بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , أما بعد :
هذه فوائد من كتاب " الإتصال و الإنقطاع " للشيخ إبراهيم اللاحم حفظه الله مع بعض التحرير اليسير مني وكنت قد كتبتها في منتديات صناعة الحديث للشيخ علي الصياح حفظه الله منذ عدة سنوات و أحببت أن أعيد نشرها هنا في هذا المنتدى المبارك لعل الله أن ينفع بها .
فوائد الصفحات من (1 إلى 60 ) :
1- صيغ أداء الراوي للحديث تنقسم إلي صريحة الإتصال مثال : حدثنا , سمعت ,أخبرنا و صيغ محتملة للإتصال و الإنقطاع مثل : عن , ذكر , قال .
2- صيغ الأداء الصريحة في الإتصال في بعض الأحيان لا تفيد الإتصال لأربع أسباب محتملة :
أ- أن يكون المصرح بها كذاب .
ب- أن يكون هناك خطأ من بعض الرواة في الإسناد فيستبدل صيغة أداء لا تفيد الإتصال بأخري تفيده .
ج – أن يقول الراوي: (حدثنا فلان) أو (خطبنا فلان) و هو يقصد أهل بلده .
د – أن يكون هناك خطأ من بعض النساخ أو خطأ مطبعي و يكثر ذلك في الكتب غير المشهورة مثل كتب الفوائد و كتب الغرائب .
3- صيغة (عن) ليست صيغة أداء إنما هي بدل عن صيغ الأداء .
4- صيغة (عن) قد تكون :
أ- من تعبير الراوي نفسه فمثلا يقول الأعمش ابتداء : عن إبراهيم , ثم يسوق الإسناد .
ب – من تصرف من دونه من الرواة مثل تلميذه أو من دونه من الرواة و هذا هو الأغلب فيكون الراوي (س) في الأصل قال : حدثنا ( ص ) . فيأتي تلميذه (ع) مثلا الذي سمع منه الحديث يقول : حدثنا (س) (عن) ( ص ) , وبذلك يكون استبدل (حدثنا) ( ص ) ب (عن) ( ص ) .
و الصيغة الأصلية للراوي هنا كانت (حدثنا) و لكن هناك احتمالات أخري للصيغة الأصلية فقد تكون : صريحة في الإتصال كما مر أو صريحة في الإنقطاع مثل (حدثت) (بضم الحاء) أو محتملة لهذا و هذا مثل : (قال) و (ذكر) .
و قد لا يذكر الراوي صيغة أصلا فقد : يبتديء باسم شيخه مباشرة و خاصة عند الإملاء أو يكون الشيخ بين تلاميذه فيذكر لهم المتن و هم يذكرون الإسناد أو العكس و يسمى ذلك الترقيع .
و ذكر الشيخ حفظه الله أمثلة علي كل ما مضي .
5- وجوب التفريق بين الرواية عن شخص و الرواية لقصته .
6- قد تكون الرواية لقصة شخص واضحة مثل :
أن يقول الراوي كسعيد بن المسيب مثلا : جاء أبو بكر إلي النبي صلي الله عليه و سلم أو قال أبو بكر للنبي صلي الله عليه و سلم كذا .
فهنا سعيد بن المسيب لا يروي عن أبي بكر و لم يسند الرواية إليه فهو لم يسمع القصة منه مثلا و لكنه يحكي قصة أبي بكر مع النبي صلي الله عليه و سلم فهنا يكون الحديث مرسل .
7- قد يكون الفرق غير واضح و خفي بعض الشيء مثل : صيغة (أن فلانا) .
ففي الحالة الأولي (الرواية عن الشخص) تقترن بألفاظ مثل (قال) أو (ذكر) .
مثالها :
يقول الراوي كالأعرج مثلا : أن أبا هريرة قال : قال رسول الله صلي الله عليه و سلم كذا . (هنا الاعرج يروي عن ابي هريرة ) .
الحالة الثانية : (الرواية لقصة الشخص) .
مثل : إذا قال الأعرج : أن أبا هريرة سلم علي النبي صلي الله عليه و سلم أو دخل عليه مثلا . (هنا الأعرج يحكي قصة أبي هريرة و لم يسمعها منه أو يسندها إليه فتكون الرواية مرسلة) .
8- لا يوجد فرق بين (عن) أو (أن) في حالة إذا كان استخدام (أن) في الحالة الأولي و هي الرواية عن الشخص , و لكن يظهر الفرق بينهما إذا كان استخدام (أن) هو الإستخدام الثاني و هو حكاية قصة الشخص .
9- (عن) كما هو ظاهر تستخدم للرواية عن الشخص و لكنها في بعض الأحوال القليلة قد تستخدم في الرواية لقصة الشخص أي أنها تصبح مثل (أن) فتستخدم للغرضين و يكون هذا من تصرف الرواة و تساهلا منهم و يعرف ذلك إما من متن الرواية أو بجمع طرق الحديث .
و من أمثلة ذلك :
روي الفضل بن موسي عن سفيان الثوري عن محمد بن عبد الرحمن مولي آل طلحة عن سليمان بن يسار عن الربيع بنت معوذ : (أنها اختلعت علي عهد النبي صلي الله عليه و سلم , فأمرها النبي صلي الله عليه و سلم – أو أمرت – أن تعتد بحيضة .
و رواه وكيع عن سفيان عن محمد بن عبد الرحمن عن سليمان بن يسار : أن الربيع اختلعت , فأمرت بحيضة .
قال الشيخ ابراهيم اللاحم حفظه الله : دلت رواية وكيع أن قوله في رواية الفضل بن موسي : (عن الربيع) , أي عن قصتها , لأن سليمان يرويه عنها .
10- قول الإمام المزي (روى عن) لا يفيد السماع أو الإتصال إنما يعني وجود رواية لذلك الراوي (س) مثلا عن الراوي ( ص ) و لا يعني ذلك بالضرورة أن (س) سمع ( ص ) فقد يكون سمع منه بالفعل و جاء في روايات قول (س) سمعت ( ص ) أو حدثنا ( ص ) و قد يكون كل ما رواه عنه بالعنعنة و ينص النقاد علي أنه لم يسمع منه فحينها نحكم بالإنقطاع .
و أمثلة ذلك من أقوال المتقدمين كثيرة علي أنهم يقصدون من قولهم (روى عن) وجود رواية فقط من ذلك التلميذ عن ذلك الشيخ .
و من ذلك قول علي ابن المديني: (لم يسمع أبو قلابة من هشام بن عامر , و روى عنه) .
11- قول المحدثين (حدث عن فلان) أو (حدث عنه فلان) لا تدل بالضرورة علي السماع إنما تعني وجود رواية و قد يطلقونهما و يريدون بهما التحديث عنه بواسطة .
و مثال لذلك : قول أحمد في خالد الحذاء : (حدث عن الشعبي و ما أراه سمع منه) .
12- من كتب التراجم المهمة التي تذكر سماع الرواة بعضهم من بعض :
كتاب الجرح و التعديل لابن أبي حاتم .
يتبع إن شاء الله