطباء الذين يعتلون المنبر
    إما جهلة فينبهوا ... فإن استجابوا ، وإلا فليواجهوا بحقيقة المقعد في جهنم
    لمن يكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم...
    من ناحية ثانية
    إن مرد الفساد (في بعضه) بمجتمعاتنا الإسلامية
    وليد لمثل هؤلاء
    الأدعياء
    في موطن الأصفياء

    وحبنا الله ونعم الوكيل

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    178

    افتراضي رد: أحاديث تداولتها ألسنة الوعاظ والخطباء لكنها ضعيفة أو موضوعة فانتبهوا

    الخبر السادس عشر:
    «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع».


    وهذا الخبر منكر.
    رواه الخطيب في «الجامع» (2/69) والسبكي في «طبقات الشافعية» (1/6) من طريق أحمد بن محمد بن عمران أنا محمد بن صالح البصري بها نا عبيد بن عبد الواحد بن شريك نا يعقوب بن كعب الأنطاكي نا مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً به.
    وآفته أحمد بن محمد بن عمران ويعرف بابن الجندي قال عنه الخطيب: «وكان يضعف في روايته ويطعن عليه في مذهبه سألت الأزهري عن ابن الجندي فقال ليس بشيء»([1]).
    وقال ابن حجر: «وأورد ابن الجوزي في الموضوعات في فضل علي حديثاً بسند رجاله ثقات إلا الجندي فقال هذا موضوع ولا يتعدى الجندي»([2]).
    والخلاصة في الخبر أنه ضعيف جداً وفي سنده أيضاً اختلاف يزيد في ضعفه ويبين نكارته فلا نطيل بذكره ومع نكارته فقلما يخلو كتاب فقهي أو شرح من الشروح من ذكره والسكوت عنه وهذا من الغلط الذي تتابع عليه جماعات من المصنفين وقد جاء الخبر أيضا بلفظ «كل أمرٍ ذي بال لا يبدأ فيه بالحمدُ لله فهو أقطع».
    رواه أحمد (2/359) وأبو داود (4/262) وابن ماجه (1/610) والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (ص157) وغيرهم من طريق قرة بن عبد الرحمن المعافري عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي r به، وقرة بن عبد الرحمن قال عنه أحمد: منكر الحديث جداً([3]).
    وقال ابن معين: ضعيف الحديث جداً.
    وقال أبو زرعة: الأحاديث التي يرويها مناكير.
    وقال الدارقطني: ليس بقوي في الحديث.
    وذكره ابن حبان في الثقات([4]).
    ونقل عن يزيد بن السمط أنه يقول: «أعلم الناس بالزهري قرة بن عبد الرحمن ابن حيوئيل».
    وتعقبه فقال: «هذا الذي قاله يزيد بن السمط ليس بشيء يحكم به على الإطلاق، وكيف يكون قرة بن عبد الرحمن أعلم الناس بالزهري وكل شيء روي عنه لا يكون ستين حديثاً بل أتقن الناس في الزهري مالك ومعمر والزبيدي ويونس وعقيل وابن عيينة هؤلاء الستة أهل الحفظ والإتقان والضبط والمذاكرة وبهم يعتبر حديث الزهري إذا خالف بعض أصحاب الزهري بعضاً في شيء يرويه...».
    ومع ضعف في قرة فقد خالف الثقات في رفعه قال أبو داود في سننه عقب الحديث: «رواه يونس وعقيل وشعيب وسعيد بن عبد العزيز عن الزهري عن النبي r مرسلاً » وهذا الحق لا يقبل رفع قرة.
    قال الدارقطني في العلل ( 8/30) والصحيح عن الزهري المرسل»([5])



    .
    * الخبر السابع عشر:


    «عن أبي رافع قال: رأيت رسول الله أذَّن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة».


    رواه أبو داود رقم (5105) والترمذي (4/82) من طريق عاصم بن عبيد الله عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه به وصححه الترمذي والحاكم (3/179).
    وتعقبه الذهبي فقال: «عاصم ضعيف».
    أقول: وهذا قول أكثر المحدثين: وهو الصحيح: فعاصم لا يحتج بخبره.
    قال ابن عيينة . كان الأشياخ يتقون حديث عاصم بن عبيد الله»([6]).
    وروى ابن عدي في الكامل: «عن علي بن عبد الله المديني قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي ينكر حديث عاصم بن عبيد الله أشد الإنكار»([7]).
    قال ابن معين: ضعيف.
    وقال أبو حاتم: «منكر الحديث، مضطرب الحديث، ليس له حديث يعتمد عليه...».
    وقال أبو زرعة: «عاصم منكر الحديث في الأصل، وهو مضطرب الحديث».
    قال النسائي: «لا نعلم مالكاً روى عن إنسان ضعيف مشهور بالضعف إلا عاصم بن عبيد الله فإنه روى عنه حديثاً»([8]).
    فهذا بعض كلام العلماء في عاصم وأنه لا يحتج بحديثه.
    وأما تصحيح الترمذي للحديث فهذا بناء على توثيق عاصم، وقد خالفه من هو أقعد منه في هذا الفن وضعفوا عاصماً . والحق إذا ظهر وجب اتباعه دون تحيز لأحد بدون حجة ولا برهان .
    وللحديث شاهد متروك لا يحظى به . يرويه البيهقي في الشعب([9]) من طريق الحسن بن عمرو([10]) بن سيف نا القاسم بن مطيب عن منصور بن صفية عن أبي معبد عن ابن عباس أن النبي r: «أذن في أذن الحسن بن علي....إلخ».
    الحسن بن عمرو كذَّبه البخاري.
    وقال الحاكم أبو أحمد متروك الحديث([11]).
    فإذا تبين ضعف الحديث وقوةُ حجة من ضعفه على من صححه فليعلم أن العمل بما دل عليه الخبر غير مشروع.
    لأن الأذان عبادة، والعبادة لا تثبت إلا على وفق دليل صحيح.
    وأما الأخبار الضعاف فلا تقوم بها حجة شرعية.
    ولا يقولن قائل: إن هذا من فضائل الأعمال، فإن هذا قول ضعيف، فالخبر إذا تبين ضعفه لم يجز العمل به، سواء في فضائل الأعمال أو غيرها، فالكل شرع ودين، ولا نعبد الله تعالى إلا بما صح مخرجه , والله أعلم.

    ([1]) انظر: تاريخ بغداد (5/77).

    ([2]) لسان الميزان (1/314).

    ([3]) انظر: تهذيب الكمال (23/582)

    ([4]) انظر: الثقات لابن حبان (7/343).

    ([5]) انظر: عمل اليوم والليلة للنسائي ص157.

    ([6]) العلل لأحمد: (1/210) رقم (2038).

    ([7]) ص (1866).

    ([8]) انظر تهذيب الكمال (13/502-506)وتهذيب التهذيب (5/42-43).

    ([9]) (ج6/390)

    ([10]) وقع في «الشعب» المطبوع «عمر» وهو غلط.

    ([11]) تهذيب الكمال: (6/287-288).


    يتبع إن شاء الله ...
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    178

    افتراضي رد: أحاديث تداولتها ألسنة الوعاظ والخطباء لكنها ضعيفة أو موضوعة فانتبهوا

    الخبر الثامن عشر:




    «عن أبي أمامة أو عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن بلالاً أخذ في الإقامة فلما أن قال: قد قامت الصلاة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: أقامها الله وأدامها».


    وهذا الحديث رواه أبو داود (2/230-عون المعبود) من طريق محمد بن ثابت العبدي حدثني رجل من أهل الشام عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة أو عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن بلالاً.....فذكره».
    وقد ضعفه النووي([1]) والحافظ ابن حجر([2]) وغيرهما
    وسبب ضعفه.
    محمد بن ثابت العبدي.
    قال عنه النسائي: «ليس بالقوي».
    وقال أبو داود «ليس بشيء».
    وذكره ابن حبان في المجروحين. والعقيلي في الضعفاء.
    وقال البخاري: يخالف في حديثه([3]).
    ولم يذكر العبدي أيضاً من حدثه بهذا الحديث، وإنما أبهمه، وهذه علَّة أخرى في الحديث.
    وأما شهر بن حوشب ففيه خلاف مشهور بين أهل الحديث، فإذا تبين ضعف الحديث فلا يشرع للمسلم أن يقول: أقامها الله وأدامها . عند قول المقيم: قد قامت الصلاة.
    وما قاله بعض أهل العلم من أنه يستحب قول ذلك ففيه نظر، لأن الاستحباب حكم شرعي لا يثبت على خبر ضعيف، فالأحكام الشرعية من واجبات ومندوبات ومحرمات ومكروهات لا تقوم إلا على أدلة صحيحة وأخبار مستقيمة ولا يجدي فيها الضعيف.




    * الخبر التاسع عشر:




    «عرضت عليَّ ذنوب أمتي فلم أر ذنباً أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها».


    وهذا الخبر يكثر ذكره في الكتب المؤلفة في فضائل القرآن والتفاسير والكتب الوعظية.
    وحمله بعض أهل العلم على ظاهره، وقالوا بتحريم نسيان الآية والواحدة من القرآن ما لم يكن النسيان عن غلبة . وفي حَمْلِه على ظاهره نظر.
    فالخبر ضعيف فقد رواه أبو داود (1/123)
    والترمذي (5/164) من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روَّاد عن ابن جريج عن المطلب بن حنطب عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله: «عرضت عليَّ أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد . وعرضت عليّ ذنوب أمتي فلم أر ذنباً أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها».
    قال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه».
    قال: وذاكرت بن محمد بن إسماعيل فلم يعرفه واستغربه قال محمد: ولا أعرف للمطلب بن عبد الله سماعاً من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: قال عبد الله: وأنكر علي بن المديني أن يكون المطلب سمع من أنس».
    وفي الحديث أيضاً علَّة أخرى وهي عنعنة ابن جريج فإنه مدلس، ولم يصرح بالسماع.
    قال أحمد بن حنبل: «إذا قال ابن جريج «قال» فاحذره وإذا قال «سمعت» أو «سألت» جاء بشيء ليس في النفس منه شيء([4]).
    وقال يحيى بن سعيد: كان ابن جريج صدوقاً . فإذا قال «حدثني» فهو سماع وإذا قال «أخبرنا» أو «أخبرني» فهو قراءة وإذا قال «قال» فهو شبه الريح.
    وقال ابن حبان في الثقات: «وكان يدلس»([5]).
    وقال الدارقطني: «ممن يعتمد عليه إذا قال أخبرني وسمعت».
    وحاصل هذا أن ابن جريج مدلس . فإذا صرح بالسماع فهو ثقة، وإذا لم يصرح ففي حديثه شيء، وللحديث شاهد ضعيف رواه أبو داود (4/344-عون المعبود) من طريق يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد عن سعد بن عبادة قال: قال رسول الله «ما من امريءِ يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله يوم القيامة أجذم».
    يزيد بن أبي زياد «ضعيف الحديث».
    قال أحمد بن حنبل: «ليس بذاك».
    وقال ابن معين: «لا يحتج بحديثه».
    وقال أبو حاتم: «ليس بالقوي»([6]).
    وأما شيخه عيسى بن فائد فقال عنه ابن المديني: مجهول.
    وذكر أهل العلم أنه لم يرو عنه سوى يزيد بن أبي زياد فمثله لا يحتج بخبره.
    وقال ابن عبد البر لم يسمع من سعد بن عبادة([7]) فإذا تبين ضعف الخبرين وعدم قيام الحجة بهما، فقد قال أبو عبيد: ( فأما الذي هو حريص على حفظه، دائب في تلاوته إلا أن النسيان يغلبه فليس من ذلك في شيء، بدليل ما روى عن عائشة سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ بالليل فقال: يرحمه الله فقد أذكرني كذا وكذا آية كنت أنسيتها»([8]).
    وما أحسن هذا لو صحَّ الخبران وأمَّا مع ضعفهما فالقول الصحيح أن النسيان الذي يستحق صاحبه الذم هو ترك العمل به أو نسيان ما تتعين قراءته في الصلاة قال سفيان . وليس من اشتهر بحفظ شيء من القرآن وتفلت منه بناس إذا كان يحل حلاله ويحرم حرامه([9]) . وهذا الحق الذي تدل عليه الأدلة، فليس هناك دليل صحيح على تحريم نسيان حروف القرآن.
    وهذا لا يقتضي التهوين من حفظه فالمسلم مشروع له حفظ القرآن واستذكاره وتعاهده . وفي هذا أحاديث متواترة.
    ولكن هذا لون.
    وكون نسيان حروفه يترتب عليه وعيد شديد استدلالاً بالحديث الضعيف لون آخر.
    قال ( بئسما لأحدهم يقول؛ نسيت آية كيْتَ وكيْتَ بل هو نُسِّي، استذكروا القرآن فلهو أشد تفصياً من صدور الرجال من النعم بعقلها» ( متفق عليه
    ([1]) المجموع: (3/122).

    ([2]) التلخيص: (1/211).

    ([3]) انظر في ترجمته: ( تهذيب الكمال )، (24/556) والمجروحين لابن حبان (2/251)، والكامل لابن عدي (6/2145).

    ([4]) تهذيب الكمال: (18/348).

    ([5]) (ج7/93).

    ([6]) انظر الجرح والتعديل: (9/الترجمة/1114) وتهذيب الكمال (32/138).

    ([7]) انظر تهذيب الكمال: (23/21)

    ([8]) الخبر في الصحيحين وانظر شرح السنة للبغوي (4/495)

    ([9]) انظر التذكار في أفضل الأذكار للقرطبي (164).

    يتبع ان شاء الله....
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    178

    افتراضي رد: أحاديث تداولتها ألسنة الوعاظ والخطباء لكنها ضعيفة

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

    * الخبر العشرون:
    «لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه».
    وهذا الخبر يكثر ذكره في بعض الكتب الفقهية([1]) وينسبونه للنبي صلى الله عليه وسلم دون تنبيه على علته وبيان لنكارته فراج على من لا علم عنده بالحديث، وهو خبر منكر بل موضوع، فقد رواه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول([2]) عن صالح بن محمد عن سليمان بن عمرو عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة قال: رأى رسول الله رجلاً يعبث بلحيته في الصلاة . فذكره وسليمان بن عمرو هو أبو داود النخعي.
    قال عنه أحمد بن حنبل ك كان يضع الأحاديث الكاذبة([3]) .
    وقال ابن معين: يكذب يضع الحديث.
    وقال ابن حبان في المجروحين (1/329): وكان رجلاً صالحاً في الظاهر، إلا أنه كان يضع الحديث وضعاً، وكان قدرياً لا تحل كتابة حديثه إلا على جهة الاختبار ولا ذكره إلا من طريق الاعتبار . وقال ابن عدي: «اجتمعوا على أنه يضع الحديث»([4]).
    ومن هذا يتبين أن الخبر موضوع لا يحل ذكره إلا على سبيل البيان لحاله.
    وقد جاء عند المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/194) من طريق الوليد بن مسلم عن ثور بن يزيد قال رأى حذيفة بن اليمان رجلاً يصلي يعبث بلحيته فقال: لو خشع قلب هذا سكنت جوارحه».
    وهذا موقوف ضعيف لعنعنة الوليد.
    والانقطاع بين ثور بن يزيد وحذيفة.

    وهذه الأحاديث التي سقناها وبينا ضعيفها من موضوعها، غيض من فيض من الأحاديث الضعيفة والموضوعة الجارية على ألسنة كثير من الخطباء والوعاظ وغيرهم.
    وإن كان بعض ما سبق من الأخبار قد صححه أو حسنه بعض العلماء إلا أن المرء مأمور باتباع ما ظهر برهانه وقويت حجته فإذا لاح الحق وظهر فلا يمنع المرء من إظهاره وإن خالفه غيره ممن هو أعلم منه.
    فليس الحق حكراً على أحد لا يخرج عنه.
    فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.



    ([1]) وقد ذكر الصنعاني في السبل (1/245) ولم يشر إلى وضعه بل ولا إلى ضعفه وكان الأولى بمثله التنبيه على عدم ثبوته لئلا يغتر به أحد فينسبه للنبي r وهو غير صحيح عنه.

    ([2]) انظر الفتح السماوي (2/854) وفيض القدير (5/319).

    ([3]) الجرح والتعديل (4/132).

    ([4]) الكامل (1100).


    يتبع بحول الله....
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Aug 2016
    المشاركات
    1,147

    افتراضي


  16. #16

    افتراضي

    عندي ملاحظة بسيطة علي هذا القول : (* الخبر الثاني:
    حديث أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلمقال: «اطلبوا العلم ولو بالصين»
    خرجه: ابن عدي، والخطيب في «التاريخ» وأبو نعيم في «أخبار أصبهان»، وغيرهم.
    وهو حديث ضعيف جداً أو موضوع كما جزم بذلك غير واحد من أهل العلم، منهم ابن حبان وابن الجوزي
    وآفته أبو عاتكة، واسمه طريف بن سليمان.
    قال البخاري:«منكر الحديث».
    وقال أبو حاتم: «ذاهب الحديث».
    وقد أنكر الإمام أحمد رحمه الله هذا الحديث إنكاراً شديداً.)
    فقد رواه عن أنس ثلاثة من الرواة أبو عاتكة وحميد وأبان كما في الرباعيات الألف : وأخبرنا أبو نصر أنا أبو أحمد أنا أبو عبد الله أنا ابن إشكاب نا يزيد عن حميد وأبان عن النبي صلى الله عليه وسلم .....
    فلا شك أن ما رواه حميد عن أنس لا يوصف بكونه ضعيفا (جدا) أو موضوعا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •