قال الشيخ فهد السنيد حفظه الله:
فائدة : إذا كان في الإسناد راوٍ مجهول وروى عمن فوقه بالعنعنة فإنه يكون في الإسناد علتان هما: الجهالة والإنقطاع, وهذا مما يخفى على كثير من طلبة العلم, فتجدهم إذا رأوا اسناداً فيه راوٍ مجهول قد روى عمن فوقه بالعنعنة في جميع طرقه, أو كان المحفوظ عنعنته دون تصريحه لا يعلون الإسناد إلا بالجهالة, والواقع أن فيه علتان هما: الجهالة والإنقطاع, فلا يمكن تقويته بإسناد آخر فيه علة واحدة.
قال علي بن المديني في العلل ص ٢٦٠: في حديث ابن مسعود في ليلة الجن: رواه غير واحد عن عبدالله منهم علقمة و.......وأبوزيد مولى عمرو بن حريث .....ورواه سفيان عن أبي فزارة عن أبي زيد مولى عمرو بن حريث عن عبدالله بن مسعود, فخفت أن لا يكون أبو زيد سمعه من عبدالله لأني لم أعرفه ولم أعرف لقبه، فرواه شريك عن أبي فزارة عن أبي زيد قال ثنا عبدالله بن مسعود فجوده بقوله حدثنا عبدالله بن مسعود-انتهى-, فتأمل هذا النص من علي بن المديني رحمه الله تجد صحة ما قدمت لك والله أعلم, على أنه يمكن تصحيح رواية المجهول إذا استقام إسناد حديثه ومتنه, فقد صحح أحمد ويحيى بن معين حديث أبي سعيد في بئر بضاعة مع أن فيه راوياً مجهولاً وهو الراوي عن أبي سعيد, وقد اختلف في اسمه على أقوال, وصحح الحفاظ البخاري وغيره حديث أبي قتادة في الهرة: ( إنها من الطوافين عليكم) مع أن في سنده جهالة, وصحح علي بن المديني حديث أبي بن كعب في (صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده) مع ما فيه من الجهالة إلى غير ذلك من الأحاديث التي صححها الحفاظ, مع ما في أسانيدها من الجهالة والله أعلم.