بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ميسر الأمور ومفرجها، ومفرج الكروب ومهونها، ومهون الصعاب ومذللها، حمداً يليق بجلاله وعظيم سلطانه، حمداً كثيراً لا نحصي ثنائه، من وفق أهل العلم لنيله وتقييده، وحثهم عليه فهو وسامٌ مرغوبٌ تقليده، فميزهم عن غيرهم بما حصلوه، وفازوا بالأجر الكبير لما طبقوه.
والصلاة والسلام على نبيه ورسوله محمد، صفيه وخليله الأوحد، صاحب المحجة البيضاء، والراية الغراء، من كان نوره النور الساطع، وبرهانه البرهان القاطع، أوضح الشريعة وأجلاها، وثبت قواعد الإسلام وأرساها.
ثم أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحيّا الله الأحبة الكرام الأفاضل رواد هذا المنتدى المبارك الشريف، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير وصحة وسلامة.
أضع بين أيديكم عملاً قد خصصتكم به دون سواكم، عبارة عن كتاب هو بحجمه صغير، وبمضمونه كبير، كتابٌ قد شُغِل به الطلبة أخذا وتعلما، والأشياخ شرحاً وتعليما، مصنفه علمٌ نحرير ماهر، وإمامٌ جليل وارث كابر عن كابر.
فالمصَنِّفُ هو الإمام العلامة الشيخ سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن الملقن، والمصَنَّفُ هو كتاب (التذكرة في علوم الحديث) والذي يسميه البعض: [تذكرة المبتدي وتبصرة المنتهي].
أضعه أمامكم محققاً تحقيقاً متقناً صحيحاً _ بإذن الله تعالى _ على أربع نسخٍ خطية _ سيأتي وصفها _ قد بذلت فيه الوسع والطاقة ليخرج بصورة قشيبة تليق بقدر الكتاب وصاحبه، وتليق بكم أنتم رحمكم الله، وحتى يكون لمن أراد دراسته والاعتماد عليه نسخة متقنة موثوقة إن شاء الله تعالى؛ يعتمد عليها في طلبه.
أما النسخ الخطية؛ فإليك بيانها مختصرا:
1) نسخة الإمام أبو جعفر أحمد بن علي البلوي.. والتي نسخها لنفسه بعد أن قابلها بنسخة شيخه أبو عبد الله محمد بن عبد الله المغراوي الأموي التنسي.. وقد ضمنها ثبته الذي وضعه في بيان مروياته وإجازاته من شيوخه.
2) نسخة من دار الكتب المصرية.. ناقصة الأثناء.. بلا اسم ناسخ ولا تاريخ نسخ.
3) نسخة من مخطوطات الأزهر.. بلا اسم ناسخ ولا تاريخ نسخ.
4) نسخة هندية من مكتبة رضا رامبور.. بلا اسم ناسخ ولا تاريخ نسخ.
وأخيراً _ وليس آخراً _ أرجو من الله تعالى أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم، وأن يكتب فيه وله القبول، والفائدة والنفع آمين.
فقط أرجو منكم رحمكم الله أن لا تنسوني من صالح دعائكم، فأنا بأشد الحاجة إليه.
ملاحظة أحبتي الكرام: قد أخذ هذا العمل مني وقتٌ ليس بالهين، وجهدٌ أضنى وأصعب منه، فلذلك _ على أنه لا حقوق نشر لي؛ لكن يكفي أن الله يكفل حقي _ لا أبيح أحداً قد تسول له نفسه أن يتعدى على هذا العمل بأن ينسبه لنفسه جاحداً ومتغاضياً عملي فيه، والله حسيبه يوم الدين.